*( خطبة الجمعة في موضوع )*:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[هدي الإسلام في التعامل مع الناس ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الحمد لله قال و هو أصدق القائلين:” يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) “البقرة
* و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أشاد الله تعالى بقيادته الحكيمة و حسن سياسته السليمة فخاطبه سبحانه بقوله:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ ، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) ال عمران
* و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،قال عز من قائل:” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)* فصلت
ونشهد أن سيدنا و نبينا و مولانا محمدا عبد الله و رسوله و مصطفاه من خلقه و خليله، القائل ناصحا لأمته🙁 لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ) مسلم عن ابي هريرة .فصلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم وعلى آله وصحابته، وعلى من حافظ على دينه و شريعته واستمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين .
* أما بعد، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك منهاجا قويما و سبيلا رشدا ومن يعص الله و رسوله فقد غوى و اعتدى، و حاد عن الطريق المشروع و لا يضر إلا نفسه و لا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله و له،
عباد الله: إن الله تعالى شاءت حكمته أن يجعل آدم على نبينا و عليه السلام أبا للبشر، و أن يجعل له نسلا و ذرية يتكاثرون في الارض و ينتشرون، و أن تختلف ألسنتهم و ألوانهم و طبائعهم و عاداتهم و أن يحتاج بعضهم إلى بعض في قضاء الحاجات و بلوغ المآرب و الغايات، حكمة من الله بالغة و صدق سبحانه إذ يقول:” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) ” الروم .و قال سبحانه:” وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) الروم و أراد سبحانه أن يتم بين ذرية آدم التعارف و التواصل فقال” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات.
ـ أيها المسلمون ـ إن النجاح في عشرة الناس و مخالطتِهم و التوفيقَ في التواصل معهم و و تحقيقَ التعارفَ الايجابيَ بينهم ليس أمرا يسيرا و لا عملا هينا، لتوقف ذلك كله على موهبة ربانية يهبها الله لمن شاء من عباده فيحسنُ من وُهبت له التعامل مع الناس، و هي المعبر عنها بالحكمة التي من أوتيها فقد اوتي خيرا كثيرا و من حرمها عاش متحيرا تعيسا، و حسن المعاملة مع الناس قد دعانا القرآن الكريم إليها في غير ما آية، و الرسول النبي العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قدم لنا المثال من سيرته و حسن خلقه الذي بلغ فيه منتهى الغاية حتى أثنى عليه ربه العليم بقوله” و إنك لعلى خلق عظيم” و بقوله عنه أنه “بالمؤمنين رؤوف رحيم” فوجب علينا أن نسلك سبيل الاقتداء به عليه الصلاة و السلام و نعمل على الاعتداء بهديه في معاملة الناس، فقد كان صلى الله عليه و سلم يخفض جناحه بالرحمة و الحنان لمن اتبعه من المؤمنين، و كان يدعوا إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة، فلا يخاطب بما هو فوق عقول المخاطبين، و يُقنع المتساءلين بأصح الادلة و أقوى البراهين، كما كان يباشر عقول الناس و قلوبهم بما يحرك عواطفهم النبيلة و يثير مشاعرهم الفطرية السليمة، بالتبشير تارة و بالإنذار تارة أخرى و هي الموعظة الحسنة التي تشتمل على الترغيب و الترهيب و التحذير و التحبيب من غير إغلاظ في ذلك بالقول الكريه، و لا حدة أو قسوة في التوجيه، و كان إذا لقي أهل الكتاب الراغبين في معرفة الحق و طريق الصواب ألان منه الجناب و جادلهم باللطف و لين الخطاب، و حاورهم بالقول الواضح المبين، من غير استهزاء و لا سخرية و لا تكبر على المتحاورين، و كان صلى الله عليه و سلم إذا نصح لم يفضح العصاة المذنبين و لم يشهر بالمسيئين الفهم و المخطئين، فلا يُسمِّيهم حفاظا على مشاعرهم و سترا لحالهم و إبقاءً لمنزلتهم في وسط الناس و مكانتهم و إنما كان يقول:” ما بال أقوام يفعلون كذا أو يقولون كذا ” و ذلك أنه كان خلقه القرآن يهدي بهديه و يسير على شريعته و نهجه، و هكذا معاشر المؤمنين علينا أن نعلم أن معاملة الناس علم و فن له أسسه و ضوابطه التي اهتم الإسلام بإرسائها منذ قرون قبل أن يدعيَ علماءُ الغرب و مفكروهم أنهم السباقون إليها فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم علمنا أن نسلم على من عرفنا و على من لم نعرف و جعل السلام على الناس سنة و رد السلام على المُسَلِّم فريضة، و قال بأن خير الناس من يبدأ بالسلام و أن شرهم الذي لا يرد السلام و أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام و جعل صلى الله عليه و سلم البشاشة و الابتسام من المظاهر المطلوبة عند ملاقاة الناس التي لا ينبغي إهمالها في التعامل معهم لأنها تعبير عن اللطف و الاهتمام فقال صلى الله عليه و سلم” تبسمك في وجه أخيك صدقة” رواه الترمذي و قال عليه الصلاة و السلام:” لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق” متفق عليه . كما دعا ديننا الحنيف في باب التعامل مع الناس و الاهتمام بهم إلى السعي إلى خدمتهم و مد يد المعونة و المساعدة لهم لكسب مودتهم قال صلى الله عليه و سلم” جبلت القلوب على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها” ابو نعيم في الحلية و ابن حبان في روضة العقلاء، و رغب صلى الله عليه و سلم في ذلك فقال:” من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته” في الصحيحين، “و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه“رواه مسلم.
و من حسن المعاملة و مظاهر الاهتمام بأهل الإسلام مشاركتهم في الأفراح و مواساتهم في الأتراح قال صلى الله عليه و سلم: ” حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام و عيادة المريض، و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس” متفق عليه.
و من الاهتمام بالناس و حسن معاملتهم حفظ أسمائهم عند النداء فالناس يحبون أسماءهم و كيف لا و قد ارتبطوا بها منذ ولادتهم لذلك نهانا عن التنابز بالألقاب و عن مناداة الناس بما يكرهون من الأسماء و الصفات. و مما يربط العلاقات الجيدة بين الناس الإغضاءُ عن عيوبهم و عدم تتبع سقطاتهم، و الصفحُ عن زلاتهم و مقابلتها بالعفو و الإحسان قال تعالى:” و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم” النور 21. و قال عز شأنه: ” و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين” آل عمران 135و قال عز وجل:” و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور“.
هذا و مما يديم المودة و يجلب القبول أيها المؤمنون تجنب القول البذيء و ترك السباب و الشتم فقد نهى صلى الله عليه و سلم عن ذلك و حذر منه بقوله: سباب المسلم فسوق” و قوله:” إنما بعثت معلما و لم أبعث لعانا”
و مما هو ضروري في التعامل مع الناس استعمال الرفق و مجانبة العنف فقد قال صلى الله عليه و سلم:” إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله” و قال:” إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا ينزع من شيء إلا شانه ” بل قال صلى الله عليه و سلم محذرا:” من يحرم الرفق يحرم الخير كله” و من ذلك عدم الإسراف في لوم الآخرين و معاتبتهم خصوصا معاتبة الكبير للصغير أو الشاب فإن الله تعالى يقول لهؤلاء:” كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم”
و مما هو داخل في فن التعامل مع الناس و يستجلب مودتهم الاستماع إلى الناصحين و إعطاء الفرصة للمتكلمين المشتكين فقد كان صلى الله عليه و سلم يصغي إلى الأمة من إماء المدينة تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت من سكك المدينة فيسير معها و يتواضع لها حتى تفرغ من حديثها،
و من ذلك تقدير الصنيع و عدم نكران الجميل و المعروف فقد قال صلى الله عليه و سلم:” من صنع أليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه” و في الحديث:” من قال جازاك الله خيرا فقد أجزل العطاء”
و من ذلك ترك الخصام و الجدال قال صلى الله عليه و سلم:” ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا قوله تعالى” ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون” عبادالله اعلموا أن احوج الناس الى الالتزام بهذه التوجيهات الربانية و النبوية الزوج مع زوجته و ألآباء و الأمهات مع أبنائهم و بناتهن، و الجار مع جاره ، و الاخ مع أخيه في النسب أو في الإيمان خصوصا من كان له أخوة في الله. فاعقلوا عباد الله هذه التوجيهات الربانية و التعاليم نبوية في حسن التعامل مع الناس و اعملوا جهدكم لتأتمروا بها فإن أقرب الناس مجلسا من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم القيامة أحسنهم خلقا الذين يألفون و يألفون
نفعني الله و إياكم بالذكر الحكيم و كلام سيد الأولين والآخرين .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،
و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
* الحمد لله على نواله و إفضاله ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله ، و نشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد
عباد الله إن مما أمر به الإسلام في معاملة الناس مُداراتهم و مما نهى عنه مُداهنتهم، و إن الكثير من الناس لا يميزون بين المداراة و المداهنة مع أن الفرق بينهما كبير فالمداراة هي استعمال الرفق مع الجاهل حتى يزول عنه جهله و يتعلم دون نفور، و استعمال اللين مع الفاسق أو الفاجر في النهي له عن فعله و ترك الإغلاظ عليه حتى يسهل عليه قبول النصيحة و العمل بها و يتبين له قبح قوله و فعله أو يقلع عن الفسوق و الفجور و المداراة قد تكون ببذل المال من أجل إصلاح دين بعض الناس الذين لم ترسخ عقيدة الايمان في قلوبهم و لم تباشِر بعدُ بشاشة الإسلام و سماحته نفوسهم فهؤلاء المبتدِئون أو حديثو عهد بالتوبة والدخول إلى حظيرة الطائعين لا بأس من تألفهم بالعطاء فقد كان صلى الله عليه و سلم يولي أمثال هؤلاء بعطائه تاليفا لهم و يترك الراسخين في الإيمان ذوي السابقة و حسنِ البلاء دون عطاء و يكلهم إلى حسن اعتقادهم ، فالمداراة بهذا المعنى أمر محمود و مطلوب و خلق جميل لأنها في حقيقتها بذل للدنيا في سبيل إصلاح الدين.
و أما المداهنة و العياذ بالله فعلى العكس من ذلك إذ هي بذل للدين من أجل الدنيا و حظوظ النفس و هي حرام كمعاشرة الفاسق دون إنكار عليه بل قد يصل الأمر ببعض المداهنين إلى إظهار الرضا بما يفعله الفاسق و الفاجر و تزيينهم له، أو مصاحبة الظالم مع إظهار الموافقة و السكوت على ظلمه. و في الغالب لا يحمل الانسان على مداهنة الظلمة و الفجار و صحبتهم دون تغيير أو إنكار إلا طمعُه في دنياهم أو رغبتُه في تحقيق أغراضه عن طريقهم أو بواسطتهم، أو خوفـُه من ضياع بعض مصالحه المادية إذا هو أظهر المخالفة لهم أو أمحض النصيحة لهم فتجده يخافهم و لا يخاف الله و يستحيي منهم و لا يستحيي من الله، و يُطبَع بالجبن و النذالة اللتان من صفات المنافقين و العياذ بالله و قد كشف القرآن الكريم ،أن أمنية الكفار التي كانوا يتمنونها هي أن يلين لهم رسول الله عليه و سلم فيميل إليهم و يوافقهم على الباطل و لو ظاهرا فقال تعالى: فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون” طهرنا الله و إياكم من أخلاق المنافقين و خلالهم و عصمنا من سوء صنيعهم و أفعالهم. و استعينوا عباد الله على الاستجابة لأوامر الله و المبادرة إلى طاعته بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم، صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات و تقضي لنا بها جميع الحاجات و تطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك، و خلفاء نبيك، القائمين معه و بعده على الوجه الذي أمر به و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، و العشرة المبشرين بالجنة والأنصار منهم و المهاجرين، و عن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، و عن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم و لا تخالف بنا عن نهجهم القويم وسنتهم.
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم .)
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون
( و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين).
الخطبة من إنشاء عبد ربه الفقير إلى فضل الله و رحمته :
” ذ. سعيد منقار بنيس”
الخطيب بمسجد ” الرضوان ” لافيليت /عين البرجة/ الدار البيضاء
أستاذ العلوم الشرعية
بمدرسة العلوم الشرعية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني
مفتش منسق جهوي لمادة التربية الإسلامية للتعليم ثانوي متقاعد
البريدالالكتروني mankarbennissaid@gmail.com