الرد على الافريقي دفاعا عن الطريقة التجانية
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
الرد على الافريقي دفاعاً عن الطريقة التجانية بقــــــــلــم عمر مسعود محمد التـــجــــاني
(أيــده الله بتوفيقه)
بين يدي هذا الكتاب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)
(ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ألف عبد الرحمن بن يوسف المسمى نفسه – بالإفريقي – وهي نسبة لا تصح – كما سوف تري – ألف وريقات اسماها : (الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التجانية)، وقد ملأ تلك الأوراق بعبارات التهجم والسباب المقذع – وكل إناء بالذي فيه ينضج – وتعدى واعتدي وجاوز طوره وضل وما اهتدى وفجر في الخصومة، وقد اجتمع به بعض شيوخ التجانية في المدينة المنورة، في الشهر المحرم 1353هـ، وأثبت له أمام أصحابه ورفقائه أنه رجل لا يتقي الله وأنه كذاب وطالبه أن يستخرج بعض تلك الأكاذيب التى ادعاها على الطريقة التجانية مثل أكذوبة : أن صلاة الفتاح من القرآن وقد سلم ذلك الشيخ التجاني كتاب الإفادة الأحمدية – المزعوم فيه تلك العقيدة الباطلة سلمه مفتوحاً على صفحة(80) المزعوم فيها تلك الأكذوبة – وطلب من الإفريقي أمام زملائه أن يستخرج هذا الكلام . . ففأتضح الإفريقي وظهر للناس أنه يكذب على التجانية!!! ومع ذلك فقد أصر الإفريقي وأصحابه على إشاعة الكذب ورمي أهل الإيمان بالبهتان!!! وليس في الكذاب حيلة.
قال الشاعر:
لي حيـلة فيمن يـنم وليس في الكذاب حيلة
من كـان يخلق ما يقول فحيلتي فيـه قليــلة
ومن ذا الذي يخطر بباله أن شخصاً ينسب نفسه للعلم والعلماء يستعمل سلاح الكذب في حرب أولياء الله مع علمه بأن الكذب من آيات النفاق المذكورة في الحديث الصحيح فرضي لنفسه أن يكون في زمرة المنافقين ويخرج خروجاً تاماً عن شرف العلماء : الأمانة العلمية.
واستمر هؤلاء الذين يكذبون ولا يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار استمروا في نشر هذا الباطل وطبعه وإعادة طبعة وتوزيعه مجاناً وجروا في هذا الأمر مؤسسات ما كان أغناها عن الدخول فيما يصعب الخروج منه – مع أن التجانيين قد ألفوا في الرد على أباطيل هذا الكاتب الجائر وأنظر إن شئت كتاب (رد أكاذيب المفترين على أهل اليقين) للشيخ الإمام العلامة محدث الديار المصرية محمد الحافظ التجاني رضى الله عنه.
والطريقة التجانية- وقد بارك الله فيها – ما زالت في ازدياد مضطرد وواردها في بحار النور يرد ومن عجيب ما يصنع الله لأوليائه أن يجعل نشاط أعدائهم سبباً في رفع راياتهم ونشر فضائلهم كما قال الشاعر:
وإذا أراد الله نـشر فضيــله طويت اتاح لها لسان حســـود
لو لا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
فقد صار كتاب الإفريقي الكذاب سبباً عظيماً في انتشار الطريقة التجانية فإن كل من قرأ هذا الكتاب ثم سال عن أحوال التجانيين الدينية وعرفهم عن كثب كانت نتيجة سؤاله وتعرفه أن يحتقر الكذب وأهله لأنه يجد التجانيين بحمد الله وتوفيقه – علماء وصلحاء يقرأون القرآن ويعظمون تلاوته فيهم شيوخ العلم وأئمة الفقه ورؤوس الفتوى وحفاظ الحديث ومنارات أهل الورع. . . يعرف ذلك كل من خالطهم . . وقد كتبنا هذا الرد على الإفريقي !!! عسي أن ترجع الطائفة المناصرة له عن نشر أكاذيبه وأباطيلة وتنصر الحق فإن فعلت هذا هو الظن بكل من يطلب الحق، وإن لم تفعل فالله يحكم بيننا يوم القيامة وهو خير الحاكمين (وسيعلم الذين ظلموا ايّ منقلب ينقلبون).
فصـــــــــــل
(1) من هو عبد الرحمن الإفريقي ؟!!! تمهيد:
سوف نعتمد في التعريف بعبد الرحمن الإفريقي !!! على ترجمته في كتاب (علماء ومفكرون عرفتهم)للشيخ محمد المجذوب وهو يعتمد في منهجه في الترجمة على صاحبها – أن يكتب أو يملي عليه – ولم يفارق منهجه هذا على مدى ثلاثة أجزاء إلا في شخصية واحد وهي عبد الرحمن الإفريقي!!! فقد اعتمد في التعريف به على عظيم من عظماء تلاميذه!!! وهو الشيخ عمر محمد فلاته!!!.
قال الشيخ محمد المجذوب في مقدمة الطبعة الأولى لكتابه(علماء ومفكرون عرفتهم) صفحة (6).
أما المنهج الذي بنينا عليه هذه التراجم فقد كان قائماً على نماذج من الأسئلة:
[يكتب المترجم أو يملي علينا خطوطها الكبرى ثم نعمد إلي صوغها وفق ترتيبها في الاستطلاع رابطين كل جزء منها بما يتصل به من عوامل البيئة أو التربية أو الأحداث المؤثرة أو بها جميعاً، فتبرز بذلك صور هذه العوامل كلها من خلال الربط التحليلي. حتى يتبين القارئ في يسر مجاري العمل الإسلامي في البيئات التي تتصل بحياة المترجمين.
[بقي أن نذكر القارئ العزيز بأن كل الذين تناولنا الحديث عن حياتهم المباركة هم من لقينا وعرفنا إلا واحداً فقط هو الشيخ عبد الرحمن الإفريقي الذي حال الأجل دون لقائه وإنما سوغ الكلام عنه ما أنطوت عليه حياته الخصبة من أحداث تلفت النظر وتسترعي التأمل الطويل فيما وراءها من التدبير الخفي الحكيم ويعود الفضل في معرفتنا ذلك إلي تلميذه الوفي فضيلة الشيخ عمر محمد فلاتة الأمين العام للجامعة الإسلامية].
واعتقد أننا أنصفنا إذا اعتمدنا على التلميذ الوفي عمر فلاتة في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الإفريقي!!؟
تنبيهات خاصة بهذا الفصل:
التنبيه الأول:
الجمل والكلمات الموضوعة بين معقوفتين هكذا [. . .] هي نقل حرفي من كتاب (علماء ومفكرون عرفتهم) في ترجمة الإفريقي!!!.
التنبيه الثاني:
الرمز (جـ) يعني الجزء وبعده رقم الجزء ثم رقم الصفحة فمثلاً : (جـ1 /64)تعني الجزء الأول صفحة 64.
التنبيه الثالث:
اعتمدنا في ترقيم الصفحات على الطبعة الثالثة الصادرة من دار الاعتصام للنشر والتوزيع بالقاهرة.
(2)من هو عبد الرحمن الإفريقي؟!!! فذلكه تاريخية:
ولد عبد الرحمن المسمى نفسه بالإفريقي في قرية (ففا) بمقاطعة (بماكو)بجمهورية مالي حالياً ودرس في كتابها إلي أن بلغ سن الثانية عشر من عمره ثم انتقل من الكتاب إلي أحد مدارس التبشير المسيحي بتوصيه من المسئول الفرنسي في مقاطعة (بما كو) وودعه والده وأوصاه [بتقوى الله والحفاظ على دينه في تلك المدرسة التي قال له: إنها لم تنشأ إلا للقضاء على العقيدة الإسلامية] (جـ1/64) أمضى عبد الرحمن الإفريقي !!! في هذا [المعهد التبشيري الصارم](جـ1/64) ثمانية سنوات دراسية وحصل على الشهادة بتفوق ملحوظ . . . ثم صار أستاذاً مدرساً للغة الفرنسية بهذا [المعهد التبشيري الصارم] وأنتقل بعد ذلك إلي وظيفة سكرتير مصلحة الأنواء الجوية = (مصلحة الإرصاد الجوية)إلي أن بلغ وظيفة مساعد المدير.
وقد كان أساس التوجه في [المعهد التبشيري الصارم] وفي مصلحة الأنواء الجوية هو [التركيز المستمر على تصغير الشخصية الإفريقية وتكبير الصفات الأوربية سواء في منهج المعهد أو في سلوك الأوربيين من المكلفين بالتدريس أو الإدارة وبوجه أخص ذلك التحامل المكشوف على الدين الإسلامي](جـ1/64-65).
حج عبد الرحمن الإفريقي !!! مع [الذين سمحت لهم السلطات الإستعمارية بالسفر لأداء فريضة الحج] جـ1/68 وقرر أن يلتحق بحلقات العلم المنتشرة في المسجد النبوي] بيد أن ضعفه في لغة القرآن (1) قصر به عن الإحاطة بما يسمع فلم يجد بداً من أن يبدأ من الصفر وهكذا أقبل على دراسة العربية حرفاً فكلمة فعبارة فكتابة حتى إذا استوثق من قدرته على الفهم لزم حلقة فقهاء المالكية فتزود بما يحوج قومه من فروع هذا المذهب الذين درجوا عليه وأسلافهم واستمر على ذلك مدى أربعة سنوات(2) لم يجد بعدها بداً من العودة إلي أهله فحزم أمره وودع شيوخه وزملائه وانتهي إلي جده ليمتطي منها إحدى السفن القافلة إلي إفريقيا](جـ1/71).
وفي جدة تغير كل شي في توجه حياته. . . فقد التقي [في فندق متواضع بأحد المسافرين مثله](جـ1/71)ووبخه هذا المسافر على تضيعه الوقت في دراسة المذهب المالكي بدلاً من دراسة العقيدة السلفية [وقال له : ليتك عنيت بعقيدة السلف عنايتك بفقه مالك (3)(جـ1/71).
وتابع الرجل حديثه :[ثم دعني أسالك أيضاً أثناء حياتك في المدينة : ألم تر قط مسلمين يتمسحون بجدران النبوي يتوهمون في ذلك الخير لأنفسهم؟ألم تر قط مسلمين يستغيثون ببعض الموتى لدفع ضر أو جلب نفع؟ أو لم تشهد ذات يوم أو تسمع أن مسلمين يسوقون النذور إلي القبور رجاء التوفيق وطلب الشفاء(4)؟ (جـ1/73) ثم قال ذلك المسافر:-
[يا بني إن فقه مالك لن ينفعك ولا قومك حتى تحققوا قول مالك: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها](جـ1/73).
وتغيرت توجهات عبد الرحمن الإفريقي!!! وترك السفر إلي بلاده ورجع إلي المدينة المنورة ليدرس العقيدة السلفية ولزم أحد الشيوخ السلفيين. . . [وكان لا مندوحة له أن يستزيد من علوم العربية التي كان شيخه هذا حريصاً على تمكينه منها](1)(جـ1/73) وأعجب الشيخ بتلميذه النجيب وضمه إلي دار الحديث التي أنشئت لتعليم الإسلام المصفىّ حيث يتولاه بالرعاية عميدها الدهلوي. . . الذي ما لبث أن شمله بحبه وتقديره.
فأخذه بيده إلي أقصى ما تبلغ مواهبه(2) وعن مشايخ هذه الدار تلقي ما ينقصه في مختلف العلوم العربية والشرعية وبخاصة الحديث ومصطلحاته ذلك الفن الذي أولع به ليصبح من ثقافة المعدودين (3) (جـ1/74) وأخيراً [اجتاز الاختبار ونال إجازات العلماء ثم أصبح أستاذاً في الدار التي فيها تخرج(4)(جـ1/75).
ثم أن دار الحديث [انقطع عنها المدد الذي تتلقاه من أثرياء العالم الإسلامي وحجاج بيت الله الحرام فبات على طلابها ومشايخها أن يبذلوا جل إمكاناتهم لطلب الرزق ريثما يكشف الله الغمة](جـ1/75).
وانتقل عبد الرحمن الإفريقي !!! في طلب الرزق إلي مدينة ينبع . . . داعياً سلفياً مدة اربع سنوات . . . رجع بعدها إلي المدينة المنورة [ليجدد شباب الدار التي أحبها](جـ1/76) ثم صار مدرساً في المعهد العلمي بالرياض(5). ثم مدرساً لعلوم الحديث (6)بكلية الشريعة بالرياض [ودرت أخلاف الرزق على الشيخ المهاجر فدرت معونته للمحاويج(7)](جـ1/76).
[على أن الجهود التي أرهق به جسده وأعصابه طوال السنين الست والعشرين التي قضاها في هذا المهجر الحبيب ما لبثت أن أسلمته إلي ضروب الأدواء التي لم تجد فيها براعة الأطباء(8)] فاستقبل أجله المقدور راضياً مطمئناً](جـ1/76).(9)
فصل
الكذب والبهتان
الكذبة الأولي
أدعى الكذاب الإفريقي في صفحة (22)
[قال في جواهر المعاني : (إن هذا الورد أدخره رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه)] – إلي أن قال – : (لعلمه صلى الله عليه وسلم بتأخير وقته وعدم وجود من يظهره الله على يديه) وكذا في الجيش صفحة (91)].
يقول السادة التجانيون رضى الله عنهم: سبحانك هذا بهتان عظيم.ما أقبح الكذب خصوصاً إذا كان الكذاب داعياً سلفياً!!! وأستاذاً في دار الحديث!!! إن هذه الكلمات لا وجود لها في جواهر المعاني ولا في الجيش. . . لا في صفحة(91) ولا في غيرها ولا وجود لها في أي كتاب من كتب الطريقة وإنما هي نسيج خيال مريض ونتيجة كذب ظاهر والورد التجاني هو الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا إله إلا الله ولا أحد يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم هذه الأمور ولم يبلغها. . . بل هذا معلوم من الدين بالضرورة.
ومن الأمور المسلم بها عند المحققين من العلماء أن بعض الصالحين يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعيه وأذكاراً تنطبق على الشرع ولا تنافيه ويبين لهم فيها فضلاً خاصاً ولنذكر ما قاله إمامان جليلات يكثر منهما ويستكثر بهما جماعة أنصار السنة المحمدية وهما: الإمام أبو اسحق الشاطبي في أكثر كتبه رواجاً عندهم: كتاب (الاعتصام) والإمام أبن الحاج في أكثر كتبه رواجاً عندهم وهو كتاب (المدخل).
قال الإمام أبو اسحق الشاطبي في كتابه الاعتصام(1/260) : [إن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا كما يحكي عن الكتاني رحمة الله تعالى : (رأيت رسول الله صلى الله عليم وسلم في المنام فقلت أدع الله ألا يميت قلبي فقال : قل كل يوم أربعين مرة : يا حي يا قيوم لا إله أنت ) فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته وكون الذكر يحي القلب صحيح شرعاً وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير وهو من ناحية البشارة وإنما يبقي الكلام في التحديد بالأربعين وإذا في المنام وإذا لم يوجد على اللزوم واستقام وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله : رأيت ربي في المنام فقلت كيف الطريق إليك فقال أترك نفسك وتعال وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح)].
قال الإمام العلامة أبن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين(1/448).
[(من تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة إن من أدمن “يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت ” أورثه الله حياة القلب والعقل)]
وكان شيخ الإسلام أبن تيمية – قدس الله روحه – شديد اللهج بها وقال لي يوماً: لهذين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلي أنهما الأسم الأعظم وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر” يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث ” حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه )
وقال الإمام أبن الحاج في المدخل (4/129):
[وقع بعض الناس في شدة كبيرة فشكى ذلك للشيخ – يعني الحافظ أبن أبي جمرة رحمه الله – فرأي النبي الله صلى الله عليه وسلم ]وهو يشير على الشخص بأن يسبح مائة مرة ويحمد الله مائة مرة ويكبر مائة مرة ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة ثم يصلى اثني عشرة ركعة ويدعوا بعدها بما يظهر له ثم يصلى ركعتين ثم يقرأ في الختمة خمسين آية من آخر سورة البقرة ثم يصلى أربعاً وعشرين ركعة ثم يدعوا بهذا الدعاء وهو : اللهم لا فرج إلا فرجك ففرج عنا كل شدة وكربة يا من بيده مفاتيح الفرج أكفنا شر من يريد ضرنا من أنس وجن وأدفعه عنا بيدك القوية بإذنك وقدرتك إنك على كل شي قدير.
ففعله فذهبت تلك الشدة التي كان فيها ذلك الشخص وكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول في النوم للذي أخبره بما تقدم من التسبيح والصلاة والدعاء إن من فعل هذا صادقاً فرج الله عنه شدته من يومه ولو كانت أي شئ كان].
الكذبة الثانية
أدعى الكذاب الإفريقي في صفحة (25)
[قال من الإفادة : (من لم يعتقد أنها أي – صلاة الفاتح – من القرآن لم يصب الثواب فيها )(((ص.)(80)].
يقول السادة التجانية رضى الله عنهم سبحانك هذا بهتان عظيم ما اقبح الكذب خصوصاً إذا كان الكذاب داعيه سلفياً !!! وأستاذاً في دار الحديث !!! إن هذه الكلمات لا وجود لها في الإفادة الأحمدية لا في (ص.) (80) ولا في أي كتاب من كتب التجانيين . . . فبئس الكذب صفة لداعية سلفي.
الكذبة الثالثة
معلوم عند سائر علماء الحديث ان من اضاف من عند نفسه كلمات في متن حديث نبوي إن هذا نوع من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعتبر صاحبه وضاعاً كذاباً وإن كان مديراً لدار الحديث!!! فأنظر إن شئت كذب الإفريقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عنوان (تنبيه مهم) في فصل (المضحكات المبكيات ) في المضحك المبكي رقم (1) من هذا الرد.
الكذبة الرابعة
يكذب عبد الرحمن بن يوسف المالي !!! الباماكي !!! فينسب نفسه إفريقيا !!! وهي نسبة لا تصح . . . لأنه ليس من (إفريقية) وإنما هو من بلدة (ففا) في مقاطعة (باماكو) في جمهورية (مالي) الحالية!!! ولا تصح له نسبة إلي (إفريقية)… لأن أفريقية في عرف العرب إنما تطلق على جزء من طرابلس وتونس والجزائر وليس هو من واحد من هذه الأقطار . . . فلينسب نفسه إن شاء (تكرورياً) أي من بلاد (التكرور) التي فيها بلدة (ففا) ومقاطعة (باماكو) وجمهورية (مالي)!!! وإما (إفريقية) فهي كما قال العلامة الجغرافي الإمام ياقوت الحموي في كتابه [معجم البلدان (1/228)].
[إفريقية : وبكسر الهمزة : وهم اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية وينتهي آخرها الي قبالة جزيرة الأندلس والجزيرتان في شماليها، فصقلية منحرفة إلي الشرق والأندلس منحرفة عنها إلي جهة المغرب.. . . وحدّ أفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والإسكندرية إلي بجاية وقيل : إلي مليانة فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف وقال أبو عبيد البكري الأندلسي: حدّ إفريقية طولها من برقة شرقاً إلي طنجة الخضراء غرباً وعرضها من البحر إلي الرمال التي في أول بلاد السودان وهي جبال ورمال عظيمة متصلة من الشرق إلي الغرب]
وقال العلامة إمام الأئمة والمحدث الكبير الحافظ بن السمعاني في كتابه [الأنساب(1/196)]:-
[الأفريقي : يفتح الألف وسكون الفاء وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر القاف . هذه النسبة إلي إفريقية وهي بلدة كبيرة معروفة من بلاد المغرب عند الأندلس فتحت في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه]
وينسب إلي أفريقيا جماعة من أهل العلم منهم: سحنون بن سعيد الإفريقي وعبد الله بن عمر بن غانم الإفريقي وإبراهيم بن عمار الإفريقي وإبراهيم بن المضغاة الإفريقي وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي وغيرهم وليس في كل هؤلاء (تكروري) واحد. ولعل قائلاً يقول: ربما كان عبد الرحمن الإفريقي!!! يتشبه بعبد الرحمن أبن أنعم الإفريقي . . . (والتشبه بالكرام فلاح)
أقول : لا يصح هذا . . . لأن عبد الرحمن بن زيادة بن أنعم الإفريقي . . . كان من إفريقية . . . وعبد الرحمن بن يوسف ليس من إفريقية ولكني أقول : لعل وجه الشبه بينهما ما قاله الحافظ بن السمعاني في الأنساب (1/198)].
عن عبد الرحمن بن أنعم الإفريقي:-
[كان يروي الموضوعات عن الثقات ويأتي عن الإثبات بما ليس من حديثهم وكان يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب].
فصل
فضائح التلبيس والغش
الفضيحة الأولي
لقد حاول الإفريقي المسكين في صفحة (23) أن يثبت أن الشيخ التجاني رضى الله عنه يعتقد أن صلاة الفاتح أفضل من القرآن فليسمع – الناس من أهل الأنصاف – رأي الشيخ التجاني رضى الله عنه ويكتشفوا فضيحة الإفريقي وأوهامه قال الشيخ التجاني رضي الله عنه في جواهر المعاني (1/176):-
[الكلام على التفضيل بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبين تلاوة أما تفضيل القرآن، على جميع الكلام من الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام فأمر أوضح من الشمس كما هو معلوم في استقراءات الشرع وأصوله شهدت به الآثار الصحيحة].
الفضيحة الثانية
لقد حاول الإفريقي المسكين في صفحة (25) أن يثبت أن نصب المنابر يوم القيامة خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط وغفل المسكين عن أهل هذا ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم. . وقد وردت بذلك أحاديث . . . وهو لا يعرفها مع أنه أستاذ دار الحديث فلنذكرها للجاهل ونذكّر بها الناسي الغافل.
قال صلى الله عليه وسلم: [إن لله عباداً يجلسهم يوم القيامة على منابر من نور يغشى وجوهم النور حتى يفرغ من حساب الخلائق ] رواه الطبراني بأسناذ جيد أنظر المعجم الكبير (8/112) ترقيم (7527) ومسند الشاميين(2/10) ترقيم (826) كلاهما للطبراني بتحقيق وتخريج حمدي عبد المجيد السلفي (تلميذ الشيخ ناصر الدين الألباني) وأنظر مجمع الزوائد للحافظز الهيثمي(10/277) ومتابعته للحافظ زكي الدين المنذري في الترغيب والترهيب (4/48)
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء] رواه الترمزي (7/66) وقال (حديث حسن صحيح)
وروى الحافظ أبو يعلي في مسنده (10/495) ترقيم (6610) بإسناد صحيح وأبن حبان في صحيحه (2/332) ترقيم (573) والحافظ بن كثير في التفسير (2/422) وجودّ اسناده عن ابي هريرة الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الإنبياء والشهداء قيل من هم لعلنا نحبهم قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب وجوهم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ : (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون]).
وروى الحاكم في المستدرك (4/170) عن أبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه فجثاً أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله صفهم لنا وحلهم لنا قال : قوم من أفناء الناس من نزاع القبائل تصادقوا في الله وتحابوا فيه يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون] . قال الحاكم(4/171) : هذا حديث صحيح الإسناد وأقر الحافظ الذهبي تصحيحه وورد نحوه عن أبي مالك الأشعري رضى الله عنه قال المنذري في الترغيب والترهيب (4/48) : رواه أحمد وأبو يعلي بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/276) : رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجاله وثقوا.
وأما المنادي: يا أهل الموقف هذا إمامكم فأقرأ أن شئت في كتاب الله عز وجل (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) وليس يمتنع أن يكون في الإمام معني آخر ولكن هذا أيضاً يحتمله والجمع بين الكل ممكن بل المصيراليه متعين قال تعالى (ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء).
وأما اعتقاده شمول هذا النداء للأنبياء والرسل فهو أوهام وأهم وخيال نائم فإن الله سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
ولا أحد يقول إن الأنبياء والرسل يشملهم هذا الخطاب لأنهم من الذين آمنوا وأنظر في كل آية من مثل هذا أو مثل [يا أيها الناس . . . .] هل يدخل الأنبياء والرسل فيها لكونهم من الناس. . . بئس الإفريقي. . . وبئس فهمه.
الفضيحة الثالثة
لقد حاول الإفريقي المسكين في صفحة (26) أن يثبت أن قراءة جوهرة الكمال بالطهارة المائية تشريع جديد لم يأذن الله به مع أن جوهرة الكمال صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . . . وأي شئ على المسلم أن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على وضوء !! وأين التشريع الجديد وقد ورد في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره إن يذكر الله إلا على طهر.
فقد روي ان ائمة السنة عن المهاجر بن قنفذ انه اتي النبي صلي الله عليه وسلم وهو يبول فسلم فلم يرد عليه حتي توضأ ثم اعتذر اليه وقال : (اني كرهت ان اذكر الله الا علي طهر )
فأين التشريع الجديد ؟!! اللهم أشهد!!!
وقد صحح هذا الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة (1/510) ترقيم (834) قال : [أخرجه أبو داود](1/4) والنسائي (1/16) والدرامي (2/287) وأبن (ماجة (1/145) والحاكم (1/167) وعنه البيهقي (1/90) وأحمد (5/80) عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر أبي ساسان عن المهاجر بن قنفذ أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم هو يبول فسلّم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال : (فذكره) وليس عند النسائي والدرامي المتن المذكور أعلاه وقال الحاكم (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي]ثم قال الشيخ الألباني في صفحة(511):
[(فائدة) لما كان السلام اسماً من أسماء الله تعالى سيأتي في الحديث (1894) كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكره إلا على طهارة فدل ذلك على أن تلاوة القرآن بغير طهارة مكروه من باب أولي فلا ينبغي إطلاق القول بجواز قراءة القرآن للمحدث كما يفعله بعض إخواننا من أهل الحديث]
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني في كتاب [أرواء الغليل (1/92)ترقيم (54)]: [قول أبن عمر: (مرّ رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وهو يبول فلم يرد عليه )رواه مسلم (ص(19)].
صحيح أخرجه مسلم (1/194) وكذا أبو عوانه (1/215)وأبو داود (1/4) والترمزي (1/150) وصححه والنسائي (1/15) وأبن ماجة (1/146) من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع عنه.
قلت : وهذا سند حسن كما بينه في (صحيح سنن أبي داود)رقم (12) وله فيه شاهد من حديث المهاجر بن قنفذ وفيه أنه هو المسلّم وزاد [حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال : أني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر أو قال على طهارة]
وصححه الحاكم والذهبي والنووي.
وهذه الزيادة فيها فائدتان:
الأولي: أن ترك الرد لم يكن من أجل أنه كان على البول فقط كما ظن الترمذي حيث قال (وإنما يكره هذا عندنا إذا كان على الغائط والبول وقد فسر بعض أهل العلم ذلك).
قلت: فهذه الزيادة تدل على أن الترك إنما كان من أجل أنه لم يكن على وضوء ولازم وهذا أنه لو سلم عليه بعد الفراغ من حاجته لم يرد عليه أيضاً حتى يتوضأ.
ويؤيده حديث أبي الجهم: [أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد عليه السلام.رواه الشيخان وغيرهما ].
الثانية: كراهية قراءة القرآن من المحدث لا سيما المحدث حدثاً أكبر فإنه إذا كان صلى الله عليه وسلم كره أن يرد السلام من المحدث حدثاً أصغر فبالإحرى أن يكره القراءة منه فضلاً عن الجنب)انتهي كلام الألباني.
قال الإمام الخطابي في معالم السنن (1/18).
[في هذا دلالة على أن السلام الذي يجي به الناس بعضهم بعضاً اسم من أسماء الله عز وجل].
وقال الشيخ السلفي أحمد شاكر في تعليقه على الحديث [من أحكام الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم لذكر الله وذكر الله على الطهارة أفضل ولا سيما إذا كان دعاء وقد كان مالك لا يقرأ عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتوضأ].
(قلت): وقد اتفق علماء هذه الأمة وأجمعوا على أن الطهارة مندوبة عند كل ذكر . . فأين التشريع الجديد ؟؟؟!! اللهم أشهد!!!.
وإذا كان الإمام المجمع على جلالته مالك بن أنس يثنى على الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه ويقول [ما رأيته يحدث إلا على طهارة] أنظر تهذيب التهذيب (2/105) للحافظ بن حجر العسقلاني . . . فأين التشريع الجديد؟!! اللهم أشهد!!!.
بل قال أبو مصعب : كان مالك لا يحدث إلا وهو على طهارة إجلالاً للحديث [أنظر سير إعلام النبلاء(8/96) للحافظ الذهبي]وقد كان مالك بن أنس يقول أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احدث به إلا على طهارة متمكناً [ انظر ترتيب المدارك (1/155) للقاضي عياض اليحصبي ] .
بل إن الأمام البخاري يفعل أكثر من ذلك فإنه يقول : [ ما وضعت في كتابي (الصحيح ) حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين ] انظر سير أعلام النيلاء (12/402) وكذلك ذكره الحافظ بن حجر في مقدمته علي شرح صحيح البخاري (1/18) .
فما يضر التجانيون أن يصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتوضئوا ؟؟!! وأين التشريع الجديد ؟؟!!.
الفضيحة الرابعة
لقد حاول الافريقي المسكين في صفحة (27) أن يتكلم في مسألة النظر والرؤية وقد جهل المسكين أن هنالك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينبغي عليه أن يشرحه لقرائه قبل أن يتكلم في المسألة .. ولكن يبدوا أنه لم يطلع على هذا الحديث .. مع أنه موجود في سنن الترمذي ..!! وهو أحد الكتب الستة ..!! ولكن استاذ دار الحديث ..!! لا يعرف مايدور في كتب الحديث ..!! فلنذكره لمن أراد معرفته .
فال الامام الترمذي (10/360) :
[ حدثنا يحي بن حبيب بن عربي البصري أخبرنا أن موسى بن ابراهيم بن كثير الأنصاري قال : سمعت طلحة بن خراش يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تمس النار مسلماً رأني أو رأى من رأني )] .
قال طلحة : فقد رأيت جابر بن عبد الله وقال موسى وقد رأيت طلحة .
قال يحي : وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجوا الله .
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن ابراهيم الأنصاري وقد روي أن علي بن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث قلت : والحديث أخرجه الضياء المقدسي في المختارة وقد التزم فيها الصحة [ انطر المباركفوري (10/361)] قلت : وأقر الشيخ ناصر الدين الألباني تحسين الترمذي لهذا الحديث [ انظر تحقيقه على مشكاة المصابيح (3/1695) ترقيم (6004)] .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( 10/361 ) [ الظاهر أن موسى بن ابراهيم لا يخصص هذه البشارة بالصحابة والتابعين رضي الله عنهم ].
(قلت) : قول موسى بن ابراهيم لا يتخرج على ظاهر هذا الحديث وذلك لأن :
1. موسى بن ابراهيم بن كثير هو من أوساط التابعين [ انظر التحفة ( 10/361)] وذكر الحافظ بن حجر في تقريبه في الطبقة الثامنة : وهي الطبقة الوسطى من أتباع التابعين كابن عيينه وابن علية [ انظر التقريب (ص) (75)] .
2. وأما يحي بن حبيب : فهو من الطبقة العاشرة وهي طبقة من لم يلق التابعين وأنما جل روايتهم عن أتباع التابعين كأحمد بن حنبل وذلك أن يحي بن حبيب توفي سنة 284ه (انظر كتاب الثقات (9/265)لابن حبان وسيراعلام النبلاء(11/157) للحافظ الذهبي وتقريب التقريب (ص589)ترقيم (7526).
3. قلت :فلايمكن تخريج الحديث على الظاهر لان هذا يوجب تخصيص هذة البشارة بالصحابة التابعين وواضح أن السلف كانوا يحملونه على ظاهره ويرجون ذلك الفضل ,وبذلك يكون قول موسى (قد رأيت طلحة وقوله ليحي قد رأيتني )مشكل لا يصح فهمه الافي معني قولة صلى الله علية وسلم
(من رأني في المنام فقد رأني )أخرجه البخاري ومن لايأخذ بظاهر هذا الحديث الآخير ليشرح به ذلك الحديث الآول – من باب تفسير الحديث بالحديث – ينبغي علية أن يستحي من الزام المسلمين بالآخذ بظاهر احاديث توحيد الأسماء والصفات… لانه يفر حيث الظاهر غير مشكل ويوجب الدخول حيث الظاهر مشكل …ثم ينبغي عليه ايضاً ان يصحح دخول موسى بن ابراهيم الآنصاري ويحي بن حبيب البصري في اعدد التابعين ولن يستطيع ذلك أبداً فإن من يتوفى سنة 284هـ كيف يكون في عداد التابعين ؟؛؛؛؛
فإن سلم بما قلناه فقد برئت ساحة الشيخ التجاني رضى الله عنه . . . وإن لم يسلم لزمته تلك الإشكالات ثم لنا اجتهادنا . . . وله اجتهاده . . . إن كان ممن يطلب الحق مخلصاً فيه الوجهة لله تعالى.
الفضيحة الخامسة
لقد حاول الإفريقي المسكين في صفحة (29) أن يثبت أن الطريقة التجانية تدعو إلي الأمن من مكر الله عز وجل . . . !!! وهذه فضيحة بغير شك فإن عدم الأمن من مكر الله عز وجل شرط أساسي في الطريقة التجانية منصوص عليه في كل كتب التجانية التي تعرضت لهذا الموضوع.
قال الشيخ التجاني رضى الله عنه في جواهر المعاني (2/161).
[أوصيكم وأياي بتقوى الله تعالى وارتقاب المؤاخذة منه في الذنوب فإن لكل ذنب مصيبتان لا يخلو العبد عنهما واحدة في الدنيا وواحدة في الآخرة فمصبية الآخرة واقعة قطعاً إلا أن تقابل بالعفو منه سبحانه وتعالى ومصيبة الدنيا واقعة بكل من اقترف ذنباً إلا أن يدفعها وارد إلهي بصدقة لمسكين أو صلة رحم بمال أو تنفيس عن مديان بقضاء الدين عنه أو بعفوه عنه إن كان له ولا فهي واقعة فالحذر من مخالفة أمر الله وإن وقعت مخالفة والعبد غير معصوم فالمبادرة بالتوبة والرجوع إلي الله وإن لم يكن ذلك عاجلاً فليعلم العبد أنه ساقط من عين الحق متعرض لغضبه إلا أن يمن عليه بعفوه ويستديم في قلبه أنه مستوجب لهذا من الله فيستديم بذلك انكسار قلبه وانحطاط رتبته في نفسه دون تعزز فما دام العبد على هذا فهو على سبيل خير وإياكم والعياذ بالله من لباس حلة الأمان من مكر الله في مقارفة الذنوب باعتقاد العبد أنه آمن من مؤاخذة الله له في ذلك فإن من وقف هذا الموقف بين يدي الحق تعالى ودام عليه فهو دليل على أنه يموت كافراً والعياذ بالله تعالى وما سمعتم من الخاصية التي في الورد فهي واقعة لا محالة وإياكم والتفريط في الورد ولو مرة في الدهر وشرط الورد المحافظة على الصلوات في الجماعات والأمور الشرعية وإياكم ولباس حلة الأمان من مكر الله في الذنوب فإنها عين الهلاك ].
الفضيحة السادسة
لقد حاول الإفريقي المسكين في صفحة (26) أن يثبت أن التجانيين ينسبون إلي النبي صلى الله عليه وسلم قول الشعر. . . !!! مع أنه لم يذكر ذلك الشعر المزعوم!!! ولو أنه ذكره لعلم جميع الناس إن هذا ليس شعراً !!! فإن الشعر هو الكلام الموزون المقفى يا سبحان ألا يعرف الناس الشعر؟!!! ثم هي بعد ذلك رؤيا يشملها حكم رؤيا المنام وضوابطها المعروفة عند العلماء!!!.
الفضيحة السابعة
فهم الإفريقي المسكين في صفحة (26) أن النهى عن التوجه بالأسماء معناه النهي عن الدعاء بأسماء الله الحسنى. . . !!! وفهمه ليس حجة . . .!!! وقاعدة الشيخ الإمام الطيب السفياني في أول كتاب [الإفادة] راجعة إلي تعديل العدل لمن روى عنه من غير تسمية له: ما حكمه وأنظر إن شئت كتب مصطلح الحديث مثل [مقدمة أبن الصلاح] بشروحها: [محاسن الاصطلاح ]و[التقييد والإيضاح]وأنظر إن شئت [الفية العراقي] وشروحها: [التذكرة والتبصرة] و[فتح الباقي] وغير ذلك من كتب مصطلح الحديث.
ولنورد همنا بعض اذكار وأدعية كان يدعو بها الشيخ التجاني جميعها فيها دعاء لله تعالى بأسمائه الحسنى تعرف بها أن فهم الإفريقي ليس حجة بل هو مردود وباطل.
فمنها كما في جواهر المعاني:
1-دعاء السيفي.
2-حزب البحر.
3-الأسماء الإدريسية.
4-الدور الأعلى.
5-الدعاء الوارد في قوت القلوب.
6-دعاء يا من أظهر الجميل.
7-دعاء تباركت ألهي.
وانظر تفصيل جميع هذه الأدعية في كتب الطريقة التجانية فهي مملوءة من دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى فأرجع البصر فيها ثم أنظر ما قاله الإفريقي!!! ثم راجع البصر في هذه الأدعية كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير من جراءة الإفريقي على حرمات الأولياء وعظيم عداوته لهم.
على أن الأمر لو كان فهم الإفريقي المسكين لكانت محمولة على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تراءى لرجل ونهاه أن يخرج زكاة ماله وكان ذلك في زمان الشيخ العز بن عبد السلام وأنظر القصة وما قاله العلماء فيها في كتاب [تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك] تأليف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي وأنظرها أيضاً في شرح الإمام أبي عبد الله قنون على الموطأ وأنظر أيضاً ما قاله العلامة الإمام الشيخ العطار في حاشيته على جمع الجوامع.
ذكرى للذاكرين وحسرة على المنكرين
ولنذكر في خاتمة هذه المناقشة ما كتب به الشيخ التجاني رضى الله عنه إلي كافة الأخوان إينما كانوا ومن كانت لديه أذنان للسمع فليسمع ومن له عينان فلينظر ومن عنده ذرة من الأنصاف فلينصف ويعلن بأن الإفريقي !!! يكذب على الشيخ التجاني و يبهته.
قال في جواهر المعاني (2/169):-
[ومما كتب به – أي الشيخ التجاني رضى الله عنه – إلي كافة الأخوان أينما كانوا ونصه قال رضى الله عنه بعد البسملة والصلاة على رسول الله: وبعد فأوصيكم بما أوصى الله به قال سبحانه وتعالى ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقوا الله وقال سبحانه وتعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً إلي قوله كبر على المشركين وقال سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وقال سبحانه وتعالى من يتق الله يجعل له مخرجاً إلي قوله قدراً وقال سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً إلي قوله ويعظم له أجراً وأعلموا أن التقوى قد صعب مرامها وتناءت بعداً عن أن تمد بيد أحد خطامها واحتكامها وكلت الهمم دونها فلا يصل بيد أحد أساسها واحتكامها لما طبعت عليه القلوب والنفوس من الإدبار عن الله وعن أمره بكل وجه واعتبار ووحلها في رتع احوال البشرية وحلاً لا مطمع لها في الانفكاك عنه وهذا حال أهل العصر في كل بلد من كل ما على الأرض إلا الشاذ النادر الذي عصمه الله تعالى وبسبب ما ذكرنا هاج بحر الأهوال والفتن وطما بحر المصائب والمحن وغرق الناس فيه كل الغرق وصار العبد كلما سال النجاة من مصيبة وعصم منها اكتنفته مصائب وفي هذا قيل سيأتي على الناس زمان تتراكم فيه بحور المحن والفتن فلا ينفع فيه إلا دعاء كدعاء الغريق وليكن ملازمتكم الأمر المنجي مما ذكرنا أو المطفئ لأكثر نيرانه وهو كثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لا إله إلا الله وذكر لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين وقول حسبنا الله ونعم الوكيل فإنه بقدر الإكثار من الإذكار تتناءى عن العبد كثرة المصائب وشرور الأوزار وبقدر تقليله منها يقل بعده عن المصائب والشرور وليكن لكل واحدة منكم قدر من هذه الأذكار على قدر الطاقة وعليكم بكثرة التضرع والابتهال لمن له كمال العز والجلال فإن الله رحيم بعبادة ودود فإنه أكرم وأعظم فضلاً من يتضرع إليه متضرع أحاطت به المصائب والأحزان ومد إليه يده مستعطفاً نواله راجياً كرمه وأفضاله أن يرده خائباً أو يعرض عنه برحمته والعاجز من عجز حتى عن التضرع والابتهال ومن ضيع نفسه من الله فلا جابر له وليكن لكم بباب الله لمات على مرور الساعات وكرور الأوقات فإن من اعتاد ذلك في كرور أوقاته غشيه من رحمه الله ونفحاته ما يكون ماحقاً لمصائبه وكدوراته ومسهلاً لثقل أعباء ما ثقل عليه من ملماته فإنه سبحانه وتعالى غني كريم يستحي لكرمه إذا رأي عبداً قد تعود الوقوف ببابه ولو قلّ في أقلّ الأوقات أن يسلمه للمصائب التي لا مخرج له منها أو يكدحه بهلكه يعز عليه الخلاص منها أحفظوا هذا العهد وأركضوا في الميدان ولو في أقل قليل من مرور اليوم والليلة تجدوا التيسير في جميع الأمور والخلاص من كثير من الشرور وإن قدر الواحد على أن يكون تضرعه في كل يوم وليلة بهذا الدعاء وهو :
[ الهنا أنت المحرك والمسكن لكل ما وقع في الوجود من الخيرات والشرور في حكمك الحل والعقد لجميع الأمور وبيدك وعن مشيئتك تصاريف الأقدار والقضاء المقدور وأنت أعلم بعجزنا وضعفنا وذهاب حولنا وقوتنا عن تباعدنا مما يحل بنا من الشرور عن اتصالنا بما نريد الوقوع فيه من الخيرات أو ما يلائم أغراضنا في جميع الأمور وقد وقفنا ببابك والتجأنا بجنابك وقفنا على أعتابك مستغيثين بك في صرف ما يحل بنا من الشرور وما ينزل بنا من الهلاك مما يجري به تعاقبت الدهور مما لا قدرة لنا على تحمله ولا قوة بنا على طله فضلاً عن وبله وأنت العفو الكريم والمجيد الرحيم الذي ما استغاث بك مستغيث إلا أغثته ولا توجه إليك
مكروبا يشكو كربه الا فرجته ولا ناداك ضرير من أليم بلائه الا عافيته ورحمته
وهذا مقام المستغيث بك والملتجئ إليك فأرحم ذلي وتضرعي بين يديك وكن لي عونا وناصراً ودافعاً لكل ما يحل بي من المصائب والأحزان ولا تجعل عظائم ذنوبي حاجبه لما ينزل إلينا من فضلك ولا مانعة لما تتحفنا به من طولك وعاملنا في جميع ذبوبنا بعفوك وغفرانك وفي جميع زلاتنا وعثراتنا برحمتك وإحسانك فإن لفضلك راجون وعلى كرمك معولون ولنوالك سائلون ولكمال عزك وجلالك متضرعون فلا تجعل حظنا منك الخيبة والحرمان ولا تنيلنا من فضلك الطرد والخذلان فإنك أكرم من وقف ببابه السائلون وأوسع مجداً من كل من طمع فيه الطامعون فأنه لك المنّ الأعظم والجناب الأكرم وأنت أعظم كرماً وأعلى مجداً من أن يستغيث بك مستغيث فترده خائباً أو يستعطف أحد نوالك متضرعاً إليك فيكون حظه منك الحرمان لا إله إلا أنت يا علي يا عظيم يا مجيد يا كريم يا واسع الجود يا بر يا رحيم عشرين مرة تذكر هذه الأسماء من قولك لا إله إلا أنت إلي آخره ثم صلاة الفاتح لما أغلق عشراً في أوله وعشراً في أخره فإن المداومة لهذا الدعاء في كل ليلة سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً تدفع عنه كثيراً من المصائب والأحزان وأن تحتم نزولها نزل به لطف عظيم فيها ] انتهي من إملائه رضي الله عنه.
فأنظر يا رعاك الله هل هذا الشيخ التجاني الممتنع عن دعاء الله بأسمائه!!! اللهم أشهد أنهم يحاربون أوليائك بالكذب!!! بئس الإفريقي وبئس ما يقول.
اتهي هنا
فصل
المضحكات المبكيات
المضحك المبكي رقم (1)
قال الإفريقي في صفحة (8):
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به].
رواه البغوي في شرح السنة والنووي في الأربعين بسند صحيح].
المضحك : هو أن النووي في الأربعين لم يرو حديثاً واحداً بسند لا صحيح ولا غير صحيح وكتاب الأربعين للنووي يحفظه الأطفال فضلاً عن أستاذ دار الحديث قال الإمام النووي في مقدمته .علي الاربعين.
[التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيح البخاري ومسلم واذكرها محزوفهة الاسانيد ليسهل حفظها ].
والمبكي هو ان البغوي روي هذا الحديث في شرح السنة وبسند ضعيف وقد ضعف اسناده شيوخ السلفين . وشعيب الارناؤوط وزهير شاويش (تلاميذ ناصر الدين الالباني ) قلا في تحقيقيهما لكتاب (شرح السنة ) للامام البغوي (ج1/ 213)
ترقيم (104).
[اسناد ضعيف لضعف نعيم بن حماد ]
واما الشيخ ناصر الدين الالباني فقال في كتابه ظلال الجنة في تخريج السنة لابن ابي عاصم (1/12) ترقيم (15)
[لا يؤمن احدكم حتي يحب يكون هواه تبعا لما جئت به ]
اسناد ضعيف ورجاله ثقات غير نعيم بن حماد : ضعيف لكثرة خطئة وقد اتهمه بعضهم . والحديث اخرجه الحسن بن سفيان في (الأربعين ) له (ق 65/1) وعنه السلفي في (الاربعين البلدانية) ق (32/2) وفي معجم (معجم السفر ) (ق 192/1) والهروي في (ذم الكلام )(2/40/2) وابن بطة في (الإبانة)(2/122/2) والقاسم بن عساكر في (طريق الأربعين ) (ق 59/2) وكلهم عن نعيم به قال بن عساكر:[وهو حديث غريب يعني ضعيف وقد كشفنا لك عن علته وذكر له الحافظ بن رجب الحنبلي عللا اخري في (شرح الاربعين النوويه ) فراجعه مع تعليقنا علي المشكاة (167)] انتهي كلام الالبا ني .
قلت : قد راجعنا تعليقه علي المشكاه فوجدنا يعلق علي قول النووي في الاربعين [هذا حديث صحيح رويناه في (كتاب الحجة )باسناد صحيح ]
قال الالباني في تحقيقة (لمشكاة المصابيح ) (1/59) ترقيم (167).
[هذا وهم فالسند ضعيف ، فيه نعيم بن حماد وهو ضعيف واعلة الحافظ بن رجب بغير هذه العلة متعقبا علي النووي تصحيحه اياه فانظر كتابه (جامع العلوم والحكم)] ثم ان عزوه الي المذكورين يوهم انه لم يخرجه من هو أعلى طبقة منهما وليس كذلك فقد اخرجه الحسن بن سفيان في (الاربعين ) له (ق 65/1) وهو من الاخذين عن احمد وابن معين (توفي 303) رواه ابو القاسم ابن عساكر في اربعينه قلت حديث غريب ] انتهي كلام الالباني .
قلت قد شرح الالباني كلمة (غريب ) بمعني ضعيف .
تنبيه مهم
كذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم مسؤول عنه عبد الرحمن الافريقي .
ان لفظ الحديث كما شرح السنة للبغوي والاربعين للنووي هو : [لا يؤمن احدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به ].
ولفظه عند عبد الرحمن الافريقي هو : [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم … فأضاف الإفريقي !!! الكذاب !!! زيادة في المتن : [والذي نفسي بيده؟!!!] وهذا الفعل عند المحدثين يعتبر نوعاً من وضع وصاحبه وضاع كذاب !!! وان كان استاذاً في دار الحديث !!!
المضحك المبكي رقم (2)
قال الافريقي في صفحه (11)
[قال صلي الله عليه وسلم (من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد )] رواه مسلم أي رد علي الرسول عليه السلام بان دينه ناقص وان المبتدع هو أتمه ببدعته او انه مردود علي صاحبه ].
ان تفسير (فهو مردود ) بمعني (رد علي الرسول عليه السلام ) يضحك ويبكي في ان واحد ولم يسمع به قبل هذا الكذاب المتعالم .
قال النووي في شرحه علي مسلم (12/16 ) قال اهل العربية : الرد هنا بمعني المردود ومعناه : فهو باطل غير معتد به ].
وقال العلامه اللغوي ابن منظور في لسان العرب (3/173) :[في حديث عائشة : من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد أي مردود عليه يقال :امر رد اذا كان مخالفاً لما عليه السنه ].
المضحك المبكي رقم (3)
قال الافريقي في صفحة (15)
[روي انه صلي الله عليه وسلم قال :[حلت شفاعتي لامتي الا صاحب بدعة ]
ذكره الشاطبي في الاعتصام ]
(2)[قوله صلى الله عليه وسلم (ان الله حجر التوبة عن كل صاحب بدعة ) وكذا في الشاطبي ]
(3) [قوله صلى الله عليه وسلم (من احدث حدثا آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين )ذكره الشاطبي ].
(4) وقال في صفحة(16) (انا برئ منهم وهم براء مني ) ذكره الشاطبي في الاعتصام ].
فهمنا ان كتاب الشاطبي من كتب الحديث النبوي ولذا فهو يعزو الاحاديث اليه مع انه ليس من كتب الاحاديث فضحكنا !!! وهذه الاحاديث مواضعها معروفه في كتب السنة … ولكن استاذ دار الحديث لم يكن مؤهلاً بما يكفي !!! فبكينا المضحك المبكي رقم (4)
قال الافريقي في صفحة (10)
[لا يجوز لمسلم ان يغير ويؤول ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم ] ثم قال في الصفحة نفسها [وقال ايضا – يعني النبي صلي الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )أي صاحبها ].
والمضحك المبكي انه اول (كل ضلالة ) بقوله (أي صاحبها ) مع انه [لا يجوز لمسلم ان يغير ويؤول ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم ] كما زعم !!!
لاتنـه عن خلق وتاتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم
المضحك المبكي رقم (5)
قال الافريقي في صفحة (10)
[واما البدعة شرعافهي الحدث في الدين بعد الاكمال أي بعد النبي صلي الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ].
ولقد ضحكنا كثيرا وبكينا كثيرا حينما علمنا ان الاكمال في الدين هو [بعد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ] يعني بعد 40 سنة هجرية !!! وهي سنة موت اخر الخلفاء الراشدين سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه او في النصف من جمادي الاول سنة 41 هـ حين سلم الحسن بن علي رضي الله عنه الخلافة الي معاوية بن ابي سفيان .
انظر كتاب [الاستيعاب في اسماء الاصحاب ] للحافظ ابن عبد البرالنمري
المضحك المبكي رقم (6)
قال الافريقي في صفحة (11)
[قال تعالي : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )وما لم يكن يومئذ ديناً لم يكن اليوم ديناً ].
نسي المسكين ما قاله في صفحة (10) ان اكمال الدين ليس هو يومئذ وانما هو[بعد الخلفاء الراشدين ] راجع المضحك المبكي رقم (5) وأرجع إلي صفحـة رقم (11) وصفحة (19) ايضاً … يزداد ضحكك وبكاؤك .
المضحك المبكي رقم (7)
قال الافريقي في صفحة (11)
[اما البدعة في المصالح الدنيوية فلا حرج في ذلك ما دامت نافعة غير ضارة في الدين ولا فيها ارتكاب محرم او هدم اصل من اصول الدين ].
والمضحك هو اشتراطه في المصالح الدنيوية ان تكون غير ضارة في الدين ولا فيها ارتكاب محرم ولا هدم أصل من اصول الدين . . . وكيف تكون مصالح مع كونها ضارة في الدين وفيها ارتكاب محرم وهدم لأصول الدين لا يعتبر بدعة دنيوية وإنما هو بدعة دينية ومن شاء فليبك.
المضحك المبكي رقم (8)
قال الافريقي في صفحة (14)
[البدعة هي السبب في إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس ].
فليسمح لنا بان نساله ضاحكين باكين سؤالاً بسيطاً ما هو اذن السببب في القاء العداوة والبغضاء بين السلفين المتمسكين بالسنة ؟!!! هذه العداوة والبغضاء التي كثرت وانتشرت واشتهرت وعرفها العام والخاص حتي شكي امام السلفين بمدينة حلب الشيخ نسيب الرفاعي فقال :
[اهكذا غدونا نحن السلفين ؟!!! يرمي بعضنا بعضا بالشرك الاكبر ؟!! ولا ادري استجابة لمن ….؟]
تنبيه :
علامات الاستفهام (؟) والتعجب (!!) ومن عند الشيخ نسيب الرفاعي .. وليس من عندنا أما الجواب عن سؤال : [لا ادري استجابة لمن …؟]. فنحن ايضاً لا ندري …غير اننا نقول …(آلله امركم بهذا ام علي الله تفترون )
وارجع لمعرفة هذه العداوة والبغضاء بين السلفيين اهل السنة !!! والي الكتب الاتية :-
1- كتاب مختصر صحيح مسلم للشيخ الالباني صفحة (2).
2- كتاب جلباب المرأة المسلمة للشيخ الالباني الصفحات (4-7-8-10-11-12-13-14-15-22)
3- كتاب صفة (صلي الله عليه وسلم)ـلاة النبي صلي الله عليه وسلم للشيخ الالباني الصفحات (3-27-30)
4- كتاب التوسل انواعه واحكامه له ايضاً صفحة (99)
5- كتاب الصارم المشهور علي اهل التبرج والسفور للشيخ حمود التويجري الصفحات (159-168-174-181) .
6- كتاب نقد تعليقات الالباني علي شرح الطحاوية للشيخ اسماعيل الانصاري (محقق كتاب الانوار الرحمانية للافريقي ) الصفحات (48-53-71-79-81-94-116-143)
7- ابـاحة التـحلي بالذهب المحلق للنساء للشيخ إسماعيل الأنصاري صفحة (88-137-141).
8- كتاب التوصل الي حقيقة التوســل للشيـخ محمد نسيب الرفاعي صفحات (353-357-359-371).
المضحك المبكي رقم (9)
قال الإفريقي في صفحة (8):
[عند المعارضة والمقابلة يقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم علي اقوال جميع اهل الارض كائنا من كان (هكذا !!!) واذكاره صلي الله عليه وسلم علي جميع الاذكار الواردة عن المشايخ أهل الطرق وغيرهم ويعرض تلك الاوراد علي الكتاب والسنة فان وافقتها عمل بها والا فلا ويقف علي الاذكار الواردة عن النبي صلي الله عليه وسلم فحينئذ يكون المسلم مسلما حقيقيا ].
والمضحك هو قوله [يعرض تلك الاوراد علي الكتاب والسنة فان وافقتهما عمل بها والا فلا ويقف علي الاذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم . . . الخ)فإذا كان يجب عليه أن يقف على الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فما فائدة عرض اوراد الطرق علي الكتاب والسنة ؟!!!] … من شاء فليضحك !! والمبكي هو أن ورد التجانيين هو الاستغفار والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم “ولا اله الا الله” فانظر قاعدة الافريقي … ثم من شاء فليبك.
المضحك المبكي رقم (10)
احتج الافريقي في صفحة (13) بالشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي وكتابه (غنية الطالبين ) مع ان هذا الكتاب فيه اوراد غير مأثورة عن النبي صلي الله عليه وسلم باسانيد صحيحة … فمن شاء فليضحك ومن شاء فليبك ؟!! لان هذا الامر مسموح به للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وغير مسموح به للشيخ التجاني رضي الله عنه .
المضحك المبكي رقم (11)
قال الافريقي في صفحة (28)
[ان الرســل كانوا ياخذون عن الله تعالي بالوحي وارباب الطرق ياخذون من الله – بزعمهم – بغير واسطة لوجود من يقول منهم انه ينظر الي اللوح المحفوظ اذا أراد ان ياخذ حكما من الاحكام ].
فهمنا ان الوحي هو الواسطة للانبياء فضحكنا … وفهمنا ان اللوح المحفوظ ليس واسطة بالنسبة لارباب الطرق … فبكينا .
وينبغي – من باب النصيحة – ان تنظر في كتاب (مدراج السالكين ) وان تراجع ما قاله العلامة اب ن القيم رحمة الله عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وانه كان يعلم ما في اللوح المحفوظ .
المضحك المبكي رقم (12)
قال الافريقي في صفحة (21) عنوانا [الامتثال للعلماء في غير أمر الله عبادة لهم] . . . أراد المسكين أن يقول (الامتثال للعلماء في مخالفة امر الله عبادة لهم ] … ولكن هكذا جاءت عبارته !!!… ومن شاء فليضحك ومن شاء فليبك.
القول الفصل
اولاً تمهيد:-
ليس في التجانيين مبتدع – ولله الحمد – وليس فيهم معتزلة ولاقدرية ولا جبرية ولا جهمية بل هم على عقيدة اهل السنة والجماعة يحبون الصوفية قاطبة ويسلمون للاولياء جميعاً ويلتمسون لما اشكل من كلامهم خير المحامل بناءاً علي قاعدة حسن الظن بالمسلمين قال صلي الله عليه وسلم .
[اياك والظن فان الظن اكذب الحديث ] رواه البخاري .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
[رايت النبي صلي الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول (ما اطيبك واطيب ريحك ما اعظمك واعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحمة المؤمن اعظم عند الله تعالي حرمة منك : ماله ودمه وان يظن به خيراً )] اخرجه بن ماجه في سننه ولكن التجانيين – مع حسن ظنهم بعباد الله لا يرون أي ولي من الاولياء يبلغ مرتبة الصحابه مهما عمل – لا شيخهم التجاني رضي الله عنه ولا غيره – انظر جواهر المعاني (1/142) ولا يرون الاولياء والصحابة يبلغون مرتبة الانبياء انظر جواهر المعاني (2/72) ولا يرون أي ورد يساوي القران فكيف يكون افضل منه.
و التجانيون يتعبدون بقراءة القران ويحفظونه ويحافظون علي احكامه اشد المحافظة وبشارات الطريق لا تعدو عندهم انها بشارات يسرون بها ولا تغرهم ولا تحملهم علي ترك العمل ولا علي الامن من مكر الله عز وجل (فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون )، ومن فعل ذلك فليس من اهل الطريق.
والمسائل التي ينكرها عليهم خصومهم تنحصر في امرين :
احدهما : كذب وافتراء من جزره لا اصل له في الطريق
وثانيهما : محرف عن اصل صحيح مطابق للشرع الشريف
وما سوى ذلك من المسائل التي ينكرها عليهم خصومهم – مما لا يرجع الي هذين الامرين.
فان التجانيين يسعهم ما يسع الامة.
واذا اختلف علماء المسلمين في مسالة فالتجانيون ليسوا بمكلفين الا باتباع ما وضح لديهم دليله ما دامت المسالة معتبرة عند علماء المسلمين من المسائل الخلافية :من اجتهد فاصاب فيها فله اجران ومن اجتهد فاخطأ فله اجر واحد فالكل ماجور والحمد لله اما الكذب والتحريف فيبوء بهما الاثم وليس يجني الا علي نفسه والموعد الله .
وتصوروا رجلا يقول لرجل :
انت تقول ان النبي صلي الله عليه وسلم كتم ما امر بتبليغه ؟
فيجيبه الاخر : حاشا وكل ان اقول ذلك ….. ابرأ الي الله من ذلك.
ويقول المنكر ان كلامك يلزم منه هذا القول.
فيجيبه الاخر: كلا ….. لا يلزم ولا اقصده.
فيقول له المنكر: لا ….. بل انت تقصده.
اما اهل الانصاف فانهم يقولون : ياايها الملزم بما لا يلزم ….. هلا شققت قلبه ؟!!!!..
ان اهل الطريقة التجانية وغيرها من اهل الطرق يحتقرون تلك الحملات الجائرة الظالمة ولذلك لم تصادف رواجاً وزادت أهل الطريق تمسكاً بها . لماذا ؟ لانهم لا يشكون في ان خصوم الطريقة مبطلون .
ولا يفهم الوصف لسلوك الطريقة معني إلا صحبة قوم صالحين يؤمنون بالله ويتقونه قد جعل لهم الرحمن وداً وظهرت لهم آثار محبة الله عز وجل[ فإذا أحببته كنت سمعة الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش به ورجله التي يمشى بها ولئن سألني لأعطينه ولئن أستعاذني لأعيذته] رواه البخاري، كم ظهرت عليهم آثار معية الله الخاصة بالذاكرين الله كثيراً والذاكرات يقول الله [إنا عند ظن عبدي وأنا معه إن ذكرني] . فقوم هذه صفتهم يصدق عليهم[هم القوم لا يشقي بهم جليسهم] ولو كان جليسهم [ليس منهم إنما جاء لحاجة]رواه البخاري ، ولو كانت صفة الجليس أنه [عبد خطاء فجلس معهم] رواه مسلم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم.
[مثل الجليس الصالح كصاحب المسك]
هذه الطريقة كما نعرفها وكما تلقيناها . . وما سوى ذلك فلا نعرفه . . . ولا نرفع به رأساً.
ثانياً : (هذا بيان للناس):
(1)أن التجانيين يعلنون أنهم لا يعتقدون أن صلاة الفاتح من القرآن كما زعم من زعم – وهو كذوب – بل يعتقدون أن وحي النبوة قد انقطع بلحوقة صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ومن اعتقد أن صلاة الفاتح من القرآن فهو كاذب وكافر كفراً يخرج من الملة.
(2) أن التجانيين يعلنون أنهم لا يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شئياً مما أمر بتبليغه ومستحيل أن يؤمر بتبليغ ورد صلاة الفاتح أو بيان فضلها فيكتم شئياً من ذلك ومن اعتقد ذلك فهو كافر بالله ورسوله لا يقبل من صرفاً ولا عدلاً. .. وصلاة الفاتح كانت معروفة قبل أن يولد الشيخ التجاني رضى الله عنه وفضلها كان أيضاَ معروفاً وقد صرح الشيخ التجاني رضى الله عنه بذلك كما هو مذكور في جواهر المعاني(1/135) وأنه أطلع على ذلك في كتاب (وردة الجيوب) وأنه كان يصلى بها على رسول الله صلى الله عليه من حين رجوعه من الحج إلي بلوغه مدينة تلمسان ومن حين رحيله منها إلي بلدة أبي سمغون ثم أخذ يصلي على رسول صلى الله وسلم بصيغة[صلاة تعدل جميع صلوات أهل محبتك] ثم رجع إلي صلاة الفاتح بعد رؤيا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بذلك.. فإذا كان هذا هو صريح قول الشيخ التجاني رضى الله عنه فهل يعقل أن ينسب إليه القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كتم الورد أو كتم صلاة الفاتح أو كتم فضلها مع اعتقاد أن الله أمره بتبليغ ذلك. . ألا يعرف الناس معني الإنصاف ؟!!! وقد سئل الشيخ التجاني رضى الله عنه – كما في جواهر المعاني(1/207)
[قلت للشيخ رضى الله عنه هل يطرأ النسيان على الرسل قبل تبليغ ما أمروا به كما طرأ بعد التبليغ؟]
قال : لا. . ولو نسى شئياً مما أمر بتبليغه إلي الخلق لبعث إليه الملك وذكره به ليتم الدين الذي أراده سبحانه وتعالى لأنه هو الحافظ له حتى يكمل ما أراده من شرعه.
هذا هو قول الشيخ التجاني رضى الله عنه فأنظر هل يلتئم مع ما يبهته خصومه؟!! وإذا كان الشيخ التجاني رضى الله عنه يعتقد أن الرسل لا ينسون ما أمروا بتبليغه فكيف يعتقد فيهم أنهم يكتمون ما أمروا بتبليغه؟!!
أليس في الناس أنصاف؟!! اللهم أشهد. . . اللهم أشهد!!! أنهم يحاربون أوليائك بالكذب عليهم!!!.
(3)إن التجانيين يعلنون أنهم لا يعتقدون أن هناك – بعد الرسول صلى الله عليه وسلم تشريعاً بأي وجه من الوجوه وما جاء به صلى الله عليه وسلم مستحيل أن ينسخ شي منه أو يزاد شي عليه ومن زعم ذلك فهو كافر خارج عن الإسلام والعياذ بالله.
قال الشيخ التجاني رضى الله عنه كما في جواهر المعاني (1/247).
[إن الحكم المقرر في الشرائع من الرسل عليهم الصلاة والسلام لا ينحل عقدة إلا بنبوه وأما الولاية فليس في وسعها هذا]
وقال الشيخ التجاني رضى الله عنه – كما في جواهر المعاني (2/116) إن التشريع بأحداث حكم لم يكن سابقاً – طلباً للفعل أو طلباً للترك أو تعبداً أو إباحة أو نقض حكم سابق في الشريعة فتبدل بحكم آخر فهذا لا سبيل للأولياء إليه إذ هذا متوقف على النبوة فقط]
والتجانيون وإن كانو يقولون برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة – ودليلهم حديث البخاري ومسلم[من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي] – إلا أن مشاهدات الأولياء عندهم ليست بحجة في شرع الله تعالى – لا في الاشتقلال بالحكم ولا في تقييد مطلقة ولا في تخصيص عمومه – وإنما الحجة هي الشريعة المحمدية ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ليست مصدراً من مصادر التشريع.
قال الشيخ التجاني رضي الله عنه كما في جواهر المعاني (2/115) :
[لا واسطه بين الله وبين العباد إلا النبوة ومن رام الخروج عنها – أعني النبوة – طلباً للأخذ عن الله من غيرها كفر وخسر الدنيا والآخرة].
(4)إن التجانيين يعلنون أنهم لا يتعقدون أن مجرد رؤية أحد الصالحين كافية في نجاة المرء يوم القيامة وإنما ينجيه الإيمان ولعمل الصالح ويدخل الجنة برحمة الله سبحانه وتعالى ولكن التجانيين يقولون إن الاجتماع بالصالحين مع صدق المحبة يجر إلي الصلاح ويدخل في الرحمة والمغفرة بوعد إلهي لا خلف فيه وحديث العبد الخطاء الذي مرّ وجلس وإنما جاء لحاجة معروف وأنظر صحيح البخاري ومسلم وحديث الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً ثم طلب التوبة فدله آخر العلماء بأمر الله على صحبة الصالحين [الحق بأرض كذا فإن فيها قوماً يعبدون الله فكن معهم ] مروي في صحيح البخاري وقد مات الرجل قبل أن يلحق بهؤلاء الصالحين فأدخل في ديوان الرحمة. . فكيف لو لحق بهم وكان معهم؟!! وحديث الجليس الصالح والجليس السوء معروف عند العلماء.
(5)إن التجانيين يعلنون أنهم لا يعتقدون في أيّ وليّ كان – الشيخ التجاني رضى الله عنه أو غيره – أنه يبلغ في الفضل مرتبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اعتقد في أيّ وليّ كان أنه أفضل من الأنبياء فهو كافر كفراً يخرج من الملة قال الشيخ التجاني رضى الله عنه كما في جواهر المعاني (2/72).
[أعلم أن الذي في مرتبته صلى الله عليه وسلم من تجليات الصفات والأسماء والحقائق لا مطمع في دركه لأحد من أكابر أولي العزم من الرسل فضلاً عمن دونهم من النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وإن الذي في مرتبة أولي العزم من الرسل لا مطمع لأحد في دركه من عموم المرسلين وأن الذي مرتبة الرسالة لا مطمع في دركه لأحد من عموم النبيين والذي في مرتبة النبوة لا مطمع في دركه لأحد من عموم الأقطاب وإن الذي في مرتبة القطبانية لا مطمع لأحد في دركه من عموم الصديقين].
وقال في جواهر المعاني (1/142):
[كل واحد من الصحابة الذين بلغوا الدين مكتوب في صحيفته جميع أعمال من بعده من وقته إلي آخر هذه الأمة فإذا فهم هذا ففضل الصحابة لا مطمع فيه لمن بعده]
(6) إن التجانيين يعلنون أنهم لا يعتقدون أن البشارات هي أساس الطريق إلي الله تعالى ويعتقدون أن من الضلال المبين أن يأمن العبد مكر الله عز وجل مهماً توالت علية المبشرات ومن اتكل على المبشرات واترك العمل الصالح فذلك اية الخسران المبين (العايذ بالله تعالى قال الشيخ التجاني رضي الله عنه كما في جواهر المعاني (1/253):
[ لا أمان من مكر الله تعالى وإن بلغ العبد من الله ما بلغ في الاصطفاء والاجتباء ]
وقال رض الله عنه في جواهر المعاني (2/161).
[إياكم والعياذ بالله من لباس حلة الامان من مكر الله في مقارفة الذنوب باعتقاد العبد أنة أمن من مؤخذة الله له في ذلك فإن من وقف هذا الموقف بين يدي الحق تعالى ودام علية فهو دليل على أنة يموت كافراً والعياذ بالله ]
(7) أن التجانيين يعلنون أنهم لا يعتقدون أن لأي أحد كان مع الله تصرفاً في ملكه بل الله سبحانه هو المنفرد بالخلق وتصريف الملك وتدبيره (بيده الملك وهو على كل شئ قدير) وما يجريه الله على يد أوليائه إنما هو من باب [إن سألني لأعطينه]ومن باب [إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره]
قال في جواهر المعاني (1/117):
[التدبير مع الله من الشرك لأنه تعالى منفرد بالإيجاد والتدبير (ألاله الخلق والأمر) فمن دبر في ملكه شيئاً فقد تعدى ونازع أحكام الربوبية]
هذه هي براءة التجانيين . . قد أعلنوا بها قبل ذلك كثيراً . . .
ويأبى خصومهم إلا الفجور في الخصومة . . والموعد الله
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
كلمة أخيرة
الشيخ عبد الرحمن الإفريقي!!! هو تلميذ الشيخ الطيب التمبكتي الذي يزعم أنه تخرج في العلم بالشيخ محمد ألفاهاشم الفوتي رحمه الله تعالى فيكون الإفريقي – على ذلك – بمقتضى هذا الإسناد تلميذ تلميذ الشيخ محمد الفا هاشم فإذا عرفنا أن الشيخ محمد الفا هاشم كان من كبار شيوخ الطريقة التجانية وإسناده في الطريقة التجانية معروف ، وهو أنه أخذ الطريقة التجانية بإسنادين أولهما عن أبيه الشيخ سعيد بن سعيد الفوتي عن العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد الحافظ العلوي رضي الله عنهما عن الشيخ الإمام سيدنا أحمد بن محمد التجاني الحسني رضى الله عنه وثانيهما عن عمه العلامة المجاهد في سبيل الله الفقيه الدراكه الشيخ عمر بن الفوتي عن الشيخ الإمام محمد الغالي بن أبي طالب الحسني رضى الله عنهما عن سيدنا الشيخ أحمد بن محمد التجاني رضى الله عنه.
وقد نظم الشيخ محمد ألفا هاشم إسناديه هذين في قصيدته التي مطلعها:
سـلام جزيل لا يقاس بمقيــاس
بـانواره تطوى الفيافي إلي فاس
قال فيها يخاطب الشيخ سيدنا أحمد التجاني رضى الله عنه:
ولي عندكم عهد وثابت نسبة
مريدية عن قادة الخير حراس
فوالدنا عن حافظ العهد عنـكم
كذا العم عن غالي العلا ضوء أدلاس
وإذا عرفنا أيضاً أن الشيخ محمد الفا هاسم هو عالم المدينة المنورة أنذاك بشهادة الشيخ عمر فلاته لنا بطلان ما ينسبه الإفريقي !!! الكذاب إلي التجانيين من عقائد فاسدة.
قال الشيخ عمر محمد محمد بكر فلاته في مقال بعنوان (من علماء الحرم المدني)نشرتته مجلة المنهل في عددها السنوي الخاص تحت اسم [المدينة المنورة دار الهجرة ومأرز الإيمان] المجلد 54 الربيعان 1413 هجرية – سبتمبر اكتوبر 1992م صفحة 250.
قال الشيخ عمر فلاته : [أنني اذكر يوم وفاة عالم المدينة العلامة الشيخ محمد الفاهاشم عام 1349هـ يومها خرجت المدينة عن بكرة ابيها لتشييعه وعلى رأسهم أمير المدينة المنورة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم رحمه الله ولم أشهد إلي يومي هذا جنارة كثر فيها المشيعون كتلك الجنازة]
فأنظر – يا رحمك الله – إلي شهادة الشيخ عمر فلاتة لشيخ شيوخ الإفريقي فقد سماه (عالم المدينة) و(العلامة) إن المدينة التي هي (دار الهجرة ومأرزالإيمان ) قد خرجت جميعها لتشييع جنارة هذا الشيخ الذي ينتسب – في زعم الإفريقي –إلي طائفة كفرية تحتاج إلي أنوار رحمانية يسوقها الله إليهم على يد هذا الكذاب في دعواه العلم وفي انتسابه إلي أفريقية.
اللهم أشهد . . . وأنت خير الشاهدين
رابط:
الرد على الافريقي دفاعا عن الطريقة التجانية / الشيخ عمر مسعود.
الرد على الافريقي