أولاد الشيخمقالات

رسالة توجيهية من الشريف سيد محمد الحبيب بن سيدي امحمد التجاني

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة توجيهية من الشريف

سيد محمد الحبيب بن سيدي امحمد التجاني

 

من كلام سيدنا و حبيبنا الشريف شيخنا العلامة سيدي محمد الحبيب بن سيدي الحاج امحمد بن سيدي محمود بن سيدي محمد البشير بن سيدي محمد الحبيب بن سيدنا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه و عن جميع ذريته.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الحمد لله الذي يسر تدوين الطريقة شعرا ونثرا زمن سيدنا الشيخ وبعد زمنه من علماء أمناء، سجلوا إملاءات سيدنا في التفسير وفي الفقه وفي العقيدة وفي الحديث الشريف وفي إشارات الصالحين التي لا يفهمها إلا الربانيون، وقد قال سيدي علي حرازم رضي الله تعالى عنه أن سيدنا عليه من الله تعالى سحائب الرضوان كان يتكلم عن القوم وعن أحوالهم وعن توضيح مقالاتهم وتيسير إشاراتهم كأنه كان مجالسا لهم. اه

وتبعهم الأجيال الذين استفادوا من هذه العلوم الربانية وجمعوا فقه الطريقة التجانية، فجدوا واجتهدوا بما أتاهم الله تعالى من علم نافع ونظر ثاقب، فلم يتركوا مجالا للتلاعب. وما ذلك إلا مظهرا من مظاهر الختم المحمدي الذي بعُد شأو معرفته، وعلا مكان  مقامه، إلى أن قال رضي الله تعالى عنه متحدثا بنعمة الله تعالى، وقد كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يرون أنّ من شكر النعم التحدّثُ بها، وليس كما يفهم السطحيون  والسذج أنّ ذلك من الرياء أو العُجْب، وكيف يكون ذلك ومثل سيدنا من أعظم أطباء القلوب الذين صفت سرائرهم فكانوا لا يحركون ساكنا إلا رغبة في رضا الله تعالى : (إنّ لنا مرتبة تناهت في العلو إلى حد يحرم ذكره).

هذا السيد والشيخ الأكبر الذي يجب علينا دوام الاقتداء به وعدم الالتفات إلى غيره ؛ لأن حاله ومقاله يدلان على الله تعالى. فالعاقل عليه أن يسعى جادا في الاطلاع وجلب أخبار وسيرة القدوة، لأنه عاش حياته متمسكا بالسنة المطهرة قولا وفعلا وتقريرا، بلا غلو ولا عجرفة، وما المطلوب إلا الصدق وعدم الالتفات، فمن دأب على هذا السير وهاته العلاقة بسيدنا الشيخ أحمد التجاني لا نشك في بدوّ مظاهر الخير على أقواله وأفعاله.

 وأما من اشتغل عن الشيخ بغيره وتمسك بأختلاق القصص التي هي أغرب من الخيال وحول تعاليم الطريقة ومنهجها الرباني إلى قصص مليئة بالتناقض والغلو فإن حظه من الطريقة خياله وميله الذي يهوي به إلى مهاوي المفلسين. فالحذر الحذر من نهج انتهجه  المغالون وتبعهم المقلدون ؛ فإن سيدنا رضي الله تعالى عنه طالما حذر مريديه من الالتفات عنه، وحذرهم من التلاعب والتظاهر. وقد أدب وعاتب أشد العتاب بعض خلفائه ورفض منه الرفض كلّ مظهر من مظاهر التظاهر .- الذي صار اليوم محلا للتفاخر – ولو كان منبعه شدة المحبة.

نقول هذا الكلام لا طمعا ولا رغبة في أي كان، ولكن بدافع  المحبة للمنتسبين إلى هذا الجناب الطاهر حتى يكفوا عما نقرؤه من المبالغة والغلو الداعيين إلى غرض يشبه القصد إلى الالتفات إلى هذا أو إلى ذاك، والكل لا يخرجون عن كونهم مريدين  لسيدنا الشيخ وتلاميذ له مهما علا الشأن أو اشتهرت الخصوصية…

فاحذرو ا إخواني من بعض الكتابات التي تريد  أن تحصر الخلافة أو الخصوصية في شخص. وربّ ملامتي في هذا المشرب لا علم لأحد بمكانته وهو ذا شأن عال عند الشيخ وقد قال رضي الله عنه مرة عن سيدي محمود التونسي : ( ما صدق معنا غير هذا) وقد كان مع سيدنا محبوبون وصادقون مستعدون للتضحية بنفوسهم في سبيله، ومع ذلك حاز سيدي محمود قصب السبق في خلق الصدق.

وكان سيدنا رضي الله عنه لا يحب الإطراء وكثرة المدح لشدة تواضعه وراثة وتأثرا بسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.

 وقد جاءه أحد السادة الأعلام العلويين بقصيدة مدح من سيد عاقته أسباب من مرافقة الركب القاصد لسيدنا رضي الله عنه.. وبعد أن قرأ الرسول قصيدة المدح بين يدي سيدنا رضي الله عنه أجاب القاريء والمؤلف بعد الدعاء بالخير قائلا: ( أنا لا أستحق هذا المدح، وما أنا إلا عبد قد ستر الله عيوبه) هذا القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم يصدح بهذا التصريح أمام الملأ.

اللهم رضوانك الأكبر الدائم عن شيخنا وإمامنا وقدوتنا أبي  العباس سيدنا أحمد التجاني.

فعلى ” أقطاب ” هذا الزمن المزركش بالعبارات الرنانة والألقاب الملصقة وأذنابهم، أن يرجعوا إلى الله تعالى ويتحلو بالأدب. وليعلموا أنّ عمر الكذب والتصنع مهما لقي من تأييد فإنه قصير، ويدفع ذويه نحو الخسران.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل.

بقلم: Haytham Tijani

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى