العلامة الأديب مولاي عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن علي بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن السلطان الشهير مولانا إسماعيل، هو نقيب الشرفاء العلويين بمدينتي مكناس وزرهون، ولد رحمه الله في ربيع الثاني عام 1295هـ بقصر المحنشة، أحد القصور الإسماعيلية بمكناسة الزيتون، وبها حفظ القرآن الكريم..
التحق بفاس حيث أخذ عن كبار فقهاء القرويين فبرع في الأدب والتاريخ والبلاغة والفقه والحديث والسيرة وغيرهم من العلوم الأخرى، وشيوخه رحمه الله كثيرون، منهم قاضي مكناس العلامة سيدي محمد بن محمد القصري المكناسي، والعلامة الشيخ سيدي أحمد بن الخياط الزكاري، والفقيه سيدي أحمد بن الجيلاني الأمغاري، والعلامة سيدي محمد بن قاسم القادري وغيرهم، كما أجازه من خارج المغرب عدة شيوخ من الحجاز ومصر والشام والهند وتونس والجزائر.
تقلد رحمه الله بعهد الطريقة الأحمدية التجانية عن العارف بربه العلامة سيدي العربي العلمي اللحياني الموساوي، وقد ذكر ذلك في ترجمة هذا العالم الصالح من كتابه إتحاف أعلام الناس ج 5 ص: 439، حيث قال: وقد لقيته بداره بمدشر موساوة، وزرته والتمست بركته، ودعا لي بخير، ولقنني الورد التجاني وسائر أذكار الطريق وأسرارها، وأجازني عامة في ذلك برد الله ثراه.
أما وظائفه: فقد انتخب من بين علماء وقته مدرسا لتلامذة المدرسة الحربية بمكناس، ثم مديرا للمدرسة المذكورة.
له رحمه الله مصنفات كثيرة منها: إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس، وإرشاد المستفيد لما للأئمة من التفصيل في طبقات أهل التقليد، والدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة، والعز والصولة في معالم نظم الدولة، والمناهج السوية في تاريخ الدولة العلوية، والنهضة العلمية في عهد الدولة العلوية، والنور اللائح بمولد الرسول الخاتم الفاتح، وبلوغ الأمنية في مدح خير البرية. وله غير ذلك من التآليف والرسائل والتقاييد.
كانت وفاته رحمه الله سنة 1365هـ / 1946م.
أنظر ترجمته في:
– الأعلام للزركلي، ج 3 ص 335
– الأدب العربي في المغرب الأقصى لمحمد بن عباس القباج، ج 1 ص: 81
– دليل مؤرخ المغرب الأقصى لابن سودة، ص: 13 رقم