الولي الصالح البركة، المقدم الجليل، أديب الزمان، سيدي محمد بن يحيى بلامينو الرباطي..
أقرب الرفاق للعلامة الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح، وكانت تربطهما صداقة متينة، وعهود مواثيق أمينة، بحيث كانا لا يتفارقان إلا نادرا قليلا، فيقضيان الوقت في الذكر والمذاكرة الجادة نهارا وليلا، وشكلت وفاة الولي المذكور ثقلا كبيرا بالنسبة إليه، وذلك نظرا لعوامل متعددة، منها أنه أستاذه وسنده ومربيه. ومما يدل على اتساع عارضة هذا الرجل الصالح ما تطايرت به الأخبار عنه من استقامة ونزاهة وعدل، ومروءة وجلالة وفضل، مع ما عرف به من الفتح الخارق، ومن شعره في هذا الصدد قوله:
نشرت هوى المحبوب بزا يمانيـا
وقد كان في ظل الضلوع شاميـا
وما بحت بالسر الذي سكن الحشا
صبيحة نلت من رضـاه الأمانيـا
فجاد بمفتاح الكنوز لعــبــــــــــده
وزاده تقريبا له وتـــدانـــيــــــــا
فحزت من السر المصون كنوزه
ونلت من الفتح المبين المعاليـــا
فقل لملوك الأرض تجهد جهدهـا
فتنزع ملكا في الصدور سماويـا
وله في مدح أستاذه الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح عدة قصائد منها حائية قال في مطلعها:
جبت بلاد الشرق والغرب على
مثل الإمام العربي بن السائح
نجم الهدى القطب العلا أستاذنـا
مدد كل جامد وصــــــــــادح
وله في رثائه قصيدة قال في مطلعها:
سكب الدموع على الأطلال أضناكا
أو حر نار الأسى والبيــن أفناكـا
كانت وفاته رحمه الله في 4 جمادى الأولى عام 1333هـ، ودفن بمسجد سيدي محمد الضاوي بالرباط.
أنظر ترجمته في:
– خلاصة المسك الفائح بذكر بعض مناقب سيدي محمد العربي بن السائح
– أعلام الفكر المعاصر للجراري، ج 2 ص 231-233
– خصصه العلامة سكيرج بتأليف سماه: الدر الثمين من فوائد الأديب بلامينو الأمين