*( خطبة الجمعة في موضوع )*:
[محبة الصحابة واشتياقهم الى النبي صلى الله عليه و سلم]
*الحمد لله رب العالمين* و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد ” المبعوث رحمة للعالمين* و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
* ونشهد أن سيدنا و نبينا و مولانا محمدا عبد الله و رسوله و مصطقاه من خلقه و خليله فصلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم، وعلى آله وصحابته و التابعين، وعلى من حافظ على دينه و شريعته و استمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين
* أما بعد ، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك منهاجا قويما و سبيلا رشدا ومن يعص الله و رسوله فقد غوى و اعتدى، و حاد عن الطريق المشروع و لا يضر إلا نفسه و لا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله و له . اشتياق الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم . عباد الله :يقول الله لنا في كتابه(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب: من الآية6 .هذا النبي الكريم بين للمؤمنين السبيل الصحيحة و بذل لهم النصيحة، و كان أرأف وأشفق بهم من آبائهم وأمهاتهم، بل هو أعظم من منزلة من الوالد الرؤوف الرحيم، و أسمى درجة من كل شفيق كريم ، بعثه الله ليكون قدوتنا لما له من الشمائل والصفات و الفضائل، ولما تحلى به من الآداب والأخلاق و المكارم، اتصف بما يحب لأجله، ويحمد عليه، فهو محمد وهو أحمد، وهو الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وهو الحاشر الذي يحشر الله الناس على عقبه، وهو المصطفى المختار من البشر و خيرُهم عند الله، وقد وعى الصحابة هذا المعنى فأحبوه لذلك، وحكموه في أنفسهم، وأموالهم، فمحبة الصحابة لربهم عظيمة، ومحبتهم لنبيه -صلى الله عليه وسلم- من محبتهم لربهم جسيمة، لأن الله يحبه، ولأن الله أرسله، ولأن الله أوجب علينا حبه، فلا يسع المؤمن إلا أن يحبه لأن الله يحبه، ولأنه خليل الله، وأحب خلق الله إلى الله، ولهذا قالوا عندما استشارهم في الإقدام على منازلة الكفار في غزوة بدر (هذه أرواحنا بين يديك، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك و ما تخلف منا رجل واحد)، و قالوا (هذه أموالنا يبن يديك فاقسمها كيف شئت ستجدنا من خلفك وعن يمينك وعن شمالك،)
أبرُّ بني الدنيا وأعظمُ من شكـــرْ | وأكرم مخلوقٍ على سائر البشــــرْ |
به الله قد أهدى إلى الناس رحمةً | وبه ضياءُ الحق في الكون قد ظهر |
وقد اشتاق الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته وبعد مماته، وأحبوه حباً لم يعرف التاريخ مثله، حتى قال أنس : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْبِلُ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْهُ ) .
وقال علي رضي الله عنه 🙁 كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ. ) .
كما يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه : “وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ” لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ .
كُلُّ القلوب إلى الحبيب تميلُ ومعي بهذا شاهــــــدٌ ودليـــلُ
أما الدليلُ إذا ذكرت محـمداً صارت دموعُ العارفين تسيلُ
وقال أبوسفيان و هو لا يزال على كفره: “ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً”. ( قصة ابي بكر فشرب حتى رضيت).
وهكذا تغلغل حبه في قلوبهم، فوصل إلى الحشايا وتعمق في نفوسهم، فكان أحب إليهم من أموالهم وأولادهم ووالديهم والناس أجمعين، كيف لا و قد قال لهم وعلّمهم : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) .
ولو لم يكن في القلب حبُّ محمدٍ | لعمّت بك البلوى و دام الضلالُ |
بل كل من صدقت محبته للنبي -صلى الله عليه وسلم- أحبه أكثر من نفسه، ولذلك كان أحدهم يقول : نحري دون نحرك.وقال عمر للعباس :”يا عباس والله لَإسلامك يوم أسلمت أحبَّ إليّ من إسلام الخطاب – يعني أباه – لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم“.
عمر رضي الله عنه لم تمنعه قوة شخصيته ولا غضبه في الحق أن يكون صاحب مشاعر حساسة وقلب مرهف تجاه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد فرض لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَفَرَضَ لابنه ثَلَاثَةِ آلَافٍ، فسأله ابنه عن ذلك فقال: لأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ، وَأُسَامَةُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ، فَآثَرْتُ حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ.
وقد حكى التاريخ حبهم له، حتى إن الملوك لا يُفعل معها كما يفعل معه، لا من باب الذل والعبودية، ولكن من باب التوقير و التعظيم، وهذا عروة بن مسعود قبل أن يسلم بعثته قريش ليتفاوض مع الرسول صلى الله عليه و سلم و يصالحه فجعل عروة يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بعينيه، قال يصف وضع الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم:وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ – (يعني ما رأيت ملكاً قط) – يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ).
كانت محبته صلى الله عليه و سلم في قلوبهم أصيلة، و كان شوقهم إليه عظيماً، هذا ثوبان مولاه صلى الله عليه و سلم كان قليل الصبر عنه، يشتاق إليه كل يوم، جاءه يوماً وقد رأى في وجه تغيراً فقال له النبي صلى الله عليه و سلم:(ما غير لونك) ؟فقال: يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إِذا لم أرك اشْتقت إِلَيْك وَاسْتَوْحَشْت وَحْشَة شَدِيدَة حَتَّى أَلْقَاك، و والله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت الآخرة عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ! فنزل قوله تعالى:(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) النساء :69 .
ولما قَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وقَرُبُوا مِنْ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ ويَقُولُونَ:
غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ | مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ |
وكان بلال يرددها قبل أن يموت، وكان خالد بن معدان رضي الله عنه لا يأوي إلى فراشه إلا ويذكر شوقه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن مضى من أصحابه وآله ويقول : هم أصلي وفصلي، وإليهم يحنّ قلبي، طال شوقي إليهم.
وهكذا كانت العجائز في بيوتها إذا نفشت الصوف تتذكر محمداً -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الأخيار، وكيف كان بكاؤهم بالأسحار، وتقول إحداهن :
يا ليت شعري والمنايا أطوارْ هل تجمعَنِّي وحبيبي الــــدار
ولما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لواحد من الصحابة : (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك. كيف لا وهو سبب منع العذاب عنهم، لأن الله قال في كتابه 🙁وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ )الأنفال: من الآية33 .
و هذا ذو البجادين ( لقب عبد الله بن عبد نُهم ) رضي الله عنه تربى في حجر عمه، فنازعته نفسه إلى الإسلام، فقال: يا عم كنت أنتظر سلامتك بإسلامك فلا أراك تريد محمداً فائذن لي في الإسلام.
فقال عمه: والله لئن أسلمت لأنتزعن كل ما أعطيتك حتى ثوبيك!
فصاح ذو البجادين: نظرة من محمد عليه الصلاة والسلام أحب إلي من الدنيا وما فيها.فجرده عمُه من كل شيء حتى الثياب، فناولته أمه بجادًا لها ( كساء مخطط)، فقطعه نصفين، فاتزر نصفًا وارتدى نصفًا. وأتى رسول الله، فقال: ما اسمك ؟ قال: عبد العزى.فقال: بل عبد الله ذو البجادين. .
وهذا زيد بن الدثنة رضي الله عنه لما قدموه ليقتلوه يقول للكفار : والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة وإني جالس في أهلي! .
إني لأُرْخِصُ دون عرضِك مهجتي | روحٌ تروحُ ولا يُمسُّ حماكا |
روحي وأبنائي وأهلي كلهـــــــــــم | وجميع ما حوت الحياةُ فداكَ |
وكذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فدي في أحد، كان الواحد منهم يقول : بأبي أنت وأمي يا رسول الله “. .وقالت المرأة لما استقبلت بابنها وجثث أبيها وزوجها وأخيها : ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . قالوا : خيراً، هو بحمد الله كما تحبين.قالت: أرونيه حتى أنظر إليه. فأُشير لها إليه حتى إذا رأته، قالت: (كل مصيبة بعدك جلل). يعني تهون.
لما مات صلى الله عليه و سلم أظلمت المدينة، لما مات أنكر الصحابة قلوبهم، لما مات كانوا يتذكرونه صباح مساء، ثم ان بلالا ـ و كان قد استوطن الشام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ.رأى في منامه النبي صلى الله عليه و سلم و هو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال ؟ فانتبه حزينا وجلا خائفا، فركب راحلته و قصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فجعل يبكي عنده و يمرغ وجهه عليه.فأقبل الحسن و الحسين رضي الله تعالى عنهما فجعل يضمهما و يقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي أن نسمع آذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد، ففعل، فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه فلما أن قال: (الله اكبر الله اكبر) ارتجت المدينة فلما أن قال : (أشهد أن لا إله إلا الله )ازدادت رجتها فلما أن قال : ( أشهد أن محمدا رسول الله ) خرجت العواتق من خدورهن وقالوا : بُعث رسول الله صلى الله عليه و سلم؟.فما رؤي يومئذ اكثر باكيا و لا باكية بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك اليوم.(رواه ابن عساكر بسند جيد).
نفعني الله و إياكم بالذكر الحكيم و كلام سيد الأولين والآخرين سبحان ربك رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
* الحمد لله على نواله و إفضاله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله ، و نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد :
أيها المومنون انه صلى الله عليه و سلم هو الذي قال: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ وَلَا يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ مَعَهُمْ).
قال العراقي في طرح التثريب ” أي:( يَأْتِي عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ لأَنْ يَرَانِي فِيهِ لَحْظَةً ثُمَّ لَا يَرَانِي بَعْدَهَا أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ جَمِيعًا ). .
فماذا تكون مشاعر الإمام البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي داود وأحمد والبيهقي وأهل الحديث كافة وهم يكتبون الحديث عنه ويجولون في البلاد لجمعه، ويسهرون الليل لكتابته، ويدرسون علل الأساليب، ماذا كان شوقهم، وكيف كانت حالتهم، وأهل الإيمان يتمنى الواحد منهم أنه رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- لحظة ليحظى بأجر الصحبة،
فَيَبكي إِن نَأَوا شَوقاً إِليهِمُ | وَيَبكي إِن دَنَوا خَوفَ الفِراقِ |
وقال -عليه الصلاة والسلام- : ( مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ ) .
فالمؤمن الصادق يتمنى حقيقة أن يكون قد عاش في عهده أو رآه، يتمنى رؤيته ولو لحظة ،
لم يكن الشوق ولم تكن المحبة ولم يكن الميل من البشر إليه فقط، أراد الجن أن يلتقوا به، أي الصالحين والمؤمنين منهم فالتقوا به أكثر من مرة، وكذلك الأشجار،قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه كان المسجد مسقوفا على جذوع نخل فكان النبي صلى الله عليه و سلم يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ منها، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ عَلَيْهِ سَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ [وفي رِوَايَة: فَصَاحَتْ النَّخْلَة صِيَاح الصَّبِيّ] [فَسَمِعُوا مِنْ حَنِينهَا حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُمْ ]حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ. .وقال-عليه الصلاة والسلام- عن الجذع:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمهُ لَمَا زَالَ هَكَذَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة).
أنتَ الذي حنَّ الجمادُ لعطفهِ | وشكا لك الحيوانُ يومَ رآكا |
والجِذعُ يُسْمَعُ بالحنين أنينُه | وبكاؤُه شوقــــــا إلى لُقياكا |
واستعينواعباد الله على أموركم كله ا بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم.صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، و تقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات، آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك وخلفاء نبيك القائمين معه وبعده على الوجه الذي أمربه و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، و العشرة المبشرين بالجنة والأنصار منهم و المهاجرين، و عن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم، و لاتخالف بنا عن نهجهم القويم و سنتهم،(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم .)
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين).
الخطبة من إنشاء عبد ربه الفقير إلى فضل الله و رحمته :
” ذ. سعيد منقار بنيس”
الخطيب بمسجد ” الرضوان ” لافيليت /عين البرجة/ الدار البيضاء
أستاذ العلوم الشرعية
بالمدرسة القرآنية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني
مفتش منسق جهوي لمادة التربية الإسلامية للتعليم ثانوي متقاعد
البريدالالكتروني mankarbennissaid@gmail.com