سيدي الحاج الحسن الماسي:
هو العلامة الفاضل المحدِّث الورع الفقيه الصوفي سيدي الحاج الحسن الماسي المالكي مذهبا التجاني طريقة، السوسي مسكنا ومدفنا.
ولد بماسة بسوس سنة 1911م وبعد أن حفظ كتاب الله تعالى درس ما تيسر من العلوم اللغوية والشرعية على يد عمه الفقيه سيدي الحاج ابراهيم الماس بزاوية سيدي المختار، ثم التحق بمدرسة ألما العلمية بالبلدة الثنانية بجبال الاطلس وكابد من أجل طلب العلم في زمن جدب وسنين عجاف، لكن صبره ومثابرته أزالا كل الصعاب عن طريقه، مما جعله مبرزا بين طلبة المدرسة. وبسرعة فائقة بمجرد اتمامه دراسة الأمهات بنبوغ قام فقيه المدرسة العلامة سيدي أحمد الكشطي بإراسله للمشارطة في منطقة التمسية على ضفاف واد سوس ليلتحق بعدها بالمدرسة العلمية بالكفيفات ويستقر في الاخير بالزاوية التجانية بمركز أولاد تايمة التي استقر فيها ناشرا للعلم، والطريقة التجانية تلقينا وتربية وتسليكا، وذلك بمباركة من أهل الطريقة التجانية لأنه كان من أعظم رجالها، فمكث بها. ويتميز الفقيه باطلاعه الواسع على درر اللغة ومسائل الفقه، وبعقده المجالس العلمية في إقراء القرآن الكريم، والحديث الشريف والوعظ والارشاد.
يقول عنه أحد تلامذته الذين عاشروه لفترة طويلة وتابعوا مسيرته العلمية وعطاءه الدائم:
” نسأل الله العلي القدير أن يثيبه على ما أفناه من عمره في تحفيظ كتاب الله أيام شبابه و كهولته. و قد كان جامعا بين الحسنيين إتقانه لكتاب الله حفظا و رسما و ضبطا، ماهرا في ذلك عارفا بالعلوم الشرعية تفسير كتاب الله و شرح حديث رسوله صلى الله عليه و سلم و الفقه و أصوله و علوم المنطق معتنيا بالعقيدة الأشعرية، إذ كان يدرس مقدمة ابن عاشر في العقائد في ما يزيد على ستة أشهر كما كانت العقيدة الأشعرية واضحة في دروسه في تفسير القرآن الكريم فقد رأيته في صغري أثناء قراءتنا عليه يقرر ما اشتملت عليه سورة الإخلاص من العقائد و كان مولعا بعلوم اللغة العربية من نحو و بلاغة و قد كان متقنا لها كما كان مواظبا على أوراده و إقرائه لا يصرفه عن ذلك شيء. و كان لا يخاف في الله لومة لائم و قد متعه الله بحواسه سمعه و بصره على كبر سنه، ففي زيارتنا له أنا و أخي سنة ألفين و ثلاثة عشر رأيته يقرأ خطا دقيقا بدون استعمال النظارات. و قد تنقل بين العديد من المدارس العتيقة في سوس التي كان آخرها مدرسة أولاد سعيد التي غادرها سنة ألف وتسع مائة وأربعة وسبعين، ليستقر بزاويته بأولاد تايمة مواظبا على الوعظ و الإرشاد بها لمريديه من الفقراء التيجانيين و محبيه إلى أن وافاه الأجل المحتوم”.
وقال في حقه الفقيه الجليل ذ سعيد بنيس:
” لمعلومكم ايها الاحبة أن المتغمد برحمة الله سيدي الحسن الماسي من علماء الطريقة ومقدميها المجاهدين المناضلين في الدعوة الى الله و الامر بالمعروف و النهي عن المكنر والمقاومين للمد الوهابي الف رسالة (الوفا بعهود المصطفى ) في أوائل السبعينات وعرضها على سيدي محمد الحبيب البعقيلي رحمه الله فاعجبته وامره بطباعتها و توزيعها على الزواوي و فعلا ذلك ما فعل. وقد من الله علي بمجالسته مع صحبة اخي الشريف سيدي محمد العراقي حفظه الله بزاوية درب الاسبان وليلة من الليالي بتنا معه في الزاوية على المذاكرة في العلم والطريقة الى الفجر حديثه حلو وفوائده جمة ممتزج بالبسط وهو من تلاميذ العلامة الشهير سيدي احمد الكشطي بمدرسة ألما العتيقة وزاويتها.
واخبرني انه جالس سيدي الاحسن البعقيلي رضي الله عنه مرة واحدة فقال لي :دفع لي في تلك الجلسة ما دفع مما نفعني الله به علما وحالا
واعجبه الحديث معي وكنت شابا لم اتزوج بعد ودون الثامنة عشرة من عمري . من يومها ما كتب الله لي ان اراه او التقي به وان كنت اسمع اخباره وعن جهاده في الدعوة وصرامته في التبليغ حتى شاء الله ان ازور هوارة قرب اكادير في 10 فبراير 2019 بصحبة صهري ج عبد الرحمن صدقي ووالده ج الحسين فقمنا بزيارته في زاويته التي بناها وسكن فوقها فوجدناه قد جاوز المئة من عمره محفوظ عقله و ان ضعفت ذاكرته فبش لنا وهش وبالغ في اكرامنا وتبركنا بمجالسة و المذاكرة معه. فحمدت الله ان من الله على برؤيته قبل مغادرته عالمنا . وهو حسب علمي آخر من رأى واخذ عن الشيخ البعقيلي من المقدمين الآن .
رحمه الله تعالى برحمته الواسعة واعظم الله اجرنا فيه”. آمين.