الخطبة المزعومة
استند محب الدين في دعواه إلى خطبة مزعومة سنده فيها جريدة فرنسية تبرع أحد أصدقاء محب الدين بالجزائر لشرحها والزيادة عليها بما أملاه عليه الحقد على قوم يحتقرونه لأنه لا يرى في مساجد المسلمين ويستطيع محب أن يسأل في مدينة الأغواط عن الثقة به وعن صلته باليهود وقد قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}.
ولا ندري كيف اتخذ محب الجريدة الفرنسية أستاذ معصوما يجب تصديق روايته، وهذه الرواية مكذوبة من أصلها وقد كتبت إلى سيدي محمد الكبير في حينها فأرسل إلي قبيل وفاته يكذب أنه قال شيئا من ذلك فلم يخطب تلك الخطبة ولم يحضر ذلك الحفل الذي احتفى فيه الفرنسيون وأشياعهم ببعض رجالهم ولم يشهده ولم يقر شيئا مما ذكروه ولم يعلم بتفاصيل ما نسب إليه فيها إلا من رسالتي إليه وطلب إلي تكذيب نسبتها إليه، وقد فعلت وأعلنت ذلك وبينا أن ما ذكر في الخطبة معلومات غير صحيحة ونشر التكذيب محب الدين في جريدة “الفتح” مشكورا، وهب أن أحد أذناب فرنسا المتملقين لهم ألقى تلك الخطبة بإيعاز من المستعمرين لينشروا بين من لا يعرف أساليبهم أن أهل الدين راضون عنهم وخصوصا من هم مشهورون بعدائهم فأي ذنب للشيخ –أي سيدي محمد الكبير التجاني- رحمه الله تعالى في ذلك ما دام لا يقره وقد ذكرت الجريدة الفرنسية أن الذي ألقاها رجل آخر غير سيدي محمد الكبير رحمه الله تعالى وكان يلقيها بالفرنسية وإن ادعت أنه كان يلقيها باسمه فقد تبرأ سيدي محمد الكبير من إقرار ذلك بنفسه وأنابني في إعلان ذلك وقد أعلناه بالفعل والاعتراض عليه بأنه لم يكتب للجريدة الفرنسية تكذيبا لها مردود لأنه لم يعرف ذلك إلا منا والمعروف عنه أنه لا يهتم بتلك الشؤون ولا يعنى بها وحال الشيوخ المتفرغين للعبادة والبعد عن هذه الأمور معروف مشهور وخصوصا أهل الصحراء.
ومن شأن المستعمرين أ، يختلقوا أقوالا وينسبوها لزعماء المسلمين لكي يضموا المسلمين إلى جانبهم من طريق الكذب على زعمائهم.
لخلاف بين ابن الشيخ والأمير عبد القادر:
صور محب الدين صورة هذا الخلاف بصورة غير صحيحة لأنه ادعى أن الأمير عبد القادر كان مشتبكا في حرب ضد الجيوش الفرنسية فهاجمه سيدي محمد الحبيب التجاني وطعنه بالخنجر من وراء ظهره وكل هذا افتراء لا حقيقة له.
وقد كتب سيدي محمد بن الأمير عبد القادر تاريخ والده المسمى “تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر” وذكر أنه عرضه عليه رحمه الله تعالى، فلنرجع إلى أصحاب الشأن الذين دونوا الحقائق التاريخية بأنفسهم، ولقد كانوا خصوصا شرفاء لم يكذبوا على التاريخ.
سبب مجئ فرنسا إلى الجزائر:
اختلف حاكم الجزائر التركي[1] إذ ذاك مع فرنسا لحسابات مالية فضرب السفير الفرنسي فقامت أزمة بين الدولتين وتدخل محمد علي باشا خديو مصر في الأمر حاكم الجزائر بأن يتساهل ويصطلح مع فرنسا، وأرسل إليه كتابا في ذلك، فلما قرأه ذلك الحاكم قل للرسول بلغه سلامي وقل له يأكل الفول، فجردت فرنسا عليه جيوشها وانتهى أمره إلى الهزيمة، وغادر الجزائر، ووصل إلى مصر ونزل ضيفا على محمد علي وذكره بتحذيره له ولم يلبث أن مات بها (“تحفة الزائر” ص 83 الجزء الأول).
ولم يكن لأحد من العرب دخل في ذلك ولا صلة لأحد بفرنسا ولا غير فرنسا مع عسف الأتراك وغلوهم في الجو في الجو والتنكيل وحال المماليك إذ ذاك معروف في التاريخ.
واجتمعت كلمة أهل البلاد المسلمون من عرب وغيرهم على أن يؤمروا عليهم من يدفع العدو عن البلاد ويجاهد في سبيل الله عز وجل وطلبوا من الحاج محي الدين والد الأمير عبد القادر أن يكون أميرا عليهم فاستحسن أن يتولى الإمارة ولده عبد القادر واستقر الأمر على ذلك.
وتولى الجهاد معه كل الطوائف لم يتخلف عنه أحد وكان أهل الطريقة التجانية يجاهدون تحت لواء الأمير عبد القادر[2]، وكانت الحرب بين الفريقين سجالا، ثم سعى بعض لفرنسا من اليهود لعقد هدنة بين الفريقين واتفق الأمير عبد القادر مع الفرنسيين على ذلك، ولننقل ما جاء في “تحفة الزائر”
ذكر انعقاد الهدنة:
ولما اشتد الحصار على المدن التي فيها الفرنسيس وطالت مدته وصاروا إلى حالة يرثى لها أدركها حسن حظهم ونباهة “ابن دران الموسوي” فانتدب من وهران ولحق بالأمير وهو محاصر لتلمسان وفاوضه في إبرام الهدنة مع حاكم وهران ورغبة بما ينجم عنها من الفوائد مع راحة الجيوش بإسلامية من معانات الحروب وشدائدها وألح عليه في ذلك فأجابه بشرط أن يترك العدو أسرى المسلمين.
فرجع “ابن دران” إلى وهران وأخبر الجنرال “دوبروسوار” قائد الجيش بما كان من الأمير، فأظهر ارتياحه إليه ثم قر القرار بين الطرفين فيما يحتاج إليه كل منهما من الآخر، فيبتاع سائر ما يحتاج إليه الفرنسيين في الجزائر ووهران وتلمسان من أنواع الحبوب والماشية لنفسه من الأمير ثم يبيعها إلى الجنرال يأخذ منه بأثمانها جميع ما يحتاج إليه الأمير من المهمات الحربية ثم يبيعها من الأمير.
وانعقدت الهدنة على هذا بين الفريقين، ثم أطبق سراح الأسرى وأفرج الأمير عن تلمسان وصدرت أوامره إلى خلفائه المحاصرين لوهران والجزائر بالإفراج عنهما وارتفع الحجر عن المدن المحصورة وراجت الأسواق فيها وعاد أهلها في أرغد عيش فقدوه منذ رمان طويل وبهذه الهدنة استحصل الأمير من عدوه مهمات حربية وذخائر عظيمة اهـ ص 170 الجزء الأول.
ثم اتفق الفريقان على أن يتم بينهما صلح نهائي فعقد الفريقان معاهدة الصلح المعروفة ب”معاهدة تافنا“.
الشرط الأول: أن الأمير يعترف بسلطة دولة فرنسا على مدينتي الجزائر ووهران.
الثاني: يبقى لفرنسا في إقليم وهران مستغانم ومزغران وأراضيها ووهران وأزيرو وأراضيها، وفي مدينة الجزائر مع الساحل وأرض متيجة.
الثالث: على دولة فرنسا أن تعترف بإمارة الأمير عبد القادر على إقليم وهران وإقليم تيطرى والقسم الذي لم يدخل في حكم فرنسا من مدينة الجزائر لجهة الشرق بحسب التحديد المعين في الشرط الثاني ولا يسوغ للأمير أن يمد لما ذكر من أرض الجزائر.
الرابع: ليس للأمير حكم ولا سلطة على المسلمين من أهل البلاد المملوكة لفرنسا ويباح للفرنسيين أن يسكنوا في مملكة الأمير،كما أنه يباح للمسلمين أن يستوطنوا في البلاد التابعة لفرنسا.
الخامس: أن العرب الساكنة في أراضي فرنسوية تمارس ديانتها في حرية تامة، ولهم أن يبنوا جوامع بحسب مرتبهم الديني تحت رئاسة علماء دينهم الإسلامي.
السادس:على الأمير أن يدفع للعساكر الفرنسويين ثلاثين ألف كيلة من الحنطلة ومثلها من الشعير بمكيال وهران على ثلاثة قسوط.
السابع: يسوغ للأمير أن يشتري من فرنسا البارود والكبريت وسائر ما يحتاجه من الأسلحة.
الثامن: أن الكراغلة الذين يريدون أن يقيموا في تلمسان أو غيرها من المدن الإسلامية لهم أن يتمتعوا بأملاكهم بكمال الحرية ومعاملتهم معاملة الحضر، والذين يريدون منهم الانتقال إلى الأراضي الفرنسوية تكون لهم الرخصة على بيع أملاكهم أو إيجارها بكل حرية.
التاسع: على فرنسا أن تتخلى عن اسكلة رشكون، ومدينة تلمسان وقلعة المشور مع المدافع القديمة التي كانت فيها قديما ويتعهد الأمير بنقل الذخائر الحربية والأمتعة العسكرية التي للعساكر الفرنسوية في تلمسان إلى وهران.
العاشر: تكون التجارة حرة بين العرب والفرنسيين، وللجميع أن يتمتعوا بالتبادل في كل من الأرضين.
الحادي عشر: يكرم الفرنسيون العرب كما يكرم العرب الفرنسيين فيتبادلون الاحترام ينهم، وكل ما امتلكه أو سيمتلكه الفرنيسون في بلاد العرب يكفل لهم حفظه بحيث يتمتعون بكل حرية، ويلزم الأمير أن يدفع لهم الضرر الذي تحدثه النوائب فيها.
الثاني عشر: يكون رد المجرمين من الطرفين بالتبادل.
الثالث عشر:يتعهد الأمير بألا يعطي أحدا من الدول الأجنبية قسما من الشاطئ إلا برخصة من فرنسا.
الرابع عشر: لا يسوغ بيع من محصولات أو لوازم الإقليم ولا شراء في الأسواق الفرنسية.
الخامس عشر: لدولة فرنسا أن تعين في المدن التي في مملكة الأمير وكلاء ينظرون في أشغال الرعايا الفرنسيين، وحل المشكلات التجارية فيما بينهم وبين العرب وكذلك للأمير أن يضع وكلاء من طرفه في المدن التي تحت إدارة دولة فرنسا.
حرر في تافنا في السادس من ربيع الأول سنة أربع وخمسين ومائتين وألف وأول يونية سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وألف[3].
وحرر صك المعاهدة من نسختين كل منهما على شطرين عربي وفرنساوي فكتب اأمير اسمه بخطه على شطر العربي وختم عليه بخاتم الإمارة وكتب الجنرال “بيجو” اسمه على الشطر الفرنساوي وختمه بخاتمه الرسمي وأخذ كل منهما نسخة.
كيف كان الحكم في الصحراء قبل الأمير عبد القادر:
اعلم أن الجزائر لما كانت في حوزة الدولة العلية وانتظمت في سلك ممالكها أيام السلطان الغازي: “ياووز سليم خان” على يد ” عروج بابروس” الأول وأخيه “خير الدين بابروس” الثاني، أقامت الحكومة فيها لحماية البلاد وحفظ حقوق العباد، وجرى حكمها حكم ممالك الدولة العلية لعهد السلطان “أحمد خان” الثالث، وفيه أحست الحكومة بالقوة فاستبدت في أحكامها، وقد كان نفوذها مع استبدادها قاصرا لا يتعدى المدن القرى، وأما الجبال وظواعن العرب في البادية فإن لهم إدارة تخصهم موكول أمرها إلى زعمائهم (ص90 الجزء الأول من “تحفة الزائر” ).
فبعد أن تم الصلح بين الأمير عبد القادر وبين الفرنسيين اشترى منهم الأسلحة أخذ الأمير عبد القادر يوجه نوابه إلى داخل البلاد ويوطد سلطانه فيها، فلما وصلت رسل الأمير عبد القادر إلى عين ماضي طلب سيدي محمد الحبيب أن تظل بلدته على الحالة التي كانت عليها والتي أقرتها الحكومات السابقة، وقال: إننا لم نتأخر الجهاد في سبيل الله لا بنفس ولا بمال، فلم يرض خليفة الأمير بذلك وحال البوادي معروف حتى عندنا في مصر فإن الحكومات لا تقيدهم بما يتقيد به غيرهم وعين ماضي بلدة في كبد الصحراء، ولم يكن هناك أي علاقة بين بيت الشيخ وفرنسا، بل هم مشهورون بالعداوة أكثر من أي طائفة أخرى.
وفي يوم 28 ربيع الأول سنة1254 هـ((توافق حوالي 20 جوان 1838 )) وصل الأمير عبد القادر إلى عين ماضي وأبى إلا أن يدخلوا تحت نفوذه الفعلي فأبى أهلها ودخل سيدي محمد الحبيب داره وأغلق البلد عليه، فهاجمهم الأمير عبد القادر بالأسلحة التي اشتراها من الفرنسيين وشراء الأسلحة من الفرنسيين مذكور في الهدنة((البند السابع من “معاهدة تافنا”، وذكر الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الجيلاني في كتابه “تاريخ الجزائر العام” الجزء الرابع،ص120، ما يلي:(…وفعلا شرع جارفاني بممارسة مهمته وتقدم في أواخر شهر أكتوبر إلى السلطات الفرنسية بطلب 10800 كيلو جرام من البارود لحساب الأمير، ورعاية لنصوص المعاهدة واعتبارا لكون الطلب رسميا حيث قدمه قنصل الأمير، فقد سلمت إليه الدوائر المختصة هذه الكمية، وفي نفس الوقت أبلغ جارفني مكتب الوالي العام أن لديه طلبات مماثلة سيتقدم بها قريبا…). )) فدافعوا عن أنفسهم، ختى دخل بين الفريقين من سعى للصلح، واتفقوا على أ، يرجع الأمير عبد القادر ثمانية أميال عن المدينة،وأن يترك سيدي محمد الحبيب عين ماضي ويرحل إلى أي الجهات يشاء، وله الحرية هو ومن معه أن يعيشوا حيث شاءوا، ولو وافق الأمير عبد القادر رحمه الله على ذلك من بداية الأمر وترك لهم الحرية في حياتهم كحال الحكومات السابقة لما وقع أي خلاف بينهم فإنهم جنوده الذين تحت لوائه، ولم يكن هناك أي دخل لفرنسا ولا أي علاقة لها في هذا الخلاف، ولم يذكر ولده وهو صاحي الشأن أن دار الشيخ كان بينها وبين فرنسا علاقة، وإنما هو خلاف في الرأي ولم يكن إذ ذاك بين الأمير عبد القادر وفرنسا حرب بل كانت مخالفة ومعاهدة صلح نهائي وتبادل الهدايا(( الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الجلالي “تاريخ الجزائر العام” الجزء الرابع ص120.)).
فهل يجوز لمن يحترم نفسه أن يفتري على التاريخ فيزعم أن سيدي محمد الحبيب كان يصوب الخنجر ليضرب الأمير عبد القادر في ظهره وهو يناهض فرنسا، وأبن هي المناهضة أيها الأمناء على التاريخ الذين يزعمون الشرف العلمي والغيرة؟ وأين الخنجر؟ والقوم يحاربون تحت لوائه رحمه الله تعالى، ولم يتأخر التجانيون عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم مع الأمير حتى بعد أن هاجمهم.
والأمير عبد القادر رحمه الله تعالى هو الذي هاجمهم ولم يرفعوا في وجهه سلاحا، وإنما دافعوا عن أنفسهم(( وقد حسمت القضية بالرسالة التاريخية التي بعثها الأمير عبد القادر إلى سيدي محمد الصغير المعروف بسيدي محمد الحبيب والمؤرخة في23 ذي القعدة 1254هـ موقعة بخاتمه معتذرا له، ومعها هدية رمزية ما زالت لحد الآن في زاوية عين ماضي، أنظر نص الرسالة في ملحق الكتاب، وفي مجلة “الرؤية” الصادرة عن وزارة المجاهدين، جانفي فيفري 1996 الصفحة 80.))
كذب دعوى أن سيدي أحمد عمار كان مواليا للفرنسيين وأنه ذهب إلى فرنسا ليقدم الشكر للفرنسيين وإليك الحقيقة:
اتهم الفرنسيون سيدي أحمد عمار بالثورة(( يخطئ البعض ممن يجهلون التاريخ فيظنون أن سيدي أحمد عمار التجاني هو مؤسس الطريقة، بينما هو حفيد مؤسسها، ويأخذ البعض الآخر عليه الزواج من الفرنسية ويدعي هؤلاء زورا وبهتانا أنها كانت المتصرفة في أمور الزاوية، فأما زواجه فكان طبيعيا وشرعيا، والادعاء بأنها كانت المتصرفة، أمر غير مقبول ولا يصدقه عاقل عارف بالأسرة العربية، فالمرأة لا تقوم إلا بشؤون زوجية أسرية محدودة، هذه العربية القريبة من زجها فما بالك بالأجنبية في مجتمع جديد عنها، ومع ذلك ففي الطريقة رجال كمل وعلماء أجلاء بإمكانهم تحمل مسؤوليات الزاوية والقيام بشؤونها، واستطاعوا نشر الطريقة عبر المعمورة.
ثم أن هؤلاء يركزون على زواجه ويهملون كفاحه ومقاومته للمحتل،الذي اعتقله يوم 10 فيفري 1869ونفاه إلى بولوغين ثم إلى بوردو بفرنسا. ذكر ذلك الدكتور يحي بوعزيز في كتابه “كفاح الجزائر” ص: 154.
وظل تحت الرقابة و الإقامة الجبرية حتى بعد إطلاق سراحه فلم يتسن له التنقل من المكان لآخر إلا برخصة.)) وتحريض بعض القبائل على فرنسا فنفوه إلى مدينة الجزائر فاعتقل فيها سنة، وحالوا بينه وبين تلاميذه لا يتصل بهم ولا يتصلون به، ثم قامت الحرب السبعينية بين فرنسا وألمانيا ولم تخش فرنسا أحدا في بلاد الزائر كلها إلا ذلك الرجل فأبعدته إلى فرنسا ثم خشيت أن يقوم سيدي محمد البشير بالثورة فألحقته بأخيه وبقيا طول الحرب السبعينية معتقلين في فرنسا.
فهل هذه هي الموالاة لفرنسا والشكر لها ما يزعم الأستاذ كذبا أنه محقق( أنظر التاريخ الفرنسي لزواج سيدي أحمد عمار).
وحين كان سيدي أحمد عمار معتقلا في فرنسا جعلت الحكومة على حراسته “المسيو بيكار” وهو ضابط فرنسي قديم وكانت له اينة مثقفة وكانت تسأل سيدي أحمد عمار عن الإسلام ورأت من أخلاقه وتمسكه بدينه ما راعها،فلما انتهت الحرب الفرنسية الألمانية وأراد سيدي أحمد عمار الرجوع إلى وطنه اتفق مع والد “أوريلي” على الزواج بابنته على الشرع الإسلامي وكان الأمر بذلك، لا كما يدعي المغرقون في الكذب أنه تزوجها زواجا كنسيا وأن الذي عقد لهما الزواج الكردينال، لا أدري ما اسمه، وتم ذلك الزواج في مدرسة، لا في كنيسة كما يزعم الكاذبون والذي تولى العقد هو المفتي الحنفي وإليك صورة عقد الزواج بإمضاء والد “أوريلي” وقبوله الزواج الإسلامي وإمضاء سيدي أحمد عمار.
صورة العقد بالخط النسخ
8030 ختم التسجيل
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
8045
تزوج على بركة الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه الجميل وعلى منهاج الشرع القويم سيدنا أحمد بن محمد بن سيدنا أحمد التجاني الولية أمة الله “أوريلي” حالة كونها برضاها ورضى أبيها المسمى “بيكار” على صداق مبارك قدره أربعمائة دور افرنساويه دفع لأبيها المذكور مائتي دور ونصف الباقي يحل على الزوج المذكور بالدخول عليها وبإرخاء الستور، زوجها منه أبوها المذكور وقبل الزوج المسطور جميع الصداق المزبور وعلى هذا المنوال تراضوا وتم النكاح بينهما نكاحا صحيحا تاما خاليا من الموانع الشرعية على سنة الإسلام فالله يوفق بينهما لما يحبه ويرضاه ويجعل بينهما الخير والمنة وقع بن ذكير بمحضر سيدي علي بن زعموم واحساين بن محمد الحفاف وسليمان بن علي الريفي وكاتب الحروف الحاج محمد بن الغازي تاريخه الموفى عشرين من شهر أوط سنة 1871 ألف وثمانمائة وإحدى وسبعين.
قبلت الزواج الإسلامي
بيكار
قبلت الزواج الإسلامي
أوريلي بيكار
أحمد بن محمد بن أحمد التجاني
وقد أخطأ الأستاذ في اسم سيدي البشير الذي تزوج (( تاريخ عقد القرن 24 شوال 1315 الموافق 18 لمارس 1898، مع العلم أن سيدي أحمد عمار وأخاه سيدي التجاني لم ينجبا من السيدة أوريلي.))
وأما زعم بعضهم أن الأحباب التجانيين يتيممون بتراب أقدام هذه السيدة فنتركه لله يحاسبهم عليه. ولم يتمموا بتراب مشايخهم وهم سادة “أوريلي” فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأما زعمه التجانيين لم يشاركوا في الجهاد فهذا كذب مفضوح وإليك ما يدمغ جبينه بوسم الكذب.
فقد كان سيدي محمود الكبير الذي نسبت إليه الخطبة المزعومة متعاونا مع الأمير ابن عبد الكريم(( عبد الكريم الخطابي (1882-1963)، مجاهد عربي، زعيم قبائل الريف بالمغرب، ثار على الإسبان وهزمهم قرب مليلة 1921، استسلم إلى الفرنسيين 1926، توفي بالقاهرة، أنظر “المنجد في اللغة والأعلام” ص 367.)) بما استطاع والحمد لله فالأمير لا زال على قيد الحياة بمصر.
وقد أذاعت محطة العرب بمصر يوم الاثنين الموافق 18 مارس 1957م أن الفرنسيين اعتقلوا سيدي ابن عمر التجاني زعيم التجانيين والسيد باشا أغا حميدة والسيد المولودي بالأغواط وجدوا عندهم أسلحة وصلة وثيقة بالثوار.
وهؤلاء جميعا زعماء السادة التجانيين ومازال سيدي ابن عمر في السجن إلى الآن (( سيدي بنعمر التجاني نجل العارف بالله سيدي محمد الكبير التجاني رضي الله عنه ولد 1900 بعين ماضي، وهو أحد الأبناء المخلصين الذين خدموا الإسلام والمسلمين وجاهدوا في الله حق جهاده، قام في عام 1948 برحلة إلى إفريقيا مدتها ثلاث سنوات زار خلالها أكثر من خمسة عشرة دولة لمواصلة نشر الإسلام، وقد أسلم على يده مئات الآلاف، أما بخصوص مساندته للحركة الوطنية ومساهمته الفعالة في ثورة التحرير فهذا غني عن التعريف، مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى سجنه بعين وسارة وأذيع خبر اعتقاله في صوت العرب بالقاهرة وصوت الجزائر بتونس، توفي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، يوم الأحد 25 فيفري عام 1968،وقبر بعين ماضي، وأم صلاة جنازته الخليفة سيدي أحمد التجاني التماسيني رضي الله عنه.)) أفلا يستحي من يفتري الكذب.
ونشرت مجلة “الصور” في 12 جماد الأول 14 ديسمبر سنة 1956 صور زعماء جيش التحرير وأحدهم تجاني.وليسأل ذلك الرجل قادة جيش التحرير إن شاء ولا أدري ما موقفه والشعب الجزائري المتكاتف فرق فيه بين أهل طرق وغيرهم يلاقون الرصاص في الجبال ويتعاونون في السهل أفلا يكون هذا دعاية سيئة ودسيسة للتفرقة بين المجاهدين؟
السلطان العام المجاهد الحاج عمر بن سعيد التجاني ((المعروف بسيدي عمر الفوتي، ولد سنة 1796 بقرية حلوار بالسينغال، له عدة مؤلفات، فبالإضافة إلى “الرماح” و “السيوف”، كتب كذلك: “تذكرة المسترشدين وفلاح الطالبين”، ” تذكرة الغافلين عن قبح اختلاف المسلمين”،
“سفينة السعادة لأهل الضعف والنجادة”، “رسالة سوق الحبيب إلى فهم أسئلة إبراهيم اللبيب”،
“جواب على أسئلة بعض الأصحاب”، ” هادية المذنبين إلى كيفية الخلاص من حقوق الله والعباد”، “بيان ما وقع”، هذا الأخير حقق ونشر سنة 1983 بباريس توفي سيدي عمر الفوتي رضي الله عنه يوم 11 فيفري 1864.))
وقد تناقض الكاتب فاعترف بشيء من الحقيقة فقال: ” ومن الإنصاف لاسم التجانية أن نذكر بالرحمة والثناء رجلا عظيما” وذكر الحاج عمر السنغالي وذكر أن دعوته كانت سلفية سليمة من الشوائب وإذا كان كذلك فجيش التجانيين الذين يجاهدون معه في عقيدتهم عقيدته شرعية سلفية،وإذا فالنتيجة يا محب أن في التجانيين من عقيدتهم شرعية سلفية وذكرت أن الذي قام بالدعوة بعد استشهاد الحاج عمر السنغالي ابن أخيه ولم يذكر اسمه العلم الذي أطلقت عليه التجاني بن أحمد وكل التجانيين مثل الشيخ عمر بن سعيد في براءتهم من العقائد السخيفة التي تريد اتصافهم بها ولا سبيل لذلك فإن الله يعلم أنهم منها بريئون.
وليس التجانيون بمحتاجين لمثل محب الدين للإشادة بجهادهم فكم فيهم من جنود مجهولين يعملون للإسلام ولا يعملون عن أنفسهم.
وتذكر الرجل: ليس الدجال الذي لا يبالي بتضييع الفرائض مع أنه يملأ الدنيا بدعوى الغيرة على الدين وهو يحتاج لمن يعلمه كيف يقيم الدين في نفسه.
إننا مسلمون ولله الحمد قبل أن نتشرف بالانتساب لأهل الطريق وما اتبعناهم إلا بعد شهودنا أنهم أعلم الناس بالدين وأشد الناس تمسكا به و قياما بآدابه لا كما يدعي المخرفون الذين ينسبون إليهم ما لم يقولوه ولا يعتقدونه ولا يقولون به.
والدليل على أن سلف أهل الطريق بريئون من هذه العقائد، أن أصحاب ذوي العقائد الفاسدة مقلدون لسلفهم في اعتقادهم يدافعون عنها ولا يردينها وخذ لذلك مثلا زعيم البهائية قال بنسخ الشريعة المحمدية وأنكر البعث فأتباعه يقولون بذلك ويدافعون عن اعتقاده وكذلك كل طائفة منحرفة تؤول كتاب الله ليوافق بدعتها.
ولكننا نرى أهل الطريق على غير ذلك هذا حجتهم الكتاب والسنة وتمسكهم بالكتاب والسنة وما نقل إليهم من كلام سلفهم وزنوه بالكتاب والسنة وردوا ما لم يوافق الكتاب والسنة، ونحن نعلم أن من يقول إن صلاة الفاتح من “القرآن” أو أنها تساوي آية من “القرآن” فهو مرتد كافر خارج عن الإسلام فكيف تفضله وكذلك مثل الخرافات التي تنسب إلينا ونقطع بأنها كذب على أهل الطريق.
وخلاصة الأمر أن هذه العقائد الزائغة لا خلاف بيننا في بطلانها وأن معتقدها ضال، فانحصر الخلاف بيننا في الصحة نسبتها للشيخ أو في كونها مما يمكن حملها على وجه صالح، ومثل ذلك كون صلاة الفاتح من كلام الله أما كونها “قرآنا” فهو كفر وردة ولا شك أن يدعي في شيء أي وجه من وحي النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مرتد وإن لم يعتقد أنها من “القرآن”.
ولكن يمكن أن يفهم أن مدلولها مقتبس من كلام الله، كقوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، {وخاتم النبيين} {إن تنصروا الله ينصركم } هذا إن صح هذا الكلام عن الشيخ، فإن لم يصح فقد كفى الله المؤمنين القتال وأي شيء علينا إن برأنا مسلما مما يقتضي الضلال وهو خليق بحسن الظن((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( خصلتان ليس فوقهما شيء من الخير حسن الظن بالله وخصلتان ليس فوقهما شيء من الشر سوء الظن بالله وسوء الظن بعباد الله).))
إن بيننا وبين خصوم الصوفية خلافا ذلك لأنهم لا يعرفون الصوفية ولم يفرقوا بين الصوفية والمتصوفة ولم يفرقوا بين مل عليه القوم حقيقة وما دس عليهم كذبا وزورا وإننا ندعو أولئك الذين امتلأت قلوبهم حقدا على هؤلاء القوم ليجمعوا جموعهم وليرصدوا في كل شبر من الأرض ملأ منهم ولينفخوا أنفسهم ما شاءوا وليكذبوا وليهولوا وليصيحوا وليكتبوا ما عن لهم فلن يغيروا الحقيقة ولن يضروا التاريخ وقواعد الإسلام معروفة.
إن الصوفية في كل عصر هم حملة راية الإسلام في التوحيد والحديث والفقه والتفسير واللغة وعلم الأخلاق علم التهذيب الروحي (بالصفاء) وسمينا أهله صوفية، فيترك لك المخرف معنى التهذيب الروحي ويمسك لفظ التصوف هل هو بدعة جاء من الشرق؟ جاء من الغرب يا سبحان الله أهذا هو العلم فأين هو الجهل إذا؟.
لم يكن البحث في عقائد الإسلام ودفع غارة أعداء الإسلام يسمى توحيدا، ولم يكن في زمن الصحابة قد دونت كتب المد والغن والإخفاء والإشمام وكل ذلك مصطلحات لم تعرف في زمن الصحابة، ولم يكن تقسيم الأحكام الشرعية إلى حلال وحرام ومندوب ومكروه في زمن الصحابة وهذه أمور اصطلاحية حادثة بعد الصحابة وكان معنى الفقه في زمن الصحابة رضوان الله عليهم يشمل أصول الدين وفروعه ومنها علم تزكية النفوس وتطهيرها من الأدران والظلمات علم مجاهدة النفس والهوى وهذه هي التي نسميها صوفية فسموها أنتم ما شئتم؟!
و المعيار الحقيقي تصحيح العقيدة من شوائب الشرك حتى تكون ناصعة في توحيد الله وتنزيهه والجزم بما جاء به خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم والقيام بالفرائض والانتهاء عن المحارم الظاهرة والباطنة وتقويم الأخلاق والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله في الفرائض والسنن ظاهرا وباطنا ومجاهدة النفس فإذا كان هذا الدين فالذين يسمون بالصوفية هم أولى الناس بالدين وأولى الناس بالعلم والعمل والحال رغم أنف الشانئين الذين يفترون عليهم الأكاذيب من حلول واتحاد ووحدة وجود هندوسيه أو نصرانية وغير ذلك من العظائم التي رموهم بها وهم ولله الحمد أبعد الناس عنها والصريح من كلامهم آية ذلك وما صح من كلامهم الذي توهمه القاصرون لم يفهمه من امتلأ قلبه بسوء الظن بالمسلمين والأمير عبد القادر نفسه صوفي يعتبر نفسه تلميذا روحيا للشيخ محي الدين بن العربي وله كتب في أدق معارف الصوفية والمسلم بريء حتى تثبت عليه التهمة وحاشا أن يقول أولئك القوم بهذه الخرافات التي يعرف صغار الطلبة بطلانها ومنافاتها فكيف بالجهابذة الفحول المحققين وقد كُذِب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا يكذب عليهم، وإن ألف ألف كاذب أو مخطئ في فهمه لن يضر من كان في علم الله موحدا مطيعا لله يرجو فضل الله، والله أعلم.
خطر اعتماد الكتاب على المراجع الإفرنجية
في تحقيق تاريخ الإسلام
للأستاذ أحمد عبد المنعم خفانجي أستاذ اللغة العربية بالأزهر
قرأت ما نشر في ” مجلة الأزهر” عدد محرم عام 1377هـ ( من الإسلام إلى الإيمان) وقد تحامل مقصودا أو غير مقصود على جماعة صوفية اتسمت بالجهاد الصادق والبلاء الأكيد في خدمة الإسلام والمسلمين.
ومن الغريب أن المقال نفسه سبق أن نشر في مجلة الفتح منذ أمد طويل ونشر صاحب “مجلة الفتح” الأستاذ محب الدين الخطيب في مجلته تكذيبا من إمام هذه الجماعة الصوفية الجليلة.
وقد أعلنت الإذاعة المصرية منذ أشهر أن زعماء التجانية قد اعتقلتهم فرنسا في الجزائر والطريف أن الكاتب قد استشهد في مقاله بكتاب فرنسيين ومراجع فرنسية وهؤلاء يهمهم تشويه سمعة الإسلام ورجاله ودعواته.
وكل المواقف التي ذكرها الكاتب فيها ما يدل دلالة واضحة على تزوير الاستعمار وتلفيقه وتعمده نسبة أمور إلى زعماء هذه الطائفة الجليلة لم تقع ليس لها حقيقة إن الكتاب الذين يقولون إنهم سلفيون ليس لهم من هم إلا تشوي جهاد الصوفية وتاريخهم الوطني والديني الرفيع لغرض خفي لحاجة في نفس يعقوب.
وأنبه هنا إلى خطر شديد هو اعتماد الكتاب المسلمين على الكتاب الأجانب الذين يعملون لتشويه الإسلام وحقائقه وتاريخه ويكتبون أوهاما وخزعبلات وأساطير ملفقة عن الحركات الإسلامية ودعاتها وحماتها.
ولقد قابلني مدرس كبير منذ أمد يقول: لقد أشدت في كتابك” الأزهر في ألف عام” بالإمام عبد الله الشرقاوي وقد كتب عنه نابليون في “مذكراته” يشير إلى أن الشرقاوي وإنما تهدم جهاد مصرا الوطني وتاريخها العظيم المشرف بهذا الأسلوب، ونابليون كيف تجعله حكما على التاريخ المصري، وأمينا عل جهاد المصريين والحكم على أعلام الإسلام.
وهنا نقول كلمة أخيرة هي ما سبق أن قلته للسيد محب الدين الخطيب حين عين في سكرتارية تحرير” مجلة الأزهر” وليس هو بأزهري إن ” مجلة الأزهر” يجب أن تظل بمنأى عن العصبيات وعن نهج مدعي السلفية والوهابية وما سواها من التيارات، أن تحتفظ بصبغتها الدينية التي قامت عليها، والله ولي التوفيق.
محمد عبد المنعم خفاجي
************************
قال سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه:
( ولنا قاعدة واحدة عليها تنبني جميع الأصول أنه لا حكم إلا الله ورسوله ولا عبرة في الحكم إلا بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم “وأن أقاويل العلماء كلها باطلة إلا ما كان مستندا لقول الله أو قول رسوله صلى الله عليه وسلم وكل قول لعالم لا مستند له من القرآن ولا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو باطل وكل قوة لعالم جاءت مخالفة لصريح القرآن المحكم ولصريح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرام الفتوى بها”).
خلاصة الخلاف بيننا وبين خصومنا ومن انخدع بكلامهم وكان ينبغي أن يسمع حجتنا، فإن من يكون حكما من غير أن يسمع حجة الفريقين المتخاصمين حكمه باطل، إن خصومنا ينسبون إلينا اعتقادات لا نعتقدها وإن وجد في كتبنا ما يوهمها فإننا لا نحمله على ما يفهم الخصوم مما يخالف الشريعة، ولسنا بملزمين بفهمهم وإنما نؤوله على أصول أهل السنة والجماعة وكل ما ينسب للشيخ مما لا يقبل التأويل فقد عرفنا أنه مكذوب عليه وهو منه بريء وهو الذي حذرنا منه.
ولا يوجد لدينا من الاعتقادات إلا معتقد أهل السنة والجماعة ومن أهل الطريقة من هو مالكي أو حنفي أو حنفي أو شافعي أو حنبلي ومعتقدهم معتقد المحققين من أهل السنة من المحدثين والفقهاء والصوفية.
وكل ما ينسب إلى الطريقة التجانية غير ذلك فهو كذب مردود وافتراء باطل وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ملحق
الرسالة المبعوثة إلى العارف بالله سيدي محمد الحبيب التجاني رضي الله عنه بخط الأمير عبد القادر
نص الرسالة
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وبعد إلى السيد محمد الحبيب((العارف بالله سيدنا ومولانا محمد الصغير المعروف بسيدي محمد الحبيب نجل القطب المكتوم رضي الله عنه،ولد 1215الموافق ل1801 بفاس، وتوفي يوم السبت فاتح جمادى الثانية عام1269 الموافق ل11 مارس 1853، وقبر مع ابنه سيدي أحمد التجاني المتوفي في حياته، عقب سيدي محمد الحبيب ولدين هما سيدي أحمد عمار وسيدي محمد البشير وخمس عشرة بنتا تزوجن من أبناء الإمام التماسيني.)) ابن العلامة السيد أحمد التجاني لقد وصلني جوابك الذي لا إفاء بعده وبعد أن عجزت عن الولوج داخل حصنكم وبعد أن أدركت حقيقتكم وعلمت أن ما دار بيننا إنما هو وشاية((إن الذي قام بدور الوشاية بينهما هو“ليون روش” (من أصل يهودي) ذلك الرجل الفرنسي الذي تظاهر بالإسلام واختار اسم عمر وزوجه الأمير إحدى قريباته وأصبح من المقربين لديه، وقد شك فيه بعض حاشيته إلا أن الأمير ظل على تصديقه له إلى أن انكشف أمره وعرف كل أسراره وبعد أن أتم مهمة الجوسسة التحق بالجيش الفرنسي بوهران في نوفمبر1839،ذكر ذلك الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه “الجدل الثقافي” صفحة 97-105-106 وكذلك في مجلة ” الرؤية” ص 97. )) فقط وتدخل الفتانين بيننا ولهذا فإني أرجو عفوكم عنا وهذه هدية متواضعة تصلكم منا مع ابنكم أحمد((اسمه الكامل: أحمد التجاني توفي رضي الله عنه بتاريخ 18 ذي القعدة 1264 الموافق ل15 أكتوبر 1848 ولم يعقب )) عساها تجد الروابط الأخوية بيننا.
من الفقير إلى مولاه، الفاني كثير الذنوب والأوزار عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن المختار عامله الله بلطفه في الدنيا ودار القرار ثلاث وعشرون من ذي القعدة عام أربع وخمسين ومائتين وألف((الموافق ل06 فيفري 1839)).
والسلام
– حسين بن حسين، آخر دايات الجزائر (1818-1830)، أنهى حكمه الاحتلال الفرنسي، ” منجد اللغة والأعلام” ص 221.[1]
[2] – أنظر مجلة “الرؤية“، الصادرة عن وزارة المجاهدين، جانفي فيفري 1996 ص 74 وكذلك “حوار حول الثورة“،إعداد الدكتور الجنيدي خليفة، المركز الوطني للتوثيق والصحافة والإعلام، ص 163.
– ذكر عبد الرحمان الجلالي في كتابه” تاريخ الجزائر العام” الجزء الرابع ص119 تاريخها في 06ربيع الأول سنة 1253هـ/ 30 ماي 1837[3]