اشتهرت الطريقة التجانية بلقب انفردت به عن غيرها وتميزت به وهو أنها (طريقة العلماء) . حدد الشيخ عمر مسعود لذلك سبعة أمور في هذا العرض المتفرد .
بسم الله الرحمن الرحيم
قواعد وضوابط الطريقة التجانية في توجه القلوب والأرواح إلى الحضرة الربانية
بقلم
عمر مسعود محمد التجاني
(أيده الله بتوفيقه)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد
الفاتح لما أغلق
والخاتم لما سبق
ناصر الحق بالحـق
والهادي إلى صراطك المستقيم
وعلى آله حق قدره
ومقداره العظيم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
الطريقة التجانية طريقة العلماء
اشتهرت الطريقة التجانية بلقب انفردت به عن غيرها وتميزت به وهو أنها (طريقة العلماء). إن الذي شهرها بهذا اللقب أمور هي:
الأمر الأول:
إن شيخ الطريقة ومؤسسها إمام كبير علامة في شرع الله عز وجل مشهود له بذلك معروف بما هنالك وإن شئت فارجع إلى ترجمته في كتاب (الشرب المحتضر من معين بعض أهل القرن الثالث عشر) للشيخ العلامة جعفر بن إدريس الكتاني وكذلك كتاب (سلوة الأنفاس في أعيان فاس) لشيخ المحدثين محمد بن جعفر الكتاني، وكتاب (اليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة) للشيخ محمد بشير ظافر المدني، وكتاب (شجرة النور الزكية في طبقات المالكية) للشيخ محمد بن مخلوف، وكتاب (الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى) للشيخ العلامة ابن ناصر السلاوي، وكتاب (حلية البشر في أعيان القرن الثالث عشر) للشيخ عبد الرزاق البيطار.
الأمر الثاني:
إن أصول الطريقة وفروعها منضبطة بميزان الشريعة راجعة إليها محكومة بها قال الشيخ سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه في جواهر المعاني:
(اعلم أن التصوف هو امتثال الأمر واجتناب النهي في الظاهر والباطن من حيث يرضى لا من حيث ترضى).
وقال رضي الله عنه في جواهر المعاني:
(لنا قاعدة واحدة عنها تنبئ جميع الأصول أنه لا حكم إلا لله ورسوله ولا عبرة في الحكم إلا بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن أقاويل العلماء كلها باطلة إلا ما كان مستندا لقول الله أو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل قول لعالم لا مستند له من القرآن ولا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو باطل، وكل قولة لعالم جاءت مخالفة لصريح القرآن المحكم ولصريح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرام الفتوى بها).
وقال رضي الله عنه في الإفادة الأحمدية:
(إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه). وقال رضي الله عنه في جواهر المعاني:
(إن التشريع بإحداث حكم لم يكن سابقا طلبا للفعل أو طلبا للترك أو تعبدا أو إباحة أو نقض حكم سابق في الشريعة فتبدل بحكم آخر فهذا لا سبيل للأولياء إليه إذ هو متوقف على النبوة فقط).
وقال رضي الله عنه في جواهر المعاني:
(إن الحكم المقرر في الشرائع من الرسل عليهم الصلاة والسلام لا ينحل عقده إلا بنبوة وأما الولاية فليس في وسعها هذا).
الأمر الثالث:
إن العلماء الذين كانوا في زمان الشيخ التجاني رضي الله عنه وأدركوه واجتمعوا به قد عدلوه بأعلى عبارات التعديل ونوهوا به بمعاني التكريم والتبجيل وهم – علم الله وشهد الناس – غير مغموزين في دينهم ولا مخدوعين في يقينهم فهذا الشيخ العلامة محمد بن سليمان المناعي التونسي اجتمع بالشيخ التجاني رضي الله عنه ووصفه فقال:
(بحر في علوم الشرع الظاهر لا مثيل له فيما رأت عيني يحفظ من كتب الفقه مختصر ابن الحاجب ومختصر الشيخ خليل وتهذيب البراذعي على ظهر قلب وحكى لي أنه يحفظ جميع ما سمع من سماع واحد وأما كتب الحديث فيحفظ صحيح البخاري وصحيح مسلم والموطأ على ظهر قلبه وأما كتب التوحيد فهو نظير الغزالي).
وقال عنه علامة تونس ومفتيها الأعظم إبراهيم بن عبد القادر الرياحي – وهو من هو – وقد اجتمع بالشيخ التجاني رضي الله عنه:
(اعلم أن الشيخ المشار إليه من الرجال الذين طار صيتهم في الآفاق وسارت بأحاديث بركاتهم وتمكنه في علمي الظاهر والباطن طوائف الرفاق وكلامه في المعارف وغيرها من أصدق الشواهد على ذلك ولقد اجتمعت به في زاويته بفاس مرارا وبداره أيضا وصليت خلفه صلاة العصر فما رأيت أتقن لها منه ولا أطول سجودا وقياما وفرحت كثيرا برؤية صلاة السلف الصالح ولخفة صلاة الناس اليوم جدا كادوا أن لا يقتدي بهم).
وقال الفقيه العلامة الشيخ محمد بن أحمد الكنسوسي وهو أيضا ممن اجتمع بالشيخ التجاني رضي الله عنه قال:
(كنت أسمع بعض أشياخي الصالحين الذين أقرأ عليهم يقول إذا عنت عويصة من أقوال المفسرين أو المحدثين قال الشيخ العارف بالله تعالى سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ويبالغ في تعظيم ذكره فسألت الناس عن هذا الذي يعظمه الشيخ هذا التعظيم كلما ذكره فقيل لي وليٌّ كبير الشأن متبحر في العلوم لا يسأل عن شيء من العلوم إلا أجاب بصريح الحق والصواب بلا روية ولا مراجعة كتاب، فكتب السائل جوابه من إملائه وحفظه كأنه يسرده من أصل صحيح).
وقال الفقيه العلامة محمد بن عبد الله الجيلاني وهو أيضا ممن لقي الشيخ التجاني رضي الله عنه قال:
(أما الشيخ أحمد فإنه أخي في الطلب كان يراقبني في أحوالي وأراقبه في أحواله عالم بأمور الدين والدنيا جامع بين علمي الشريعة والحقيقة له يد طولى في علم المعقول والمنقول تقي عارف بالله لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يحوم حول الحمى يشار إليه بالصلاح في ابتداء أمره ذاكر مجد عازم مجتهد اجتمع بمشايخ عظماء القدر مجاز مأذون له في التأليف مقتدى به والغالب على ظني أنه من أهل الكشف).
الأمر الرابع:
لقد قدِم الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه مدينة فاس سنة 1213هـ، واستوطنها – كما هو مذكور في كتاب (شجرة النور الزكية في طبقات المالكية) للعلامة محمد بن مخلوف. وقد انتقل إلى رحمة الله ورضوانه سنة 1230هـ فتكون مدة إقامته رضي الله عنه بمدينة فاس سبعة عشر سنة. وكانت فاس إذ ذاك مجمع العلماء وجمهرة الشيوخ الفقهاء، كما تشهد بذلك كتب التراجم والأعلام حتى أن العلامة بن مخلوف جعل علماء فاس طبقة بنفسها وسائر الأقاليم طبقة بل أن شيخ الفقهاء والمحدثين الإمام العلامة محمد بن جعفر الكتاني قد أفرد لهم كتابا سماه (سلوة الأنفاس). وكذلك فعل العلامة عبد الكبير بن هاشم الكتاني في كتابه (زهر الآس في بيوتات أهل فاس) وكذلك فعل العلامة محمد بن عبد الكبير في كتابه (تحفة الأكياس ومفاكهة الجلاس) وفي كتابه (تحفة الانشراح والانبساط فيمن تولى القضاء والعدالة بفاس العليا والسماط) وكتابه (لواقح الأزهار الندية فيمن تولى وأقبر من القضاة والعدول بالحضرة الفاسية) وكذلك فعل العلامة محمد المنتصر بن محمد الزمزمي في كتابه (فاس عاصمة الأدارسة).
فانظر بعين الإنصاف في أسماء علماء فاس ممن كان موجودا منذ عام 1217هـ إلى عام 1230هـ معروفا بالعلم والفتوى موصوفا بالحكم بالحق لا بمجرد الدعوى فهل تجد فيهم من نَسب الشيخ رضي الله عنه إلى كفر وخروق أو ضلالة ومروق؟ كلا.. بل كانوا يعظمونه ويبجلونه وينعتونه بنعوت المتحققين بحقيقة العلم وهو رضي الله عنه بين ظهرانيهم يفتي ويعظ ويذكر ويرشد… تشهد بذلك مجالسهم وتنسبه إلى الحق مدارسهم… وعلماء فاس إذ ذاك هم الناس. فاذكر منهم غير حصر:
العلامة الفقيه المقرئ محمد بن عبد السلام العربي توفي سنة 1214هـ، والعلامة القاضي عبد القادر بن شقرون توفي سنة 1219هـ والقاضي فخر الأواخر والأوائل محمد بن ظاهر الهواري توفي سنة 1220هـ والعلامة المحقق محمد بن حسن الجنوي توفي سنة 1220هـ، والقاضي العلامة القدوة المحقق العربي بن أبي العباس الداودي توفي سنة 1229هـ، وشيخ الإسلام وخاتمة المحققين الذي دارت عليه الفتوى بالمغرب العلامة محمد بن أحمد الرهوني توفي سنة 1230هـ وعلامة المعقول والمنقول محمد بن محمد الشفشاوني توفي سنة 1232هـ، والفقيه العلامة المحقق حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج السلمي توفي سنة 1232هـ، والإمام الفقيه القاضي أحمد بن العلامة الداودي توفي سنة 1235هـ، وخاتمة الحفاظ بالديار المغربية المحدث الجليل القدر، الشهير الذكر، المعروف بالفضل والجلالة والثقة والعدالة محمد بن عبد السلام الناصري توفي سنة 1239هـ… وغيرهم… وغيرهم… لو ذهبنا نستقصي أسمائهم لاستمر بنا الحال وامتد الكلام وطال فمن لم ير في هؤلاء ومثلهم معهم أهلية القيام بدولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… فهو مغرور.
الأمر الخامس:
إن القائمين بأمر الطريقة التجانية في مدى مسيرتها المباركة كانوا جميعهم في كل البلدان من المشهود لهم بالتمكن في علوم الشريعة وهم شيوخ العلم وأئمة الفتوى وحفاظ الحديث النبوي الشريف فاذكر من شئت منهم فلن تلق إلا عالما عاملا فمنهم ولا حصر العلامة محمد بن المشري القسمطيني وشيخ الإسلام أحمد بن محمد البناني وولده الفقيه الحسن بن أحمد البناني والحافظ المحدث محمد بن أحمد السنوسي وكبير العلماء وإمام الفتوى إبراهيم بن عبد القادر الرياحي وعلامة المعقول والمنقول أحمد كلا بناني والعلامة محمد بن عبد الواحد المصري والإمام محمد بن أحمد الجباري والشيخ الفقيه التهامي بن محمد السقاط والعلامة الفقيه الزكي الودغيري، والعلامة الفقيه محمد بن أحمد الكنسوسي وكبير علماء شنقيط وحافظها ومحدثها الأوحد محمد الحافظ العلوي والعلامة عبد الرحمن بن أحمد الصديقي والعلامة الإمام أحمد بن عاشور السمغوني والإمام محمد بن طالب جد، والإمام محمد بن السالك الوداني والإمام عبد العظيم العلمي والعلامة الإمام محمد بن بلقاسم بن الطيب المكناسي، والعلامة الإمام المختار بن محمد الطالب التلمساني والعلامة المحدث محمد الأمين الزيزي والعلامة ابراهيم بن أحمد السباعي والشيخ الإمام علال بن جلون الكوفي، والعلامة الفقيه الأصولي محمد بن سليمان المناعي وخلق كثير من أهل هذه الطبقة.
ثم طبقة أخرى منهم العلامة الإمام مولود فال اليعقوبي، والعلامة الإمام المجاهد في سبيل الله عمر بن سعيد الفوتي وأخوه العلامة أحمد بن سعيد الفوتي والإمام الفقيه محمد بن عبد الله العلوي، وشيخ الشيوخ بلا نزاع العلامة الإمام العربي بن السائح الشرقاوي، والعلامة الإمام التجاني بن بابا العلوي وهو أحد شيوخ الإمام العلامة عارف حكمت المشهور شيخ الإسلام في دولة الخلافة والإمام أحمد بن حمي الله التشيتي والعلامة الإمام محمد بن محمد الصغير بن أنبوجة التشيتي وأخوه أعجوبة الدنيا العلامة عبيدة بن محمد التشيتي والعلامة بانم بن حم ختار الوداني، والعلامة الذي طار صيته في الآفاق محنض بابا بن عبيد الديماني والعلامة الإمام المختار بن محمد اليعقوبي الذي يكفيه في ارتفاع العلم أن يكون في جملة تلمذته الإمام العلامة الشيخ السيد محمد بن المختار الشنقيطي المدفون بقوز المتمة… وخلق كثير من أهل هذه الطبقة.
ثم طبقة أخرى فيهم مشيخة الغرب منهم: العلامة علي بن عبد الرحمن مفتي مدينة وهران والشيخ العلامة عبد الحليم بن سمية مفتي مدينة الجزائر، وإمام المحدثين الفقهاء محمد بن أحمد الفاهاشم الفوتي، والشيخ محمد سلغ بن عمر الكشني، والعلامة أبو بكر بن محمد بن عبد الله الكنوي، والشيخ الإمام محمد بن عثمان العلمي الشريف الحسيني، والعلامة ألفا نوح الجنوي، والإمام أحمد بن عبد الرحمن الكتاغمي، والشيخ أحمد التجاني بن عثمان الكنوي، والعلامة الإمام المشهود له بأعلى الشهادة أبو بكر عتيق الكنوي، وشيخ الإسلام الحاج سعيد نور تال الفوتي، والشيخ الإمام الحاج مالك سي، والشيخ الإمام الحجة عبد العزيز سي، وشيخ الإسلام الحاج إبراهيم إنياس الكولخي، وأبوه العلامة الشيخ عبد الله بن الحاج، والشيخ العلامة أحمد التجاني بن محمد بن إبراهيم الشنقيطي المدفون في بلبيس بمصر، والعلامة الشريف محمد بن أحمد الدرادبي المدفون في تطوان، والعلامة الفقيه الأديب اللغوي أحمد بن الأمين الشنقيطي، والعلامة أحمد بن أحمد السباعي الشريف الحسني، والإمام أحمد بن موسى السلاوي، تلميذ العلامة الكبير العربي بن السائح الشرقي، وعلامة المعقول والمنقول الشيخ محمد كنون، والإمام سعيد بن العباس الدراركي تلميذ العلامة الفقيه الكنسوسي، والإمام الشيخ علي بن الحسين بن محمد الزرهوني، والعلامة المشهور محمد بن هاشم البلغيثي، والإمام العلامة أحمد بن المأمون البلغيثي والإمام محمد بن الطيب الوزاني، والشيخ محمد الأعتابي، والعلامة الإمام محمد بن عبد الله الخرشي الشنقيطي، والعلامة عمر الرياحي حفيد شيخ الإسلام وكبير المفتين إبراهيم بن عبد القادر الرياحي، والإمام الجليل أبو علي الحسين الإفراني، والإمام العلامة الأحسن بن أبي جماعة البعقيلي، والعلامة أبو الحسن علي الإسيكي، والعلامة الإمام المشهور محمد بن عبد الواحد النظيفي، وتلميذه العلامة سلطان بن مناشو التونسي… وغيرهم خلق كثير.
ومن طبقتهم في مشيخة الشرق منهم: الإمام العلامة المجاهد الشهيد في سبيل الله عز الدين بن عبد القادر القسام، وعلامة الشام علي الدقر، والعلامة أحمد الدادسي، والعلامة المتبحر عبد الرحمن بن زيدان، والعلامة عبد العاطي بن أحمد الأسيوطي، والإمام خليل بن زقالي، والإمام عبد العزيز السملالي، والعلامة المشهور مكي محمد مكي، والشيخ العلامة إبراهيم البالي، والإمام بدر بن عبد الهادي، والشيخ حسن الإخصاصي، والعلامة محمد بن مدكور الصفطاوي والشيخ محمود بن عبد المجيد السلاموني، والشيخ حسين بن حسن الطمائي، والشيخ محمد بن سلامة التلباني، والعلامة محمد بن المأمون الوليشكي، والشيخ عيد بن أحمد الكتامي، والإمام العلامة المشهور محمد بن إبراهيم الببلاوي، والإمام العلامة شيخ القراءات ومسند السنة في الحرمين الشريفين إبراهيم الخزامي، والفقيه الإمام أحمد بن أبي بكر التبري، والإمام المشهور السيد محمد أمين كتبي، والعلامة الشريف محمد اللقاني والعلامة الحجة خاتمة المحققين وكبير المسندين والمحدثين محمد الحافظ المصري… وغيرهم خلق كثير.
ثم أذكر تخصيصا إن شئت في بلادنا السودان منهم: إمام الأئمة العلامة السيد محمد بن المختار بن عبد الرحمن الشنقيطي، وقد تخرج به الأئمة الأعلام منهم العلامة أحمد بن عبد الرحمن القاضي، والإمام الطاهر بن التلب الحيمادي، والإمام المجاهد في سبيل الله الشهيد أحمد الهدي بن محمد بن زايد بن محمد السوارابي، والعلامة الجليل الشيخ محمد الخير بن عبد الله خوجلي، والشيخ الكبير أحمد ابن هاشم وأولاده الذين هم نجوم الاهتداء والاقتداء: شيخ الإسلام أبو القاسم أحمد هاشم، وأخوه المفتي الأكبر العلامة الطيب أحمد هاشم، وكبيرهم علما وسنا وتحققا محمد أحمد هاشم، والعلامة محمد الخير الدوش، والفقيه الحسن بن عبد القادر، وعلماء آل أبي قصيصة، وعلماء آل الربيع، وعلماء آل الغبشاوي، وهذه كلها بيوتات العلم وأئمة الهدى لا يشك أحد ولا يسأل، وكلهم تلاميذ الشيخ السيد محمد بن المختار الشنقيطي.
وأذكر العلامة إمام الأئمة الشيخ محمد دوليب الركابي، وقد تخرج به أئمة أعلام منهم العلامة محمد الزاكي، والشيخ محمد بن أحمد الملقب بالطفح لارتفاع درجته في العلم، والعلامة المشهور السنوسي بن سعيد، والشيخ الإمام إبراهيم الدولابي، وشيخ الإسلام الذي طبقت شهرته الآفاق الشيخ محمد البدوي تلميذ الشيخ محمد الزاكي، والعلامة الكبير الشيخ أحمد بن الكرار، والعلامة الشيخ علي بن أدهم وهما من تلاميذ شيخ الإسلام محمد البدوي، والعلامة الشيخ إبراهيم التليب، والإمام الشيخ أحمد طه الكواهلي.
واذكر إن شئت العلامة الشريف محمد بن الأمين الكوري، والعلامة سيبويه الزمان الشيخ سعد الدين الفلاني، والعارف العلامة الشريف محمد عبد المنعم المدفون ببلدة أم سعدون، والعلامة الشيخ سنموي بن فارع المدفون ببلدة مليط، والإمام عبد العزيز أبو غرة، وتلميذه العلامة الشيخ عمر قنبو.
واذكر إن شئت علماء الطبقة التي نحن فيها منهم: العلامة العارف بالله دفين أم طلحة الشيخ يوسف دفع الله بقُّوي (بقية الله في أرضه)، والعلامة الإمام الشيخ محمد المجذوب بن المدثر بن إبراهيم الحجاز، والشيخ محمد البرقوي، والشيخ عمر عيساوي، والإمام العلامة المشهور الشيخ مرزوق بن الفقيه الحسن الخزرجي، والشيخ الإمام الشريف محمد الطاهر يوسف، والعلامة صاحب الورع التام الشيخ أحمد الصديق عبد السلام، والعلماء الفوتيين منهم: الإمام الشيخ المبشر بن عمر بن سعيد الفوتي، وابنه العلامة الشيخ التجاني، وابنه الشيخ أحمد المدني، وكذلك الشيخ سري عال، والشيخ عثمان الفوتي، والعلامة الكبير المجمع عل جلالته في العلم والعمل الشيخ محمد سيرين صالح أبو بكر بن سعيد الفوتي، والعلامة الشيخ عبد الباقي أبو، والعلامة الكبير الشيخ الطيب ابن أبي قناية، والعلامة الشيخ الطيب مونة، والعلامة الغالي جديد، والشيخ العارف بالله الشريف محمد طه، والشيخ الإمام موسى إبراهيم ضيف، والعلامة أحمد بن الداه العلوي، والشيخ الفقيه إسماعيل محمد منقا، والعلامة بن العلامة الشيخ مدثر بن القاضي أحمد عبد الرحمن، والإمام الفقيه محمد تجاني سلمون، والشيخ الفقيه محمد النور، وقاضي محكمة بارا الشرعية العلامة أحمد الغندور، ومفتش المحاكم الشرعية العلامة عبد الرحمن عبد الرحيم حامد، والعلامة الكبير الشيخ محمد كرسي، والشيخ الفقيه الإمام عباس محمد.
الأمر السادس:
إن مؤلفات شيوخ الطريقة التجانية التي ألفوها في أحكام الشريعة المطهرة شاهدة لهم بأعلى الشهادة بتمكنهم في علوم الشريعة ولولا خوف التطويل الذي يؤدي إلى الملال لذكرت أسماء مؤلفاتهم حتى يعلم جاهل وينتبه ذاهل كما أن أسماء شيوخ الطريقة التجانية تتردد كثيرا في أسانيد العلوم الشرعية كالحديث والفقه والأصول يعرف ذلك من له أدنى اطلاع على الأثبات والفهارس والمسلسلات والمشيخات.
فانظر إن شئت في إثبات الشيوخ أهل التمكين والرسوخ وفهارسهم ومشيخاتهم تجد أسماء أصحاب الشيخ سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه تجتمع عندها الأسانيد، وتدور حولها دوران القلادة على الجيد، وهذا لا يخفى علمه على من له اطلاع ومعرفة بهذا الشأن، فانظر إن شئت إلى (الشموس الشارقة في ما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة) و (البدور السافرة في عوالي الأسانيد الفاخرة) للعلامة الكبير أبي عبد الله محمد بن علي السنوسي الجغبوبي، وانظر أسانيد شيخ الإسلام في دولة الخلافة العثمانية عصمت الله بن إسماعيل بن إبراهيم الحسيني المشهور (عارف حكمت).
وانظر الثبت الكبير للعلامة فالح بن محمد بن عبد الله الظاهري المدني الذي سماه (شيم البارق في ديم المهارق)، والثبت الصغير له (حسن الوفا لإخوان الصفا). وانظر الثبت المشهور (قطف الثمر في رفع أسانيد الأثر) للعلامة الكبير شيخ المحدثين وإمام المسندين صالح بن نوح الفلاني. وانظر (التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز) للعلامة وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية محمد زاهد بن الحسن الكوثري. وانظر (رياض الجنة في أسانيد السنة) للعلامة المحدث عبد الحفيظ بن طاهر الفهري. وانظر (فهرس الفهارس الأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات) للعلامة حافظ المغرب عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني. وانظر (إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتاح) وهو الثبت المخرج للعلامة الشيخ عبد الفتاح أبي غدة الشامي. وانظر أثبات ومرويات العلامة الشيخ صالح بن أحمد إدريس الكتاني. وانظر (بلوغ الأماني بأسانيد الشيخ ياسين الفاداني). وانظر (تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع) للعلامة محمود بن ممدوح الشافعي، وانظر (الطالع السعيد المنتخب من الأسانيد) للعلامة محمد بن علوي المالكي، وانظر (الدر النثير في الاتصال بثبت العلامة الأمير) للشيخ الإمام مسند عصره ياسين بن عيسى الفاداني، وكذلك (الروض النضير في الاتصال بثبت الأمير). وكذلك (فيض المبدي بإجازة الشيخ محمد عوض الزبيدي). وكذلك (إتحاف الإخوان بمطمح الوجدان) جميعها للشيخ العلامة ياسين الفاداني.
الأمر السابع:
إن خصوم الطريقة التجانية والمنكرين عليها مقرون لهذه الطريقة بأن شيوخها علماء من علية القوم.
ويكفينا من ذلك أن الهلالي وهو عدو التجانيين اللدود وخصمهم الشديد الخصومة لهم يقول عنهم:
[رأيت الطرق المنتشرة في بلادنا قسمين:
1- قسم ينتمي إليه العلماء وعلية القوم.
2- وقسم ينتمي إليه السوقة وعامة الناس].
ثم قال: {والطريقة التجانية والدرقاوية والكتانية إن كان أهلها في بلادنا قليلا تؤلف القسم الأول}.