حاور السيد خليل بن الشهبة المقدم الجليل شيخنا أحمد بن عبد الوهاب حول تأسيس الزاوية التجانية بالعيون، فأطلعه على العناية الملكية والرعاية السامية للمغفور له الحسن الثاني رحمه الله الذي أعطى إذنه المطاع بتأسيسها بالعيون في بداية عقد الثمانينات.
مقدم الزاوية التجانية بالعيون:
“الزاوية حسنة من حسنات الحسن الثاني”
بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
العبد الضعيف الفقير إلى مولاه المعترف بخطئه ونسيانه وتفريطه، يقال له: شيخنا أحمد بن عبد الوهاب، من قبيلة تُنسب إلى أبي بكر الصديق، ومن أسرة لها مكان في العلم في شنقيط وتجنسه مغربي، ولد سنة 1942م بطانطان.
حفظت القرآن ودرست الفقه والنحو والمتون ولازلت أدرس وكنت طالبا في كلية الشريعة بفاس ظهر المهراز.
كان هذا جواب مقدم الزاوية التجانية بالعيون عندما سألنا عن تقديم تعريف له. وهذا نص باقي الحوار:
أذكر لنا بعض شيوخك الذين أخذت عنهم العلم؟
شيوخي عدتهم كثيرة، لتقدمي في السن ولطلبي للعلم، أشهرهم عبد الكريم الداودي، ووزير الأوقاف السابق عبد الكبير العلوي المدغري، ومنهم محمد العمراني، وغيرهم كثير.
متى انتقلتم إلى العيون، ومتى أخذتم الطريقة؟
انتقلت من طانطان إلى مدينة العيون سنة 1980، أما عن الطريقة فقد أخذتها مبكرا، ولكن التقديم في الزاوية التي نحن جالسون فيها، وهي حسنة من حسنات الحسن الثاني تغمده الله برحمته، أخذته مع حدوث الزاوية عام 1965م، في أول ملتقى للطريقة التجانية، إذ أمر أمير المومنين رحمة الله علينا وعليه، راعي التصوف، راعي بيوت الله وراعي المجتمع الإسلامي ككل وأب له، أمر وزيره في الأوقاف أن يدشن زاوية في آخر منطقة من مناطق المغرب، في الأقاليم المسترجعة، واختار أن تكون في العيون، ورأيه كان صائبا لأنه تحقق أن الحسن الثاني من أهل الكشف والعلم.
وأمر الوزير الخليفة في الطريقة التجانية إدريس العراقي رضي الله عنا وعنه، وجاء ـ ونعم الشريف ونعم الخليفة ـ إلينا وفرحنا له فرحا لا مثيل له، وكان هذا في عهد العامل “زمراغ” رحمة الله عليه، الذي استقبلنا بحرارة وفرح بنا وطرحنا عليه مشكل الزاوية، وبدوره أمر الباشا آنذاك أن يسلم لنا هذا المكان بأمر من أمير المومنين الحسن الثاني.
هل تسلمتم دارا أم البقعة فقط؟
لقد تسلمنا دارا، لكن الإصلاحات نحن الذين قمنا بها، لم تشارك الدولة في البناء، فقراء الطريقة وبعض المحسنين قاموا بإصلاحها ويسر الله ذلك، ومن كان لله كان الله له.
هل كان حينها مريدون للطريقة هنا بالعيون؟
كانوا قلة، ومن الغريب، وحين كنت أدرس في فاس، ولما أردت المجيء إلى نا، واجتمعت في ليلة من ليالي الدنيا، بعدة أكابر من الطريقة التجانية، منهم قصبي والعمراني مع ثلة التحقت بالرفيق الأعلى، وأخبرتهم بأني ذاهب إلى العيون، قالوا لي: بحول الله وقوته بوصولك تتحقق زاوية، فاستجاب الله دعاءهم فتحقق ذلك.
وكان معي عدة مقدمين، التحقوا بالرفيق الأعلى، ولكن تأسيس الزاوية أنا الذي قمت به مع اعترافي بتقصيري وذنوبي. وشاءت قدرة الله أن أكون المكلف برعاية هذه اللبنة.
ما هي الأنشطة التي تقومون بها في الزاوية؟
هناك أنشطة متعددة.
ما هي أنشطتكم اليومية؟
نحن نختلف مع بعض إخواننا المتصوفين، أن الذكر “اللازم” عندنا يكون صباحا ومساء، عندنا الوظيفة يعرفها كل تجاني.
ما الورد اللازم؟
الورد هو مائة من الاستغفار ومائة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومائة من الهيللة.
الصلاة على النبي بأي صيغة؟
بصيغة الفاتح لما أغلق، وتجوز بكل صيغة، إلا أن صيغة الفاتح أفضل، لأن ما تبث عن الشيخ أن تكون بصيغة الفاتح لما أغلق.
وكما ذكرت فالأذكار منها اللازم وغير اللازم، وتكون بعد صلاة العصر وبعد صلاة الصبح.
وهناك الوظيفة المؤكدة على الفقراء إذا كانوا في مكان، وهي ثلاثون من الاستغفار بصيغة: “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم”، وخمسون من صلاة الفاتح لما أغلق، ومائة من ذكر الهيللة “لا إله إلا الله”، واثنتا عشرة من جوهرة الكمال، وهذه الوظيفة.
وعندنا يوم الجمعة بعد صلاة العصر وبعد الوظيفة: الهيللة، وتكون بذكر 1000 (ألف) من “لا إله إلا الله”، وهذا واجب لأن كل مريد متواجد في مكان الزاوية واجب عليه حضور الهيللة يوم الجمعة، إذا لم يكن داعي يرخص له في التخلف.
وهل يمكن للمريد أن يأتي بالوظيفة في البيت؟
يمكن له أن يؤديها في البيت ولكن الأفضل له أن يؤديها في الزاوية، لأنه يقال فيها أنها أمان للإقليم.
وما هي أنشطتكم الأخرى؟
طبعا، هناك أنشطة أخرى فيها قراءة القرآن، وفيها الأمداح وفيها التعلم، والمريد التجاني أوقاته عامرة، يشتغل بعبادة الله سبحانه وتعالى.
كما نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، من اليوم الأول منه إلى اليوم السابع، ويكون بالأمداح والدروس والإطعام والحمد لله.
التقاه: خليل بن الشهبة