تأليف للعالم العلامة سيدي مَحمد بن سيدي عبد الواحد النظيفي قدوة الطريقة التجانية ولسان معارفها
بسم الله الرحمن الرحيم
بَدَأْتُ بِبِــــسْمِ اللهِ وَالحَـمْدِ إذْ هَـــــدَى
بِمَحْضِ الرِّضَى وَالفَضْلِ لِلأَحْمَدِيَّةِ
أُصَلِّي عَلَى النَّبِي وَأُسْمِي قَصِيــــدَتِي
بِيَاقُـوتَةٍ فَـــرِيدَةٍ فِـــــــي طَرِيقَـــــةِ
تِجَانِيَّةٍ لِلْـخَتْمِ وَالقُطْـــبِ أَحْمَــــــدَ الـ
ـتِّجَانِي المَضَــــاوِيِّ وَفَاسِـــيِّ تُرْبَةِ
فَصْلٌ فِي بَعْضِ مَنَاقِبِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنَّا بِهِ آمِينْ
هُوَ البَرْزَخُ الأَعْـــلَى وَأُسُّ الوَسَـــائِلِ
وَيَنْـــبُوعُ رَحْــمَةٍ وَبَـــحْرُ الحَقِيـقَةِ
فَبِالخَتْمِ وَالمَكْــــتُومِ سُـــمِّيَ عِنْــــدَهُمْ
لِخَتْـــــمِ وِلاَيَـــةٍ وَكِتْـــمَانِ رُتْــــبَةِ
بِهِ خَتَـــمَ المَوْلَـــــى كَمَالَ الـــــوِلاَيَةِ
كَمَا خُتِمَتْ رَأْســاً بِـــرُوحٍ وَكِلْـــمَةِ
سَيَـــنْزِلُ خَاتِـــــــــماً ظُـــهُورَ وِلاَيَةٍ
فَلَـــيْسَ وَلِــــيٌّ بَعْـــدَهُ بِالمَشِيـــــئَةِ
وَإِنِّـــي كَنَّيْـــتُهُ أَبَـــا الفَيْــــضِ إِنَّـــهُ
يُمِـــدُّ جَمِـــيعَ العَالَمِـــينَ بِفَيْــــضَةِ
فَكُـــلُّ وَلِـــيٍّ كَيْـــفَ كَـــانَ بِبَحْـــرِهِ
أُمِـــدَّ بِقَـــدْرِ مَـــالَهُ مِـــنْ فَضِيـــلَةِ
مِـــنْ أَوَّلِ نَـــشْأَةِ العَوَالِـــمِ كُلِّـــــــهَا
إلَى النَّفْخِ يَسْــقِي كُـــلَّ فَـــرْدٍ وَذَرَّةِ
فَمَا فَـــاضَ مِنْ ذَاتِ النِّبِـــيِّ مُحَـــمَّدٍ
تَلَقَّـــتْهُ ذَاتُ الخَـــتْمِ دُونَ وَسِيـــطَةِ
كَمَا تَتَلَـــقَّى كُـــلَّ فَيْـــضٍ مِنَ انْبِـــيَا
وَرُسْلٍ عَلَيْـــهِمُ جَمِيـــعاً تَحِيَّــــــتِي
فَمِنْـــهَا تَفَـــرَّقَتْ فُـــيُوضُ الخَلِيـــقَةِ
فَـــــمَا ذَرَّةٌ إِلاَّ وَفَـــازَتْ بِقِسْــــــمَةِ
بِوَاسِـــطَةِ المَكْتُـومِ وَالخَـــتْمِ أَحْمَـــدَا
أَبِي الفَيْضِ قُــلْ هَذَا بِسِرٍّ وَجَـــهْرَةِ
وَلاَ تَخْشَ مَنْ يَـــرُدُّ عَـــنْكَ مَقَالَـــتِي
سِوَى جَاهِلٍ أَوْ مُنْكِرِ شَمْسِ ضَحْوَةِ
عَدَى الأَنْبِـــيَا وَالرُّسْــلِ كُـلٌّ يُـــبَاشِرُ
فُيُوضَهُ مِنْ خِتَـــامِ أَهْـــلِ النُّبُـــوءَةِ
فَمَا نَشَـــقَ المَكْتُومُ مُـــدْرَكَ أَنْــــــبِيَا
فَلَـــوْ ذَرَّةٌ مِنْـــهَا لَــــــذَابَ تَبَــــدَّتِ
وَمَا شَمَّ أَقْطَابٌ وَفَــــــرْدٌ وَمِفْــــــتَحٌ
وَكُلُّ وَلِيٍّ مُـــدْرَكَ الخَـــتْمِ قُدْوَتِـــي
فَنِسْبَـــتُهُ لِلْعَارِفِــــــينَ كَنِسْــــــبَةِ الْـ
ـخَـــوَاصِّ لِعَامَّـــةٍ لِرُتْـــبَةِ خَتْـــمَةِ
مَقَامُــــــهُ لاَ يَدْرِيــــــهِ إِلاَّ مُحَــــــمَّدٌ
لَـــهُ فِـــي مُحَمَّدِيَّـــةٍ خَـــيْرُ وَقْـــفَةِ
وَلَيْسَــــــتْ لأَقْطَـــــابٍ وَلاَ لِمَـــفَاتِحٍ
بِـــهَا اللهُ خَصَّـــهُ بِفَضْــــلٍ وَمِـــنَّةِ
وَلَيْـسَ لِعَـــارِفٍ وُصُـــولُ مَقَــــــامِهِ
وَقَدْ صَـــرَّحَ النَّبِي بِـــذَا لِوَسِيلَـــتِي
سِوَى الصَّحْبِ فَازُوا بِالمُنَى وَالسَّعَادَةِ
بِنَظْرَةِ وَجْهِ المُصْـطَفَى وَبِصُـــحْبَةِ
فَلاَ مَطْمَعٌ فِي نَيْلِ فَضْــلِ الصَّحَـــابَةِ
وَدَرْكِ مَقَامِـــــهِمْ لِكُـــلِّ الخَلِيــــــقَةِ
فَأَعْمَالُنَا مَعْـــهُمْ كَـــمَا قَـــالَ شَيْخُـــنَا
كَطَيْرِ القَطَـــاةِ مَــعْ دَبِيـــبِ نُمَـــيْلَةِ
فَكَـــمْ مِـــنْ مَزِيَّـــةٍ لَـــهُ وَكَــــــرَامَةٍ
تَوَقَّـــفْ تَـــوَرُّعاً عَـــنِ الأَفْضَلِـــيَّةِ
فَلاَ تَقْتَضِــــــي مَـــــزِيَّةٌ أَفْضَــــــلِيَّةً
وَيُوجَدُ فِي المَفْضُولِ خَـــيْرُ مَـــزِيَّةِ