قصيدة مولاي عبد الحفيظ العلوي السلطان العالم العفيف ذي الأخلاق العلية والشمائل الصافية ، يمدح في الشيخ التجاني رضي الله عنه وما أوتيه من مقامات وأسرار.
مدح الحضرة التجانية
ألاهْـلُ يَـلَــذُّ الـنّـومُ والـرَّبـعُ شَـاســـعٌ وهـلْ مـنْ لِقـاءِ الحُـبِّ يُغـنـي التّواضـــعُ
وهَــلْ مـنْ مـلامٍ يَـنـثُــرُ الـجَـفْـنُ دُرَّه إذَا هُـيّـجَـتْ مـا فـي القُـلُـوبِ الفَـظَـائِــعُ
وحَــرّكَ حُـبَّ القَـلــبِ وَجْــدٌ تَـزَايــدَتْ حَـرارَتُـهُ مـمَّـا حَـوَتــهُ الأضَـــالِـــعُ
وقـدْ سَـلَّ سيْـفَ البَغـيِ دَهْــرٌ وشَـمَّــرتْ حَوَادثُـهُ مَـا الـجَـفْـن مِـنـهُـنَّ هَـاجِــعُ1
وبَادت رُسـومُ الـقَـلـبِ بالـهَجْـرِ والـعَـنَـا2 وللجِسْـمِ حُـكـمُ القَلـبِ إذْ هُــوَ تَــابـــعُ
ألا فَـلْـتــدْعُ لَـــومَ الــمُـتَـيّــمِ إنّــهُ يُـصادمُ هَـولاً هَـمُّـه الـقَـلـبُ قَـاطـــعُ
أمـا كانَ يكْفـي ذا الـنُّـحُـولُ3 الـذي سَـجـا4 ووَجْــهٌ كَـئِيـبٌ أصْفَـرُ اللَّـونِ فَــاقـــعُ
يَرى فَـوقَـهُ للْـخَـطْــب رقــمَ6 أشِـعّـــةٍ يَـرى الـرّمـزَ مِـنهَـا مَـنْ دهـتْـهُ الـزّعازعُ7
فـطَــورًا أَهـيــمُ فــي الـفَـلاةِ وتَـــارةً تُنـاجيـكَ بـالأحـزَانِ عَـنـهُ الـضّـواجِــعُ8
سَـأنـدُب رَبْـعــًا لـلأحـبَّـة مَــنْ صـفَـا بـهِ العيـشُ لـمّا سَـاعَـدتـنِـي الـصّـنائـعُ
ومَـنْ كـانَ مَأوَى الـرّوحِ والـجِسـمِ عندَمــا سَقـتـهُ مُـزُونٌ وبْـلُـهـا مُـتـتَــابِــــعُ
فَـعـاوَدَه شَــرخُ9 الـشَّـبَـاب ومَـا عَـفَــا ورِيئـتْ وراءَ الـسّـتـرِ تِـلــكَ الـــودائـعُ
حُـلاهُ وإن شــطَّ10 َالــربــيــعُ أزاهِـــرٌ فَمـنـظَـرهُ يُـغْـنِــي ومَــاؤهُ نــافِـــعُ
جميــعُ قُـرى الـدُّنيــا فِــداه وإن عَـلَــتْ سـوَى الـحرميـنِ وهْــي عِـنـدِي بَـلاَقـعُ11
فَلِلَّـهِ مَـا أشـهَــى زمــانَ وِصـالــهِــمْ أشـارتْ إلـيــهِ بـالـمَعـالِــي الأَصَــابـعُ
ولِلَّـهِ مـا أحـلــى شـمـائِــلَ جَــمَّـــةً نسـيـمُ شَـداهَـا فـي الـمَـحـافـلِ ذائِـــعُ
لـحَا12 اللَّـهُ دَهْــرا إذْ قـضـَـى بـِفراقِـهـمْ وعَـظِّـمَ فـي شـرعِ الـنّـوَى13 مَـن يُـصانـعُ
فـلـولاَ وُشـاةٌ فـي الأَنـامِ مُـجــونُـهــَـا14 قَـضى بِـفـطامِ مَـن قَـلـتْـهُ15 الـمَـراضِـعُ
وَمـا كـان نـأيُ الـخَـدّ عـنّـِي ولا بَـــدا وجـودٌ لِنَـسْـجٍٍ أحْـكـمَـتْـهُ الـصّـنـائِــعُ
ولا كــانَ مِـنِّـي الإلـتِـفـاتُ لِـغـيـرِهــمْ ولا نَـدُّ16 عُـمْري فِـي الصِّـبـا وَهْـو ضَائـعُ
لأَنِّــيَ قــدْ أسلَـمــتُ وَجـهِــيَ لِلّــَـذي أنـا لِِـرضَـاه يـا ابـنـةَ الــعَــمِّ ضَــارعُ
ومَـنْ حِـصـنُـهُ للـقَـاصِـديـنَ وِقَــايــةٌ ومَـنْ سِـرُّه يُـعـطِـيــكَ مـا أنْـتَ طَـامـعُ
ومَــنْ هَـدْيــهُ عــمَّ الأنــامَ سَــنــاؤهُ17 ففِـي كُـلِّ قَـلــبٍ مُـخـلِــصٍ هُــوَ لامـعُ
أريــدُ بـهِ خَـتـمَ الـرِّجــالِ الــذي سـمَـا علَـى الـكَـونِ طُـرّاً18 دونَ خَـصـمٍ يُـنَــازعُ
ومَـن خُــصَّ مِــن بَـيـنِ الأنَــام بـشَربـةٍ أرتْـهُ عُلومـاً قــدْ حَـوَتْـهَـا الـشَّـرائِـــعُ
وأَسـرَارُ سِـرِّ الـعَـرشِ واللَّــوْحِ وانْـجَـلـتْ لَـهُ مِــنْ كِتــابِ اللًّـهِ تِلْـك الـوَقَـائِـــعُ
فلَـولاهُ جُــودٌ مَا سَـعـى الـفَـوْزُ نَـحـونَـا وفي الـقَلـبِ مِـنَّـا وَحْـشَــةٌ19 وقَـواطِــعُ
ولَـولاهُ مَــا دَرى الـعَـلـيــلُ شــفَــاءَهُ ولا فَـرَّ عـمَّــا تَـقْـتَـضـيـهِ الـطَّـبـائِـعُ
لـهُ رُتْـبـةٌ تـُولــي الـرِّجــالَ مَـراتـبــاً ومـنْ دُونـهَــا لَــولاهُ مَـا هــوَ مَـانــعُ
تِجـانِـيُـنـا ســـرُّ الإِلاَهِ لِــخـلـقــــهِ لـهُ الـقَـمـرانِ والـنُّــجــومُ خَــواضِـعُ
أبَـانَ عُـلُـومـاً فـي الـحَـقيـقَـةِ أعـجَـزتْ ذوي الـسَّبـقِ فـيـهَـا للْـعـبــادِ مَـنافِـعُ
هـوَ الـكَامـلُ الـمَشهـورُ والـغَـوثُ والّــذِي سَـنَـا مَـجْـدُه في الـنَّاس أبْـيـضَ نَـاصِـعُ
تَـمُــدّهُ بـالأسْـــرَار رُوحُ مُـحَــمّــــدٍ فيَـا حَـبّـذَا نَـهــجٌ بــه الـرُّوح سَـاطــعُ
وإيَّـاكَ والإنْــكــارَ فَــهْـو حَـمـاقَـــةٌ وذوالطّعْـنِ فـي نَـهـجِ التّـجَـانـي مُـخـادِعُ
إمامِـي لَـيَـالِـي الـوَصْـلِ غـيَّـرهَـا الـبَِـلا فَـرُحْمـاكَ قــدْ جـفَّــتْ دمُـوعُ هَـوامِــع20
فلاَ الـعَـيشُ يَـحلُـو مَا نَـأيْـتَ21 ومَـا عـسى وإنّ مـكانــاً قــدْ هَــجـَـرْتَ لـخـاشــعُ
وإنـي وإن كنْـتُ المُـسيءَ الّــذي اعـتَــدى وحَـاربَ جَـهــراً هَاأنَـا الـيَـومَ طـائِـــعُ
فمَـا عـنْ قَِـلـىً كَــان الـبِِـعــادُ وإنَّــمَا أطـاعَ الـفـؤادُ مَـا هَـوتــهُ الـمَـسَـامــعُ
فـإنْ تـمْنـحُوا الـمَهـمُــومَ قُـربـًا ورأْفَــةً فَمَـحْـمـدَةٌ مِنْ بَـعـضِ مَا أنْــتَ جَـامـــعُ
وإنْ تَعـفُ عـنْ ظُـلْـمٍ بـدا مِـنـهُ بَـعـدمَـا قدْ ارتَـفـعَـتْ عَـن وجـهِ لـيْلـى الـبَراقـعُ22
فلاَ غـرو23 أنّ العَـفــوَ بــالإرثِ ملكُــكـمْ بـدا بَـرقُـــه فـي ذَلـكَ الـحــيِّ راقِــعُ
ولا سِـيـمَــا واللَّـهُ قــالَ وَسَــارِعـــوا فمَـنْ يعْـفُ يَـدري مَـا بِه الـلَّــهُ صَـانــعُ
وفـي ابـنِ أبـي سَـلْمـى سُـلُـوٌّ لـتَـائــبٍ ومِـنْ نَـيْـلِــهِ ثَــوبَ الـنَّـبيِّ مَطـامــعُ
وعَـفـوُ رَسـولِ الـلَّـهِ يـَهْــمـعُ25 وَبْـلُـهُ وصَفَـحُـه عـنْ أهـلِ الـجَـرائــمِ وَاقـــعُ
وقَـفـوْ سَـبـيـل الـمُصـطَفَـى وَصِحـابِــهِ طَريـقَـتَـكَ الـمُثلى فَلا منْ يُـنـــــــازعُ
لذلـكَ نـيـلُ الـفضْـلِ والـعَفــوِِ حَـاصــلٌ لأَنّـكَ فَـيـضُ الـمُصـطَفـى أَنــتَ رَاضـــعُ
شفيـعِــي وِدادِي فـي هَــواكَ بـلاَ مِـــرا وجَـدُّكَ يـومَ الـحَـشــرِ للْـكـلِّ شَــافــعُ
الهوامش:
|
المقالة كاملة:
القصيدة العينية لمولاي عبد الحفيظ العلوي.pdf
القصيدة العينية لمولاي عبد الحفيظ العلوي.doc