تقدم السيدة الجليلة نفسية بنت الداه، لكافة المسلمين عموما وللتجانيين خصوصا نصائح العلامة الفقيه المقدم سيدي إبراهيم انياس نصائح عظيمة مستقاة من الشيخ التجاني رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الطريقة التجانية مشيدة بالكتاب والسنة
وصية لي ولإخواني.
أبدأ هذه الوصية بآيات من كتاب الله كان الشيخ إبراهيم رضي الله عنه قد افتتح بها بعض رسائله ووصاياه لأصحابه كما في كتاب ‘ جواهر الرسائل ‘ قال تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وقال ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) وقال عز وجل ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) وقال ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) وقال ( والعاقبة للمتقين) صدق الله العظيم.
لقد كان الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه آية من آيات الله في موافقة الشريعة ومتابعة السنة فكان وقافا عند الحدود حافظا للعهود ممتثلا أوامر مولاه مجتنبا نواهيه قد حكم السنة في نفسه وأتباعه وجعلها شعاره في أقواله وأفعاله وهو الذي أعلنها في قولته المدوية لما سألوه هل يكذب عليك؟ فقال نعم لكن ‘ اذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه ‘ .
وهو الذي يقول التصوف هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة. ونقل عنه في الكتاب ‘ روض المحب الفاني ‘ لا خلاف بين وسائل الشريعة والحقيقة. وفيه أيضا شرط الورد المحافظة على الصلوات والأمور الشرعية وإياكم ولبس حلة الأمان من مكر الله فانها عين الهلاك. ويقول في جواهر المعاني فالواجب على المريد الصادق أن يستغرق في أنوار الحقيقة باطنا ويعمل بالشريعة ظاهرا حفظا للمراتب وهو الصراط المستقيم لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
ويقول شيخ الاسلام الحاج ابراهيم انياس رضي الله عنه كما في الرسالة الحادية عشرة من جواهر الرسائل: إن طريقة الشيخ التجاني رضي الله عنه التي نحن عليها ليست إلا امتثال ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن امتثل الأوامر وترك النواهي فهو منا ومن لا فلا. ويقول في الرسالة الخامسة وعليكم بطاعة المقدمين مهما أمروكم بمعروف ولا بد لكم من تغيير المناكر التي تقع بين الإخوان باليد واللسان والقلب كما في الحديث الشريف.
وقد أوجب الشيخ رضي الله عنه على مريديه حفظ الرسالة التي يحثهم فيها على تغيير المناكر التي تقع بحضرتهم وعلى التمسك بالسنة الغراء في القول والعمل في الظاهر والباطن ويجزرهم قائلا: “ومن لم ينزجر بها فأشهد الله وأشهدوا أني بريء منه ولا أبرأ الا بعد براءة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إلى أن يقول ومن انتسب إلى الله وصار يصد عن سبيله بارز الله بالمحاربة وصار في حيز أهل الإنكار الأشقياء لكونه سببا لذلك ولابد من أخذ الآداب السلوك منا كما أخذتم حقائق الجذب ومن فعل ذلك فقد فاز فوزا عظيما …
أما من ينتسب إلينا ويرتكب شيئا من مخالفة الشريعة المطهرة الشريفة باقتحام المحرمات وترك المأمورات فأشهد الله وأشهدكم أني بريء منه اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء.
وفي الرسالة الثامنة عشر من جواهر الرسائل يقول الشيخ رضي الله عنه: “واعملوا رحمكم الله أن كثيرا من المدعين صد الناس عن سبيل الله بعدم الإستقامة الى أن يقول إن كشف أسرار الربوبية بين المحجوبين أشد عند الله من الحرام لأن العبد إما أن يشهد الحق وحده فلا كلام له ولا إشارة لفنائه وإما يشهد الخلق فهو مكلف شرعا وغير هذين المشهدين باطل ولو ظن صاحبه أنه باطن والباطن لا يكون ظاهرا
لا تقتدي بالذي زالت شريعته
عنه ولو جاء بالأنباء عن الله
ويقول شيخنا الشيخان رضي الله عنه
طريق الشيخ مركزها قوي
بقوة وضعها بابا وفصلا
وقوتها استقامة اهلها في
حفاظ عهودها فرعا وأصلا
وإن الشيخ من ذاكم بريئ
ولو فاق ابتداء نهلا وعلا
وإني سوف أمشي خلف هاد
هداني لن أكون عليه كلا
أصحاب الشيخ جدو واستعدوا
لموقف السرائر فيه تبلى
وفيه الصدق في الأعمال شرط
وما في السر في الأخرى سيجلى
إخواني في الله وفي الشيخ تيامنا وتبركا بما قاله سيدي الشيخان رضي الله عنه.
ورب النصح واجبة يؤدي سواء عنده أيطاع أم لا!
أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والجهر وبالتمسك بما ثبت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قولا وعملا عقيدة وشريعة لتظفروا بمرادكم من الحق جل وعلا ظاهرا وباطنا فالحساب يوم تعرضون على بارئكم سيكون بالأعمال قال جل من قائل (( لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أو رتثموها بما كنتم تعملون )) وقال عز وجل (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) وقال (( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون)) وقال (( وتلك الجنة التي أورتثموها بما كنتم تعملون )) وقال ((وكلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون )) وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه كما في صحيح مسلم “يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه .
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نفسية بنت الداه
بن الشيخ أحمدو
بن الشيخ محمد الحاظ العلوي