الشيخ مسعود غني عن التعريف مقدم إمام عالم عامل مفتوح عليه في علوم الشريعة والحقيقة واسع الإطلاع قوي الإدراك فارس الإستنباط دقيق الملاحظة ، تابعه في هذه الحلقات تعرف الرجل وتحب كاتبته وتفانيه في محبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومحبة شيخه الأنور سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه.
آداب المريد مع شيخه
اقتباس من كتب الطريقة التجانية
بقلم
عمر مسعود محمد التجاني
أيده الله بتوفيقه]
بسم اله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره و مقداره العظيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
تمهيد
كان عالما عاملا، كان زاهدا ورعا، كان تقيا نقيا، ، كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، كان متحققا بحقيقة العلم، كان متخلقا بخلق الحلم، كان يعطي كل ذي حق حقه في سائر المراتب الحقية والخلقية، كان من أعيان خصوصية اصطفاء الصديقية، كان في علياء درجة المحبوبية، كان في أصفى صفاء العبودية والربوبية، كان نورا محضا، كان حقا صرفا لا يماري في فضله فرد واحد، ولا ينكر عليه إلا جاهل أو جاحد، سرت بسره في الناس موجبات [ إن الله أحب فلانا فأحبوه ] فأحبوه لما حباه الله به من صفات الحق، ولما حببه به إلى قوابل الخلق، ولم يزل هذا شأنه ودأبه حتى قدم على ربه خالصا مخلصا، لم يعلق من شوائب الشين بوضر، ورؤيت عند موته مشاهد تقديس رويت، وما بينه وبين ربه من دقائق العرفان، والآء الإحسان أكمل وأعلى، وأجل وأغلى، وكوي بموته كتاب من علوم أهل الله تعالى.
ذلك هو العارف بالله تعالى درة التحقيق، جوهرة الصدق و التصديق، راهب الغيب والوجود، إمام محراب الكشف والشهود، أستاذ الشريعة والحقيقة العلامة الكبير الشيخ يوسف إبراهيم بقوي رضي الله عنه.
وكان من خير أمره أنه نشر آداب المريد مع شيخه محققا عالما ومر بها سالما، حقق بها بعض أمنية الشيخ الأكبر سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه، وقد رضي فعله ذاك إذ ذاك أهل الطريقة جميعا لم يختلف عليه اثنان، ثم وقعت الزلازل والفتن، وخرج قرن الشيطان فزعم غالبهم العوازي وادعى وما وعى، وافقه منتسب – هكذا قال أو ضن – إلى الطريقة بزعم أن ميزان الشريعة موضوع يوزن به الشيخ يوسف بقوي رضي الله عنه مع أن ذلك المنتسب بزعمه بشهادة كل أحد – غير استثناء – لا علم عنده بالشريعة ولا ميزانها وإلا الضعف ما هو.
وشائع وتابع ذوو ترة نسوا ما في كتاب الله تعالى [وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] فحرنا كتبا هي بأيدي الناس قررنا بها وجه الحق ثم بدا لنا أن نريد التحرير تقريرا[ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه]. وجعلنا بين يدي ذلك مطلبين.
المطلب الأول
الطريقة التجانية طريقة العلماء
اشتهرت الطريقة التجانية بلقب انفردت به عن غيرها وتميزت به وهو أنها [طريقة العلماء] إن الذي شهرها بهذا اللقب أمور وهو:
الأمر الأول
إن شيخ الطريقة ومؤسسها إمام كبير علام في شرع الله عز وجل مشهود له بذلك معروف بما هنالك وإن شئت فارجع إلى ترجمته في كتاب[ الشرب المحتضر من معين بعض أهل القرن الثالث عشر] للشيخ العلامة جعفر بن إدريس الكتاني وكذلك كتاب[ سلوة الأنفاس في أعيان فاس] لشيخ المحدثين محمد بن جعفر الكتاني، وكتاب[ اليواقيت الثمنية في أعيان مذهب عالم المدينة] للشيخ محمد بشير ظافر المدني، وكتاب[ شجرة النور الزكية في طبقات المالكية] للشيخ محمد بن مخلوف، وكتاب[ الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى] للشيخ العلامة ابن ناصر السلاوي، وكتاب[حليمة البشر في أعيان القرن الثالث عشر] للشيخ عبد الرزاق البيطار
الأمر الثاني
إن أصول الطريقة التجانية وفروعها منضبطة بميزان الشريعة راجعة إليها محكومة بها قال الشيخ سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه في جواهر المعاني:
[اعلم أن التصوف هو امتثال الأمر واجتناب النهي في الظاهر والباطن من حيث يرضى لا من حيث ترضى].
وقال رضي الله عنه في جواهر المعاني:
[ لنا قاعدة واحدة عليها تنبني جميع الأصول أنه لا حكم إلا لله ورسوله ولا عبرة في الحكم إلا بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن أقاويل العلماء كلها باطلة إلا ما كان مستندا لقول الله أو قول رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل قول لعالم لا مستند له من القرآن ولا من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو باطل، وكل قولة لعالم جاءت مخالفة لصريح القرآن المحكم ولصريح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرام الفتوى بها].
وقال رضي الله عنه في الإفادة الأحمدية:
[ إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه].
وقال رضي الله عنه في جواهر المعاني:
[ إن التشريع بإحداث حكم لم يكن سابقا طلبا للفعل أو طلبا للترك أو تعبدا أو إباحة أو نقض حكم سابق في التشريع فتبدل بحكم آخر فهذا لا سبيل للأولياء إليه إذ هو متوقف عن النبوة فقط].
و قال رضي الله عنه في جواهر المعاني:
[إن الحكم المقرر في الشرائع من الرسل عليهم الصلاة والسلام لا ينحل عقده إلا بنبوة وأما الولاية فليس في وسعها هذا]
الأمر الثالث
إن العلماء الذين كانوا في زمان الشيخ التجاني رضي الله عنه وأدركوه واجتمعوا به قد عدلوه بأعلى عبارات التعديل ونوهوا به بمعاني التكريم والتبجيل وهم- علم الله وشهد الناس- غير مغموزين في دينهم ولا مخدوعين في يقينهم فهذا الشيخ العلامة محمد بن سليمان المناعي التونسي اجتمع بالشيخ التجاني رضي الله عنه ووصفه فقال:
[بحر في علوم الشرع لا مثيل له فيما رأت عيني يحفظ من كتب الفقه مختصر ابن الحاجب ومختصر الشيخ خليل وتهذيب البرادعي على ظهر قلب وحكى لي أنه يحفظ جميع ما سمع من سماع واحد وأما كتب الحديث فيحفظ صحيح البخاري وصحيح مسلم والموطأ على ظهر قلبه وأما كتب التوحيد فهو نظير الغزالي].
وقال عنه علامة تونس ومفتيها الأعظم إبراهيم بن عبد القادر الرياحي- وهو من هو- وقد اجتمع بالشيخ التجاني رضي الله عنه:
[اعلم أن الشيخ المشار إليه من الرجال الذين طار صيتهم في الآفاق وسارت بأحاديث بركاتهم وتمكنه في علم الظاهر والباطن طوائف الرفاق وكلامه في المعارف وغيرها من أصدق الشواهد على ذلك ولقد اجتمعت به في زاويته بفاس مرارا وبداره أيضا وصليت خلفه صلاة العصر فما رأيت أتقن لها منه ولا أطول سجودا وقياما وفرحت كثيرا برؤية صلاة السلف الصالح ولخفة صلاة الناس اليوم جدا كادوا أن لا يقتدي بهم].
وقال الفقيه العلامة محمد بن عبد الله أكنسوس وهو ممن لقي الشيخ التجاني رضي الله عنه قال:
[ كنت أسمع بعض أشياخي الصالحين الذين أقرأ عليهم يقول إذا عنت عويصة من أقوال المفسرين أو المحدثين قال الشيخ العارف بالله تعالى سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ويبالغ في تعظيم ذكره فسألت الناس عن هذا الذي يعظمه الشيخ هنا التعظيم كلما ذكره فقيل لي ولي كبير الشأن متبحر في العلوم لا يسأل عن شيء من العلوم إلا أجاب بصريح الحق والصواب بلا روية ولا مراجعة كتاب فكتب السائل جوابه من إملائه وحفظه كأنه يسرده من أصل صحيح].
وقال الفقيه العلامة محمد بن عبد الله الجيلاني وهو أيضا ممن لقي الشيخ التجاني رضي الله عنه قال:
[أما الشيخ أحمد فإنه أخي في الطلب كان يراقبني في أحوالي وأراقبه في أحواله علم بعلوم الدين والدنيا جامع بين علمي الشريعة و الحقيقة له يد طولى في علم المعقول والمنقول تقي عارف بالله لا تأخده في الله لومة لائم ولا يحوم حول الحمى يشار إليه بالصلاح في ابتداء أمره ذاكر مجد عازم مجتهد اجتمع بمشايخ عظماء القدر مجاز مأذون له في التأليف مقتدى به و الغالب على ظني أنه من أهل الكشف].
الأمر الرابع
لقد قدم الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه مدينة فاس سنة 1213 هـ، واستوطنها- كما هو مذكور في كتاب[ شجرة النور الزكية في طبقات المالكية] للعلامة محمد بن مخلوف. وقد انتقل إلى رحمة الله ورضوانه سنة1230هـ فتكون مدة إقامته رضي الله عنه بمدينة فاس سبعة عشر سنة. وكانت فاس إذ ذاك مجمع العلماء وجمهرة الشيوخ لفقهاء، كما تشهد بذلك كتب التراجم و الأعلام حتى أن العلامة بن مخلوف جعل علماء فاس طبقة بنفسها و سائر الأقاليم طبقا بل أن شيخ الفقهاء و المحدثين الإمام العلامة محمد بن جعفر الكتاني قد أفرد لها كتابا سماه [ سلوة الأنفاس]. وكذلك فعل العلامة عبد الكريم بن هاشم الكتاني في كتابه[ زهر آلاس في بيوتات أهل فاس] وكذلك فعل العلامة محمد بن عبد الكبير في كتابه [ تحفة الأكياس ومفاكهة الجلاس] وفي كتابه [ تحفة الاشراف والانبساط فيمن تولى القضاء والعدالة بفاس العليا والسماط] وكتابه [ لواقيح الأزهار الندية فمن تولى وأقبر من القضاة والعدول بالحضرة الفاسية] وكذلك فعل العلامة محمد المنتصر بن محمود الزمزمي في كتابه [فاس عاصمة الإدارسة].
فانظر بعين الإنصاف في أسماء علماء فاس ممن كان موجودا منذ عام1217هـ إلى عام 1230هـ معروفا بالعلم والفتوى موصوفا بالحكم الحق لا بمجرد الدعوى نهل تجد فيهم من نسب الشيخ رضي الله عنه إلى كفر وخروق أو ضلال و مروق؟ كلا .. بل كانوا يعظمونه ويبجلونه وينعتونه بنعوت المتحققين بحقيقة العلم وهو رضي الله عنه بين ظهرانيهم يفتي ويعظ ويذكر، ويرشد… تشهد بذلك مجالسهم وتنسبه إلى الحق مدارسهم… وعلماء فاس إذ ذاك هم الناس. فاذكر منهم غير حصر:
العلامة الفقيه المقري محمد بن عبد السلام العربي توفي سن1214هـ، والعلامة القاضي عبد القادر بن شقرون توفي سنة 1219هـ، والقاضي فخر الأواخر والأوائل محمد بن ظاهر الهواري توفي سنة1220هـ ، والعلامة المحقق محمد بن حسن الجنوي توفي سنة 1220هـ ، والقاضي العلامة القدوة المحقق العربي بن أبي العباس التاودي توفي سنة 1229هـ ، وشيخ الإسلام وخاتمة المحققين الذي دارت عليه الفتوى بالمغرب العلامة محمد بن أحمد الرهوني توفي سنة 1230هـ وعلامة المعقول والمنقول محمد بن محمد الشفشاوني توفي سنة 1232هـ ، والفقيه العلامة المحقق حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج السلمي توفي سنة 1232هـ ، والإمام الفقيه القاضي أحمد بن العلامة التاودي توفي سنة 1235هـ ، وخاتمة الحفاظ بالديار المغربية المحدث الجليل القدر الشهير الذكر المعروف بالفضل والجلالة والتقة والعدالة محمد بن عبد السلام الناصري توفي سنة 1239هـ… وغيرهم وغيرهم..لو ذهبنا نستقصي أسماءهم لاستمر بنا الحال وامتد الكلام وطال..فمن لم ير في هؤلاء ومثلهم معهم أهلية القيام بدولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… فهو مغرور.
الأمر الخامس
إن القائمين بأمر الطريقة التجانية في مدى مسيرتها المباركة كانوا جميعهم في كل البلدان من المشهود لهم بالتمكن في علوم الشريعة وهم شيوخ العلم وأئمة الفتوى وحفاظ الحديث النبوي الشريف فاذكر من شئت منهم فلم تلق إلا عالما عالما فمنه ولا حصر.
العلامة محمد بن المشري القسمطيني وشيخ الإسلام محمد بن أحمد البناني وولده الفقيه الحسن بن أحمد البناني والحافظ المحدث محمد بن أحمد السنوسي وكبير العلماء وإمام الفتوى إبراهيم بن عبد القادر الرياحي علامة المعقول والمنقول أحمد كلا بناني والعلامة محمد بن عبد الواحد المصري والإمام محمد بن أحمد الجباري و الشيخ الفقيه التهامي بن محمد السقاط، والعلامة الفقيه الزكي الودغيري، والعلامة الفقيه بن أحمد الكنسوسي، وكبير علماء شنقيط وحافظها ومحدثها الأوحد محمد الحافظ العلوي، والعلامة عبد الرحمن بن أحمد الصديقي، والعلامة الإمام أحمد بن عاشور السمغويني، والإمام محمد بن طالب جد، والإمام محمد بن السالك الوداني، والإمام عبد العظيم العلمي، والعلامة الإمام محمد بن بلقاس بن الطيب المكناسي، والعلامة الإمام المختار بن محمد الطالب التلسماني، والعلامة المحقق محمد الأمين الزيزي،والعلامة الإمام إبراهيم بن أحمد السباعي، والشيخ الإمام علال بن جلول الكوفي، والعلامة الفقيه الأصولي، محمد بن سليمان المناعي وخلق الكثير من أهل هذه الطبقة.
ثم طبقة أخرى منهم العلامة الإمام مولود بن محمد فال اليعقوبي، والعلامة الإمام المجاهد في سبيل الله عمر بن سعيد الفوتي وأخوه العلامة أحمد بن سعيد الفوتي والإمام الفقيه محمد بن عبد الله العلوي، وشيخ الشيوخ بلا نزاع العلامة الإمام العربي بن السائح الشرقاوي، والعلامة الإمام التجاني بن بابا العلوي وهو أحد شيوخ الإمام العلامة عارف حكمت المشهور شيخ الإسلام في دولة الخلافة والإمام أحمد بن حمي الله التشيتي والعلامة الإمام محمد بن محمد الصغير بن أنبوجة التشيتي و أخوه أعجوبة الدنيا العلامة عبيدة بن محمد التشيتي والعلامة انم بن حم ختار الوداني، والعلامة الذي طار صيته في الآفاق منحض بن عبيد الديماني والعلامة الإمام المختار بن محمد اليعقوبي الذي يكفيه في ارتفاع العلم أن يكون في جملة تلمده الإمام العلامة الشيخ السيد محمد بن المختار الشنقيطي المدفون بقوز المتعة… وخلق كثير من أهل هذه الطبقة.
ثم طبقة أخرى فيهم مشيخة الغرب منهم: العلامة علي بن عبد الرحمن مفتي مدينة وهران والشيخ العلامة عبد الحليم بن سمية مفتي مدينة الجزائر، وإمام المحدثين الفقهاء محمد بن أحمد الفاهاشم الفوتي، والشيخ محمد سلغ بن عمر الكشني، والعلامة أبو بكر بن محمد بن عبد الله الكنوي، والشيخ الإمام محمد بن عثمان العلمي الشريف الحسني، والعلامة ألفا نوح الجندي، و الإمام أحمد بن عبد الرحمن الكتاغمي، والشيخ أحمد التجاني بن عثمان الكنوي، والعلامة الإمام المشهود له بأعلى الشهادة أبو بكرعتيق الكنوي، وشيخ الإسلام الحاج سعيد نور تال الفوتي، والشيخ الإمام الحاج مالك سي، والشيخ الإمام الحجة عبد العزيز سي، وشيخ الإسلام الحاج إبراهيم إنياس الكولخي، وأبوه العلامة الشيخ عبد الله بن الحاج، والشيخ العلامة أحمد التجاني بن محمد بن إبراهيم الشنقيطي المدفون في بلبيس بمصر، والعلامة الشريف محمد بن أحمد الدرادبي المدفون في تطوان، والعلامة الفقيه الأديب اللغوي أحمد بن الأمين الشنقيطي، والعلامة أحمد بن أحمد السباعي الشريف الحسني، والإمام أحمد بن موسى السلاوي، تلميد العلامة الكبير العربي بن السائح الشرقي، وعلامة المعقول والمنقول الشيخ محمد كنون، والإمام سعيد بن العباس الدراركي تلميد العلامة الفقيه الكنسوسي، و الإمام الشيخ علي بن الحسين بن محمد الزرهوني، والعلامة المشهور محمد بن هاشم البلغيثي، والإمام العلامة أحمد بن المأمون البلغيثي، والإمام محمد بن الطيب الوزاني، والشيخ محمد الأعتابي، والعلامة الإمام محمد بن عبد الله الخرشي الشنقطيني، والعلامة عمر الرياحي حفيد شيخ الإسلام وكبير المفتيين إبراهيم بن عبد القادر الرياحي، والإمام الجليل أبو علي الحسين اليفراني، والإمام العلامة الأحسن بن أبي جماعة البعقيلي، والعلامة أبو الحسن علي الأسيكي، والعلامة الإمام المشهور محمد بن عبد الواحد النظيفي، وتلميذه العلامة سلطان بن مناشو التونسي… وغيرهم خلق كثير.
ومن طبقتهم من مشيخة الشرق منهم: الإمام العلامة المجاهد الشهيد في سبيل الله عز الدين بن عبد القادر القسام، وعلامة الشام علي الدقر، والعلامة أحمد الدادسي، والعلامة المتبحر عبد الرحمن بن زيدان، والعلامة عبد العاطي بن أحمد الأسيوطي، والإمام خليل بن زقالي، والإمام عبد العزيز السملالي، والعلامة المشهور مكي محمد مكي، والشيخ العلامة إبراهيم البالي، والإمام بدر بن عبد الهادي، والشيخ حسن الإخصاصي، والعلامة محمد بن مدكور الطصفاوي، والشيخ محمود بن عبد المجيد السلاموني، والشيخ حسين بن حسن الطمائي، والشيخ محمد بن سلامة التلباني، والعلامة محمد بن المأمون الوليشكي. والعلامة عيد بن أحمد الكتامي، والإمام محمد المشهور محمد بن إبراهيم الببلاوي، والإمام العلامة شيخ القراءات ومسند السنة في الحرمين الشريفين إبراهيم الخزامي، والفقيه الإمام أحمد بن أبي بكر التبري، والإمام المشهور السيد محمد بن لامين الكتبي، والعلامة الشريف محمد اللقاني، والعلامة الحجة خاتمة المحققين وكبير المسندين والمحدثين محمد الحافظ المصري… وغيرهم خلق كثير.
ثم اذكر تخصيصا إن شئت في بلادنا السودان منهم: إمام الأئمة العلامة السيد محمد بن المختار بن عبد الرحمن الشنقيطي، وقد تخرج منهم الأئمة الأعلام منهم العلامة أحمد بن عبد الرحمن القاضي، والإمام الطاهر بن التلب الحيمادي، والإمام المجاهد في سبيل الله الشهيد أحمد الهدي بن محمد بنزايد بن محمد السواربي، والعلامة الجليل الشيخ محمد الخير بن عبد الله خوجلي، والشيخ الكبير أحمد ابن هاشم وأولاده الذين الاهتداء والاقتداء: شيخ الإسلام أبو قاسم أحمد هاشم، وأخوه المفتي الأكبر العلامة الطيب أحمد هاشم، وكبيرهم علما وسنا وتحققا محمد بن أحمد هاشم، والعلامة محمد الخير الدوش، والفقيه حسن بن عبد القادر، وعلماء آل أبي قصيصة، وعلماء آل الربيع،وعلماء آل الغبشاوي، وهذه كلها بيوتات العلم وأئمة الهدى لا يشك أحد ولا يسأل، وكلهم تلاميذ الشيخ السيد محمد بن المختار الشنقيطي.
واذكر العلامة إمام الأئمة الشيخ محمد دوليب الركابي، وقد تخرج به أئمة أعلام منهم العلامة محمد الزاكي، والشيخ محمد بن أحمد الملقب بالطفح لارتفاع درجته في العلم، والعلامة المشهور السنوسي بن سعيد، والشيخ الإمام إبراهيم الدولابي، وشيخ الإسلام الذي طبقت شهرته الآفاق الشيخ محمد البدوي تلميذ الشيخ محمد الزاكي، والعلامة الكبير الشيخ أحمد بن الكرار، والعلامة الشيخ علي بن أدهم وهما من تلاميذ شيخ الإسلام محمد البدوي، والعلامة الشيخ إبراهيم التليب، والإمام الشيخ أحمد طه الكواهلي.
واذكر إن شئت العلامة الشريف محمد بن الأمين الكوري، والعلامة سيبويه الزمان الشيخ سعد الدين الفلاني، والعارف العلامة الشريف محمد عبد المنعم المدفون ببلدة أم سعدون، والعلامة الشيخ سنموي بن فارع المدفون ببلدة مليط، والإمام عبد العزيز أبو غرة، وتلميذه العلامة الشيخ عمر قنبو.
واذكر إن شئت علماء الطبقة التي نحن فيها منهم: العلامة الإمام الشيخ محمد المجذوب بن المدثر بن إبراهيم الحجاز، والشيخ محمد البرقوي، والشيخ عمر عيساوي، والإمام العلامة المشهور الشيخ مرزوق بن الفقيه الحسن الخزرجي، والشيخ الإمام الشريف محمد الطاهر يوسف، والعلامة صاحب الورع التام الشيخ أحمد الصديق عبد السلام، والعلماء الفوتيين منهم: الإمام الشيخ المبشر بن عمر بن سعيد الفوتي، وابنه العلامة الشيخ التجاني، وابنه الشيخ أحمد المدني، وكذلك الشيخ سري عال، والشيخ عثمان الفوتي، والعلامة الكبير المجمع على جلالته في العلم والعمل الشيخ محمد سيرين صالح أبو بكر بن سعيد الفوتي، والعلامة الشيخ عبد الباقي أبو، والعلامة الكبير الشيخ الطيب ابن أبي قناية، والعلامة الشيخ الطيب مونة، والعلامة الغالي جديد، والشيخ العارف بالله الشريف محمد طه، والشيخ الإمام موسى إبراهيم ضيف، والعلامة أحمد بن الداه العلوي، والشيخ الفقيه إسماعيل محمد منقا، والعلامة بن العلامة الشيخ مدثر بن القاضي أحمد عبد الرحمن، والإمام الفقيه محمد تجاني سلمون، والشيخ الفقيه محمد النور، وقاضي محكمة بارا الشرعية العلامة أحمد الغندور، ومفتش المحاكم الشرعية العلامة عبد الرحمن عبد الرحيم حامد، والعلامة الكبير الشيخ محمد كرسى، والشيخ الفقيه الإمام عباس محمد.
الأمر السادس
إن مؤلفات شيوخ الطريقة التجانية التي ألفوها في أحكام الشريعة المطهرة شاهدة لهم بأعلى الشهادة بتمكنهم في علوم الشريعة ولولا خوف التطويل الذي يؤدي إلى الملال لذكرت أسماء مؤلفاتهم حتى يعلم جاهل وينتبه ذاهل كما أن أسماء شيوخ الطريقة التجانية تتردد كثيرا في أسانيد العلوم الشرعية كالحديث والفقه والأصول يعرف ذلك من له أدنى اطلاع على الأثبات والفهارس والمسلسلات والمشيخات.
فانظر إن شئت في إثبات الشيوخ أهل التمكين والرسوخ وفهارسهم ومشيخاتهم تجد أسماء أصحاب الشيخ سيدنا أحمد التجاني رضي الله تجتمع عندها الأسانيد، وتدور حولها دوران القلادة على الجيد، وهذا لا يخفي علمه على من له اطلاع ومعرفة بهذا الشأن، فانظر إن شئت إلى [الشموس الشارقة في مالنا من أسانيد المغاربة والمشارقة] و [البدور السافرة عوالي الأسانيد الفاخرة] للعلامة الكبير أبي عبد الله محمد بن علي السنوسي الجغبوبي، وانظر أسانيد شيخ الإسلام في دوله الخلافة العثمانية عصمت الله بن إسماعيل بن إبراهيم الحسيني المشهور [عارف حكمت]. وانظر الثبت الكبير للعلامة فالح بن محمد بن عبد الله الظاهري المدني الذي سماه [شيم البارق في ديم المهارق]، والثبت الصغير له [قطف الثمر في أسانيد الأثر] للعلامة الكبير شيخ المحدثين وإمام المسندين صالح بن نوح الفلاني. وانظر [التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجير] للعلامة وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية محمد زاهد بن الحسن الكوثري. وانظر [رياض الجنة في أسانيد السنة] للعلامة المحدث عبد الحفيظ بن طاهر الفهري. وانظر [فهرس الفهارس الأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات] للعلامة حافظ المغرب عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني. وانظر [إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتاح] وهو الثبت المخرج للعلامة الشيخ عبد الفتاح أبي غدة الشامي. وانظر أثبات ومرويات العلامة الشيخ صالح بن أحمد بن إدريس الأركاني. وانظر [بلوغ الأماني بأسانيد الشيخ ياسين الفاداني]. وانظر [تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع] للعلامة محمود بن ممدوح الشافعي، وانظر [الطالع السعيد المنتخب من الأسانيد] للعلامة بن علوي المالكي، وانظر [الدر النثير في الاتصال بثبت العلامة الأمير] للشيخ الإمام مسند عصره ياسين بن عيسى الفاداني، وكذلك [الروض النضير في الاتصال بثبت الأمير] . وكذلك [فيض المبدي بإجازة الشيخ محمد عوض الزبيدي]. وكذلك [غتحاف الإخوان بمطمح الوجدان] جميعها للشيخ ىالعلامة ياسين الفاداني.
الأمر السابع
إن خصوم الطريقة التجانية والمنكرين عليها مقرون لهذه الطريقة بأن شيوخنا علماء من علية القوم.
ويكفينا من ذلك أن الهلالي وهو عدو التجانيين اللدود وخصمهم الشديد الخصومة لهم يقول عنهم:
[رأيت الطرق المنتشرة في بلادنا قسمين:
1 – قسم ينتمي إليه العلماء وعلية القوم.
2 – وقسم ينتمي إليه السوقة وعامة الناس]
ثم قال [والطريقة التجانية والدرقاوية والكتانية وإن كان أهلها في بلادنا قليلا تؤلف القسم الأول].
المطلب الثاني
آداب المريد مع شيخه وطارقة الإنكار
لقد استقر هذا اللقب [طريقة العلماء] الذي اشتهرت به الطريقة التجانية في خلد أهل العلم وغيرهم حتى أتى أقوام حدثاء الأسنان تعرف منهم وتنكر يقعقع لهم بالحصى والشنان ليعقلوا العلم معاقله ولا من مدكر قد أصابوا بحابله نابله ومجتهده ناقله فتعرضوا للطريقة في أمر- علم الله – أنه لا يختص بها ولا يتعين فيها بل هو في كل طرق أهل الله بل في كل إرشاد واسترشاد في دين الله من أول زمان هذا الدين إلى هلم جرا فإقامت هذه النابتة معركة في غير معترك وزعمت أنها تنصر بذلك الطريقة التجانية…. وما هكذا تورد يا سعد الإبل.
إن آداب المريد مع شيخه معروفة من معروفات أمر الطريقة مشهورة في مقرراتها بل في كل طريقة تسلك إلى الله سبيلا لا يمكنك أن تخص بذلك طريقة دون أخرى فلا وجه للتكذيب بها ولا برار ولا حق يدور مع منكرها حيث دار، وقد وقعت طارقة التشنيع والإنكار على العارف بالله كبير الفقهاء درة العلماء جوهرة الأتقياء الصلحاء سيدنا الشيخ يوسف بن إبراهيم بقوي رضي الله عنه فدفعنا عنه ذلك بما أخده الله على عباده المؤمنين من ميثاق العهد الذي لا يبلى ورفعنا تلك الآداب المائة إلى مستقرها ومستودعها في الدواوين الأصول والأمهات من كتب الطريقة التجانية بل رفعناها إلى كتب الإسلام عامة يوردك ذلك الرد وإقامة الحجة والمنظومة بالتحقيق فامتازت السابلة المعلومة عن بنيات الطريق. كما رددنا دعوى من ادعى انها مصروفة مخصوصة بالشيخ الأكبر فقط بأن التخصيص بغير مخصص باطل بغجماع علماء الإسلام، وأن الأدلة التي يخصص بها العموم هي: الحس والعقل والإجماع والنص الخاص والمفهوم بالفحوى ودليل الخطاب والتقرير بخلاف موجب العموم وقول الصاحب وقياس النص المعارض بالعموم… ومع أن الأصوليين يختلفون في مدى حجية بعض هذه الأدلة، فإن المنكر المدعي التخصيص والصرفة لم يستودع نفسه دليلا واحدا من هذه الأدلة… فهل وراء ذلك إلا الدعوى التي لا تجدي؟!! أو الهوى المهلك المردي؟!! على أن إجماع أهل الله في الطرق الصوفية قد انعقد على هذه الآداب فهل الطريقة التجانية خارجة عن هذا الإجماع خارقة له؟!! كلا… وبل لا … فإن الطريقة التجانية مؤسسة على قواعد الشرع، وخرق الإجماع ممنوع في شرع الله… أضف إلى ذلك أن شيوخ الطريقة وعلماءها هم من جملة ناقلي هذا الإجماع ومع ذلك فلم يبين واحد منهم أن هذا الإجماع لا تتقيد به طريقتنا ولا تلتزمه… وسكوتهم عن بيان هذا الأمر المهم لا يجوز لأن عدم البيان في وقت الحاجة إليه ممنوع منعا مغلظا في شرع الله تعالى… كيف وهم قد صرحوا بأنهم متقيدون بهذا الإجماع –وقد نقلنا نصوصهم على ذلك في إقامة الحجة- بل قد صرح بذلك إمام قبلة توجهاتهم ومشهود عرفانهم من سائر أنحائهم وجهاتهم سيد الدائرة الفضلية وآفاق وأنفس أهل المراتب العلية القطب المكتوم والبرزح المختوم والوارث المحمدي المعلوم سيدنا الشيخ الأكبر رضي الله عنه، فبطلت بصولة أنواره حجة من ادعى أو تقول… وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
فغارت عند ذلك عيون المنكر ومن شايع وتابع وتقطعت بهم الأسباب وجعلوا يخرجون بمستكرهات التأويل من كل باب ويحتجون بالأشكال في فروق الألفاظ و [في قصصهم عبرة لأولي الألباب]، ولو أنهم أبصروا علموا أن كلمة التقوى هي الملتزم الاقوى وفيها مندوجة عن التولي والدعوى فرأيت أن أنتقل في هذا الكتاب نقلا محضا ما ورد في دواوين الطريقة الأصول التي بالعمل على ما فيها بشرطه يقع الفتح والوصول لأنها الأمهات التي عليها المعول وإليها المرجع فخذ او دع، وارفع او ضع، فإنما هي [نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم] وإنما هي [قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا] وابتدئ بكتاب [الرماح] الذي لا خلاف في مرجعيته، ولأنه الكتاب الذي وقعت عليه طارقة الإنكار من ذلك الواهي بالدواهي المدعو د.غالب العواجي ثم أتبع ذلك ما ورد في كتاب [الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة] ثم أتبع ذلك ما ورد في كتاب [النفحة الفضلية في طريقة الختم التجانية] يتبعه نقل عن [الفتح الرباني فيما يحتاج غليه المريد التجاني] وقد زعم من زعم أن لا احتياج ثم أتبعه [منظومة العارف بالله الشيخ محمد أحمد هاشم رضي الله عنه] إذ أنها من فيض ومدد سيدنا السيد محمد بن المختار رضي الله عنه المدفون بالقوز في المتمة، ثم اختم جميع ذلك بنص ما أعلنته مجلة [طريق الحق] الناطق الرسمي باسم الطريقة التجانية… فقل لي بربك: أليس في جميع ذلك ما يكفي؟!!… بلى… فإن الرماح معتمد والفتح مستند والمنظومة مدد والدرة درة بيضاء. وقد فاحت النفحة في الأرجاء وبلغت طريق الحق سائر الأنحاء فهل سمعتم بمنكر أو متعقب أو مستدرك؟ اللهم إلا صدق صدق صدق كان ذلك في الكتاب الأول يا عبد الله هل أحسست أبي وسعد [كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى].
اللهم إن عطاياك وجودية وخطايانا عدمية فلا تقطع عنا الوجودية بسبب العدمية يا عظيم الأفضال وقد قلت ادعوني استجب لكم وأنت تعلم سرنا وجهرنا ولا تخفى عليك خفية اللهم أعط كلا منا سؤله في الدنيا والآخرة وأمنه في تقلبات الأحوال.
اللهم حقق رجاءنا وأجب دعاءنا يا دائم المعروف يا واسع العطية يا متفضلا بالإيجاد والإمداد والإيمان قبل السؤال واختم لنا بحسن الخاتمة وأتحفنا بخصائص القبول والمعية. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين على كل حال.
الشيخ عمر مسعود