سيدي علي حرازم برادة الفاسي

سيدي علي حرازم بن العربي الفاسي برادة، أكبر خاصة الشيخ أحمد التجاني. كان من كبار العارفين. كان بوجدة عندما لقي سنة 1191 الشيخ التجاني رضي الله عنه، الذي كان متوجها من تلمسان إلى فاس لزيارة المولى إدريس الأزهر فصحبه إلى الحضرة الفاسية.
وفي عام 1213 شرع في تأليف كتابه جواهر المعاني وبلوغ الأماني ، وقد ظهرت عليه آثار الفتح فخاض لجج المعارف وتبلورت بعض عناصرها الظاهرة في كتابه المذكور الذي أمره الشيخ رضي الله عنه بجمعه ونظم فرائد فوائده، وترتيب فصوله وتهذيب مسائله وتأسيس قواعده، كما يقول أبو المواهب سيدي العربي ابن السائح. ومعظم ما انطوى عليه الكتاب من إملاءات الشيخ سيدي أحمد التجاني حول المفاهيم الصحيحة لآيات قرآنية وأحاديث نبوية وقضايا عم بلواها فانبرى لتحليلها في منهج فذ جدير بكبار الأئمة. وقد عرف سيدي علي حرازم كيف يرتب ذلك في قوالب رائعة.
وقد نسخ كتاب الجواهر في حياة الشيخ التجاني الذي “أجازه في سائر ما فيه وكتب له بخط يده المباركة أوله وآخره بذلك في مسجد الديوان” بفاس وأخذت نسخ كثيرة عن هذا الأصل. ولعل بعض التحريفات والانحرافات لوحظت في النسخ المطبوعة لا وجود لها في الأصل. وقد أشار العلامة الحاج أحمد سكيرج في كتابه كشف الحجاب إلى ما أثار صدور هذا الكتاب من إعجاب وتقدير لترتيبه ومحتواه، وحررت حوله تقاريظ نثرا وشعرا.
وما لبث الشيخ سيدي علي حرازم أن غادر مدينة فاس متوجها نحو الحجاز مصحوبا في رحلته بسيدي عبد الوهاب ابن الأحمر الفاسي، ولقي في سفرته هذه شيخ الإسلام سيدي إبراهيم الرياحي بتونس الذي نظم في سيدي علي حرازم قصيدة من أربعة وثلاثين بيتا طرزها ببعض شمائله مطلعها:

كرم الزمان ولم يكن بكريم      وصفا فكان على الصفاء نديمي

إلى أن قال:

وأجلها نظري إلى ابن حرازم

وتمتعي مـن خلقه بنسيم
وتعرفي مــن عرفه بعوارف

ومعارف ولطائف وفهوم

توفي الشيخ سيدي علي حرازم برادة بالحجاز 8 ذي الحجة 1214 / 2 ماي 1800.

مصادر البحث:
– ع. ابن السائح، بغية المستفيد،
– أ. سكيرج، كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب.

معلمة المغرب، ج 4، ص 1153.

بتصرف

أنظر ترجمته في:
– كشف الحجاب للعلامة سكيرج، ص 68.
– رفع النقاب لنفس المؤلف، ج 4 ص 118.
– بغية المستفيد، لأبي المواهب السائحي، ص 255.
– روض شمائل أهل الحقيقة، لابن محمد العلوي، رقم الترجمة 5.
– إتحاف أهل المراتب العرفانية، للعلامة الحجوجي، ج 1.
– فتح الملك العلام، لنفس المؤلف.
– نخبة الإتحاف، لنفس المؤلف، رقم الترجمة 2.