العلامة الفقيه سيدي أحمد بن المامون البلغيثي العلوي، من مواليد شهر رمضان عام 1282هـ بفاس، وبها تلقى العلم عن جماعة من جهابذة الفقهاء بالقرويين..
عمدته فيهم العلامة الكبير سيدي الحاج محمد بن المدني كنون، ومن الذين أخذ عنهم كذلك العلامة سيدي محمد بن قاسم القادري، والقاضي مولاي أحمد بن محمد العلوي، والعلامة سيدي أحمد بن الخياط، والعلامة سيدي محمد بن التهامي الوزاني، وغيرهم. ورحل للديار المشرقية ثلاث مرات، فحج وزار والتقى بجماعة من الأعلام كالشيخ عبد الجليل برادة، والشيخ أبي الحسن علي ظاهر الوتري، والشيخ عثمان الداعستاني المدني، وغيرهم ممن أجازوه في فنون مختلفة. ومن الوظائف التي تولاها خطة القضاء بمدينة الصويرة، ثم بالدار البيضاء، ثم بمدينة مكناس.
وله رحمه الله مؤلفات كثيرة منها: الإبتهاج بنور السراج، والدرر الطيبة المهداة للحضرة الحسنية في ثلاثة أجزاء، والدر المنتخب المستحسن في بعض مآثر السلطان مولانا الحسن في أحد عشر جزءا، وتنسم عبير الأزهار بتبسم ثغور الأشعار، وحسن النظرة في أحكام الهجرة، وتحبير طرسي بعبير نفسي، ترجم فيه لنفسه. ومجلى الحقائق فيما يتعلق بالصلاة على خير الخلائق، وتشنيف الأسماع في أحكام الجماع، والنوازل الفقهية في ثلاثة أجزاء، وغيرهم من التصانيف الأخرى.
أخذ الطريقة الأحمدية التجانية بمدينة الصويرة لما كان قاضيا بثغرها عن المقدم العلامة سيدي محمد بن يحيى الولاتي الشنجيطي. وكانت وفاته رحمه الله ليلة الأربعاء 9 رجب الفرد الحرام عام 1348هـ، وصلي عليه بعد صلاة الظهر بجامع القرويين، ودفن خارج باب الفتوح بفاس، ورثاه العلامة سكيرج بقصيدة قال في مطلعها:
هو الموت إن الموت ما فيه شافــع
وقد صوبت للخلق منه مدافــــع
هو الموت إن تصطف يوما جنوده
بدا منه ما تصطك منه المسامـع