في ختام جمع المنتسبين إلى الطريقة التجانية المنعقد بفاس من 11 إلى 14 جمادى الثانية 1428 هـ الموافق ل : 27 إلى 30 يونيو 2007 اصدر المشاركون البيان الختامي التالي:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد مجمع المكارم والفضائل والتجليات، وعلى آله المكرمين وصحبه الأفاضل ومن تبعهم بإحسان وثبات، ورضي الله عن سائر الأولياء والصالحين، وعن القطب المحمدي المعلوم سيدنا الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد التجاني، وسائر خلفائه في سائر الأوقات.
وبعد، فقد انعقد “جمع المنتسبين إلى الطريقة التجانية ” بمدينة فاس حرسها الله، تحت الرعاية المولوية السامية لحضرة المحفوظ بعناية الله، المؤيد بنصره المبين، أمير المومنين، صاحب الجلالة والمهابة، الملك محمد السادس، أدامه الله ذخرا للإسلام والمسلمين، وذلك في أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت من 11 إلى 14 جمادى الثانية 1428 هـ الموافق ل : 27 إلى 30 يونيو 2007 بقاعة المؤتمرات بفندق جنان فاس، وشارك في هذا اللقاء الكبير الفريد من نوعه في هذا المجال، شيوخ أجلاء وعلماء أفاضل ومقدمون من الدول الآتية :
ألمانيا
إسبانيا الإمارات العربية انجلترا أندونيسيا إيطاليا باكستان بنين بوركينا فاصو تشاد تونس |
الجزائر
جنوب إفريقيا رواندا روسيا الدانمارك السعودية سوريا السودان السويد السيغال |
طوغو
العراق عمان غامبيا غانا فلسطين فرنسا الكامرون كينيا كوت ديفوار |
ليبيا
مالي مصر موريتانيا ناميبيا نيجيريا النيجر الهند الولايات المتحدة اليمن |
وتميزت الجلسة الافتتاحية بقراءة الرسالة التاريخية المباركة التي وجهها أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين إلى الحاضرين. وكان للمعاني السامية والتحليل الدقيق الذي تطرقت له الرسالة المولوية لأمير المؤمنين حول المضامين الأخلاقية للطريقة التجانية وضرورتها لواقع الأمة الإسلامية اليوم، أثر عميق في نفوس المشاركين حيث جاء فيها من التوجيهات النيرة ما يعادل أعظم الدروس لمواصلة المسيرة التربوية في مختلف الأقطار على ضوء منهج متوازن واضح المعالم يجمع بين الشريعة والحقيقة – واستمع المشاركون كذلك إلى مجموعة من العروض والمداخلات القيمة من المشايخ الأجلاء وتناولت :
المحور الأول : شخصية العارف بالله الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه .
المحور الثاني : الطريقة التجانية : الخصائص والمميزات
المحور الثالث : الطريقة التجانية ودورها في نشر ثقافة السلام.
وبعد دراسة معمقة لما تضمنته الرسالة التاريخية لأمير المؤمنين وما حوته مختلف العروض والمناقشات تم استخلاص التوصيات التالية :
1-اعتبار رسالة صاحب الجلالة أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله وثيقة مرجعية جامعة لهذا اللقاء، ونشرها على أوسع نطاق في جميع الزوايا أمام عشرات الملايين من المريدين في جميع أنحاء العالم، وذلك لترسيخ النهج المشار إليه فيها لتجسيد معاني الأخوة والـتسامح والتضامن على أوسع نطاق. وفي هذا الإطار أجمع المشاركون على ضرورة الوحدة وتجاوز النظرة الضيقة والتحلي بالأخلاق الفاضلة في تعزيز وتقوية أواصر الأخوة والمحبة والتعاون والتكامل بين زوايا الطريقة في جميع أنحاء العالم . ويتبنى الجمع كل ما ورد في هذه الرسالة ولا سيما النقط الآتية:
أ- الإقرار برعاية ملوك الدولة العلوية لمشايخ الطريقة التجانية، ومساعدتهم على نشر التربية الروحية وترسيخ قيم الإسلام المثلى وبخاصة في الساحل وفي العمق الإفريقي .
ب- أن الطريقة التجانية قامت على أساس الالتزام باتباع الشريعة والسنة المحمدية والتربية الروحية والتزكية النفسية الأمر الذي جعلها تحظى بالإقبال الواسع على موردها الشرعي الصافي من العلماء وغيرهم.
ج- أن هذه الطريقة قامت على فضائل الإسلام والطهارة السلوكية والانضباط والالتزام بالفرائض والمواظبة على ملء الوقت بالذكر والالتزام بالجماعة والترفع عن الضغينة والتعايش مع الغير والتصافي والصفح الجميل والتنافس في أعمال البر وترسيخ وشائج الأخوة الدينية.
د- أن الدعوة إلى عقد هذا الجمع نابع من وفاء المغرب لتراثه الروحي الحضاري وحرصه على أن يظل هذا البلد الأمين قطبا للطريقة التجانية مدعما ومساندا لأتباعها على مد إشعاعها خدمة للتضامن الإسلامي المغاربي الإفريقي.
هـ- أن هذا الاجتماع بالمغرب كان فرصة ثمينة للتعارف والحوار فيما بين أتباع الطريقة واستشعار جوهر الرابطة الروحية التي تجمعهم.
و- أن تحقيق أهداف الطريقة، كما يؤمن بها أتباعها، يتوقف على تفعيل قيم الإسلام المثلى في مجالات العمل المتبع والتعاون الموصول والإخاء الصادق والانخراط الفاعل في جميع أوراش التنمية البشرية بكل ديار الإسلام للقضاء على الفقر والخصاصة والتهميش وتحقيق العيش الكريم اللائق بالإنسان المسلم بل وبكل إنسان حيثما كان رجالا ونساء وأطفالا.
2 العمل على توحيد صف الإخوان بشتى السبل المشروعة، وتحميل المقدمين هذه الأمانة إذ أن الشيخ واحد والورد واحد والمقصد واحد، ولا بد أن نعي جميعا أن التنازع والتفرقة بين المسلمين من كبائر الذنوب، فكيف بين الإخوة في طريقة واحدة حذر رائدها من تضييع حقوق الإخوان ومن تغيير قلوبهم . وفي وحدة التجانيين قوة للمسلمين، وفي تفرقهم خلخلة لصفوفهم .
3- إخراج رسائل الشيخ رضي الله عنه الموجودة في كتاب جواهر المعاني وغيره ونشرها بين الإخوان وفي الزوايا إذ فيها الغنية توجيها ونصحا.
4- الترابط والتواصل الدوري بين المقدمين في كل مدينة أو ناحية وتذويب ما يحصل بين المريدين من جفوة، ومحاولة التخلص من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك كالغيبة والنميمة والظن السيئ والبهتان وما إلى ذلك من الأمور التي يتعاطاها الإخوان مع أنها من الكبائر التي تجب التوبة منها فورا.
5- التواصل مع الزاوية التجانية الأم بفاس ومع الأحفاد المرابطين بها، وتفقد أحوالهم، والبحث عن صيغة لحل المشكلات التي يعانونها.
6- طباعة الكتب التجانية ذات التوجه العلمي العام ونشرها بين الإخوان وتحاشي نشر الكتب التي انفرد أصحابها بآراء تخصهم قد يكون عليها نقد علمي شرعي.
7- طباعة البحوث التي تناولها الجمع وخاصة المتعلقة منها بالتعريف بالشيخ رضي الله عنه وبخصائص طريقته.
8- قيام المقدمين الذين حضروا الجمع بتبصير إخوانهم في بلادهم بما دار فيه، وبما قامت به المملكة المغربية من عمل كبير وخدمة عظيمة للإسلام وللطريقة، وتبليغهم بما ورد في رسالة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وأن ذلك نهج آبائه منذ السلطان مولانا سليمان صاحب الشيخ مباشرة، مذكرين الإخوة بالجمع المشابه الذي عقد في عهد مولانا الحسن الثاني رحمه الله تعالى.
9- دفع الفقراء إلى التفقه في الدين، وإلى مسايرة العصر بتعلم الوسائل الالكترونية الحديثة التي أصبح الإلمام بها شيئا لابد منه في هذا الوقت. وقد ثبت عن الشيخ رضي الله عنه قوله: “سر بسير أهل زمانك”.
10- اهتمام الفقراء في كل مكان بالجانب الاقتصادي وتطوير الدخل الذي يضمن للإنسان كرامة ويجعله عنصرا نافعا في المجتمع.
11- الانفتاح في الدعوة وترك الانغلاق على النفوس والزوايا، ومؤازرة أهل السنة والجماعة، ومواصلة الإخوة في الطرق الصوفية الأخرى.
12- إحداث موقع للطريقة التجانية على الانترنيت، على أن يفرغ لذلك متخصصون في البرمجة وعمل المواقع وعلماء من الطريقة حتى يقوم الموقع كأفضل ما يكون.
13- التفكير في إحداث إذاعة وفضائية خاصتين بالطريقة.
14- توجيه المقدمين والمريدين إلى الاهتمام بأمور المسلمين في العالم ومعايشة بلاءاتهم، ونصرتهم بالدعاء الصادق، دبر الصلوات، وعقب الأذكار، وعند أوقات الإجابة.
15- العمل على تجديد مثل هذه اللقاءات العالمية كل سنتين على أرض المملكة المغربية.
16- تقديم الشكر الخالص والولاء لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى لما قدمه للطريقة التجانية وللإسلام، والتعهد بالدعاء له بالحفظ الشامل والتوفيق الكامل.
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}
صدق الله العظيم