مقالات

رسالة نصيحة المسلمين / السيد محمد العمارتي

      الناس ثلاثة أصناف أو أقسام فمن كان من أهل القسم الأول فلابد أن يرده العقل وإن كان من القسم الثاني لابد أن يرجع عن الجهل وإن كان من القسم الثالث فلابد أن يحيد ويَضِلَّ.

 

فالله عز وجل عفو على من جهل و غفور لمن عصاه ولا يُرد غضبه على من يؤدي أولياءه لأن الولاية مرتبة من مراتب مظاهره يفيضها على من شاء من عباده ويغار عليها ويدافع عنها لأن الإيمان الكامل شطر الولاية.

 

رسالة

نصيحة المسلمين

لردهم إلى الحق المبين

بالقرآن الكريم وسنة سيد المرسلين

لأفقر العبيد إلى الله والغني به عمن سواه

محمد العمارتي الشهير بعـز الدين

التجاني طريقة وسلوكا وحقيقة

عفا الله عنه ولطف به في

الدارين آمين

تحقيق أفقر الفقراء إلى الله محمد أبرباش التجاني

 

رسالة[1] نصيحة المسلمين لردهم إلى الحق المبين بالقرآن الكريم وسنة سيد المرسلين

لأفقر العبيد إلى الله والغني به عمن سواه محمد العمارتي

الشهير بعز الدين[2] التجاني طريقة وسلوكا وحقيقة

عفا الله عنه ولطف به في الدارين

آمين

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي المصطفى الكريم وعلى آله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حولي وقوتي وبه أستعين ومن دائرة مدده أظهر وأستبين وأهتدي به إلى الصواب تذكرة وتبصرة لأولي الألباب فأقول دفاعا عن عرض أهل الإسلام والإيمان وأولياء الله أهل التقى والنقى والعلم والشرف ذوي القدم الراسخ والمجد الشامخ والشرف الباذخ المتحلين بالمباديء الإسلامية والكمالات الإيمانية والأخلاق العالية والأمانات العلمية دعاة الله وحماة دينه وأهل الفضل من مخلوقاته رضي الله عنهم وأرضاهم وعنا بهم آمين.الحمد لله الذي اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس[3]وجعل الدعاة منهم إليه أهل رسالات من الرسل اجتباهم لحضرة قربه وهيأهم لحمل أعباء أمانته وخصصهم بنفحات قدسه وأفاض على قلوبهم وحي إلهامه وأكرمهم بالنطق بالصواب وفصل الخطاب وغاية الأدب حيث حلاهم بقوله{أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}[4]وبوأهم المرتبة السامية والمكانة الرفيعة العالية وأضافهم إلى نفسه وزينهم بإضافته فنالوا شرف الإضافة وكرم التسمية ومزية الحماية و أحاطهم بالعناية وتولاَّهم بالرعاية وجعلهم نجوما للسائرين إليه في ليل ظلمة الجهل و أبوابا للداخلين عليه المتَوقّين أبواب الفتن الملْفِتَةِ عنه وأهَّلهم ليكونوا دعاة ناصحين و رجالا فالحين وحماة لدينه عارفين وسَوَاسِيَ خلقه بما تَحَلَّوا به من كمالات الإيمان وتحقيقات التقوى وثبات القلوب وتزكية النفوس وإيقان اليقين وسماهم باسم من أسمائه تشريفا وتمييزاً لمرتبة الولاية التي تتجلى عليهم من معنى اسمه هو{الولي} فصبغهم بصبغة{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}[5] {ومن أحسن من الله صبغة}[6]{نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء}[7]{أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه}[8] وقد سئل المصطفى الكريم عن هذه الآية عندما قيل له يارسول الله هل لذلك علامات يعرف بها ؟ قال نعم:{التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والإستعداد للموت قبل نزوله}[9]وحين تجتمع هذه المعاني في العبد يصير أهلا أن يكون من الله ذو وُدٍّ مِمَّن أُلقي عليه محبته فيوسم بسيمة الولاية ويصدق عليه قول ربه{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم}[10]وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد متيقن بأن الله واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في أفعاله{لا تدركه الأبصارُ وهو يدرك الأبصارَ وهو اللطيف الخبيرُ}[11]{ليس كمثله شيءٌ وهو السميعُ البصيرُ}[12] الغيور على أوليائه الثائر لأحبائه وأصفيائه المتوعد لمن آذاهم أو تعرّض لهم بما يوجب لهم التنقيص بالحرب وهل تطاق محاربة الله ومعناه الهلاك والدمار والذّل والخزي والصغار و جميع أنواع البلاء وألوان الإنتقام للمحارب[13]كيفما كان ومهما كان{وهو القاهر فوق عباده}[14]لا تبديل لكلمات الله ولا تعطيل لنفوذ أمر الله ولا رَادَّ لقضاء حكم الله إلا أنه سبحانه يُمهل ولا يُهمل {فمهِّل الكافرين أمهلهم رويدا}[15]العفو على من جهل و الغفور لمن عصاه ولا يُرد غضبه على من يؤدي أولياءه لأن الولاية مرتبة من مراتب مظاهره يفيضها على من شاء من عباده ويغار عليها ويدافع عنها لأن الإيمان الكامل شطر الولاية و قال إنذارا لمن يتعرَّض لأهل الإيمان فضلا عن الأولياء{إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور}[16]لا رب سواه ولا معبود غيره الذي جعل العبودية في كل شيء شيء امتثالا واجتنابا رغبة فيه ورهبة منه لا التِفَاتَ لغيره حيث نبهنا بقوله{قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}[17].وأشهد أن سيدنا[18]ونبينا محمدا عبده ورسوله إمام الرسل وخاتم الأنبياء وسيد الأولياء وصفوة الصفوة من الأصفياء النبي المبجَّل والرسول المفضل والولي الأول منْ جَـمَع الله له مراتب التكريم ومعالم التبجيل ومقاصد التقدير وغاية التعظيم عليه من الله أكمل الصلوات وأطيب التسليم وهو الذي عصمه الله وأيده وحَفِظ ذاتَه وفعلَه من عبث العابثين وتمويه الشياطين وطغيان المتمردين وكيد الظالمين وتقولات المفترين وادعاءات الفاسقين فكان المحفوظ من ربه بربه في نفسه وشريعته وملته وأمته المزَكَّى بما زكَّاه الله به حيث قال في حقه وجعل قوله جزءا من وحيه{وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}[19]فكان من حِفْظِ الله له حِفْظُ شريعته من التبديل والتغيير والتدليس وحِفْظُ ملته من الضياع والتهور والتنكيل وحِفْظُ أمته من أن تجتمع على ضلال أو تتفق على منكر أو تتَّحـد على طغيان{قد علم كل أُناس مشربهم}[20]الـمُتَّبع في سنته التي هي قوله وفعله و تقريراته وأحواله حيث لا يستثني سبحانه في اتباعه شيء إذ قال فيه{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}[21]فهو الحدّ الذي يُنتهى إليه والفصل الذي يُعوّل عليه و الحق الذي لا يُحاد عنه إذ أمرنا الله بذلك وجعله دينا نَدينُ به إليه ويبقى هذا الدين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها عملا بقوله عليه الصلاة والسلام أو كما قال{يحمل هذا الدين من كل خَلَفٍ عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين}[22]ولما كان صلى الله عليه وسلم هو القدوة الأول والموجه الأفضل والداعي الأمثل إذ هو صدر الأمة ومصدر علومها ومعارفها و توجيهها ومؤدبها فقال صلى الله عليه وسلم{سباب المسلم فسق وقتاله كفر}[23]أو كما قال ومن حديث آخر قال في آخره{ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا خسفا أو مسخا أو ريحا حمراء}[24]ويرحم الله القائل إذ يقول:

هل الخسف إلا أن ترى العرف منكرا       أو المسخ إلا حين تعلوا الأسافل[25]

ولكن الحمد لله الذي أوجد أمثال هؤلاء لنزداد تعلقا بهذا النبي الكريم ونزداد محبة فيه و اتباعا له لأنه المنبيء بهم وبأمثالهم فيما أخبر به حيث قال{ستغربلون في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وخربت أماناتهم قالوا يارسول الله ما نفعل قال تقولون أحدٌ أحَد انصرنا على من ظلمنا واكفنا من بغانا}[26]وها هي الجاهلية الأولى تعود فهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام إذا ما نسمعه من هذه التراهات فلا عجب لأنها من إخباره عليه الصلاة والسلام فاللهم زدنا فيه محبة وبه فيك تعلقا وعبودية آمين المنزل عليه من ربه في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بما أدّبنا به قوله تعالى{والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}[27]أفلا يَسَعُنا أن نقف عند ما حدده الله أو أمر به أو مانهى عنه وبينه جلت قدرته بيانا شافيا كافيا لمن ألقى السمع وهو شهيد قال تعالى{وبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب}[28].فَيَا مَنْ أعمى الله بصيرته وطمس سريرته وأظلم عقله وغيب لُبَّه وأعلن فِسقَه وجهله وأشهد على نفسه جموعا من المؤمنين بما تقوله فأمعن النظر يا منصف أو تنبه يا متعجرف أو تمادى في عماك{ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}[29]فإن كنت من القسم الأول فلابد أن يردك العقل وإن كنت من القسم الثاني لابد أن ترجع عن الجهل وإن كنت من القسم الثالث فلابد أن تحيد وتَضِلَّ.فاختر لنفسك أي قسم تكون فيه وإليك النص فيما يَرِدُ عليك من معاني آيات قرآنيات حيث قال الله تعالى مُنَبِّها لنا{ولا تسبوا الذين يدعون من دون اللـه فيسبوا الله عدوا بغير علم}[30]أين أنت من رب الأرباب أين أنت من خالق العباد أين أنت من إله العالمين هل نصبت نفسك إله دونه {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله}[31] أين أنت من العزيز المنتقم مع قدرته وعِزَّته وسطوته و جبروته ينهانا أن نَسُبَّ آلهة المشركين حتى لا يُسبِّب ذلك ثائرتهم فيسبوا الله بغير علم وهو المتوعد إذ يقول{إن يشأ يذهبكم و ياتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز}[32]أما ترضى أن تقف عند هذا الحد أو ما ترضى أن تهتدي بكتاب الله وتعمل بما فيه وتتأدب بأدبه الذي كان هو خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم المرسل للناس كافة بشيرا ونذيرا[33].وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري وغيره{المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده و المهاجر من هاجر ما نهى الله عنه}[34]أما نهانا الله أن نسب الذين يدعون من دون الله فكيف بمن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله و دعا إلى الله وقال إنني من المسلمين.فأسباب التفضيل التي يفضل بها هذا على هذا كثيرة نقول:أولها المسلم الذي سلم المسلمون من إذايته أو المؤمن الكامل الإيمان الذي يرى نفسه في كل مؤمن مؤمن هو هو أو العالم الذي تحلّى بأمانة العلم أو الداعي إلى الله بصفة خاصة{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}[35]أومن حصل على التقوى بكل ما في كلمة التقوى من معاني أعلاها الشهود والمشاهدة وأولها البعد عن اتباع الهوى الذي هو الشرك الأخفى{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[36]أو الشرف الذي تكفل الله بطهارته وتزكيته وجعله في مقابل الرسالة التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}[37]{إنما يريد اللـه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيرا}[38]فنقول فكم من كافر عانق الإسلام بسبب هذا الشيخ الكريم وهذا المربي العليم وهذا الداعي العظيم القدوة سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه وعنا به آمين.وكم من غافل يذكر الله بتوجيهاته ونشر طريقته وكم من جاهل تعلم من رسائله وعلمه فصار نجما يقتدى به وكم من عاص كان من المنهمكين في شهواته ومستلذاته فتحول عصيانه إلى الطاعة وانهماكه إلى اليقظة وشهوته إلى التَّبصُّر وتغابنه إلى التذكر وسوء خلقه إلى التّعقّل قال سيد الرجال ورسول الكبير المتعال السراج المنير عين حب الله لمن تبعه في القول والفعل والحال أَمْعِن النظر{خيركم من تعلم القرآن وعلمه}[39]وأفضل من يـمشي على الأرض المعلمون وقوله صلى الله عليه وسلم{لأن يهدي اللـه بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم}[40]وفي رواية {خير مما طلعت عليه الشمس}.هذا الشيخ تنبه يا غافل أولا مسلم ثانيا مؤمن ثالثا عالم رابعا شريف خامسا ولي سادسا داعيا إلى الله سابعا من اتقى عباد الله ثامنا من خيار أمة رسول الله تاسعا من حملة كتاب الله وقد حفظه في السابعة من عمره عاشرا من فقهاء دين الله رضي الله عنه وأرضاه وقد علمت مما سبق ذكره أن المسلم الحق هو الذي لا يَسُبُّ المسلمين والذي يَسْلَمُ المسلمون من أذاه قولا و فعلا وإشارة.ومن لم يَسْلَمِ المسلمون من أذاه إما لا إسلام بالأصالة أو إسلامه غير تام فعلى كلٍّ المنْتَهك لحرمة المسلم فهو متعرض لمقت الله وسخطه حيث هذا العبد استجاب لله وأسلم له{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللـه وعمل صالـحا وقال إنني من المسلمين}[41]وقـال عليه الصلاة والسلام أو كما قال {المسلم أخ المسلم لا يحقره ولا يظلمه بِحَسْبِ امْرِيءٍ من الإثم أن يحقر أخاه المسلم التقوى هاهنا التقوى هاهنا}[42]المرتبة الثانية أنه مؤمن قال تعالى{إنما المؤمنون إخوة}[43] أين عهدة الأخوة التي أكدها الحق بهذه الآية الكريمة أين نظرة الأخوة المؤكدة بقوله عليه الصلاة والسلام{لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}[44]إذن أيـن حـقوق الأخوة المحفوظة بقول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إذا كان الخصم مؤمنا حقا أولم يسمع إلى توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه للمؤمن حيث يقول عليه الصلاة السلام{ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش إنما المؤمنون هينون لينون مسامحون}فإذا خرج المسلم المؤمن عن هذه الأطوار ولم يقف عند هذه الحدود ولم يتقيد بهذه القيود إما لا إيمان كامل أو إيمانه مدخول لقوله عليه الصلاة والسلام أو كما قال{الإيمان إيمانان إيمان لا يدخل صاحبه النار وإيمان لا يخلد صاحبه في النار}[45]فإن هذه الأقوال الصادرة من هذا المتقول تتنافى مع الإيمان ومع الإسلام فضلا عن رجل العلم أو رجل التقوى أو رجل الصلاح وقد قرأنا في بعض الأخبار عنه عليه الصلاة والسلام قال أو كما قال{إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا كافرا فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما الكافر فيقسمه كفره ولكن أخاف على أمتي من عالم اللسان يقول ما تعلمون ويفعل ما تنكرون}[46]{ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}[47]ياأيها المؤمن إن كنت مؤمنا فهذه أوصاف أهل الإيمان قال تعالى{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}[48]فإن العبد المسلم المؤمن التقي إذا أُشْهِد شاهد الأخوة الإيمانية فلا يصح له أن يتحدى شواهد الحق التي جاءت من الحق ونطق بها الحق فهي المنشودة بين أهل الإنصاف والحق إن كنت منهم بحق لكن{إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}[49]أنظر يا أخي بنظر الإعتبار وكن مِمَّنْ يُذَكَّرُ فيتذكَّر قال تعالى{أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها }[50]وهنا كلام يطول شرحه ومن المراتب التي تحترم في الإسلام وعند ذوي البصيرة أن هذا الشيخ الكريم والداعي إلى الله العظيم والمربي الفاضل من أهل العلم المشهود لهم به كما هو مُفصل في كتب أهل الحق والإنصاف وما أكثرها[51]وللـه الحمد.أما قال الله تعالى منوها بأهل العلم وقد أشهدهم بما أشهد به ملائكته فقال جلت قدرته{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}[52]وقال تعالى{إنـما يخشى اللـهَ من عباده العلماءُ}[53]وقال تعالى{يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات}[54]فأمرنا باحترامهم وتعظيمهم وتقديرهم لأنهم حملة شريعة الله وشهداء الله ومن رفع الله شأنهم بالعلم فقط فكيف بالعاملين منهم المخلَصِين{ولو رَدُّوهُ إلى الرسول وإلى أولـي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونـه منهم}[55]وقال صلى الله عليه وسلم{إن العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر}[56]وتقلب العالم في الفراش عبادة[57]{إن لعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد}[58]وقال بعض الصالحين{لحوم العلماء مسمومة و عادة الله في من آذاهم معلومة}[59].إذا لم يكن العلماء أولياء فليس لله في الأرض ولي وإذا لم يكن العالم منصفا وَرِعًا مُتَحَرِّيا فما فائدة علمه وما استفاد منه وما قيمة ما وصل إليه إذا لم يكن القدوة لغيره فإياك أعني يا من زلت به قدمه وبغى عليه لسانه ولم يراقب الله في قوله{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}[60]اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يستجاب له فارجع إلى رشدك وحاول أن تناقش ما وصل إليك بتبصر والرجوع إلى أهل العلم قال تعالى{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}[61]{وقل ربِّ زدني علما}[62]فإن العلم لانهاية له خصوصا ما يتعلق بالله{وأن إلى ربك المنتهى}[63]والحق لا يتناهى قال صلى الله عليه وسلم{اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد[64] ثم قال صلى الله عليه وسلم{رُبَّ حامل علم لِمَنْ هو أعلم منه}[65]رب أعوذبك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها}[66]ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم{فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}[67]وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم{وآخر دعواهمُ أنِ الحمد لله ربِّ العالمينَ}[68].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


[1] ــ هي رسالة رد على أحد مدعي العلم سود صحيفته بالشتم  والسب لجناب شيخنا قطب الأقطاب مولانا أبا العباس أحمد التجاني رضي الله عنه وأرضاه سائلا من الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا فيها خالصا لوجهه عائدا علينا بالعفو والستر والإجتهاد والثبات على النهج الأحمدي المحمدي الإبراهيمي الحنيفي التجاني .آمين

[2] ــ العالم العامل بعلمه والعارف بالله الدال على الله بحاله ومقاله مربي السالكين وحجة الواصلين القدوة الذي نعترف بأن قلوبنا ما عرفت للعبادة ذوقا ولا شمت لطريق السير إلى الله رائحة إلا بالتتلمذ عليه وبأخذ الطريقة على يديه رضي الله عنه وأرضاه آمين.

[3] ــ قال الله تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس} سورة الحج:الآية 73 .

[4] ــ سورة النحل الآية 125.

[5] ــ سورة البقرة الآية 256

[6] ــ سورة البقرة الآية 137

[7] ــ سورة النور الآية 35

[8] ــ سورة الزمر الآية21

[9] ــ رواه الحاكم في المستدرك كتاب الرقاق والحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه باب ما ذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان باب الزهد وقصر الأمل.

[10] ــ سورة يونس الآية 64

[11] ــ سورة الأنعام الآية 104

[12] ــ سورة الشورى الآية 09

[13] ــ روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب.

[14] ــ سورة الأنعام الآية 19

[15] ــ سورة الطارق الآية 17

[16] ــ سورة الحج الآية 36

[17] ــ سورة الأنعام الآية 92

[18] ــ روى الإمام أبو داوود في سننه بسند صحيح باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنا سيد ولد آدم.وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين عن سهل بن حنيف قال{مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموما فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال مروا أبا ثابت يتعوذ قال فقلت يا سيدي والرقى صالحة ؟ فقال:لا رقى إلا في نفس أوحمة أو لدغة}وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه وأقره الإمام الذهبي في التلخيص.إهـ و رواه لإمام أحمد في مسنده وأبي داوود في سننه والنسائي في سننه الكبرى وابن السني في عمل اليوم والليلة.وهذا نص صريح في إقراره صلى الله عليه وسلم لمن قال له ياسيدي وإقراراته فرع سنته صلى الله عليه وسلم وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقر أصحابه على حرام أو ضلال أو بدعة.

[19] ــ سورة النجم الآية 4

[20] ــ سورة البقرة الآية 59

[21] ــ سورة الحشر الآية 7

[22] ــ رواه البيهقي في سننه الكبرى وفي كنز العمال للمتقي الهندي :قال الخطيب سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث وقيل له كأنه كلام موضوع قال لا هو صحيح سمعته من غير واحد.

[23] ــ رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود ورواه البخاري في صحيحه باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر وفي باب ما ينهى من السباب واللعن وفي باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.

[24]ــ رواه الترمذي في سننه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء فقيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا.

[25] ــ ذكره أبو محمد أحمد بن محمد المعروف بابن عربشاه (المتوفى: 854هـ)في كتابه فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء الباب السادس في نوادر التيس المشرقي والكلب الافرقي وقال :ولقد أرشد من أنشد:

لقد جار صرف الدهر في كل جانب    من الأرض واستولت علينا الأراذل

هل المسخ إلا أن ترى العرف منكراً    أو الخسف إلا حين تعلو الأسافـل

[26] ــ رواه الحاكم في المستدرك كتاب قتال أهل البغي وهو آخر الجهاد وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في التلخيص و إبن أبي شيبة في مصنفه كتاب الفتن باب من كره الخروج في الفتنة وابن ماجة في سننه باب التثبت في الفتنة وأبو داوود في سننه باب الأمر والنهي بلفظ عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{كيف بكم وبزمان أو يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، فقالوا:وكيف بنا يا رسول الله؟ قال تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم} .والحثالة الرديء من كل شيء.ومرجت اختلطت وفسدت.

[27] ــ سورة الحشر الآية 10

[28] ــ سورة الزمر الآية17

[29] ــ سورة المائدة الآية 43

[30] ــ سورة الأنعام الآية 109

[31] ــ سورة الجاثية الآية 22

[32] ــ سورة إبراهيم الآية 19

[33] ــ قال الله تعالى في سورة سبأ الآية 28 :{وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}

[34] ــ رواه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.وفي كتاب الرقاق باب الإنتهاء من المعاصي.والإمام أبو داود في سننه باب في الهجرة هل انقطعت؟.والنسائي في سننه باب صفة المسلم.والإمام أحمد في مسنده مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما…..وغيرهم

[35] ــ سورة فصلت الآية 32

[36] ــ سورة الحجرات الآية 13

[37] ــ سورة الشورى الآية 21

[38] ــ سورة الأحزاب الآية33

[39] ــ رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأبو داوود في سننه باب في ثواب قراءة القرآن والترمذي في سننه باب ما جاء في تعليم القرآن وابن حبان في صحيحه باب ذكر البيان بأن من خير الناس من تعلم القرآن وعلمه

[40] ــ رواه البخاري في صحيحه باب فضل من أسلم على يديه رجل وباب مناقب علي بن أبي طالب وباب غزوة خيبر.والإمام مسلم في صحيحه باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.والإمام أبو داوود في سننه باب فضل نشر العلم.وابن حبان في صحيحه باب ذكر فتح الله جل وعلا خيبر على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه

[41] ــ سورة فصلت الآية 32

[42] ــ رواه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله.والإمام الترمذي في سننه باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم.والبيهقي في سننه الكبرى.

[43] ــ سورة الحجرات الآية 10

[44] ــ رواه البخاري في صحيحه باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.والإمام مسلم في صحيحه باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير.والإمام الترمذي في سننه.والنسائي في سننه باب علامة الإيمان.وابن ماجة في سننه باب في الإيمان.

[45] ــ ذكره الحافظ ابن أبي جمرة في بهجة النفوس وتحليها بمعرفة مالها وما عليها شرح مختصر صحيح البخاري المسمى جمع النهاية في بدء الخير والغاية م1ج1ص25 عند شرحه لحديث حلاوة الإيمان.

[46] ــ رواه الطبراني في الأوسط والصغير .وذكره المنذري في الترغيب والترهيب تحقيق مصطفى محمد عمارة   ج 1 ص127 : وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث وهو الأعور وقد وثقه ابن حبان وغيره.

[47] ــ سورة الصف الآية 02

[48] ـ سورة المؤمنون الآية 11

[49] ـ سورة الحج الآية 44

[50] ـ سورة الأنعام الآية 123

[51] ـ على سبيل المثال: الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى و شجرة النور الزكية في طبقات المالكية والشرب المحتضر والسر المنتظر من معين أهل القرن الثالث عشر واليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة و سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس في من أقبر من العلماء والصالحين بفاس وكتاب الأعلام.

[52] ـ سورة آل عمران الآية 18

[53] ـ سورة فاطر الآية 28

[54] ـ سورة المجادلة الآية 11

[55] ــ سورة النساء الآية 82

[56] ــ رواه الإمام الترمذي في سننه باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة وابن ماجة في سننه باب ثواب معلم الناس الخير وأبو داود في سننه باب الحث على طلب العلم.وسنده صحيح.

[57] ــ ذكر حجة الإسلام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين كتاب أسرار الصوم ص266: قال صلى الله عليه وسلم {نوم الصائم عبادة} وقال الإمام زين الدين العراقي في المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من أخبار:حديث نوم الصائم عبادة رويناه في أمالي ابن منده من رواية ابن المغيرة القواس عن عبد الله بن عمر بسند ضعيف ولعله عبد الله بن عمرو فإنهم لم يذكروا لإبن المغيرة رواية إلا عنه ورواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث عبد الله بن أبي أوفى وفيه سليمان بن عمرو النخعي أحد الكذابين.إهـ وفي الإحياء أيضا كتاب ترتيب الأوراد وتفصيل إحياء الليل بيان أوراد الليل وهي خمسة ص395:قال صلى الله عليه وسلم {نوم العالم عبادة ونفسه تسبيح}.وقال الإمام زين الدين العراقي في تخريج ما في الإحياء:حديث نوم العالم عبادة قلت المعروف فيه الصائم دون العالم وقد تقدم في الصوم.إهـ وفي مجموع الفتاوى ج7ص44: وفي الأثر: نوم العالم تسبيح.إهـ

[58] ــ رواه الإمام الترمذي في سننه وابن ماجة في سننه والطبراني في الكبير و الدارقطني في سننه والبيهقي في شعب الإيمان وهو حديث ضعيف

[59] ــ ذكر الحافظ الهيثمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر الكبيرة السادسة والخمسون أذية أولياء الله ومعاداتهم قال بعض الأئمة يعني الحافظ الإمام ابن عساكر : اعلم يا أخي وفقك الله وإيانا وهداك سبيل الخير وهدانا أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصهم معلومة ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.إهـ وأورده الإمام النووي في كتابه التبيان  في آداب حملة القرآن.إهـ

[60] ــ سورة ق الآية 18

[61] ــ سورة الإسراء الآية 85

[62] ــ سورة طــه الآية 111

[63] ــ سورة النجم الآية 41

[64] ــ ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج1ص52

[65] ــ رواه الإمام أبو داوود في سننه باب فضل نشر العلم والترمذي في سننه باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع وابن ماجة في سننه باب من بلغ علما وفي باب الخطبة يوم النحر والدارمي في سننه باب الإقتداء بالعلماء والبزار في مسنده والنسائي في سننه الكبرى باب الحث على إبلاغ العلم.وكلهم بلفظ {رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه}.

[66] ــ سورة محمد الآية 25

[67] ــ سورة التوبة الآية 130

[68] ــ سورة يونس الآية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى