كلمات الوفود
كلمة:
الفا محمد ووري جالو رئيس اتحاد الزوايا التجانية في غينيا كوناكري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا. ورضى الله عن شيخنا احمد التجاني صاحب المقالة المشهورة : ” إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به و إن خالف فاتركوه ”
و بعد فيسرني باسم اتحاد الزوايا التجانية الصوفية السنية للتربية و التعليم الإسلامي في جمهورية غينيا كوناكري أن أتقدم باسم الخلفاء و المقدمين و الشيوخ و الأولياء و في مقدمتهم ….. الفوتي رحمه الله و اقدم هذه المساهمة المتواضعة في هذا الملتقى الديني الكبير الذي دعانا اليه للمشاركة و المساهمة الفعالة الخليفة الأكبر سيدنا و مولانا محمد الكبير حفظه الله تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله آمين.
ايها السادة الكرام سيدور موضوع مساهمتي حول ذكر بعض مشاكل الصوفية المعاصرة و الحلول المقترحة لها . اسمحوا لي ان ابين في بداية خطابي ان الصوفية عامة و التجانية خاصة لا تستحل ان تكون لها مشاكل او تحديات تواجهها اصلا لأن الصوفية تتمتع بأخلاقياتي منبثقة من اخلاق سيدنا و مولانا احمد التجاني الذي يجب علينا ان نعتبره الشيخ الاوحد لكل تجاني في العالم و ان تسلسل عندنا المقدمون، لأنه كان يأخذ توجيهاته الأخلاقية و الروحية من جده مباشرة سيد الوجود محمد صلى الله عليه و سلم الذي نال شهادته الأخلاقية من المولى سبحانه و تعالى عند قوله ” و انك لعلى خلق عظيم”
ايها السادة الكرام قلنا ان الصوفيين لا يستحلون ان يكونوا في مشاكل و تحديات و خاصة التجانيين منهم حيث انهم يتصفون بالآتي
إنهم لا يريدون المقاومة ضد السلطات الدنيوية الحاكمة لانهم يؤثرون السلام و السلامة اسوة بالرسول صلى الله عليه و سلم ويختارون التعايش السلمي بينهم و بين كافة المواطنين مع اختلاف مذاهبهم او طرقهم و فرقهم او حتى اديانهم .
ايها السادة الكرام و يكفي جمهورية غينيا شرفا في تاريخ التجانية ان اول الاوائل الخمسة الذين قاموا بالدفاع بالغالي و النفيس من اجل ضمان الانتشار الواسع و النفوذ القوي للطريقة التجانية في افريقيا الغربية هو جدنا الشيخ عبد الكريم جالو الناقل نسبة الى قرية انجيلوي التابعة لمدينة كوبيا في محافظة لابي عاصمة غينيا الوسطى
ايها السادة الكرام يمكن ان نقول ان الصوفية عامة و التجانية بالذات في غينيا بخير بفضل الله و بفضل الحرية الدينية التي توفرها لنا السلطات الحاكمة منذ الاستقلال حتى الآن حيث ان 85% من المساجد في غينيا تؤدى فيها الاوراد التجانية المعروفة يوميا و ان تفرد الشيوخ و العجائز في ادائها تقريبا و كأن الشباب ينتظرون كبر سنهم لاخذ الورد التجاني و ينسون بأن التجانية اتت رحمة للجميع صغارا و كبارا رجالا و نساء صالحين و طالحين لقوله سبحانه و تعالى ” يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا و سبحوه بكرة و اصيلا، هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور و كان بالمؤمنين رحيما” سورة الاحزاب آية 43
الاخوة الكرام اليكم باختصار كبير بعض التحديات التي تواجهها الصوفية عامة التجانية بصفة خاصة و هو الموضوع المقصود في هذا المقال و نبدأ بالآتي:
اولا: كون شباب التجانيين يتأخرون في اخذ الورد التجاني انتظارا لكبر سنهم هم الآخرين و هذه الظاهرة على طريق الآباء أو أولياء الأمور لتعليمهم الورد منذ الصغر بالاضافة الى القيام بتطوير المجالس القرآنية حيث تدرس فيها الفقه المالكي و الاوراد التجانية حيث تغرس فيه التربية الروحية و الصوفية قبل فوات الاوان
ثانيا:انعدام الجو المناسب للعبادة و الذكر نتيجة تزاحم الناس في المدن المعاصرة و تطور الاذاعات المرئية و المسموعة ببرامجها الشاغلة عن العبادة و الذكر المناسب ليلا و نهارا، و لا ننسى التيليفونات التي يمتلكها كل مريد تقريبا لكي يتكلم او يستمع الى المكالمات الدنيوية .الحل سهل حسب تصوري هو ان نعلم اولادنا القرآن منذ الصغر و ندخلهم في التعلم حتى يكون يوما ما معد البرامج تجانيا،و الكاتب كذلك و المذيع تجانيا و المهندس ايضا صوفيا و سيكون الاخراج اخراجا صوفيا بمشيئة الله. اما بخصوص التلفون ايضا فبالعلم نبرمجها حتى تطفئ نفسها بالاذان و تفتح نفسها بالسلام و في الورد عند قراءة المقصد ال الفاتحة و تفتح نفسها و بعد قراءة جوهرة الكمال بعشر دقائق ينفتح التلفون تلقائيا و لا نحارب التكنولوجيا بل نستعلمها و نشارك في تنقية البرامج لصالح ابنائنا و اسرنا بصفة عامة
ثالثا: ظهور طائفة من الشباب اخذوا الحركة الوهابية التي هي حركة فكرية سنية سلفية معروفة بالتشدد و الالتزام بأحكام الكتاب و السنة الى درجة التطرف و لا يعطون اي وزن للصوفية بل يتهمونها كلها بالكفر و الشرك و ينسبون الآيات الموجهة الى الكفار و المشركين في القرآن الكريم الى اتباع الصوفية
(في زعمهم يريدون اقامة الدين الصحيح بدلا من الدين الاسلامي الحنيف المتعارف عليه لدى الرسول صلى الله عليه و سلم و اتباعه و اتباع اتباعه الى يومنا هذا
الحل: فهؤلاء لا نتركهم حتى يظنوا انهم على حق بل نتعلم كتبنا الصوفية و الاحاديث الشريفة و القرآن الكريم حفظا و تفسيرا لنعلمهم كيف يطبقون الآية الكريمة بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى “ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن هو اعلم بمن ضل عن سبيله و هو اعلم بالمهتدين” صدق الله العظيم. و نتعلم ان نرد عليهم في كافة وسائل الاعلام بدون تردد. على سبيل المثال في احدى ميادين الدعوة و الدفاع عن التجانية و شيخها أحمد التجاني حصل الآتي
القصة: يا شيخنا علمونا التجانية لاننا نسمع عنها و لا نعرفها. لانهم لا يعرفون عن التجانية الا اسمها.
ولاحظت ايضا ان الزيارة المباركة التي شرفنا بها في بعض الدول في غرب افريقيا كانت صدفة كبيرة لهؤلاء المتشددين لانها رفعت قيمة الصوفية هناك، حيث كان بعض المريدين يخفون تسابيحهم خوفا من الانتقاد فالآن منذ الزيارة كل يتمنى ان يرى السبحة في يده، احكي لكم قبل المجيء بايام رأيت و سمعت ولدا صغيرا يحفظ جوهرة الكمال عن ظهر قلب و قلت له ماذا تحفظ ؟ قال جوهرة الكمال لأن أبي شرط علي ذلك قبل الرجوع الى البيت رابعا: ايها السادة، نوعية الديمقراطية التي تسمح للأولاد بالخروج الى الشارع للفساد طالبين حقوقا لا يعرفونها هؤلاء بالصوفية و التربية الروحية سيتحولون بإذن الله و بركة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الى الأحسن و ببركة شيخنا أحمد التجاني و بركة اوليائنا سنجد شبابنا في احسن حال من الفلاح
أيُعقل أن نرى شابا ملتزما في أوراد الطريقة التجانية اللازمة و الوظيفة و هيللة الجمعة أن نراه في الشارع للإفساد، كلا . و اكبر حل للمشاكل و التحديات الصوفية المبادرة الأخيرة لجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين وهي منح تخصيص منح للدارسة للبلاد التي شرفها بزيارة مباركة
و في النهاية إليكم منظوما شعريا يدعو الى وحدة كلمة التجانيين خاصة و كلمة أهل لا إله الا الله عامة
و جزى الاله شيخنا التجاني فيما سعاه لخدمة الاسلام
تجان يدعو المسلمين ليلتقوا بالخير و الإيمان بالترحام
تجان يدعو ان نكون كحائط لا ان نؤيد دعوة الاهدام
تجان يدعو ان نزور مقاطعا و على الخصوص زيارة الارحام
يا اهل التجاني في كل الدنى ما لي ارانا في ِلوي و خصام
اسلافنا كانوا على طول المدى في وحدة و في يقظة و تسام
تجان يدع و الجميع بداره و الكل في شغل و في إحجام
يا إخوة التجان في كل الدنى العيب منا ام من الايام
اين التواصل و التآخي بيننا اين المسير بسرعة الاقدام
و الى متى سيطول حبل خلافنا و الى متى سنسير للاعدام
عار علينا ان نكون مطية و نسير خلف رغائب الاقوام
يا امة الاسلام معذرة انا ما كنت ابغي ان اطيل كلام
لكنه الجرح الذي يتحرق بقلوبنا من شدة الاضرام
يا رب ارحم كل اهل المغرب العربي ارحمهم على السلام
يا رب احفظ ملكهم و اميرهم ارحمهم بالامن و الانعام
صلى الاله على الحبيب و آله هو ذو الجلال البَرُّ ذو الاكرام
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
ببركة هذا المكان الطاهر ادعو و اقول : الحمد لله الذي هدانا الى اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق … الخ
اخوكم الفا محمد ووري جالو رئيس اتحاد الزوايا التجانية في غينيا كوناكري