الخطب

خطبة عيد الأضحى لعام 1440 هـ / 2019

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*خطبة عيد الأضحى لعام 1440 هـ / 2019*      

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الله اكبر(3) الله أكبر كبيرا، و الحمد لله كثيرا، و سبحان الله بكرة و أصيلا، الله أكبر كبيرا، و أذكره جل جلاله و عز كماله ذكرا كثيرا، و أسبحه تسبيحا عظيما جليلا، فسبحان الله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، ذي العرش المجيد و البطش الشديد، سبحانه الهادي صفوة العبيد إلى المنهج الرشيد و المسلك السديد، المنعم علينا بشهادة التوحيد، سبحانه المتجلي في ذاته و أفعاله بمحاسن صفاته التي لا يدركها إلا من ألقى السمع و هو شهيد.عباد الله: روى أبو نُعَيْم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”زَيِّنُوا العيدين بالتهليل و التقديس  والتحميد و التكبير“(السيوطي في الجامع الصغيرعن أنس مالك ـ حديث حسن)

*فالله أكبر و لله الحمد رفيع الدرجات ذي العرش، حمدا لا يُحد ولا يُعد، حمدا يليق بعظمته و كبريائه،و ملءَ أرضه و سمائه،و عدد السحاب و القطر، و عدد ذرات البروالبحر،وعدد الثمار وورق الأشجار،وعدد ماأظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار،وعددَ ما أحاط به علمُ الله الواحد القهار. آياتُ وحدانيته بادية باهرة، و شواهدُ ربوبيته في كل شيء جليلة ظاهرة،(رفع السماء بغير عمد ترونها،    و ألقى في الأرض رواسيَ أن تميدَ بكُم و أنهارا و سُبُلاً لعلكم تهتدون)

نحمده حمدا يليق بجلالة قدره وفخامة كبريائه ومِلْءَ أرضه و سمائه ونشهد أنه الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي:”لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد“، ونشهد أن سيدنا و نبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين”بالهُدَى ودين الحق لِيُظهره على الدين كله و لو كره المشركون” صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وأصحابه و ذريته وكلِّ من آمن به واتبع النورالذي أنزل معه الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر: * أما بعد، من يطع الله و رسوله فقد هدي للرشاد، و سلوكِ منهاج الهُدى والسداد، ومن يعص الله و رسوله فقد ضل عن الطريق المشروع  و حاد، و لا يضر إلا نفسه، و لا يضر أحدا من العباد، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله،حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله  و له، أما بعد فيأيها الإخوة والأخوات في الله تعالى هذا عيد الأضحى يذكّرنا بتاريخ أبي الأنبياءِ خليلِ الرحمنِ إبراهيم على نبينا و َعليه السلام و بإعلانِه عن عقيدة التوحيد: {إنّي وجّهت ُوجهيَ للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين} .عيدُ الأضحى يُذَكِّرُنا بخروج إبراهيمَ من أرضه، داعيا إلى الله الواحد الأحد. وهو الطاعن في السن المشتاق إلى الولد، دعا ربه تبارك وتعالى قائلا:”رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ” الصافات.فيهب اللهُ له الولدَ إسماعيلَ عليه السلام. ويأخذ إبراهيمُ من فلسطين زوجَه هاجرَ وابنَه اسماعيل إلى مكان بناء الكعبة، لاماء فيه ولاطعام إلا قليلا كان في جِراب، ولا أنيس يؤنسهما.ولكن الله لم يُضيع أهلَ خليله فرزقهما رزقا حسنا.وبعد أن شب ّإسماعيل يأمر الله خليله إبراهيم في المنام أن يذبح فلذة كبده بيده ،(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى، قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَفَلَمَّا أَسْلَمَا “أسلما الأمر كله لله عزوجل، “وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ “.أتى الفرج من السماء ونادى على الخليل “وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إن هذا لهو البلاء المبين وفدينه بذبح عظيم  

 

لله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا.لقد مرّ إبراهيم وإسماعيل بامتحان التكليف فوفـَّيَا .فلنتساءل عباد الله كُلـُّنا هل وفينا؟كل واحد منا مر بامتحان الطاعة والمعصية فهل نجح أم خسر؟قال الله تعالى “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوَ أخباركم“. كل واحد منا مرَّ بامتحان البلاء والمصائب هل صبر أم جزع؟ فيا من أُعطِي الجاه؛ هل سخرته لنفع الناس أم لضرهم؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم”اشفعوا تؤجروا.ويا من أُسنِدَتْ له المسؤولية هل أديتها كما أمر الله لتثاب بالأجر العظيم، أم خُنت وظلمت وضيّعت حقوق الناس،فكان عليك الوزر والعقاب الشديد؟ كل واحد منا مر بامتحان النفس؛ فهل رفعها بالدّين أو أخلدها إلى الارض و اتبع هواه؟ قال الله تعالى “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِين” كل واحد منا مرّ بمفترق الطرق؛ فهل كان مع الحقّ أم مع الباطل؟ قال الله تعالى” ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” كل واحد منا مر بامتحان الشهوة؛ فهل أطاع الشيطان ووضعها في الحرام ؛أم أطاع الرحمان فخافه واتقاه؟.فيا من له سعةٌ في المال هل أنفقته في سبيل الله امتثالا لقوله تعالى”وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ” ويا من وقع مالُ غيره في يده؛هل اتقيت الله فيه أم أخذته دون وجه حق؟أيها المؤمنون اعلموا أن الرزق مقسوم، وكلَّ شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَوا بما قسم الله لكم تكونوا أغنى الناس.واشكروا نعم الله يُدِمْها عليكم،و يزدكم.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.ما أكثر من يَسْقطون في وحل الشهوات ويَحرصون على العلاقات المحرمة؛ما أكثر من يقعون في نهش لحوم الناس وهتك الأعراض؛ ما أكثر من يتعاملون مع الآخرين بالقسوة وينسون الرحمة، ما أكثر الذين يَنطقون باللعن ؛ويتركون الدعاءَ الصالح ؛ويتعاملون بالتهديد وينسون الدعوة إلى الله بالحسنى.ويتعاملون بالخداع ويتجاهلون الإخلاص.ويعرضون عن الصدق، ما أكثر الذين يتعاملون بالعداوة ويتجنّبون الألفة؛ويتعاونون على الإثم والعدوان ويهجرون الإخوان لسنوات ويغرقون في الخصام، ويخالفون أمرَ الله القائل “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان“و يعرضون تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه).(أحمد وأبو داودُ وغيرُهما) ما اكثرَ الذين يخرّفون عقولهم؛ ويفسدون عقيدتهم ويتشاءمون من الغراب ومن البوم! ؛ويعتقدون بالأوهام ؛ويقرأون الأبراج.ويقصدون السحرة والكهنة؛ ألا فالعيد مناسبة للتوبة و الإقلاع عن هذه الخبائث. عباد الله إن الأمة الإسلامية تمر بفتن عظيمة، والكل يلاحظ ويتألم لذلك؛ ولكن هل نسي  كل واحد منا أنه قد يساهم في هذه الفتن ويؤججها وهولا يبالي؟ فكُرْهُك لأخيك فتنة؛ وحَسَدُك له فتنة؛ ونَشْرُكَ الأكاذيب عنه فتنة، وسَبُّهُ فتنة وفسق، يقول صلى الله عليه وسلم ” سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر“.ومن أراد أن يحكم على الأمة بما فيها من فتن ومشاكل فلينظر إلى نفسه وليحْكُم، فيا أخي لا تحكم على الناس فلست قاضيا؛ ولا تتهم الناس فلست عالما بما في القلوب.ولا تُبَدِّع الناس فلست عالما بكل السنن ولا تُكَفِّر أحدا فلستَ مشرّعا .روى مالك عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ :” إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا.

   الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله الحمد.إن نبينا سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم  هاجر من مكة إلى المدينة وجاهد و كُسرت رُبَاعيتُه من أجل أن يصل إلينا الإسلام . نبينا  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ضحى عنك أيها المؤمن إن لم تكن قادرا على شراء الأضحية. هل تعلم  أن نبيك سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم يحبك فقد قال رَافَعا يَدَيْهِ :اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي”وَبَكَى، ….فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُك.هذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريص على أمته؛ رءوف بأمته، مريد لها السعادة في الدنيا والآخرة“..!.ولا تنس أن إبراهيم عليه السلام بلـَّغك السلام فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لَقِيتُ ليلة أُسرِيَ بي إبراهيمَ، فقال لي أَقْرِئْ أُمَّتكَ مني السلامَ وَأخْبِرهم: أَن الجنةَ طَيِّبَةُ التُّربة، عَذْبةُ الماء، وأنها قِيعانٌ،وأَنَّ غِراسها:سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر“.الترمذي  نفعني الله و إياكم بالذكر الحكيم و كلام سيد الأولين والآخرين .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على نواله و إفضاله، والصلاة  والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله ، و نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد :فاتقوا الله تعالى في هذه الأيام العظيمة، واعمروها بذكر الله تعالى؛ فإن الله تعالى قال ﴿ وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾[البقرة:203] وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  »أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لله.أيها المسلمون ، يومكم هذا يوم النحر قال فيه نبيكم صلى الله عليه وسلم 🙁أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر) أخرجه أبو داود وأحمد وابن خزيمة وغيرهم .في العيد أيها المسلمون نجتمع على صلاتنا، ويهنِّئ بعضُنا بعضاً، نبدأُه بذكر الله وشُكره وتكبيره.وفي العيد نلبس الجميل من ثيابنا، فقد كان معروفاً عند الصحابة رضي الله عنهم مناسبة العيد للتجمُّل.وفي العيد كان نبيُّكم صلى الله عليه وسلم يذهب من طريق ويرجع من آخر وفي عيد الأضحى يذبح الناس أضحياتهم ، ثم يقسمونها أثلاثاً ، أو بحسب ما تيسَّر لهم، فيجعلون قسماً منها لأنفسهم وأهليهم،وقسما للهدية وصلة الأهل والأقارب وقسمٌ هو للفقراء والمحتاجين، قال تعالى : {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}. فوسِّعوا – عباد الله – في هذه الأيام على أهليكم، وصلوا ما انقطع من أرحامكم، وأحسنوا ذبح أضاحيكم،ولا تمسوا الشعروالظُفُر حتى تعلموا أن أضحيتكم قد ذُبحت، والزموا عباد الله محبة نبيكم فإنه رُوي عنه أنه قال:” ما خالط حُبِّي قلب امرئٍ مسلم إلا حرَّم الله جسده على النار“أو كما قال عليه السلام،

وعليكم بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم، صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات و تقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات  و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة  و بعد الممات، آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك وخلفاء نبيك القائمين معه وبعده على الوجه الذي أمربه و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة و العشرة المبشرين بالجنة والأنصار منه و المهاجرين، وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، وعن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم، و لا تخالف بنا عن نهجهم القويم وسُنَّتِهم،اللهم بَلـِّغ حُجاج بيتك الحرام ما قصدوا و أمَّلوا، و كن لهم خير ناصر، و حافظ ومعين، حيثما حلوا وارتحلوا، وارزقهم حجا مقبولا مبرورا، وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا، اللهم احفظهم حتى يرجع كل واحد منهم إلى أهله فرحا مسرورا، .اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،وأذِلَّ الشرك والمشركين،واحمِ حوزة الدين،وانصرعبادك المؤمنين. اللهم انصر دينك  وكتابك وسنة نبيك سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وعبادك الصالحين.اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا.اللهم أيِّد بالحق والتوفيق وبالتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا، وخُذ بناصيته للبرِّ والتقوى، وارزقه البطانةَ الصالحةَ، وأعِزَّ به دينك، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، ووفِّقه للحق وكل ما فيه صلاحُ العباد والبلاد.سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وأستغفرك وأتوبُ إليك.الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير .

(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)

(ولا تجعل في قلوبنا غلا  للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)

(سبحان ربك رب العزة عما يصفون،و سلام على المرسلين)

(و الحمد لله رب العالمين).

(الخطبة من إنشاء عبد ربه الفقير إلى فضل الله و رحمته :

” ذ. سعيد منقار بنيس”

الخطيب بمسجد ” الرضوان ” لافيليت /عين البرجة/ الدار البيضاء

أستاذ العلوم الشرعية بالمدرسة القرآنية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني

مفتش منسق جهوي لمادة التربية الإسلامية للتعليم ثانوي متقاعد 

البريدالالكتروني mankarbennissaid@gmail.com

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى