لكل علم مفاتيحه التي لا يدريها إلا أهل الاختصاص ،الذين يتوجب علينا طلب التوضيح منهم طبقا للمنهج الرباني الذي يحث على التوجه لأهل الذكر بالسؤال لإزالة الإشكال. وسيدي ادريس العراقي صاحب الرسالة الشافية في جزئها الأول يقدم إجابة شافية لمن ألقى السمع وكان قلبه سليما
البدلاء والنقباء نوعان: أحدهما: البدلاء جمع بديل وهم اثنا عشر بديلا وهم في كل زمان محصورون في هذا العدد، وإنما سموا بدلاء لأن الواحد منهم يقوم مقامهم جميعا، فكان الواحد منهم عين الجميع فيما يقوم به جميعهم، كما رفع موسى عليه السلام الصخرة التي رفعتها الجماعة فلو حضروا كلهم رفعوها، ولو حضر واحد منهم رفعها، وليس هذا الأمر موجودا في غيرهم، ثانيهما: غير النقباء المحصورين في الإثني عشر وهم أرفع منزلة من هؤلاء البدلاء وأحط منزلة من الإبدال انتهى.
قال الشيخ محيي الدين: “وهم على عدد بروج الفلك، كل نقيب عالم بخاصية برج ولقد جعل الله تعالى بأيدي هؤلاء النقباء علوم الشرائع المنـزلة ولهم استخراج خبايا النفوس وغوائلها ومعرفة مكرها وخداعها، وأما إبليس فمكشوف عندهم يعرفون منه ما لا يعرفه منه نفسه وهم من العلم بحيث إذا رأى أحدهم أثر وطأة شخص في الأرض علم أنها وطأة سعيد أو شقي” انتهى.