بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه أجمعين
الجداول والأفاق
محمد أبرباش
من موانع السير السليم في الطريقة التجانية التي تاهت في دروبها النيات وفسدت وأوجدت لمنكر الطريقة ومبغض أهلها مرتعا خصبا للطعن فيها والهجوم عليها ما يعتقده من لا إلمام له بمباديء الطريقة التجانية من عامة المسلمين أو حتى من بعض الفقراء التجانيين والمقدمين أن الأوفاق والجداويل من علوم الطريقة التجانية لما هو مشاهد من واقع وحال العديد منهم الذين ليس لهمْ همٌ إلا الإشتغال بها والتعاطي لها والدوران في فلكها ظانين أن من لاحظ له فيها من إخوانهم في الطريقة إنما هو ناقص غير صادق معتبرين أن علم الجداول هذا رمز للخصوصية في الطريقة وصاحبه من الخاصة العليا فيها.غير أن الصواب أرشدنا الله إليهِ هو ما ستستشفه من ثنايا هذه الشواهد إنشاء الله تعالى وأقول بحول الله وقوته وتوفيقه:يقول العلامة سيدي الحاج أحمد سكيرج في كتابه زهر الأفانين في الجواب عن الأسئلة الثلاثين عند جوابه على السؤال الثالث عشر ما نصه: وإني لعلى يقين أن الخائض في فن الأسرار المنوطة بالأسرار لابـد من غـرقه في بحارها العميقة وقلما يجـد من يأخـذ بيده من انتشاله من أوحـال الأغراض التي لا يصل منها إلى الحق فالأولى هو الإعراض عن العمل بطريقة الأذكار للخواص ولو ظهرت خوارق العادات بها من بعض الخواص وإن كان المراد بالسلوك المعروف به عليه أصحاب الخلوات وعمارة الأوقات بالأذكار لنيل أسرارها وخواصها على حسب ما ذكره المؤلفون في ذلك كالبوني وغيره في نحو ما أشرنا إليه فهذا ليس من السلوك لدى الصوفية المقتدى بهم في الإرشاد للحق بل العمل بذلك حجاب عظيم بين المريد ومراده فتجد الشيوخ الكبار المرشدين للحق ينهون مريديهم عن العمل بما فيه الحظوظ النفسانية من ذلك ولو حصلوا على سر من أسرار ذلك كما وقـع مثل هـذا من سيدنا الشيخ في منع الواسطة المعظم من الوقـوف مع ما فـتح له به في التنقير بالوفق الثلاثي وكان يتصرف به في وسط جماعات من الإخوان و يعطيهم ما يخرجه من بيوت الوفق المذكور من الذهب المضروب سكة عصره فقال له الشيخ:إما أن تترك هذا العمل وإما أن تترك صحبتي فاعرض عن ذلك ولم يعد لاستخدامه ولقد أخبر الواسطة المذكور الأحباب عـما رآه من أسرار الحـروف والأسماء وبعض الأذكار بأن ذلك يراه مكتوبا بقلم القـدرة بين الحروف وعليها بكتابة واضحة كما تعرض لذلك العلامة ابن المشري في شرحه لـياقوتة المحتاج عند تكلمه على خواص كل صيغة من الصلوات المرتبة على حروف المعجم التي ألفها الواسطة المذكور فيما أخبره به على أن العمل بالخواص وإن لم يكن أساس طريقتنا عليه فنحن لا ننفيه وإنما نحذر الناس من الوقوف معه أو استعماله فيما لا ينبغي لأن ذلك غير محمود ووضع الأسماء في غير ما وضعت له من الأمر المذموم ومن هذا الأمر وضع بعض الأذكار في كفن الميت أو دفنها معه فقد حذر سيدنا من ذلك خشية أن تتلطخ بالقاذورات التي يصير إليها الميت والحاصل أن السلوك بالأذكار صاحبه على خطر وللسالكين بذلك شروط وغالب ما ينسب من الخصائص والأسرار من جل تلك الأذكار متقول على أربابه مكذوب عليهم فيه فالعمل على ترك العمل به أولى لمن أراد السلامة لنفسه قبل حلول رمسه، وبالله التوفيق.إهـ وفي كشف الحجاب للعلامة سيدي أحمد سكيرج التجاني رضي الله عنه عند ترجمة سيدي محمد بن العربي التازي الدمراوي رضي الله عنه أن الشيخ سيدي أحمد التجاني أمر صاحب الترجمة بترك هذه الأشياء وذلك أنه كان له التصرف التام بالجداول والأوفاق حتى إنه كان يستعمل الجدول وينقر منه الدنانير بمرأى من الناس حتى نهاه سيدنا رضي الله عنه عن ذلك وقال له إن هذه الأمور من وقف معها لا يحصل له فتح البتة فترك ذلك امتثالا لأمر سيدنا رضي الله عنه ففتح عليه بالفتح الأكبر.إهـ فانظر يا رعاك الله إلى هذه المفارقة العجيبة فهذا السيد الجليل رضي الله عنه من أكبر خاصة الخاصة من أصحاب الشيخ أبا العباس أحمد التجاني رضي الله عنه وكان الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ في هذا العلم النهاية فلما نهاه الشيخ امتثل لأمره وانظر حالة المدعين لهذا العلم اليوم الذين ليس لهم منه عشر معشار حبة خردل مما بلغه الواسطة المعظم رضي الله عنه مع تبجحهم وتمجحهم به وعدم امتثالهم لنهي الشيخ سيدي أبا العباس أحمد التجاني رضي الله عنه.
وجاء في كتاب جواهر المعاني للعارف بالله الخليفة سيدي علي حرازم برادة التجاني رضي الله عنه ج2 الفصل4 في رسائل الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه مانصه:ومما كتب به إلى بعض الفقهاء من أحبائه بفاس ونصه:اعلم أن التمسك بما في كتب أهل الخواص من دائرة الشاذلية رضي الله عنه وأسماء الله والحروف والجداول كله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ما في جميعها إلا التعب.إهـ وجاء في اليواقيت الأحمدية العرفانية واللطائف الربانية في الأجوبة عن بعض الأسئلة في الطريقة التجانية من إملاء العارف بالله سيدي أحمد سكيرج التجاني على جامعها المقدم سيدي محمد امغارة التطواني:وسألته رضي الله عنه عما ورد عن الشيخ رضي الله عنه وعن خاصة أصحابه من كون طريقته المحمدية غير مبنية على الخواص المنوطة بالأذكاروالاسماء والأوفاق والحروف وغيرذلك مع ما صح عن الشيخ رضي الله عنه من أنه كان يتعاطى ذلك ونقله عنه الخاصة من الأصحاب ووجد شيء منه مقيدا بخطه الشريف وبخط الواسطة المعظم سيدي محمد الدمراوي والخليفة سيدي علي حرازم رضي الله عن الجميع كما وقع النص على ذلك في كتب الطريقة وخصوصا كتابكم نيل الأماني فأجاب:اما الاذكارالخصوصية والجداول الوقفية وخواص ذلك مع خواص بعض الاسماء و الآيات القرآنية المنقولة عن الشيخ رضي الله عنه فقد كان ذلك في أول الأمر قبل اجتماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن همه قبل الوصول إلى هذه الدرجة إلا العثورعلى ما يتوصل به إلى هذا المطلب الذي هوالمطلب الأهم عند أهل الله لاأنه كان يخوض في ذلك ليحرزالمأمول من الأغراض التي يقصدها الخائضون في علم الأوفاق والاسماء وغيرها من جلب شيء أو دفعه أو خفض شيء أو رفعه أوإقبال الخلق عليه إلى أن قال وقد نهى سيدنا رضي الله عنه الخاصة من أصحابه عن الوقوف مع تلك المطالب لأن المتصرف بذلك لا ينال الفتح إلى أن قال وأحسن ما يذكرهنا ماقاله العلامة ابن المشري في الجامع ونصه ما جاء من الاذكار والعبادات لسعة الرزق ودفع الضر وهلاك الظالم ودفع الفقر وقضاء الحوائج إلى غير ذلك فما كان من ذلك منها من جلب رزق ودفع فقر وقضاء حاجة مطلوبا لذاته بذكر الذكر والعبادة فهو شرك الأغراض وهو حرام بإجماع وإن كان ذلك المطلوب ليعين على عبادة الله عز وجل فلا يخلو من أمرين أيضا إما أن يكون قصده في ذلك الذكر الخاص أو العبادة الخاصة مجرد غرض من سعة الرزق وغيره عن قصد وجه الله عز وجل بالذكر والعبادة الخاصة فذلك من شرك الأغراض أيضا وهو حرام وإن قصد بالذكر والعبادة وجه الله ورجا مع ذلك قضاء غرضه ليستعين به على عبادة ربه وليدعوا عقب عبادته لله بقضاء حاجته فهو جائز ولاحرج فيه لكن بعد إعتقاد أن الله هو الفاعل باختياره لابذلك الذكر بل عنده لابه وطلب بالذكر وجه الله عزوجل وأن الاذكاروالعبادات لاتأثير لها وخواصها من الثواب هنا وهناك وأن الله هو الفاعل عندها بمحض اختياره لابعلة فهذا هو وجه صحته وكل هذا تكشفه الادلة النقلية. وفي هذا القسم الجائز كان يخوض فيه في أوائل أمره ويستعمل ذلك بعض من له الاذن فيه من أصحابه ومع هذا فإن طريقته التي تلقاها عن الرسول صلى الله عليه وسلم ليست من هذا القبيل بل هي مجرد أذكار توصل المريد لرضا الله بضمان الرسول عليه السلام ووقع التصريح منه بأن الخوض في ذلك ليس من الأمر الذي يسلك عليه فيها حتى لايظن أحد أن ذلك من نفس الطريقة التي تلقاها عن الرسول عليه السلام يقظة لامناما ولاينافي هذا ماتلقى عنه من بعض خواص الأذكار وغيرها ووجد بخطه إن تحققت ماأومأنا إليه والله يلهمنا وإياكم نهج الصواب آمين.إهـ وفي رفع النقاب الربع الثاني ص224: كان لأبي إسحاق الرياحي قدس سره ولوع كبير مع اطلاع تام بهذا الفن في مباديء أمره وقد أعرض عنه بالكلية حين حصل على الفتح الذي ألزمه ترك سفاسف الأمور.إهـ
وقال العلامة سيدي أحمد سكيرج في رفع النقاب الربع الأول عند ترجمته لسيدي أحمد بنيس الفاسي :…علم سر الحرف والأوفاق وخواص الأسماء وغير ذلك من فروع فن السيميا وهذه الفنون لغرابتها وعزتها انقسم الناس فيها على فرق ما بين مبيح لتعاطيها وبين محرم ولكل أدلة تؤيد لما قاله في الجملة ولما لها من السيطرة على الأرواح تتشوق كل نفس للإستطلاع على أسرارها وحقائقها مع ما هي عليه وإن كانت مضروبا عليها بحجب لا ترفع لمطلق الناس وكثير من المدعين من أفاردة الطلبة يموهون على العامة بالوصول إلى أسرار مثل هذه الفنون وما هم لها بواصلين والجنون فنون
كم مدع للعلم وهو جاهل يبغي التصدر لدى المحافل
وقد كشف القناع سيدنا رضي الله عنه في جواب له مذكور في جواهر المعاني لمن سأله عن التصرف بالدائرة الشاذلية وغيرها وهو يكفي مطالعه عن كلام غيره في تحقيق المقام بأفصح مقال مفصحا عن حقيقة ذلك ومشيرا إلى أصول التصرف بمثل تلك الدائرة ولا بأس بالإشارة إلى تلك الأصول وإن لم أكن لها من أهل الوصول فأقول إن علم الأوفاق ويقال له علم الجداول له ارتباط تام بعلم الأسماء والحروف وهي متوقفة عليه في بعض المطالب توقفا فنيا لكمال التصريف ولكل فروع وأصول متنوعة وهي على سبيل الإجمال ينقسم فنها إلى عددي وإلى حرفي والعددي أصل في الثاني حتى قيل فيه إنه هو السر في السير فالعددي من الأوفاق يتوقف في التصريف على معرفة التعمير والسير في كل وفق من الثلاثي إلى الوفق المئيني بأنواعه خالي وسط أو طرف أو طلس بسيره الطبيعي أو بسر التداخل بحسب ما تقتضيه الخاصية جلبا أو دفعا تحريكا أو تسكينا باستنطاق الأرواح العلوية والسفلية ونظم العزائم المرتبطة بالوفق واستخراج البخور الخاصة به وعمليته بالرصد المنوط به مع ما يتعلق بالرسم والمرسوم فيه على قانونه الفعلي وأما الوفق الحرفي فيحتاج لمعرفة ذلك مع الإطلاع على علم سر الحرف وعلم التكسير والبسط وطبيعة ذلك بميزانها الخاص وما يناسب كل مطلب نفسيا كان أو عقليا أو ذاتيا أو روحيا والمدار في ذلك كله على الحروف الفعلية لا الحروف القولية التي تنقسم إلى النورانية والظلمانية والشمسية والقمرية واللفظية والرقمية وربما تحتاج في بعض المطالب لمراعاة علم ربط الحروف بعضها ببعض والتكعيب العددي والحرفي واستنطاقه وهي بحسب تفصيلها بفصولها الفردية والزوجية لابد في ذلك من ملاحظة المقاصد مع معرفة زوال العوارض في الأغراض ومعرفة المنافس من الأسماء عجمية أو عربية وإلا كانت الأعمال مجرد تعب ومن لم يطلع على هذه المباديء كان على خطر وفعله من الخطأ أقرب من الصواب وغالب المتعاطين لهذه الفنون إن اطلع على بعض هذه المباديء التي لا تكشف عنها الحجب لمن لا يستحقها ولو تحقق بظواهرها يظن أنه بلغ الغاية من التحقيق وما هو من الضلال ببعيد نسأل الله التوفيق والسلامة في كل الأمور لأقوم طريق.إهـ وقال المحقق العلامة سيدي العربي بن السائح التجاني في البغية عند تعـريفه بالشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ما نصه:تسخير الروحانية منه ما يكون من طريق الإستخدامات و الإستنزالات المعروفة عند أربابها وهوطريق مذموم وصاحبه على ألسنة الشرائع والحقائق مٌدْنِفٌ ملوم بل هو طريق مشؤوم وصاحبه مخذول محروم وهو سيء العاقبة بلا شك والعياذ بالله والتسخير من هذا الطريق منزه عنه من كان من أمثال والد الشيخ رضي الله عنه ومنه ما يكون من طريق انقياد الكون بما احتوى عليه لمن أهله الله تعالى لبساط قربه ومشاهدته واصطفاء لحضرة تخصيصه وعنايته وهذا من باب كرامات الأولياء وخرق العوائد لخاصة الأصفياء إلا أن الزهد فيه وعدم الإكتراث به هوالكرامة الحقيقية الخاصة بخاصة الخاصة من عباد الله الأتقياء الأبرياء.إهـ كما استشهد رضي الله عنه في موضع آخرمن البغية بكلام الشيخ محي الدين من فتوحاته المكية للتنبيه على أن الهرب من صحبة الجن وترك مجالستهم أولى للعاقل وأن الايثار لمجالستهم جهل فقال فرجال الله يفرون من صحبة الجن وقد أخبرت بأن صحبتهم تورث التكبر على الناس ومن تكبر على الناس مقته الله تعالى من حيث لايشعر فنسأل الله العافية.إهـ وجاء في كتاب التربية في الطريقة التجانية في ضمن الأجوبة البعقيلية لأمين محمد الفطواكي ص74 فلا تذكر الأسماء للتصرف بها ولإستخدام أرواحها فإنه رجس وإنما نقصد بها حمد ربنا وشكره.إهـ والعارف بالله سيدي الاحسن البعقيلي رضي الله عنه يزيدنا توضيحا في هذه المسألة ضمن كتابه سوق الأسرارإلى حضرة الشاهد الستار فيقول: والتعرض للأرزاق بالأسباب الحلالية التي أذن فيها الله ولا يأذن الله إلا فيما فيه مصلحتك وعدم إذايتك لنفسك ولغيرك وهذه الحكمة مقررة في سياسة كتاب الله لتعيش في الدنيا والآخرة منعما فإن آذيت نفسك وغيرك يربك الله بما ذكره الله في كتابه ثم إن الأسباب الحسنة هي التي كانت في الطريقة الأولى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من فلاحة وتجارة بشروطها وحرفة بشروطها وما أحدث بَعدهم من التعرض للأرزاق باستخدام الأسماء في عرفهم والروحانيين بإهلاكهم وقتل ملوكهم بإحراقهم بأنوارالأسماء الجلالية على كيفية معلومة عندهم وكأخذ الأجرة على تناول مثل الكتف فينظر فيها فيريه الشيطان صورا شيطانية تدل على المغيبات من موت أمير وغيره كالخط لرجم الغيب من نحو الزناتي وكرجم الغيب بالرمل وعلم النجوم عندهم وكرجم الغيب بمثل قرعة الأنبياء عندهم وقرعة الطيور وكاستعمال أسماء البركة وكتغيير سكة الأمير وكحرق مثل نحاس حتى يصير مثل فضة فيعيش بها فضة وكالتثقيف للجنين والولادة وإفساده ورميه وكالتفريق بين الأحبة وكالجمع بين الزناة وكالضمائر والخط وكل ما لم تأذن فيه حقيقة الشريعة فكل ذلك ضلال مبين لا شك في ضلال صاحبه لتلبسه بمثل الكفروذلك كله عمل الكفربل فعل الأغمارمن العاجزين القاصرين الأفهام.إهـ وقال رضي الله عنه في كتابه إراءة عرائس شموس فلك الحقائق العرفانية بأصابع حق ماهية التربية بالطريقة التجانية ج1ص 56: وإياي ثم إياك أن تسمع بأن الطريقة التجانية خالية من التربية والمجاهدة فتفهم غيرالمقصود فمعناه أنه خالية عن مقاصد أهل الطريقة الثانية المسماة بطريق القوم كأن تذكر ذكرا خاصا بكيفية وشروطه عندهم لتصل إلى كذا وأن تجتهد في طلب غير الله بكثرة أنواع العبادة لطلب حظ نفسي من سر وفتح كوني وولاية وأما الإجتهاد بجميع المأمورات وبترك جميع المنهيات قولا وفعلا وحركة وسكونا ظاهرا وباطنا بقصد الإمتثال للحق أو الإستحقاق للعبادة على وجه العبودة أو بالغلبة ممن انتهى إلى ذروة الإتقان فهو أعظم ركن في الطريقة الأصلية التجانية المحمدية الأحمدية الإبراهيمية السمحة المجردة من أوهام الخيال والغلط والظن والشك والريب.إهـ
وجاء في كتاب مواهب اللطيف للعارف بالله سيدي محمد بن عبد الواحد النظيفي التجاني رضي الله عنه قوله:
رسمك للجـدول في التـربان |
فليس مـن طريقة التجاني | |
والبحث في الكنوز والإكسيـر |
بقـصـد تـربيـع أو التنقـيـر | |
فإنــــه خـال بــــدون شطـط |
لاتــك مغـتـرا بخالي الوسط |
|
فكـل ذا يحـرم كالوقـيـــــــــد |
كـذا تقـصيصك للكــاغـيــد |
|
أو بعض أسماء الاله الاكـرم |
تــلاوة لبعــض آي المحكـم |
|
أو لـنمـــــو المــال والثـمـــار |
لجــلب درهـــم أو الدينـار | |
لظالـــــــم وجائــــــــر مبـيـر |
أو ما يسمــــونه بالتدمــيــر |
|
ما هـــــــكـــذا عـبــادة الغـفــار |
من حرفة العجـزة الأغـمار |
|
وكــــــــل صادق من الاخوان |
وإنما طريقة التجانــــــــي |
|
وبالتجارة وبالزراعــــــــــــــة |
تمعش بالكسب والصناعة |
|
لنــا من الأسباب في المعـيشة |
وكـــــل ما أباحت الشريعة |
وقال العلامة سيدي محمود بن المطماطية رضي الله عنه في كتابه غرائب البراهين في مناقب صاحب تماسين قدم إليه في بعض الأعوام مقدمه الفاضل السيد الحاج إبراهيم السوداني دفين تونس وكان مقصده الأهم الذي دعاه لقدومه ذلك هو طلب الشيخ في أن يعلمه علم الكيمياء ثم لما وصل إلى تماسين أنزله مولانا الحاج علي منزلا طيبا يليق بمقامه ثم أمر خدامه أن يأتوا إلى بعض بساتينه فيجنون من كل نوع من أنواع التمر عرجونا ويضعون كل عرجون تحت نخلته ففعلوا ذلك ثم قال لزائره المذكور{تعالى حتى تتفسح معي بين نخيلنا} فأدخله إلى ذلك البستان وجعل يقف به عند كل نخلة ويطلعه على جنس تمرها ويسمي له نوعه ويطعمه من عرجونها الموضوع تحتها حتى أراه أنواعا كثيرة من ذلك وكل نوع منها يخالف نوعه الآخر ثم قال رضي الله عنه لصاحبه المذكور قبل أن يكلمه هذا الصاحب في شأن الأمر الذي قصده لأجله{يافلان إنك تريد مني أن أعلمك علم الكيمياء فهذا الذي رأيت وأبصرت بعينيك هو علم الكيمياء الحقيقي}إهـ ويقول العارف بالله سيدي أكنسوس في رسالة له لسيدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمان: وأما ما ذكرت في كتاب الأخ سيدي سعيد من التربيع.إلخ فاعلم أيها السيد الفاضل أن من خصه الله بمثل السعادة التي خصك بها وألبسه بملابس العز التي ألبسك وإقامة مقام التقدم لنصح المؤمنين ودلالتهم على طريق رشدهم وهدايتهم يتحاشى أن يذكر مثل هذه الأمور التي يتفاني عليها الطلبة وإلا فأريد الذين يلعب بهم الشيطان فهذا والله من سقوط الهمة وكيف يمكن أن يجمع بين الاتكال على الله والرضا بقسمته مع هذا الأمر الدنيء الخسيس الذي هو أدنى درجة الأسباب الواهية التي لا حقيقة لها ولا أفلح قط من اعتقد صحتها فضلا عن متعاطيها فاتهم نفسك أيها الأخ في الله وصحح اعتقادك وارفع همتك ولا تعد للتحدث بمثل هذا وأرح نفسك من أمثال هذه الأوهام التي يثمرها الطمع فإن هذا ليس مقام أمثالك الذين يرجون المراتب العالية عند الله تعالى، فإن ذلك لا يدرك إلا بالرضا بالقسمة السابقة وإخلاص الوجهة وتذكر البيت الأخير من لامية العجم وهو: قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن تردى مع الهمل.
هذا ما وجب على أخيكم من المناصحة في الله وإن كان هو أحوج إلى ذلك منكم ولكن ربما صدرت الحكمة من غير أهلها فاجن الثمار وما عليك في العود، جبر الله بمنه صدعنا وجعل فيه وعليه جمعنا آمين والسلام إهـ وفي الربع الرابع من رفع النقاب عند ترجمة سيدي عبد السلام العلمي الجبلي رضي الله عنه قال العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه:ووجدت في كناش السيد الأمين الرباطي نقلا عن الولي الصالح سيدي العربي بن السائح رضي الله عنه أن صاحب الترجمة كان يقرأ العلم بالمدرسة وكان يتعاطى علم السيميا ثم إنه لما لم يحصل على مطالبه شكى لبعض الناس فدله على الشيخ رضي الله عنه{أي الشيخ سيدي ومولاي أبا العباس أحمد التجاني رضي الله عنه} فجاء إلى الشيخ رضي الله عنه وفي نيته أن يسأله عن تصريف سورة ألم نشرح فكاشفه الشيخ رضي الله عنه بعد أن قال بعد استطراد:{إن بعض الناس كان يقرأ سورة ألم نشرح فتمثل له خادمان وقالا له نحن خدمتها واحد يخدم مولانا محمد بناصر وواحد يخدم مولانا محمد الشرقي فلا يقدرعلى الوصول لنا فهما يحولان بيننا وبينك}ثم التفت الشيخ رضي الله عنه إليه وقال له: {ياساداتنا الطلبة أنتم حملة كتاب الله وتقرؤون الدين وتتعلقون فيما فيه سخط الله فلو أقبلتم على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأغنتكم عن كل شيء}ثم طلب من الشيخ الورد بعد ما استغفر وتاب بين يديه.إهـ
وقال العلامة سيدي أحمد سكيرج أيضا في كتابه كشف الحجاب عند ترجمته لسيدي محمود التونسي رضي الله عنه أنه حدثه المقدم البركة سيدي الطيب السفياني أن صاحب الترجمة كانت له دنيا واسعة ولما سمع بسيدنا رضي الله عنه في بعض البلدان التي كان فيها نازلا فشد الرحلة إليه ولما اجتمع به رضي الله عنه طلب منه الدعاء فدعا له ثم طلب منه أن يعلمه الكيميا فلما سمع منه سيدنا رضي الله عنه ذلك زجره وقال له:اخرج من هذا البلد الساعة وإياك والمبيت به وإلا يحل بك كذا وكذا فقام وهو يعثر في ذيل الخجل وخرج امتثالا لأمره وفي الغد رجع إليه وصار يتملق بين يديه وتبرأ من جميع ما يملك وطرح نفسه بين يديه كالميت بين يدي غاسله فحينئذ أقبل عليه سيدنا رضي الله عنه ولقنه الطريقة المحمدية .إهـ
وقال المقدم البركة سيدي بلقاسم خليفي البوزيدي الحسني التجاني في كتابه الأجوبة المائوية عن الطريقة التجانية :السؤال الرابع و العشرين:ما تنصحون به فقير مغرور بنفسه ومدعي الوصول وهمه الوحيدالبحث عن الأسراروالتحدث عن الكرامات والأحوال والمقامات وغيرمهتم بالطريقة وأورادها الجواب الرابع والعشرين:إن مثل هؤلاء المدعين ما هوإلا متلاعب ودجال وكذاب و مغرور بنفسه ونفخة شيطانية إنما مثل هذا وكل من رأيته مؤثرا لذكرالنوادرالغريبة من الكرامات الخارقة والأذكارالزائدة والأسرارالعجيبة معتمدا في جل ما يذكره من ذلك التلميحات المريبة منوها بتلك الغرائب عوضا عن التنويه بالورد اللازم والأذكاراللازمة بلزومه مستغرقا في اللهج بذلك كلما جلس إليه أحد الإخوان فاقطع عليه من غير تردد في أمره بأنه ضال مضل فتان وكل من رأيته لهجا يذكرالورد اللازم والأذكار اللازمة بلزومه مستغرقا في التنويه به وبفضائله حضا به غاية على إقامته بالمحافظة على شروطه وآدابه بعد الحض على إقامة الصلوات المفروضة بإتقان شروطها ووسائلها مؤثرا لإيقاعها حديثه في الناس على الوجه الشرعي متبع الشيخ رضي الله عنه في وصاياه ونصائحه متظاهرا بذلك بين الخاص والعام من الناس جاعلا حديثه في الكأس فاعلم أنه صادق في دعواه قد أخذ الله بيده فوقاه الشيطان نفسه وهواه فالزم صحبته وموالاته وإن مثل هؤلاء المدعين فيما ذكرنا سابقا لا يدوم حاله في الطريق وتطرده حضرة الشيخ رضي الله عنه ويسوء حاله إذ لم يتب إلى الله ويطهر قلبه من كل سوى الله وان يبحث سر وجوده في هذه الدنيا ولماذا خلق فيها وعلى أية خاتمة يخرج منها إما شقي وإما سعيد وخير الكلام ما قل ودل والسلام.إهـ
ويقول العلامة سيدي أحمد سكيرج في كتابه رفع النقاب عند ترجمته لسيدي أحمد بن الأحمر بن بنغازي الماضوي:وكان حريصا{أي الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه}بعد تصدره للإرشاد على تصفية قلوب أهل الإعتقاد من كدر ما يلقيه لهم أهل الإنتقاد وصاحَبَه ذلك الحال حتى صرح بأنه لا عمل في طريقه على خواص الأسماء وغيرها من الأمور السرية في جميع الأعمال.إهـ
وفي نفس الكتاب رفع النقاب عند ترجمة سيدي أحمد بن محمد بن عبد الله البوكيلي السبيطري لقبا الكرمتي الزرهوني نسبا يحدثنا العلامة سكيرج بقوله:حدثني سيدي عبد المالك البوكيلي عن نفسه أنه انجر به الكلام مع المقدم البركة الولي الصالح سيدي العربي العلمي رحمه الله في شأن علم الإكسير ومتعاطيه بعد أن أخبره بأنه شاهد بعين رأسه بأن المقدم في الطريقة التجانية السيد مبارك المعروف بالقمر عمل بمحضره عملية صبغ بها ثمانية عشر برادا من القزدير تسعة منها صارت ذهبا وتسعة صارت فضة وأقسم بأنه رأى ذلك وعمل بمحضره فقال له السيد المذكور {أي سيدي العربي العلمي رضي الله عنه}أن هذا المقدم مرفوع عنه الإذن وكذلك كل من كان مثله لأن الشيخ رضي الله عنه يرفع الإذن عمن يتعاطى هذه الأعمال أقول{أي سكيرج}ما ذكره هذا السيد رحمه الله من رفع الإذن بسبب ذلك لم يثبت لدينا عن الشيخ رضي الله عنه وإنما ينقطع المريد عن الطريق بترك الورد أو أخذ ورد آخر أو بالزيارة للأولياء وما في معنى ذلك وأما تعاطي هذا الفن فليس عندنا من القواطع وإن كان المتعاطي مسيئا بتعاطيه له و لعل هذا السيد كوشف له عن رفع الشيخ رضي الله عنه الإذن عمن يتعاطاه وليس ذلك ببعيد عنه فإنه من المشهود لهم بالفتح والمشهورين بالكشف.إهـ
ويقول العارف بالله سيدي إبراهيم صالح الحسيني التجاني في كتابه النهج الحميد فيما يجب على المقدم والمريد:فلا بد من محافظة المقدم على سلوك المريدين والسعي في تقويم انحرافات بعضهم وإصلاح أخطائهم ومن نصحه لهم أن لا يرشدهم إلا إلى ما يعلم أنه فيه صلاحهم دينا ودنيا وأن لا يغشهم بحملهم على التصديق والإيمان بالأباطيل والأوهام وأن لا يحملهم على الإيمان بما لا أصل له من الطلاسم والأشكال والخواص والخط رمليا كان أو غيره والقرعة والعرافة والكهانة وسائر العلوم السحرية والكيمياء وفتح المغاليق والكنوز وإخراج المدفون والمندل بجميع أنواعه والتنجيم والتوجه إلى الجن والروحانيين بالدعاء والعبادة وأخذ الفأل بالنية والقصد فكل هذا وأمثاله من الباطل الذي لا يحل ولا يجوز للمقدم المقتدي بسيدي أحمد التجاني رضي الله عنه أن يتعاطاه لأنه نهى عنه وحذر وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاه عنه ولا تعجب فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك الأمة كلها في أحاديث صحيحة ثابتة يعلمها علماء السنة العاملون وصوفية الحق المخلصون.إهـ
وقال العارف باللـه الخليفة الأعظم سيدي محمد المنصور المحي الدين التجاني رضي اللـه عنه في كتابه سلوك المنهج القويم في الطريقة التجانية:اعلم أن الإقبال على السيميا و الكيميا تجارة لاربح فيها ولايجني المشتغل بهما إلا التعب فقد قال سيدي وشيخي ومولاي وحبيبي العـزيز أحمد التجاني رضي اللـه عنه{جميع أبواب الأذكاروالأسرارانغلقت ولم يبق مفتوحا إلا باب الصلاة على النبي صلى اللـه عليه وسلم و باب اسمه اللطيف كما انغلق باب السيميا والكيميا قرب موت السلطان سيدي محمد بن عبد اللـه بإذن من النبي صلى اللـه عليه و سلم ومن حاول شيئا من ذلك وأتقنه أفسدته الروحانية المكلفة بتسخير خواص ذلك بإذن اللـه تصديقا للإذن الشريف}{رفع النقاب لسيدي أحمد سكيرج}فلا ينبغي لك إذن أن تخوض في الخواص المتعلقة بالأذكار و الأسماء والحروف والجداول لأن الإقبال عليها والولوع بها يؤدي إلى خطرعظيم وهوأمر جسيم لا يخوض عِـراكه إلا من له إذن خاص من الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى اللـه عليه وسلم أو من سيدي و شيخي ومولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي اللـه عنه أو ممن يأذن في الخواص في طريقتنا المحمدية المباركة قال سيدي و شيخي ومولاي وحبيبي العزيزأحمد التجاني رضي اللـه عنه{فتعلقك بالخواص في طلب الدنيا وأغراضها وشهواتها وأنت مشغول بإطلاق لسانك في الغيبة والنميمة وفيما لا يرضي اللـه منهمك في البعد عن اللـه لا ربح في هذه التجارة إلا التعب فلا تظفر منها بشيء إن الخواص بحرالطمع متعلق به كالذي يريد الظفر بشراب بقيعة إنما الخواص وأسرارها لا يتمكن منها أحد من خلق اللـه إلا أحد رجلين إما رجل ظفر بالولاية وإما رجل جعل أكثرأوقاته في ذكراللـه وفي صحة التوجه إليه سبحانه و تعالى وفي الصلاة على نبيه صلى اللـه عليه وسلم طلبا لوجه اللـه الكريم لا لغرض غيرذلك وداوم على هذاالمنوال و صان لسانه عن الأقاويل التي لاترتضى شرعا كالغيبة والنميمة والكذب و السخرية وسائر مالا يُرتضى وصان قلبه عما لا يرضي اللـه كالكبروالحسد وظلم الناس والبغض بغيرأمر شرعي إلى غير ذلك وهوفي هذا كله قائم للـه تعالى فهذا هوالذي لعله يدرك بعض أسرارالخواص ومن سوى هذين لايفيده التعلق بالخواص إلابالتعب}جواهرالمعاني فالحذر الحذرمن الإقبال على الخواص المتعلقة بالأذكاروالأسماء والحروف والجداول المنسوبة إلى الشاذلية أو إلى غيرها من الطرق فقد قال سيدي وشيخي ومولاي وحبيبي العزيزأحمد التجاني رضي اللـه عنه{اعلم أن التمسك بما في كتب أهل الخواص من دائرة الشاذلي رضي اللـه عنه و أسماء اللـه والحروف و الجداول كله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ما في جميعها إلاالتعب والطمع الذي لا يوجد فيه قليل من الفائدة ولاجدوى من العائدة}جواهرالمعاني.إهـ وفي العقد النفيس إفادة للأكياس من زوائد رسائل خير بني إنياس للشيخ أبو الفتح أحمد بن علي بن أحمد اليرواوي التجاني الرسالة الثالثة والعشرون:أما علوم السر فقد سماها شيخنا علوم الشر فليس فيها إلا التعب وقد تبين لكل ذي عقل سليم ما فيه من شرك الأغراض المبعد عن الله تعالى نعوذ بالله من الشر وأهله.إهـ وفي الربع الثاني من رفع النقاب ص226قال العلامة سكيرج رضي الله عنه : فليحذر الإخوان من الخوض معهم في هذه الخزعبلات فإنها من أعظم البليات وقد حذر سيدنا رضي الله عنه من تعاطيه مخبرا بأن هذا الباب مسدود وهو الآن غير موجود فلا ينبغي للمريد التجاني المحقق أن يخوض في هذا الفن الذي لا يخوض فيه موفق وهو من شيم الطامعين المستولى عليهم الطمع ولا يعرفون معنى للورع وهم على خطر عظيم في الدنيا والدين…إلى أن قال وقد خاض في هذا الفن جماعة من الفحول المشهورين بتحقيق الفروع والأصول وذلك قبل سد أبوابه كما نص بذلك مخلص النصح لأحبابه فالأولى الإعراض عن هذه الأغراض مع تحقيق الرموز فضلا عن جهلها …إلى أن قال وفي هذا كفاية للمستفيد وليس فوق التحذير من الخوض في ذلك للمريد من مزيد.إهـ وقال العارف بالله سيدي محمد عز الدين التجاني رضي الله عنه الدبيحة للجن قطعا محرمة كلما دبح الإنسان لإرضاء الجن إلا وسلطه الله عليه ليركبه.إهـ
فإذا كان شيخ الطريقة سيدي ومولاي أحمد التجاني رضي الله عنه يقول أن الإشتغال بالجداول و الأوفاق إنما هو كسراب بقيعة ما في جميعها إلا التعب ويقول العلامة ابن المشري التجاني رضي الله عنه أنها من شرك الأغراض ويقول العارف بالله سيدي الأحسن البعقيلي التجاني رضي الله عنه أنها رجس وأن صاحبها متلبس بمثل الكفروأنها فعل الأغمار من العاجزين القاصرين الأفهام ووصف المحقق سيدي العربي ابن السائح التجاني رضي الله عنه طريقها بالشؤم والعاقبة السيئة وأن صاحبها مخذول ويقول الإمام النظيفي رضي الله عنه أنها حرفة العجزة الأغمارويقول الشيخ إبراهيم صالح الحسيني أنها أباطيل وأوهام ويقول سيدي أكنسوس أنها من سقوط الهمة وأن أمرها دنيء وخسيس وأنه لا أفلح قط من اعتقد صحتها فضلا عن متعاطيها ووصف المقدم البوزيدي صاحبها بكونه متلاعب و دجال وكذاب ومغرور بنفسه و نفخة شيطانية ويقول سيدي العربي العلمي برَفْع الإذن في الطريقة عن صاحبها وقال العلامة سكيرج أنها خزعبلات ومن أعظم البليات وأنها من شيم الطامعين المستولى عليهم الطمع الذين لا يعرفون معنى للورع فلا يسعنا معاشر الفقراء إلا التمسك بنهج أصحابها رضي الله عنهم واقتفاء آثارهم والسيرعلى دربهم إذ هم الصفوة على الحقيقة والنخبة المنتخبة من الطريقة قال العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه يتعين على من يريد السلامة في هذه الطريقة من الإخوان وغيرهم أن لا يعتمدوا إلا ما حصلت لهم به الرواية الصحيحة عن أهل الخصوصية والمعرفة التامة بما اشتملت عليه الطريقة مما روي عن الشيخ وعن خاصة أصحابه خشية الوقوع فيما يقع فيه أهل الوقيعة في جانب أهل الله وقد استشعر سيدنا رضي الله عنه بما منح من نور الفراسة والإلهام الحقي أنه سيكذب عليه فقال{إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع}وهكذا قال الأئمة الأربعة وغيرهم من ذوي المناصب العالية حتى لا يقع أحد في الضلال بما نسب إليهم ويتعين على العاقل أن لا يعتمد إلا على ما صح لديه بالرواية الصحيحة ولا يرمي ميزان الشريعة من يده إهـ
فبان لك من مجموع هذه النقول أن علم الأوفاق والجداول ليس من علوم الطريقة التجانية في شيء وأن صاحبها بعيد كل البعد عن توجيهات صاحبها (رزقنا الله حسن امتثالها) وتوجيهات أصحابه التي هي عين الفهم السليم الصحيح للطريقة التجانية وأن مدارعلومها تدور حول العمل على تصفية باطن الفقير وظاهره مما لايُرضي الله قائما لله في جميع توجهاته مخلصا له ومُحكما سنة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حركاته وسكناته قلبا وقالبا سرا وعلانية جعلنا الله ممن تحققت فيهم الطريقة التجانية ظاهرا وباطنا آمين.