مقالات

أيها المحتفلون بالمولد النبوي

يدعو العلامة فاروق النبهان المسلمين إلى تكثيف الجهود للاحتفال العالمي بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله
أيها المحتفلون بالمولد النبوي
أيها المحتفلون بالمولد النبوى هنيئاً لكم بما تفعلون، واحتفالكم هو دليل على محبتكم لرسول الله، ولولا هذه المحبة لما احتفلتم، ولا تسمعوا لمن ينكر عليكم ذلك، ومن أحب الله ورسوله لا ينكر أبداً على من عبّر عن حبه هذا بمجالس القراّن والذكر وقراءة السيرة والأناشيد المعبرة عن هذا الحب، فأين يكون المحظور والممنوع ؟
فمن أضاف شيئاً محظوراً يمس العقيدة وثوابتها فالحظر ثابت على كل من يخالف ثوابت العقيدة، ويمنع الانحراف وينصح بالتخلي عنه، ولا يمنع الاحتفال بالمولد بسبب من يسيء إلى هذا الاحتفال، ومن ضاق بالاحتفال بالمولد يخشى عليه من سوء الخاتمة.
وربّوا أولادكم أيها المسلمون على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخذوهم معكم إلى الاحتفال بالمولد، وافعلوا كل شيء تعبرون به عن هذه المحبة. الاحتفال بدعة مستحدثة ومستحسنة، وليست كل بدعة مذمومة، فإذا أضافت البدعة شيئاً محموداً فهي بدعة حسنة، ومن ابتدعها فله أجرها وأجر من يعمل بها إلى يوم القيامة …. ونريد أن نضم إلى تقاليدنا الإسلامية بدعاً مستحسنة ليس في العبادات فلا بدعة في العبادات ولا إضافة إلى العبادات، وتكون البدعة في التقاليد والعادات والسلوكيات الاجتماعية، فالاحتفال بالمولد ليس عبادة، وإنما هو من العادات والتقاليد التي تعبر عن عاطفة نبيلة. إن أرقى عاطفة وأسمى عاطفة هي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يليق باحتفالات المولد أن تتضمن سلوكيات خاطئة ولا انحرافات في الفكر ولا في السلوك ولا مبرّر للمبالغات والشطحات فيما تنكره الشريعة، والشطحات في الأقوال والأفعال ضارة ومذمومة، وتصدر بسبب الجهل والتخلف ولا تضيف الشطحات شيئاً إلى الإسلام .. فلا تزار المدينة المنورة إلا لأنها مدينة الرسول التي شهدت مولد مجتمع الإسلام، ولا يزار المسجد النبوي إلا أنه مسجد رسول الله وفيه دفن، ومن زار المسجد النبوي ولم يزر رسول الله ولم يقف أمام ضريحه بأدب وخضوع فهو محروم، ومن يفعل هذا عامداً مختاراً قاصداً فمن المؤكد أن قلبه مريض وفيه زيغ، وهو محروم من البركة ومحجوب عن النور، ولا يمكن لمثل هذا القلب أن يذوق حلاوة الإيمان، فمن أحب الله أحب رسوله، وإذا أحب الله عبدا أدخل في قلبه حب رسوله، ولا يلام المسلم فيما يفعله تعبيراً عن حبه، بشرط ألا يخالف ثوابت العقيدة، وليقف أمام ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم بأدب وتواضع واستحضار لعظمة الرسالة، وليدعو الله تعالى في ذلك الموقف العظيم، ويمكن أن يفعل هذا مع الأولياء والصالحين، ولا يقوم بأي عمل من أعمال العبادة لأن العبادة لله تعالى ولا عبادة لغيره، وهذا أمر متفق عليه… إن مجالس الذكر محمودة إذا التزمت بالضوابط الشرعية والأدب مع الله فيها والابتعاد عن الشطحات المذمومة، وأدعو لإقامة احتفال عالمي عظيم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفي المسجد النبوي، ويكون عادة سنوية تشارك فيه وفود من العالم.
فاروق التبهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى