مناسبات

لغوث الورى ذ: مولاي هشام السعيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه

 

لغوث الورى فافزع محبا وفانيا

  وفي بابه اخلع نعل فقرك حانيا

ولُذ بالحمى وامسح بخدك تربه

  وبُلَّ الثرى وَجْداً بعينك جاريا

وقبِّل على الأعتاب مسكا سعت به

  نِعال أبي العباس سعيا تجانيا

إذا ما عَرى وجدانك الروعُ هيبة

  فعرج على التسليم تلفيه شافيا

وبادر إلى قطب الدوائر أحمدٍ

  لدى روضةٍ تسبي القلوب الفوانيا

وسلم على أنوار جامع فضله

  سلامَ المشوق الصَّبِّ سرا شغافيا

سلام على غوث المشايخ قطبِهم

  وكوثرهم ريًّا لِفِيهم زُلاَلِيا

سلام على ختم الزمان ولايةً

  مُمَدٍّ من الهادي يَمُدُّ المواليا

يمدهم على مر الزمان بشربة

  كما المزن طُرَّاءً يَمُدُّ الطَّوَاميَا

وحدث عن البحر الخِضَمِّ بعلمه

 

  وغُصْ تَجْتَنِي الدُّرَّ النفيس المِثَالِيَا

له عن صنوف العلم فيضاً رِوَايَةٌ

  تروَّت من القرآن سرا إماميا

وحوض الحديث الكوثريِّ دِهَاقُهُ

  لأحمدَ رُكْنٌ فيه يسقي الأوانيا

طَوَى بحرَ عرفانٍ وبحر شريعةٍ

  بخطوة فيضٍ صارَ هَدْياً زمانيَا

غدا قدوة الجمعين بالهدْيِ والهُدَى

  به مجمع البحرينِ كانَ تِجانيا

بفاسٍ وفي فاس تَضَوَّعَ فضلُهُ

  فيا طالبا وِرْداً خطبت المَعَاليا

إذا رمت مرقاه فاسر بالروح والنهى

  بعزم وحزم وانقل الخطو حافيا

به فاسُ قد حَّنت لها كل نفحة

  غدا عَرْفُهَا الشرقيُّ فيها شماليا

وطاعت لها دون المدينةِ أربُعٌ

  لزَاماً فصارت فاسُ تحمي النواحيا

به المغرب الأقصى تظافر مجده

  بمجد أمير المؤمنين تناميا

فهذا التجاني أحمدُ الحصنُ وردُه

  ترامى على البحرين فضله زاهيا

وهذا أمير المؤمنين محمدٌ

  تنامى لدى القطرين وصله ساميا

فيا سائراً نحو التجاني بمغربٍ

  تريث وخفف وطء تربه راضيا

فيا قاصدا من حيث ما جئت ركنه

  سلام على نعليك نلت الأمانيا

فلا تبغ غير الختم داراً ودارةً

  فإن الجنى فيها وفيها المجانيا

ومهما يكن منآك عن كل موطنٍ

  فقد فزت بالوصلِ الذي صار كافيا

فها قد دعا نجل التجاني مُحَمَّدٌ

  فلبى النداء من كان بالقلب صاغيا

لجمعٍ تسامى بالكرام على الورى

  رعاهُ أمير المؤمنين تساميا

لدى فاسَ حط الصالحون رِحالهم

  يُلَبُّونَ من أقصى الحواضر داعيا

كرامٌ خيارٌ مِنْ خيارِ أَرُومَةٍ

  سَمَوْا بِانْتِسَابٍ صار ينسابُ فاسيا

بأحمدَ سادوا في الورى كل موطن

  وَأَحْيَوا بإِفْرِقْيَا هضاباً وواديَا

حمى ربنا هذي الجموع بعزة

  وأجرى لها فضلا يدوم إلهيا

فلله فاضرع يا تجانيُّ وادعُهُ

  يكون المدى دوماً على الشيخ راضيا

ولا أبخسَ القلبَ التجانِيَّ وُصلةٌ

  لهذا الضريحِ الركنِ وُدًّا تصافيا

ولا أنضب الروحَ المدى من وداده

  وعمَّ على الإسلام فضله راقيا

وأغدق من مزن الجَدَا سرَّ جُوده

  على المغرب الأقصى يعم الروابيا

وأودع رب العالمين عناية

  تصون أمير المؤمنين تواليا

 

من نظم عبد ربه الفقير التجاني

هشام السعيدي الأمغاري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى