جواب وفاة سيدنا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه من فاس لأهل عين ماضي
السبت 18 شوال 1442هـ 29-5-2021م
849
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
هذا جواب وفاة سيدنا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه من فاس لأهل عين ماضي وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
هذا جواب وفاة سيدنا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه من فاس لأهل عين ماضي وهذا نصه:
الأكرمين الأفضلين الأعظمين الأمجدين المحمدين الكبير والصغير أولاد سيدنا ووسيلتنا وشيخنا أبي العباس سيدنا ومولانا أحمد التجاني الشريف الحسني، إلى حبيبنا الشيخ بن داوود، وسيدنا أبي القاسم بن يحي، وكافة أحبابنا أهل عين ماضي عموما وخصوصا.
سلام الله عليكم وتحياته وبركاته ورضوانه، كيف أنتم وكيف أحوالكم؟
أما بعد، فعظم الله لكم أجركم وألهمنا الصبر ورزقنا وإياكم الشكر، إن أنفسنا وأهلينا وأمولنا وأولادنا من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة يتمتع بها إلى أجل محدود وأمد معلوم معدود، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى فكان شيخنا رضي الله عنه من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة، متعنا به في غبطة وسرور، ثم قبضه إليه بفرح وبرور، فاصبروا وحتسبوا شدوا أرواحكم فيما أمكنكم الله من الطريقة الأحمدية التي هي أصل كل طريق منذ نشأة العالم إلى النفخ في الصور، لا يوسوسكم شيطان فيما أنتم بصدده من أورادكم وعُهْدَتكم مع الشيخ الأكبر واستاذنا الأفخر بأن مدده قد انقطع واضمحل ، بل والله وبالله لا يزال مدده يسري ويجري إلى أبد الآبدين، ولا تهملوا ما كفيتم ولا تتعاطو ما أستكفيتم، وكونوا على يقين من أمركم وإياكم والتواني والتآني في عهدتكم أن ترجعوا إلى القهقرى وتنقضوا العهود والمواثيق من سيدنا، فإن الفقير الناقض لميثاقه أن عقوبته شديدة وحصراته بل خسر الدنيا وما فيها. ولاحظوا قوله صلى الله عليه وسلم عنه عند موت ولده إبراهيم ” العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول ما يسخط الرب” وقوله ” من عظمت عليه مصيبته فليتفكر مصيبتي في ولدي إبراهيم” وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم لما ارتجت الناس ودخل رعب وقلق وفجعوا فجعة عظيمة حتى صارت الناس كغنم دخلت ذئاب كثيرة فيها، فقام أبو بكر رضي الله عنه فخطب الناس وقال: ” أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات “، ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن ينظر الله شيئا وسيجرى الله الشاكرين ” وقال تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم” وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون” ، ” كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون” ، ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” ويتمثل قوله صلى الله عليه وسلم من أصابته مصيبة فليذكر مصيبته فيَّ، فإن مصيبتنا برفعه صلى الله عليه وسلم من الدنيا إلى الملأ الأعلى من أعظم مصائب الدنيا وكفى بها دليلا على خسة الدنيا وحقارتها عند الله تعالى. وقال تعالى: ” إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ” ، ” إنا لله وإنا إليه راجعون” لكل أجل كتاب ولا يقع إلا ما يريد، هذه عادة الله في خلقه، فكل بقضاء الله وقدره، ولا ينفع إلا التسليم لمجاري الأقدار الإلهية جعلنا الله وإياكم من أهل الإيمان الكامل، وممن ختم الله له بمحبة هذا السيد الكريم الكامل لتنال بذلك سعادة الدارين آمين.
ويسلم عليكم أحمد بن عبد السلام الشريف الحسني جليس مولانا أحمد بن محمد التجاني.
حق لنا أن نبكي عليه مدة الدهور والشهور إلى النفخ في الصور بلا ملالة ولا سئامة فعلى مثله يحق الحزن والبكاء، فما أعظمها من رزية وما أشمخها من مصيبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون كل من عليها فان ويبقى وجه وربك ذي الجلال والإكرام.
وحضر خلق عظيم عم الآفاق كلها ، وعوالم لا ندري من أين أتت ولا من أين هي حتى تعجب الناس من أمره يوم دفنه، وتسمع للمدينة ضجيج وحسر عظيم حتى كادت المدينة تنطبق على من فيها حزنا على هذا السيد الكريم الذي لا يأتي الزمان بمثله.
وأما الساعة السعيدة التي خرجت فيها روحه الطيبة الكريمة، فبعد أن صلى رضي الله عنه صلاة الصبح واقفا على عادته المعلومة حزما وعزما، وذكر في أصابعه شيئا قليلا، ثم قال إسقوني ماء فأُتي به فشرب حتى روِي، فشهَّد ثلاث مرات جهرا أو علانية، ثم قُبض رضي الله عنه وألحقنا به على محبته وطريقته على ملة الإسلام بلا تبديل ولا تغيير ولا محنة ولا فتنة إلى الإستقرار في علين آمين.
وتوفي رحمه الله ورضي الله عنه بعد صلاة الصبح يوم الخميس سنة ثلاثين ومائتين وألف 1230 في السابع عشر 17 من شهر الله شوال وتخلف من تخلف من حينه من غير أولاده الكرام لأنهم صغار السن جدا ” سيدي محمد الكبير 19 سنة ـ سيدي محمد الحبيب 15 سنة”، لا يقدرون على حمل الأسرار العظام حتى يكبروا ويرشدوا وتستوي عقولهم، فعند ذلك يمكِّنهم بحاجتهم لأن ضمانة النبي صلى الله عليه وسلم لهم الستر والغنا دنيا وأخرى معلومة مفيدة عن سيدنا مشهورة عندنا. وهذا الخليفة لا ندري كيف حاله إلا أن سيدنا كان يذكر لنا أن رجلا خرج من طائفتنا بأسرار لا أول لها ولا آخر أعطاه الله ما لم يعطه حتى لقطب غيره فلو اطلعت الأولياء على ما مكنه الله من بحور الأسرار لقالوا يا ربنا ما أعطيتنا شيئا مع هذا الرجل الكريم، وهو من زمرتنا حمدا وشكرا لله فظننا أنه الخليفة بعد سيدنا، فلا حرمنا الله وإياكم من عنايته، وثانيا أن أصحابنا من أهل فاس رحمهم الله قد اجتمعوا على سيدي محمود ” التونسي” وقالوا له نجعلك مقدما ووصيا في دار سيدنا ووصيا على أولاده أمينا على أمواله وعياله حتى يكبروا ويرشدوا سادتنا الصغار، فرضي وقبل لأنه كان أمينا مع سيدنا في حياته.
وأما الرجل الذي ذكره سيدنا قبل موته وذكر فتحه وما أعد الله له فهو فاسي من أهل فاس دارا ومنشأ، فلا نعلم أهو القطب الآن أم غيره.
وأما سيدنا فقد دفن والحمد لله في المحروسة زاويته الكريمة تغمده الله بالرحمة والغفران والرضوان ما اختلف الملوان وما دام الجديدان.
وعليكم السلام التام ورحمة الله وبركاته سائر الدوام من كافتنا على كافتكم أتم السلام.