ظهور الطريقة التجانية بمصر
أولا: بداية أول ظهور للطريقة التجانية بمصر:
كان للتجانية أول ظهورلها في منتصف القرن الثالث عشر الهجري بمصر كما أورد ذلك صاحب كتاب “تاريخ الطرق بمصر[1]” في النص الموالي:
” أما التجانية فلم تترسخ أقدامها فى مصر إلا فى عام 1260 هـ الموافق 1844 / 1845 م عندما قام رجل مراكشى يسمى قاسم الشارجى بتحويل زاوية كانت قد أنشئت بمعرفة أخيه قدور منذ عشر سنوات إلى وقف لصالح الطريقة ، وهذه الزاوية الموجودة فى الجودرية ـ والتى كانت تخدم أساساً كمكان لتجمع الحجاج الوافدين من شمال أفريقيا وغربها ـ قد ظلت بمثابة المركز الرئيسى لهذه الطريقة بالقاهرة حتى عام 1898 م ، عندما تم تشييد زاوية تجانية أخرى فى حى المغربلين بمعرفة خصى من بورنو يسمى محمد سرور أغا الذى أنشأ أيضاً وقفاً يضم ثلاثين فداناً بالقرب من دمنهور لصالحها ، وفى خارج القاهرة انتشرت الطريقة فى مصر العليا ابتداء من الخمسينيات فصاعداً فى أسيوط وقنا وضواحيها وذلك بفضل أعمال الدعاية التى قام بها الحجاج التجانيون القادمون من شمال وغرب أفريقيا ، كما انتشرت فى مديرية الشرقية ما بين بلبيس ومنيا القمح فى السبعينات كنتيجة للجهود التى قام بها رجل تونسى يسمى البشير محمد الزيتونى 1225 ـ 1323 هـ / 1810 ـ 1905 م الذى أقام فى قرية تلبانة إلى أن مات بها ، وكان هناك داعية آخر للتجانية وهو رجل مراكشى يسمى أحمد السباعى 1260 ـ 1352 هـ / 1844 ـ 1933 م ، حيث كان يعيش فى مصر ابتداء من عام 1881 فصاعداً ، وقام بنشر هذه الطريقة وخاصة فى مديرية المنوفية التى يعيش فيها بالقرب من أشمون فى قرية الكتامية اعتباراً من عام 1314 هـ / 1896 ـ 1897 م فصاعداً “ انتهى .
قلت[2] ومنذ عام 1933 م حتى 1978 م تولى قيادة الطريقة فضيلة الشيخ محمد الحافظ عبد اللطيف التجانى ، ودعمها بالدروس والمحاضرات والمؤلفات ذاباً عن التصوف وعن الشيخ سيدى أحمد التجانى وأصدر مجلة طريق الحق عام 1950 م وظلت حتى 1983 م ثم توقفت.
منهج الطريقة :
يقول العارف بالله الشيخ محمد الحافظ التجانى رضى الله عنه فى كتابه علماء تزكية النفس : ” إن الصوفية فى كل عصر هم حملة راية الإسلام فى كل فن ، فى التوحيد والفقه والتفسير وعلوم الحديث واللغة ، وعلم الأخلاق علم تهذيب النفوس التهذيب الروحى الذى هو لب الإسلام ” ، وزوايا الطريقة ما هى إلا مدارس يتدارس فيها الإخوان والأحباب مبادئ العلوم والمعارف الإسلامية الصحيحة ويدرسونها لغيرهم من المسلمين .
ثانياً ـ حجم الطريقة وعدد أتباعها تقريباً والبلاد المنتشرة فيها :
المريدين : يتراوح عددهم بين 35000 أو 40000 وهذا العدد للرجال فقط بخلاف النساء .
البلاد التي انتشرت بها :
القاهرة ـ الإسكندرية ـ الإسماعيلية ـ ميت غمر ـ بور سعيد ـ المنصورة ـ الزقازيق ـ بلبيس ـ العدلية ـ الزوامل ـ أنشاص البصل ـ قرملة ـ تلبانة ـ الصوة ـ قنا ـ إسنا ـ أسيوط ـ كوم أمبو ـ أسوان ـ العريش ـ أتميدة مركز ميت غمر .
بيان بالزوايا والمساجد التجانية بمصر والقائمين عليها :
1 ـ الزاوية التجانية الكبرى بالقاهرة 9 عطفة الدالى حسين المغربلين ،
القائم عليها أحمد محمد الحافظ التجانى شيخ الطريقة التجانية بجمهورية مصر العربية .
2 ـ زاوية مصر الجديدة خلف مسجد روكسى بميدان روكسى بالقاهرة ، القائم عليها المهندس / محب الموصلي .
3 ـ المسجد التجانى بالزقازيق بالشرقية ، القائم عليه الشيخ / بشير سعيد.
4 ـ المسجد التجانى ببلبيس بالشرقية ، القائم عليه الحاج / يحيى ربيع العمرى .
5 ـ الزاوية التجانية بالعدلية مركز بلبيس بالشرقية ، القائم عليها الشيخ / إبراهيم عثمان.
6 ـ الزاوية التجانية بالزوامل مركز بلبيس بالشرقية، القائم عليها الشيخ/ حافظ محمد التلبانى.
7 ـ المسجد التجانى بأنشاص البصل مركز بلبيس بالشرقية .
8 ـ الزاوية التجانية بالصوة مركز أبو حماد بالشرقية ، القائم عليها الحاج / محمد عبد الرحمن الدويرى .
9 ـ الزاوية التجانية بالمنصورة بشارع مراد بميت غمر .
10 ـ المسجد التجانى بالمنصورة خلف خزان المياه 6 شارع عبده شعبان الدور الثالث .
11 ـ الزاوية التجانية بدمشاو هاشم بالمنيا ، القائم عليها الشيخ / محمد عمر.
12 ـ المسجد التجانى بأتميدة بالمنصورة ، القائم عليه الأستاذ / أحمد التجانى والشيخ / محمد الحنفى.
13ـ المسجد التجانى بعزبة الحاج عبد الله على عبده بعزبته مركز الإسماعيلية أمام الترسانة
البحرية للمقاولون العرب ، القائم عليه الشيخ / محمد المصيلحى على حسن .
15 ـ الزاوية التجانية 18 شارع الدكتور حامد نصر كامب شيزار بالأسكندرية ، القائم عليها الحاج / على الحسينى .
16 ـ الزاوية التجانية بإسنا والزاوية التجانية بقنا، القائم عليهما الشيخ / عبد المعز عباس أبو الخير.
17 ـ الزاوية التجانية بكوم أمبو بأسوان ، القائم عليها الحاج / عبد الله عكاشة والشيخ /قمر . 18 ـ المسجد التجانى بمنطقة الشيخ هارون بأسوان .
19 ـ الزاوية التجانية بشارع خليل الصراف بأسوان،القائم عليها الحاج/ إدريس جاد الله.
20 ـ المسجد التجانى بالعريش بشمال سيناء ، القائم عليه الحاج / أحمد أنسى مجدى .
ثالثاً ـ الجانب الروحى لنشاط الطريقة :
تساهم الطريقة فى بعض البلدان المذكورة آنفاً بمكاتب لتحفيظ القرآن الكريم بالجهود الذاتية وذلك فى :
1 ـ المركز الرئيسى بالقاهرة .
2 ـ أتميدة مركز ميت غمر .
3 ـ إسنــا .
4 ـ الصوة شرقية .
5 ـ الزوامل شرقية .
6 ـ العدلية شرقية .
7 ـ قرملــة .
8 ـ أنشاص البصل .
9 ـ أســوان .
جهود مقدمي الطريقة فى تحفيظ مبادئ الدين وأحكامه :
إن كل زاوية من زوايا الطريقة أو مسجد من المساجد به مقدم مسئول عن تربية الإخوان والمريدين بالتوجيه والإرشاد ، والمذاكرة فى أصول العلوم ، ومدارسة كتاب الله العزيز وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناولها بالشرح والتفسير ، والعبرة التى تؤخذ من الحديث والإرشادات النبوية وكذا الأحاديث القدسية .
وفى كثير من الزوايا توجد كتب فى الفقه والحديث والتفسير وكتب الطريقة ، وكذا مجلة طريق الحق التى كانت تصدر حال حياة الشيخ محمد الحافظ رحمه الله .
فهم يكونون مجتمعاً إسلامياً مترابطاً يقوم على الحب والإخاء ، والتعاون على البر والتقوى ، والتراحم فيما بينهم ، ونبذ التحاسد والتباغض والخلاف ، يتخذون من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة ، فمهمتنا ورسالتنا تعميق المفاهيم الإسلامية الصحيحة وبثها فى أسماع المريدين بصورة سهلة يسيرة يفهمها الجميع ، كما قال العارف بالله الشيخ محمد الحافظ :
” بعث الله من بعث من النبيين ما بين آدم ونوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد هداة دعاة للمعرفة التى هى أس الفضائل ، دعاة للحق ، دعاة للفضيلة عليهم الصلاة والسلام وعلى سائر عباد الله الصالحين ، وهم المثل العليا للفضائل فى سائر العصور . ونادوا العالم الضال عن الحقيقة والخير إلى الحقيقة والخير ، وأعلنوا أنهم ما نهضوا للدعوة من عند أنفسهم ، وإنما علَّمهم العليم الأعلى ثم أرسلهم يحملون طابع الذات الأقدس ليلقوا فى أعين العمى نوراً ، وفى آذان الصم سمعاً ، وفى أفواه البكم بياناً ، وفى موتى القلوب حياةً ونعيماً لا يفنى ولا يبيد ، دعوتهم واحدة ، ودينهم واحد يتلخص فى:
أصول أربعة :
الأصل الأول : الاعتراف بأن لهذا العالم صانعاً مدبراً ، يجب له الكمال كله ويستحيل عليه أى وجه من وجوه النقص .
الأصل الثانى : إن الإنسان مسئول عن أعماله ، مطالب بحقوق يجب عليه أن يؤديها مادام عاقلاً , شكراً للمنعم سبحانه .
الأصل الثالث : إن لله عز وجل يوماً يقتص فيه للمظلوم من ظالمه ، ويجزى المحسن والمسيئ كلا بما يستحق.
الأصل الرابع : إن لله عباداً اختارهم لإصلاح المجتمع ، هم أطباؤه ، كما أن للجسد أطباء ، وهم السفراء بين الحق وخلقه .
وحيث إن كل السفراء ينبوعهم الحقيقة المطلقة ، فكل ما جاءوا به فهو حق ” انتهى .
قال تعالى : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ )(7) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن لربك عليك حقاً وإن لنفسك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فأعط كل ذى حق حقه )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبحمد الله وعلى الفطرة السليمة يعيش المجتمع التجانى منشغلاً بالله وبنفسه عن سفاسف الأمور ، ويجتمع الإخوان بعد ذكر الجمعة لقراءة أحد كتب التصوف ، ونحن نقرأ الآن على سبيل المثال فى كتاب العهود والمواثيق المحمدية للشيخ الشعرانى يومى الجمعة والاثنين من كل أسبوع بعد صلاة العشاء ، ومن فضل الله عز وجل أن عادت على الجميع آثار النفحات المحمدية من خلال شرح الأحاديث النبوية والتوجيهات والإرشادات الربانية .
وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادى إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم .
أحمد محمد الحافظ التجانى
خادم السادة التجانية بمصر
انتهى بحمد الله.
[1] ـ كتاب تاريخ الطرق بمصر فى القرن التاسع عشر تأليف فريد دى يونج وترجمة عبد الحميد فهمى الجمال
[2] ـ أي صاحب المقالة أحمد محمد الحافظ التجانى
الطريقة التجانية بمصر