الخطبمقالات

حسن توديع شعبان

 

 

   حسن توديع شعبان   

*الحمد لله قال و هو أصدق القائلين : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفـُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) ” الزُّمَر “

* و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد القائل:” إن الصدقة لتطفئ غضب الرب و تدفع ميتة السوء”أخرجه الترمذي و قال:حديث حسن

* و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، * ونشهد أن سيدنا و نبينا و مولانا محمدا عبد الله و رسوله، و مصطفاه من خلقه و خليله الذي  أنزل الله تعالى عليه. صلى الله عليه وسلم من نبي أميـن، ناصح حليـم و على آله وصحابته، وعلى من حافظ على دينه و شريعته و استمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين .

* أما بعد ، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك  منهاجا قويما  و سبيلا رشدا الخ..

عباد الله : إن الله خَلَقَ الْخَلائِقَ وَحَدَّدَ أَعْمَارَهَا وَآجَالَهَا، وَقَدَّرَ أَقْوَاتَهَا وَأَرْزَاقَهَا، فقال سبحانه:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا  ﴾(غافر: 67

وفي حديث حديثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ جاءَ أعرابيَّانِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال أحدُهما : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الناسِ خيرٌ ؟ قال:”طُوبَى لمن طالَ عُمُرُه ، وحَسُنَ عملُه” وقالَ الآخرُ : أيُّ العملِ خيرٌ ؟ قال :“ أن تُفارِقَ الدنيا ولِسانُكَ رَطْبٌ من ذِكْرِ اللهِ “(رواه الترمذي)

عباد الله: زينوا أعمالكم بالبر والإحسان، و اختموا شهركم شعبان بما فيه طاعة و غفران، هذا و إن من أحوج ما نحن أحوج إلى الحديث عنه في هذه الدقائق المعدودة أن نتحدث عما يثير الرحمة و الرأفة في القلوب نحو الوالدين و المسنين، وسائر الضعفاء و المحتاجين فإن لهؤلاء علينا حقوق سيحاسبنا الله عنها و عن القيام بها،  نعم ما أحوجنا إلى الحديث عن ذلك  و لم لا؟ و نحن نرى و نلاحظ انعدام الرحمةُ و الرأفة و الاحترام عند الكثيرِ مِنا خصوصا شبابِنَا تجاهَ آبائِهِم وتجاهَ المسنين و المعاقين حتَّى في المواصلاتِ فلم نعُدْ نرى ما تعودناه  في  القديم من احترام الصغير للكبيرِ ورأفة الصحيح على المريض والعاجز و إيثار الضعفاء بالعناية و التقديم  و لا من شفقة من الميسور الحال على المسكين إلا من قليل ممن تربوا أحسن تربية، إن الكثير من المسنين يعانون من فقد المؤانس و المجالس  و من يدخل عليهم السرور، و يحسون أنهم أصبحوا ثقلاء إلى أقربائهم بل على أبنائهم و أحفادهم، و يودون الموت لأنهم تُخُلِّي عنهم. ونسىَ أو تناسى قساة القلوب الغارقون في الأنانية (أفعلْ ما شئتَ فكما تدينُ تدانُ)، كما نسوا أنَّ  كأس الضعف و العجز كلـُّنا شاربهُ ونسوا الثمانية التى لابد لكل واحد أن تجري عليه :

     ثمانيةٌ لابدَّ منها على الفتى *** ولابدَّ أنْ تجرِى عليه الثمانيةُ

     سرورٌ وهمٌّ واجتماعٌ وفرقةٌ *** وعسرٌ ويسرٌ ثم سقمٌ وعافيةٌ

عباد الله إن دينَنَا أمرنَا بالإحسانِ إلى الكبارِ لاسيَّمَا مِن الآباءِ والأمهاتِ قال جلَّ وعلا:(إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا  وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)(الإسراء:23، 24) وعَنْ أَبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ“، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ:  مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ“ (رواه مسلم. لقد أوجبَ الإسلامُ على الأبناءِ برَّ الآباءِ والإحسانَ إليهم  جزاءً لما قدَّمَ الوالدانِ مِن معروفٍ وفضلٍ وإحسانٍ لنا  في الصغرِ حيثُ قرنَ الإحسانَ إلى الآباءِ والأمهاتِ بالأمرِ بتوحيدهِ وطاعتهِ. فقالَ سبحانه:{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } الآية(النساء: 36 ). بل جعل الله الحقَّ الثاني بعدَ حقِّهِ وحقِّ حبيبهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم حقَّ الآباءِ وجعلَ اللهُ شكرَهُ مقرونًا بشكرِ الوالدينِ، فقالَ تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إلى الْمَصِيرُ) لقمان:14 ) فالشكرُ للهِ على نعمةِ الإيمانِ، والشكرُ للوالدينِ على نعمةِ التربيةِ.لذا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ : ثَلَاثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلَاثٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا، منها:( أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) فَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ وعَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ)(رواه  أحمد.

عباد الله: إن البرُّ سببٌ مِن أسبابِ دخولِ جنةِ النعيمِ، ففي الحديث الذي رواهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ { جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَهِدْت أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّك رَسُولُ اللَّهِ وَصليتُ الْخَمْسَ وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالى وَصُمْتُ رَمَضَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا، وَنَصَبَ أُصْبُعَيْهِ مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ } وكيف لا؟ و البرُّ  يكفرُ الذنوبَ فعن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ، قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: “هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟“ قَالَ: نَعَمْ ،قَالَ: فَبِرَّهَا  “ رواه الترمذي) .وكيف لا؟ و البرُّ  يُطوِّلُ العمرَ فعَنْ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ   قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:“ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ “( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)

نفعني الله و إياكم بالذكر الحكيم و كلام سيدنا محمد الصادق الأمين عليه من الله أفضل الصلاة و أزكى التسليم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون      و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

* الحمد لله على نواله و إفضاله، والصلاة  والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله ، و نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد :

أيها المؤمنون: لقد حذرَ الإسلامُ أشدَّ التحذيرِ وشددَ أشدَّ التشديدِ على عقوقِ الآباءِ والأمهاتِ فانتبهْ أيُّها العاقُّ فالعقوقُ مِن أكبرِ الكبائرِ. فعن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا؟“ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:“ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ“ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ:” أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ“ قَالَ:  فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ”(متفق عليه) و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ)رواه البخاري.

 فعلينا عباد الله بتقوى الله في السر و العلن، و لنحاسب  أنفسنا قبل أن نحاسب  فنندم  حيث لا ينفع الندم. ولنعجل  بالإنابة إلى ربنا وبالتوبة إليه توبة نصوحا، فالتوبة المقبولة هي التي تكون عن قريب ، قال تعالى :” إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) ” النساء، فاتقوا الله  عباد الله وإياكم ومعيقات التوبة، فإن الله فتح باب التوبة لعباده المسرفين على أنفسهم، فإياكم و القنوط من رحمته،  فإنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون، ودعموا عباد الله توبتكم بصالح الأعمال، و اعلموا أن الله عظيم الإحسان يحب من عباده المحسنين، و لاشك أن الكثير من إخواننا فقراء و محتاجون  أو مدينون أو مفلسون، أو عاجزون عن الكسب أو عاطلون، ونحن مقبلون على موسم رمضان، وهو يتطلب قدرا ضروريا من المال، و الكثير الكثير من الأسر في مجتمعنا تعاني من الحاجة إليه، فيا من يريد الله و الدار الآخرة، ويا من يريد تكفير خطاياه و سيئاته، ويا من يريد المزيد لحسناته، و الرفعة عند الله لدرجاته، ويا من يريد إدخال الفرح على رسول صلى الله عليه وسلم  بعرض الأعمال الصالحة عليه، خصوصا التي فيها نفع للمحتاجين من أمته، نقول لهؤلاء:هذا موسم الفضل و المتاجرة مع الله، فهُبوا معاشر المحسنين وأحسنوا إلى إخوانكم، وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وأخرجوا زكوات أموالكم، فهذا الوقت من أفضل أوقات إخراجها، إن كان الحول قد حال على أموالكم، وإلا فأكثروا من صدقات التطوع، فإن تفريج الهم عن المهمومين و تنفيس الكرب  عن المكروبين  و قضاء حاجات المحتاجين و تسديد دين المدينين، أعمال  تطفئ غضب رب العالمين، و ترد البلاء و تنفع فيما  نزل منه وما لم ينزل،  

و استعينوا على ذلك كله بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم  صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، و تقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات ، و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات، آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك وخلفاء نبيك، القائمين معه و بعده على الوجه الذي أمربه و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، و العشرة المبشرين بالجنة، والأنصار منهم  و المهاجرين، وعن آل بيت نبيـك الطيبيـن الطــــاهرين وعن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم، و لاتخالف بنا عن نهجهم القويم و سنتهم،(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنــا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمـان و لاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا،ربنا إنك رؤوف رحيم) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين).

الخطبة من إنشاء عبد ربه الفقير إلى فضل الله و رحمته :

ذ. سعيد منقار بنيس”

الخطيب بمسجد ” الرضوان ” لافيليت /عين البرجة/ الدار البيضاء

أستاذ العلوم الشرعية

بالمدرسة القرآنية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني

مفتش منسق جهوي لمادة التربية الإسلامية للتعليم ثانوي متقاعد 

  البريدالالكتروني mankarbennissaid@gmail.com 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى