كلام الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه في تفضيل الصحابي عن غيره ممن جاء بعدهم.
قال شيخنا العارف الأكبر القطب الكامل الأشهر أبو العباس مولانا أحمد التجاني رضي الله عنه كما في الفصل الثاني من الباب الرابع من كتاب “جواهر المعاني” بعدما تكلم على فضل صلاة الفاتح لما أغلق، وفضل أهلها ما نصه:
«ولكن كل واحد من الصحابة الذين بلّغوا الدين مكتوب في صحيفته جميع أعمال من بعده من وقته إلى آخر هذه الأمة، فإذا فهم هذا ففضل الصحابة لا مطمع فيه لمن بعدهم ولو كان من أهل الفضل المذكور في هذا الباب لمرتبة الصحبة».
قال ثم ضرب رضي الله عنه مثلا لعمل الصحابة مع غيرهم فقال: «عملنا مع عملهم كمشي النملة مع سرعة طيران القطاة». ولقد صدق رضي الله عنه فيما مثل به لأنهم رضي الله عنهم حازوا قصب السبق بصحبة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم أنظر تمامه إن شئت.
وقال في آخر الفصل الثالث من الباب الرابع ما نصه:
وسألته رضي الله عنه عن تفضيل الصحابي الذي لم يفتح عليه وعن القطب من غير الصحابة، فأجاب رضي الله عنه بقوله: «اختلف الناس في تفضيل الصحابي الذي لم يفتح عليه إلى أن قال: والراجح تفضيل الصحابي على القطب بشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله اصطفى أصحابي على سائر العالمين سوى النبيئين والمرسلين))، أنظر تمامه.
وإذا علمت هذا فاعلم أن أهل الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم كلهم أولياء الله عز وجل لقوله تعالى: ((الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور))، ولكن قربهم من الحق جل علاه على قدر معرفتهم به لقوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به))، الحديث، والمحبة في عين الولاية في حضرات القدس والرعاية، لقوله سبحانه ((الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب)) وعلى قدر معرفته بربه يرتقي في طبقات الولاية الخاصة بعد الولاية العامة على اختلاف مشاربها وتباين مراتبها».