مقالات

حاجة الشباب إلى الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

أصبحت الحاجة ماسة في عصرنا هذا إلى الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أكثر من أي عصر مضى

تابع الأستاذ عدنان زهار في الإجابة التاليه عن سؤال ورد عليه، تجد الإقناع الحاذق بضرورة جعل الصلاة عليه مفتاح حل كل الأزمات الفردية والمجتمعية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله

حاجة الشباب في العصر الحالي وحاجة المجتمع الإنساني للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ذ: عدنان زهار

 

ورد السؤال التالي بنصه:

السلام عليكم، عندي سؤال يا سيدي: وقد يتساءل الشباب العصري عن المصلحة التي تعود على. المجتمع الإسلامي من الإكثار من ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم؟

أفتوني مأجورين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بل إن قلت إن حاجة الشباب في العصر الحالي وحاجة المجتمع الإنساني للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإكثار منها اليوم أشد من حاجتهم إليها في وقت مضى لصدقت وذلك لما يلي:

أما من حيث الفرد فإن الناس اليوم يعيشون في اضطرابات نفسية وقلاقل باطنية بسبب منافساتهم في الدنيا وتعلق قلوبهم بزينتها وزخرفها وتعظيم شأنها في النفوس، مما يزيد في حزنهم وقلقهم بسبب عدم حصولهم فيها على ما تطمع إليه نفوسهم، فكثر بسبب ذلك الانتحار والركون إلى المخدرات وأنواع المسكرات، فضلا عن أشكال الفساد التي انتشرت كالرشوة والربا والسرقة والتزوير والغصب وغير ذلك، وأقلهم من تجده يتبع حصات وعلاج نفسي عند أطباء نفسيين هم أنفهم مرضى بمثل ما يعالجون منه مرضاهم، فثبت التناقض والاضطراب ولا منجي منه إلا اللجوء إلى مظهر الرحمة الإلهية والانحياش في ظل سيد الكونين وصاحب الملحمة يوم الدين، وفي ذلك فرج للقلوب وراحة للنفوس، إذ المحتمي بالكريم مرتاح والمنحاش في ظلال الرؤوف الرحيم سعيد البال، ولا يكون ذلك إلا بالإكثار من ذكر اسمه صلى الله عليه وآله وسلم خصوصا وما علم المؤمنون من حصول البركات والأسرار والأنوار بالإكثار من الصلاة والسلام عليه مما هو معلوم في بابه…

•       أما من حيث المجتمع فمعلوم أن صلاح المجتمع مرتبط بصلاح أفراده، فأفراده الذين يكون قدوتهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أفراد لا شك صالحون مصلحون، والصلاح هو لب لباب أمن المجتمعات وتقدمها ورقيها، ولما تجد في الناس من تكون قدواتهم ونماذج احتذائهم الفاسقين والضالين تجده مجتمعا ضعيف القوى خائر المبنى متخلف الحس والمعنى، لكنك لما تبحث عن سر رقي أمة ما تقف على كون أهلها اقتدوا بالعظام، وأعظم من يقتدى به سيد الوجود وكمال الشهود سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فأمة تجعله النبي سيدنا محمدا أسوتها أمة راقية ناجحة متقدمة عظيمة قوية متماسكة، كما حققه وصدقه الواقع والتاريخ المجيد لأمة الإسلام…

•       ثم إن الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم شغل للسان بما ينفع وتعطيله عما لا ينفع، وما أحوج المجتمع للنافع.

•       والإكثار من الصلاة والتسليم عليه، استحضار لسيرته المجيدة التي بها عز الفرد وفخر المجتمع…

•       كما أن الإكثار من الصلاة عليه ضمان لسعادة الدنيا والآخرة معا.

والحاصل أن فضائل الصلاة على النبي لا تستقصى وأسرارها لا نهاية لها، والدعوة للمسلمين أن يكثروا منها آناء الليل وأطراف النهار للخروج من أزماتهم الخلقية والنفسية والاقتصادية أيضا، ففي الترمذي عن أبى بن كعب رضى الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال : ” يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه ” ، قلت : يا رسول الله إنى أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتى ؟ ، قال : ” ما شئت ” ، قلت : الربع ؟ ، قال : ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” ، قلت : فالنصف ؟ ، قال : ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت : فالثلثين ؟ ، قال : ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” ، قلت : أجعل لك صلاتى كلها ؟ ، قال : ” إذا تكفى همك ، و يغفر لك ذنبك ” .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى