يترتب على هذه القاعدة أن كل مكاشفة أو مشاهدة أو تجلي أو إلهام أو نفث روع أو كل علم أو حال يرد في توجهات القلوب والأرواح إلى الحضرة الإلهية تتبدل به معقولية النسب أو تنقلب به الحقائق فهو باطل والسالك هالك. كما استخرجها الشيخ عمر مسعود من كلام الشيخ رضي الله عنه.
معقولية النسب لا تتبدل والحقائق لا تنقلب
يترتب على هذه القاعدة أن كل مكاشفة أو مشاهدة أو تجلي أو إلهام أو نفث روع أو كل علم أو حال يرد في توجهات القلوب والأرواح إلى الحضرة الإلهية تتبدل به معقولية النسب أو تنقلب به الحقائق فهو باطل والسالك هالك.
يندرج تحت هذه القاعدة مسائل حصرها الشيخ في لمسائل ضمنها أقواله:
المسألة الأولى: في الحق والخلق
1 ـ الواجب لذاته لا ينقلب جائزا والجائز لا ينقلب واجبا ولا مستحيلا والواجب لا ينقلب مستحيلا ولا جائزا والمستحيل لا ينقلب جائزا ولا واجبا.
2 ـ العدم (للممكنات) ذاتي والوجود عرض لها في حيطة الجواز.
3 ـ مقتضى حقيقة نسبة البطون وهو الغيب المطلق الذاتي لا يقع فيها تجل أبدا لا في الدنيا ولا في الآخرة.
4 ـ كل ما دخل تحت الحصر فهو مبتدع مخلوق.
5 ـ إضافة الصفة إلى موصوفها تكون بحسب الموصوف وبحسب قبول ذاته إضافة تلك الصفة إليها.
6 ـ كل ممكن منسحب عليه حكم الإمكان ولوازمه كالافتقار والقيد والنقص.
7 ـ كل موجود له ذات ومرتبة ولمرتبته أحكام وللأحكام آثار.
8 ـ مرتبة الوجود هي حقيقته من حيث معقولية نسبتها الجامعة بينها وبين الوجود المظهر له والحقائق التابعة له.
9 ـ العظم والكبرياء والعز والجلال والعلو كلها صفات ذاتية لله سبحانه تقتضي أن لا يوجد شيء معه.
10 ـ الذات متنزهة عن تعاقب الأحوال عليها فلا يطرأ عليها التغير في لحظة من اللحظات بل هي على وصف قائم بها لا تنفك عنه ولا تتغير عنه.
11 ـ صفات الذات غير صفات الفعل.
12 ـ الطهارة الأصلية في جميع الموجودات بحكم التجلي والطهارة العرضية فيها بحكم الشرع (إن الحكم إلا لله).
13 ـ خطاب المشيئة والحكمة بساطان وأمر الله مسوق إلى المشيئة.
14 ـ لله سبحانه وتعالى تنزلات بحكم القهر لعبيده الخاصة وتلك التنزلات يذيقهم الله فيها من مرارة قهره (وهي) تشبه في وقائعها شدة انتقامه من الكفرة من خلقه وليس ذلك ازدراء بمراتبهم ولا إسقاط لعظيم وجاهتهم عنده.
15 ـ مرتبة الحق سبحانه وتعالى: الألوهية، والذات في غاية البطون لا يعلمها غيره سبحانه وتعالى وما برز للوجود كله إلا بالمرتبة والذات غيب لا يدركها أحد فهي في غاية البطون والمرتبة في غاية الظهور.
16 ـ معية الحق سبحانه وتعالى لكل شيء من الوجود وقربه لكل شيء من الوجود صفتان نفسيتان ويتبعان ماهية ذاته كما لا تعقل ماهية الذات ولا سبيل للعقل إلى شم من روائح الوقوف على حقيقتها كذلك لا سبيل للعقل لإدراك حقيقة معية الحق لكل شيء وقربه لكل شيء.
17 ـ حضرة الحق سبحانه وتعالى متحدة من حيث الذات والصفات والأسماء والوجود كله بأسره متوجه إليه بالخضوع والتذلل والعبادة والخمود تحت سلطان القهر وامتثال الأمر والمحبة والتعظيم والإجلال.
18 ـ الكون كله فردا فردا كل ذرة منه مرتبة للحق يحكم فيها بحكم خاص لا يحكم به في غيرها أو يفعل فيها فعلا خاصا لا يفعله في غيرها.
19 ـ كل ذرة في الوجود فردا فردا لها توجه إلى الحق خاص بها لا يشاركها فيها غيرها.
20 ـ إن التجليات الإلهية البارزة للوجود ليس لخلقه منها إلا الشهود صورة وعينا وأما ما في باطنها من بوارق الأسرار التي لا مطمع أن تنتهي إليها الأفكار فإن تلك الأسرار انفرد الحق بعلمها سبحانه وتعالى ومن طلب من خلقه أن يكشف له عن تلك الأسرار طرده إما عن قربه وهو الحجاب نعوذ بالله منه وإما عن توقع السؤال وترك الجواب عنه إن كان من ذوي الخصوصية وإما بتأديب شديد بنزول عقوبة به لأن أسرار القدر التي هي بواطن التجليات الإلهية استأثر الحق سبحانه وتعالى بعلمها لم يكشفها لأحد من خلقه.
21 ـ الخلق المخلوقون هم ظواهر الأكوان وصورها وما تعرف (الله) إليهم إلا بظاهر الألوهية والذات في حضرة الطمس والعمى لا مطمع لأحد في معرفتها لا يعلم ذاته في تلك الحضرة إلا هو سبحانه وتعالى لا غير والتعريف للمخلوقات بمرتبة الألوهية هي عكوف الوجود على عبادته سبحانه وتعالى بالخضوع تحت كبريائه وعظمته وجلاله والتذلل لكمال عزه والخمول تحت قهره وبتسليم القياد إليه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا منازع له في حكمه.
22 ـ أسماء الذات لا تعلق لها بالخلق وأسماء المرتبة كلها متعلقة بالمخلوقات لأن الألوهية اقتضت وجود المخلوقات من غير حاجة بالإله لهم.
23 ـ الأقطاعات الإلهية لللقوابل الأصلية مقسومة بحكم المشيئة الربانية ليس لغير الله فيها مدخل.
24 ـ تجليات الحق كلها من وراء حجاب الكبرياء ومن وراء حجاب الحقيقة المحمدية.
25 ـ الكلية والجزئية مستحيلة على الله تعالى لأنه واحد في وجوده لا يقبل كما ولا كيفا ولا تعددا ولا شيئا من أحوال التعدد بل هو واحد في وجوده المطلق وفي الإتصاف بصفاته وأسمائه فليس هناك من يتصف بها غيره.
26 ـ أجمع العارفون كلهم على أن التجلي بالأحدية غير ممكن.
27 ـ ظهور الأحدية غير ممكن لا يراها غير المتصف بها سبحانه وتعالى… فبهذا تعلم أن التجلي بالأحدية مستحيل لا يتجلى بها إلا لنفسه.
28 ـ لا يتأتى في شيء واحد أن يقال قديم حادث وإلا صح القول بقلب الحقائق وهو محال.
29 ـ الموجودات ليست بأمر زائد على حقائق مختلفة ظهرت بوجود واحد تعين وتعدد في مراتبها وبحسبها لا أنه إذا اعتبر مجردا عن الإقتران بهذه الحقائق يتعدد في نفسه.
30 ـ ما في الوجود ذرة فما فوقها مما دق أو جل فردا فردا إلا انبسط عليها نور اسم من أسماء الله تعالى ولولا ظهور ذلك النور عليها وانبساطه عليها لما ظهرت للوجود ولبقيت في طي العدم.
المسألة الثانية في النبوة والولاية:
1 ـ الوقوف على عين الحقيقة المحمدية أمر عجز عنه أكابر الرسل والنبيين فلا مطمع فيه لغيرهم.
2 ـ لا يظهر الكمال في مرتبة المخلوق صورة ومعنى وحسا بريئا من النقص بكل وجه وبكل اعتبار إلا في ثلاث مراتب وهي الرسالة والنبوة والقطبانية.
3 ـ أحوال الرسل لا يبحث فيها وليس إلا التسليم لهم فإن باب ذوقهم ممنوع عن كافة الخلق ومسدود.
4 ـ إن الذنوب في حق الأنبياء التي هي اقتحام المنهي عنه شرعا مستحيلة في حقهم لا تتصور منهم لثبوت العصمة لهم مما دق أو جل منها.
5 ـ أحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام لا تتبع بالمناقشة والتفتيش.
6 ـ من أراد أن يقيس أفعال النبوة على غيرها فهو جاهل بحقها ومقصر في آداب رتبتها.
7 ـ المزية لا تختص بالفاضل دون المفضول.
8 ـ لو جمعت عبادة جميع العالمين ما عدا الملائكة والنبيين والمرسلين والصحابة وجمعت تلك العبادة من منشأ العالم إلى النفخ في الصور ما عادلت من عبادات قطب الأقطاب في هذه المرتبة مقدار طرفة عين.
9 ـ لا بد لمن اصطفاه الله لمحبة ذاته أن يذيقه ضربا من المرارة لتكون المرتبة عالية عن أن يطمع بها ضعفاء السفلة من الناس.
10 ـ التفضيل واقع باختيار الله سبحانه وتعالى وحكم مشيئته يفضل من يشاء على من يشاء بلا علة ولا سبب أو بعلة أو بسبب أو بأي شيء يريد أو بلا شيء سواء كان المفضل عالي الرتبة على المفضول لقوة كماله أو كان المفضل سافل الرتبة على المفضول لقوة كمال المفضول وجمعه للكمالات وهذا التفضيل بين الملك والآدمي ما عدا سيد الوجود صلى الله عليه وسلم فإنه أكمل المخلوقات على الإطلاق وأفضلهم عند الله على العموم من غير تخصيص وأعلاهم رتبة ومكانة عند ربهم وأكرم الخلق على الله وأعظمهم زلفى لدى الله.
11 ـ إن زيادة غير الأنبياء (على الأنبياء) في العلم جائزة في نفس الأمر لا إحالة فيه ولا يزري ذلك بمرتبة النبي إلا أن هناك فرقا إما في العلم بالله وصفاته وأسمائه وتجلياته وما تشتمل عليه من المنح والمواهب والفيوض فلا مطمع لغير النبي أن يزيد على النبي في هذا الميدان فإن النبوة أكبر علما وأوسع دائرة وأعظم إدراكا فيما ذكرنا إذ لو كان غير النبي في هذا الميدان أن يلحق درجة النبي أو يزيد عليه لساواه في الفضل أو كان أفضل منه وأما فيما دون تلك المرتبة من العلم بمراتب الكون وما يقع فيه جملة وتفصيلا وتقلبات أطواره وانكشاف ما سيقع فيه المستقبل قبل وقته وهو كشف الغيوب الكونية فإن غير النبي قد يزيد على النبي في هذا الميدان.
12 ـ إن الحكم المقرر في الشرائع من الرسل عليهم الصلاة والسلام لا ينحل عقده إلا بنبوة أما الولاية فليس في قوتها هذا وهو أن يحدث الله حكما قرره في الشرائع والنبوة بدون نبوة فلا يتأتى هذا.
13 ـ السر المصون مانع لمن ذاقه أن يعصى الله حتى طرفة عين.
14 ـ إن المحبوب في الحضرة الإلهية وإن كان مقربا مصانا فلا بد له أن ينصب عليه من حضرة الله عز وجل ابتلاء والتواءٌ تضطرب منه جميع جوارحه وتتألم بسببه جميع ظواهره وبواطنه.
15 ـ لا أمان من مكر الله تعالى وإن بلغ العبد من الله ما بلغ في الإصطفاء والإجتباء.
16 ـ (العارفون) ليس يسمعون كلام الذات المقدسة الذي هو المعنى القائم بها فإن ذلك مستحيل بصريح الآية لقوله تعالى (ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) ما عدا سيدنا موسى وسيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام.
17 ـ إن الذي في مرتبته صلى الله عيله وسلم من تجليات الصفات والأسماء والحقائق لا مطمع في دركه لأحد من أكابر أولي العزم من الرسل فضلا عمن دونهم من النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وإن الذي في مرتبة أولي العزم من الرسل لا مطمع لأحد في دركه من عموم المرسلين والذي في مرتبة الرسالة لا مطمع في دركه لأحد من عموم النبيين والذي في مرتبة النبوة لا مطمع في دركه لأحد من عموم الأقطاب والذي في مرتبة القطبانية لا مطمع لأحد في دركه من عموم الصديقين.
18 ـ المتحقق بالحق من يراه في كل متعين بلا تعين والمتحقق بالحق والخلق يرى أن كل ذرة في الوجود لها وجه إلى الإطلاق ووجه إلى التقييد.
19 ـ إن التشريع بإحداث حكم لم يكن سابقا طلبا للفعل أو طلبا للترك أو تعبدا أو إباحة أو نقض حكم سابق في الشريعة فتبدل بحكم آخر فهذا لا سبيل للأولياء إليه إذ هذا متوقف على النبوة فقط.
20 ـ المكالمة التي يدعيها العارفون من قولهم “سمعت وقيل لي” إنما حدها في هذا المحل أن الكلام الوارد على الرجال في هذا الميدان أن نسبته إلى الله تعالى نسب الخلق إلى الخالق لا نسبة الكلام إلى المتكلم ومن ظن من الرجال أنه يسمع كلام الذات كما سمعه موسى عليه الصلاة والسلام فقد ضل وفارق الحق وخسر.
المسألة الثالثة: في الوصول إلى الله والواصلين
1 ـ ثواب المرتبة غير ثواب العمل ويقتضي ذلك أن فضل الصحابة لا مطمع فيه لمن بعدهم.
2 ـ تلاوة القرآن دالة على مدلولات الكلام الأزلي لا عين الكلام الأزلي البارز من الذات.
3 ـ تفضيل القرآن على جميع الكلام من الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام أمر أوضح من الشمس.
4 ـ القرآن لا يفسر إلا بالخبر الصحيح ولا يصرف عن ظاهره إلا إذا كان ظاهره يلزم منه الحال.
5 ـ الوصول إلى الله تعالى من باب النبي صلى الله عيله وسلم بكونه بابا في الوصول إلى الله تعالى ولا مطمع لأحد في الوصول إلى الله بدونه فإنما معنى ذلك بمتابعة شرعه واقتفاء سبيله والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه مع إخلاص الوجهة في ذلك كله إلى الله تعالى فبهذا المقدار يصل العبد إلى الله وبغير هذا المقدار لا سبيل للوصول إلى الله تعالى.
6 ـ الفتح هو زوال الحجب الحائلة بين العبد وبين حضرة القدس وهي مائة ألف حجاب وخمس وستون ألف حجاب.
7 ـ السر هو فيض من الأنوار الإلهية يرد على العبد قبل الفتح إذا سرى في ذاته وقلبه حمل الذات على طلب الحق ومتابعته ومنعها من الباطل ومتابعته عملا وحالا.
8 ـ التصوف هو امتثال الأمر واجتناب النهي في الظاهر والباطن من حيث يرضى لا من حيث ترضى.
9 ـ المحبة الصادقة هي التي تورث الغيرة لصاحبها.
10 ـ النص الصريح والكشف الصحيح من أربابه لا يختلف لا مادة ولا نهاية فكلاهما واحد من عين واحدة… فإن الكشف الصحيح لا يدل إلا على ما دل عليه النص الصريح بتصريح أو تلويح أو تضمين.
11 ـ لا واسطة بين الله وبين العباد إلا النبوة ومن رام الخروج عنها – أعني النبوة – طالبا للأخذ عن الله من غيرها كفر وخسر الدنيا والآخرة.
12 ـ لكل ذنب مصيبتين لا يخلو العبد عنهما واحدة في الدنيا وواحدة في الآخرة فمصيبة الآخرة واقعة قطعا إلا أن تقابل بالعفو منه سبحانه وتعالى ومصيبة الدنيا واقعة بكل من اقترف ذنبا إلا أن يدفعها وارد إلهي صدقة لمسكين أو صلة رحم بمال أو تنفيس عن مديون بقضاء الدين عنه أو بعفوه عنه إن كان له وإلا فهي واقعة فالحذر الحذر.
13 ـ من رام من السالكين الدخول على الله تعالى في حضرة جلاله وقدسه معرضا عن حبيبه صلى الله عليه وسلم طرد ولعن وسدت عليه الطرق والأبواب.
14 ـ المريد الصادق هو الذي عرف جلال الربوبية وما لها من الحقوق في مرتبة الألوهية على كل مخلوق وأنها مستوجبة من جميع عبيده دوام الدءوب بالخضوع والتذلل إليه والعكوف على محبته وتعظيمه ودوام الانحياز إليه وعكوف القلب عليه معرضا عن كل ما سواه حبا وإرادة… وعرف ما (هو) عليه من دوام العكوف على الانقطاع عن الحضرة الإلهية وعرف خسة نفسه وكثرة شؤمها وشرها وأنها في جميع توجهاتها مضادة لحضرة الألوهية وإن جميع حظوظها ومراداتها مناقضة للحقوق الربانية… وعرف أنه إن قام معها على هذا الحال استوجب من الله في العاجل والآجل من الغضب والمقت وشدة العذاب والنكال المؤبد الخلود مما لا حد له ولا غاية وارتعب قلبه من هذا البلاء الذي وقع فيه… فحين عرف هذا رجع بصدق وعزم وجد واجتهاد في طلب الطبيب الذي يخلصه من هذه العلة المعضلة فيدله على الدواء الذي يوجب كمال الشفاء والصحة فهذا هو المريد الصادق.
15 ـ الشيخ لا يصحب ولا يعرف إلا لله عز وجل وهي في أمرين – يعني الصحبة – أن يواليه لله تعالى… وهذا هو السر الأكبر الجاذب للمريد إلى حضرة الله تعالى والأمر الثاني يعلم أن الشيخ من عبيد الحضرة ويعلم ما يجب للحضرة من الأدب وما يقصده المرء فيها من الأوطار والأرب فإذا علم هذا يصحبه ليدله على الله وعلى ما يقربه إليه والصحبة في هذين الأمرين لا غير ومن صحب لغيرهما خسر الدنيا والآخرة.
16 ـ الرب سبحانه وتعالى يعبد لا لغرض بل لكونه إلها.
17 ـ إذا غضب المريد على الشيخ بعد تغيره انقطع انقطاعا كليا لا رجوع له أصلا وأما الاعتراض بالقلب أو باللسان فإنه سيف صارم يقطع الحبل بين الشيخ ومريده.
18 ـ ما أنزل الله بني آدم في الدنيا إلا لمصادمة فتنتها وبلاياها فلا مطمع لأحد من بني آدم في الخروج عن هذا ما دام في الدنيا.
19 ـ من ابتلي بتضييع حقوق الإخوان ابتلي بتضييع الحقوق الإلهية.
20 ـ إن الخواص بحر الطمع المتعلق بها كالذي يريد الظفر بسراب بقيعة إنما الخواص وأسرارها لا يتمكن منها أحد من خلق الله إلا أحد رجلين إما رجل ظفر بالولاية وإما رجل جعل أكثر وقته في ذكر الله وفي صحة التوجه إليه سبحانه وتعالى وفي الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم طلبا لوجه الله الكريم لا لغرض غير ذلك وداوم على هذا المنوال.