ذرية الشيخمقالات

ضمان الغنى والمعرفة لدرية الشيخ رضي الله عنهم كما وضحه صاحب الخريدة

ضمان الغنى والمعرفة لدرية الشيخ رضي الله عنهم

كما وضحه صاحب الخريدة

 

كَمَا ضَمِنَ الْغِنَى لَهُ وَلِنَسْلِهِ

وَمَعْرَفَةَ الْمَوْلَى بِفَضْلٍ وَمِنَّةِ

 

(ومن) كراماته رضي الله عنه وعنا به آمين أن النبي صلى الله عليه وسلم (كما) ضمن له ما مر (ضمن) له أيضا صلى الله عليه وعلى آله وسلم (الغنى) بالكسر والقصر كإلى ضد الفقر وككتاب ما طرب من الصوت وكسحاب الرمل ولابن دريد رحمه الله  في االمقصور والممدود

فأرى الغنى يدعو الغنيـ

ي إلى المسامع والغناء

والبيت من الكامل المجز والمرفل (له) أي للختم سيدنا أبي الفيض رضي الله عنه وعنا به آمين. لأن من كمال الداعي إلى الله تعالى أن تكون الدنيا فائضة عليه يطعم منها أتباعه وينفق عليهم منها ومن لم يكن كذلك فدعاؤه إلى الله ناقص، ويطرقه الذل في طلب اللقمة والخضوع لمن أتاه بها من أصحابه وغيرهم كما هو مشاهد بالعيان، اللهم إلا إن كان مشربه موسويا فمن كان كذلك فاحتياجه إلى الناس أفضل من استغنائه عنهم وفي (خل[1]) وقد دعا موسى عليه الصلاة والسلام وطلب من ربه أن يغنيه عن الناس فأوحى الله تعالى إليه يا موسى ” أما تريد أن أعتق بغدائك رقبة من النار وبعشائك رقبة من النار قال بلى يا رب هو كذلك أو كما قال فكان موسى عليه الصلاة والسلام يتغدى عند رجل من بني إسرائيل ويتعشى عند آخر وكان ذلك رفعة في حقه لتعدي النفع إلى عتق من منَّ الله عليه بعتق رقبته من النار” انتهى قوله. وكان ذلك رفعة في حقه الخ أي وكذلك من كان قدمه من أولياء هذه الأمة المحمدية على قدم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام فإن للوارث ما للموروث وهذا والله أعلم مقصد من يسأل الناس من ساداتنا أصحاب المرقعات ” قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو اهدي سبيلا” وسلم تسلم وعليك بخويصة نفسك تغنم، وفي (عم[2]) وقد قالوا من شرط الداعي إلى الله تعالى أن لا يكون متجردا عن الدنيا أن تخلو يده منها وذلك لأنه يحتاج ضرورة إلى سؤال الناس إما بالحال وإما بالمقال وإذا احتاج إلى الناس هان عليهم وقل نفعهم به بخلاف ما إذا كان ذا مال يعطي منه المحتاجين من مريديه وغيرهم فإن فقد الحال الذي يميل به قلوب المريدين إليه كان معه المال يميلهم إليه به ومن لا حال ولا مال لا ينفعه المقال (وفي الحديث) عوز المؤمن استغناؤه  عن الناس وشرفه في قيام الليل أنظره (ولنسله) أي ولده وفي (جع[3]) وضمن لي صلى الله عليه وسلم الغنى ما دمت حيا ولأولادي ولأولاد أولادي أي أولاد الصلب والحفدة انتهى. وقد سرت بفضل الله هذه الكرامة لأولاد القلب وراثة أحمدية كما هو مشاهد وليس الخبر كالعيان

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

قال إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك لا ترى أصحابه رضي الله عنه وعنا به آمين إلا  فقراء في زي الأمراء زادهم الله عزا وشرفا (و) من كرامته رضي الله عنه وعنا به آمين أن النبي صلى الله عليه وسلم كما ضمن لهم الغنى ضمن لهم أيضا (معرفة الولي) جل جلاله  وفي (جع[4]) وأما حد المعرفة فقال الساحلي رضي الله عنه هي إحاطة العبد بعينه قال الشيخ رضي الله عنه مع محادثة الحق له وعلمه ببعض ما احتوت عليه روحه من الأسرار والمعارف انتهى. وسيأتي لها مزيد بيان بحول الله وقوته (بفضل ومنة) أي بمحض فضل الله وامتنانه وجوده وإحسانه سبحانه وتعالى قال رحمه الله

ومن أدرك التكليف منهم يشفع

لدى ألف ألف من رجال ونسوة

(و) من كراماته رضي الله عنه وعنا به آمين السارية لأولاده رضي الله عنهم وعنا بهم آمين أن (من أدرك) ووصل وبلغ (التكليف) أي زمنه وهو زمن البلوغ (منهم) بإشباع الميم أي من أولاد صلبه ولا يبعد سريان هذه الكرامة الباهرة والمنقبة الفاخرة لأولاد قلبه وراثة أحمدية وعناية محمدية (يشفع) من الشفاعة أو من التشفيع مع سكون ميم الجمع في منهم أي يشفعه الله تعالى قدره وتبارك خيره بمحض فضله وكرمه (لدى) أي في (ألف ألف) نفس من هذه الأمة المحمدية صانها الله من كل فتنة وبلية وحماها من كل محنة ورزية آمين وقوله (من رجال ونسوة) بيان لضمير منهم إذ لا فرق بين الذكور والإناث في ذريته الطاهرة وسلالته الزاهرة كثر الله عددهم وأدام وجودهم وأنالنا مددهم  آمين ولصاحب (م[5])

في ألف ألف مرأة ورجل

يشفع فرد من بني هذا الولي

اللهم شفعهم وأباهم فينا بجاهه صلى الله عليه وسلم آمين

يا رب بالنبي والتجاني

شفعهم ونسلهم في الجاني

محمد سليل عبد الواحد وفصله وأصله والوالد
وكل مؤمن من الأنام من إنس أو جن بلا ملام
آمين آمين ختام الحق جعله على لسان الخلق

قال رحمه الله

وَيُكْتَبُ تَسْبِيحُ الْعَوَالِمِ كِلِّهَا

لِخَادِمِهِمْ غَداً يَفُوزُ بِجَنَّةِ

(و) من كراماته السارية لهم أيضا رضي الله عنهم وعنا بهم آمين أنه (يكتب) أي يأمر الله تبارك وتعالى ملائكته أن يكتبوا (تسبيح) أي جميع ثواب ما سبحته به (العوالم) بكسر اللام جمع عالم بفتحها وهو ما سوى الله تعالى (كلها) أي علويها وسفليها جامدها ومتحركها وناطقها لخادمهم لله وفي الله بنية صادقة وهمة جادة ويمكن أيضا سريان هذه الكرامة العظيمة المقدار لأولاد قلبه وراثة أحمدية وعناية محمدية وما ذلك على الله بعزيز وهو أهون عليه (غدا) أي يوم القيامة (يفوز) يظفر خادمهم ببركة خدمته لهم رضي الله عنهم وعنا بهم آمين (بجنة) عالية قطوفها دانية من كثر سواد قوم فهم ومنهم ومن أحب قوما حشر معهم

 

وإذا سخر الإله أناسا لسعيد فإنهم سعداء

ولبعض الإخوان رحمه الله ورضي عنه

بخدمتي لنسل التجاني

بالمدح والدعاء بالرضوان

لعلني أجني بذا خير الأمل

فنية المؤمن خير من عمل

يا رب بارك لنا  في ذا النسل واجعلهم في العد فوق النمل
ومن حماة الدين والإسلام ومن أساة الجهل والظلام
ومن أطبة القلوب بالهدى ومن ثواب الدجى في الإهتدا
واحفظهم من إنس أو من جان بالمصطفى وأحمد التجاني
آمين آمين ختام الله

على لسان المؤمن الأواه

[1] ـ المدخل

[2] ـ العهود المحمدية

[3] ـ الجامع

[4] ـ الجامع

[5] ـ منية المريد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى