لكل علم مفاتيحه التي لا يدريها إلا أهل الاختصاص ،الذين يتوجب علينا طلب التوضيح منهم طبقا للمنهج الرباني الذي يحث على التوجه لأهل الذكر بالسؤال لإزالة الإشكال. وسيدي ادريس العراقي صاحب الرسالة الشافية في جزئها الأول يقدم إجابة شافية لمن ألقى السمع وكان قلبه سليما .
الأفراد المحمديون فقد تكلم على مقامهم شيخ شيوخنا العلامة المحقق الشريف سيدي محمد فتحا ابن قاسم القادري رحمه الله في آخر حاشيته حيث ذكر فيها سؤالين وردا عليه بالخصوص في موضوع الفرد المحمدي ونصهما:
هل الفرد المحمدي الذي هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل لمرتبته بحسب النيابة عنه أم لا؟ الجواب أن الفرد المحمدي لا يصل لمرتبة النبوءة فأحرى أن يصل لمرتبة الرسالة فأحرى أن يصل لمرتبة سيد الرسل وإلى هذا المعنى أشار بعض العارفين بقوله نهاية الولي بداية النبي، ونهاية النبي بداية الرسل، ونهاية الرسل بداية النبي الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
هل الفرد المحمدي يستقل في شيء من الأشياء أو يفتقر في جميع الأشياء إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
الجواب أنه يفتقر في جميع الأشياء إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والله أعلم. ومن خواص الفرد المحمدي أنه لو تعرف للناس لتبعه العالم بأسره ولسار بسيره حيث سار، قال في جمهرة الأولياء: والأفراد المحمديون هم المفردون والغراء لتفردهم عن الخلق بشهود الحق، وغربتهم في أهل زمانهم وهم غير منحصرين في رتبة أو منزلة ولهم كشف خاص وعلوم إلهية غريبة عن الناس، ومن جملتهم الخضر عليه السلام وشأنهم الخفاء وكتمان الأحوال وعددهم في كل عصر أربعة كما بين ذلك شيخنا رضي الله عنه حين تكلم على حقيقة القطبانية في الفصل الثالث من الباب الخامس من كتاب جواهر المعاني صفحة 74 من الجزء الثاني منه ونصه رضي الله عنه: “اعلم أن الأولياء الصادقين كل واحد منهم في قوته قوة ثلاثمائة رجل، إلى أن قال: وقوة الأفراد الأربعة سبعمائة رجل، وقوة مفاتيح الكنوز قوة كل واحد منهم قوة ألفي رجل” انتهى. قال الشيخ محمد أفندي عابدين في كتاب إجابة الغوث: الأفراد ذكرهم العارف ابن العربي في بعض كتبه قال: ونظيرهم من الملائكة الأرواح المهيمنة وهم الكروبيون معتكفون في حضرة الحق تعالى لا يعرفون سواه ولا يشهدون سوى ما عرفوا منه فليس لهم بذواتهم علم عند نفوسهم وهم على الحقيقة ما عرفهم سواهم، ومقامهم بين الصديقية والنبوءة، انظر تقييدي الفتوحات الربانية”. انتهى.