بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
يا أخي،
إذا أصبحت كل صباح وفِقت من النوم:
فجدد إيمانك وقل: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم“، ثلاث مرات.
وقل: “الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور“، ثلاثا بنية حمد الله وشكره على ما أنعم به عليك من الخيرات التي منها الراحة، لأن النوم راحة (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً) (النبأ: 9 – أي راحة)، ومنها العافية والهناء والمسكن والفراش والغطاء. كم من واحد لا يجد مسكنا ولا فراشا ولا غطاء ولا طعاما. وجل الناس غافل عن هذه النعم.
فإذا رجع إليك عقلك وفعلت هذا فقم إلى إصلاح نفسك، وتتطهر واعتن بالطهارة فإنها أساس الدين، واهتم بالإستبراء ثم الإستنجاء ثم الوضوء. والإستبراء هو أن يتراخ الإنسان في بيت الماء ويطمئن حتى يخرج ما يخرج ويصبر حتى يتحقق أنه نقي. فكثير لا يطمئن ويتوضأ ثم تخرج منه نقطة أو أكثر فلا يبالي ويصلي بغير وضوء «لا صلاة لمن لا وضوء له» (ابن ماجة ر.ح: 398 + 399 / ابن داود ر.ح: 101). فإذا أردت أن تتوضأ أو تغسل فقل بسم الله بالحضور «لا وضوء لمن لا يسم الله» (ابن ماجة ر.ح: 398 + 399 / ابن داود ر.ح: 101). قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا أنس رضي الله عنه: «أسبغ الوضوء – وإسباغ الوضوء هو إتقانه وإتمامه – تحبك حفظتك» (الموطأ ر.ح: 35 ورواه البخاري ومسلم وابن ماجه وأبو داود والترمذي وأحمد والدارمي). ثم اعتن بصلاتك ثم صلها مطمئنا معتدلا، وكمل ركوعك وسجودك لله أينما كنت فإن الله معك أينما كنت.
واعتن كذلك بالورد اللازم واذكره بالحضور والترتيل فإنه خَلْوة الطريقة، ولا يشوِّشك شيء عند ذكره. وأحضر منة الله عليك إذ وفقك وجعلك أهلا لطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصل واذكر بنية شكر الله واجعل عبادتك كلها شكرا لله، ولا تطلب بعبادتك لله غرضا لا دنيويا ولا أخرويا، وإذا أردت أن تطلب شيئا لله تعالى فاطلبه من فضله عند العبادة لا بها.
وإذا صليت الصبح وسبحت:
فاجعل يدك على قلبك وقل: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» (الترمذي: 2066 / أحمد: 11664) سبع مرات، واقرأ الفاتحة أربع مرات وصلاة الفاتح ثلاث مرات وآية الحرص سبع مرات (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنَ اَنفُسِكُمْ) (التوبة: 128) وقل: “اللهم إني أحصن نفسي وعقلي وديني ومالي وأهلي بهذه الآية الشريفة (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ) (البقرة: 255)” وقل: “«اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك» (الترمذي: 3486 / أحمد: 1250) يا ذا الجلال والإكرام” ثلاثا.
وقل: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» (الترمذي: 3446) ثلاثا، “أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا تسلط علي جنا ولا إنسا ولا شيطانا مريدا ولا عدوا ولا حاسدا ولا جبارا عنيدا، وباعد بيني وبين أعدائي كما باعدت بين المشرق والمغرب، وطهر قلبي من الكبر والحسد والعجب والرياء والسمعة ومن كل وصف ذميم“.
وإذا خرجت من منزلك:
فقل عند أول قدم «بسم الله آمنت بالله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله» (الترمذي: 3348 / ابن ماجة: 3876 / أحمد: 441) فإن الملك يقول لك هديت وكفيت ووقيت كما في الحديث.
إياك أن تضمر سوءا لمخلوق ولا تنسب ضرا ولا نفعا لأي أحد فإن الله عز وجل هو الفاعل، واسأله أن يحفظك أن تضر أحدا أو يضرك أحد وانْوِ فعل الخير لله ولا تظن أبدا من ربك إلا الخير ولا تلقى إلا ظنك.
وعمر بيت الله ومنزلك ومحل عملك. واهجر الملاهي والمناهي لله ومحلهما وأهلهما ولا تجالس إلا من يجانسك واتق الله أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك.
والسلام عليكم ورحمة الله.
هذه نصائح وتوجيهات غالية للمسلمين عامة وللإخوان الأحمديين خاصة. طلبها أحد المريدين من الفقيه العالم المقدم الجليل: سيدنا الحاج محمد بن الحسن الجكاني المقيم بمسجد عين صداق – هوارة.