كلمات الوفود
كلمة الوفد السوداني
الفوتي
كلمة الشيخ أحمد المدني التجاني مبشر
عمر الفوتى خليفة سيدي عمر الفوتى بالسودان
الحمد لله رب العالمين.
والصلاة على أكمل و أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه الغر الميامين وسائر من استنار بهدايته إلى يوم الدين
ورضى الله تعالى عن برزخ البرازخ الشامخ شيخ المشائخ جبل السنة الراسخ العارف بالله سيدي أحمد بن محمد التجاني الشريف الحسنى وفيه يصدق قول القائل:
عبد له فوق المعالي رتبة وله المحامد و الفخار الأفخر
وله الحقائق والطرائق والهدى وله المعارف كالكوب تزهر
غوث الورى غيث الندى نور الهدي بدر الدجى شمس الضحى بل أنور
ما في علاه مقاله لمخالف فمسائل الاجماع فيه تسطر
سيدى محمدالكبير شيخ المشيخة التجانية بفاس المحروسة والمغرب
الأشراف أحفاد سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه
السادة المشايخ والعلماء الاجلاء
أيها الحضور الكريم
فإنه لمن دواعي البهجة والسرور أن أقف أمامكم للمشاركة معكم في هذا الملتقى الدولي الثالث للطريقة التجانية
الذي تستضيفه فاس المغربية المقدسة برعاية كريمة من مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله لمشايخ وعلماء الطريق التجانية ذات الأنوار المحمدية ورجال الفكر في مشارق الأرض ومغاربها.
وبهذا أتاح لنا جلالته
أولا: فرصة التبرك بزيارة ضريح أبو الفيض قطب الأقطاب الشامخ وجبل السنة الراسخ سيدي أحمد بن محمد الشريف الحسني رضي الله تعالى عنه
ثانيا: هيأ لنا فرصة الاجتماع بهؤلاء السادة والأعلام الأماجد والعلماء الأفاضل
تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تعتبر فرصة ذهبية لنتدارس ونستعرض الدور التاريخي العظيم الذي قامت به الطريقة التجانية عبر القرنين الماضيين من انتشار شعاعها الذي عم أرجاء الدنيا من أجل تربية روحية صحيحة كما وصفها العارف الرباني الشيخ عمر الفوتى قدس الله سره العظيم قائلا ” إن طريقتنا هذه طريقة شكر ومحبة الرياضة فيها تعلق القلب بالله تعالى من أول وهلة” قلت لذا لا يكون الفتح فيها إلا هجوميا دون تطلع أو ترقب من المريد التجاني لشيء سوى مرضاة الله تعالى
لقد استطاع شيخنا سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه وعنا به أن يوحد العالم بهذه الطريقة المباركة التي أنشأها رضي الله عنه بالخصوص لإحياء سنة جده رسول الله صلى عليه و سلم باذن منه صلى الله تعالى عليه وسلم
قال الشيخ عمر الفوتى قدس سره العظيم ” إن اتباع هذا الولي يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات
كما ان اصحاب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله وحده ويجاهدون الامم الضالة كما ان هؤلاء يجاهدون النفسي و الهوى والشيطان الجهاد الاكبر قال صلى الله عليه وسلم رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر
السادة الاجلاء والاخوان الاعزاء
ان لكل طريقة صوفية اصولا وادابا يجب على المريد والمقدم ان يحترمها والتزام العمل بها.فالمريدون و المقدمون يجب ان يكون تعلقهم بجناب سيدنا الشيخ احمد التيجاني رضي الله تعالى عنه تعلقا صحيحا مرتكزا على دوام محبته رضي عنه الى الممات و التادب معه في كل وقت و خصوصا وقت زيارة ضريحه الطاهر العاطر الذي تفوح النفحات الالهية و المواهب اللدنية والخيرات الدنيوية والأخروية لتملأ ارجا الدنيا وفيه يقول شاعرنا العارف بالله الشيخ الصديق الازهر التيجاني رضي الله عنه يقول عندما زار سيدي بن عمر رضي الله عنه مدينة المجلد السودانية.
قال النسيم من فاس هب في المجلد
عطر الانفاس بالجلاد والند
فبالتادب معه رضي الله عنه والتقيد بتعاليمه السنية ووصاياه التي كان يوجهها الى كل من ساقتهم يد العناية الربانية و السعادة الابدية السرمدية وحببها الله تعالى الى قلوبهم كما قال عزوجل ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ( الحجرات 7
واليكم اسواق نموذجا من هدا الوصايا القدسية المباركة سقول رضى الله عنه وعنابة في احدى رسائله
بعد حمد الله جل جلاله وهز كبرياه الى اخر
اوصيكم ونفسى بتقوى الله تعالى وارتقاب المؤاخذه منه في الذنوب فان لكل ذنب مصيبتين ولا يخلو العبد عنهما واحدة في الدنيا وواحدة في الاخرة فمصيبة الاخرة واقعة قطعا الا ان تقابل منه 57 سبحانه وتعالى ومصيبة الدنيا واقعة لكل من اقترف ذنبا الا ان يدفعها وارد الهي بصدقة لمسكين او صلة رحم او يتنفس الدين عن مديان بقضاء الدين عنه ان كان له.
واياكم و العياذ بالله من لباس حلة الامان من مكر الله في مقارفة الذنوب باعتقاد العبد انه امن من مؤاخذة الله له في ذلك فان من وقف هذا الموقف بين يدي الحق تعالى وداوم عليه فهو دليل على انه يموت كافرا والعياذ بالله.
واياكم ولباس حلة الامان من مكر الله في الذنوب فانها عين الهلاك وترك المقاطعة مع جميع الخلق واكد ذلك بينكم وبين الاخوان وواصلوا في الله واطعموا في الله ما استطعتم من غير تعسير ولا كد
انتهت هذه الوصية المباركة
حضرات السادة الكرام ونفسي بمحبة آل بيت مولانا الشيخ التيجاني الغر الطاهرين المطهرين قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. الاحزاب 33
اوصيكم بمحبتهم محبة عظيمة والاهتمام بامورهم وتعظيمهم غاية التعظيم وبّرهم التأدب معهم لقوله تعالى في محكم تبيانه :قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى.
ورزقنا الله محبتهم و خدمتهم على الدوام وقبل ان اختم كلمتي ايها السادة الكرام اسمحوا لي ان ارفع يدي الى الله تعالى القدير داعيا وراجيا منه سبحانه وتعالى ان يحفظ مولانا امير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله من كل سوء و مكروه وان يكلأه بعنايته الفائقة و يعينه على كل ما يصبو اليه الشعب المغربي الشقيق من خيرات الدنيا و الاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه وان يقر عينه بولي عهد المحبوب وكافة الاسرة الملكية الطاهرة وارجو من سيدي محمد الكبير رضي الله تعالى عنه ان يدعو لنا ولبلادنا وسائر بلاد المسلمين بالامن والامان والرخاء والسلام والرقى والتقدم.
والسلام عليكم ورحمة الله