نص البرقية المرفوعة إلى مقام
أمير المومنين صاحب الجلالة
الملك محمد السادس نصره الله
من طرف الشيخ الشـريف محمد الكبير التجاني
عن المشاركين في الملتقى الدولي الثالث
للمنتسبين للطريقة التجانية
فاس أيام 14 و 15 و 16 رجب 1435 هـ
الموافق لـ 14 و 15 و 16 ماي 2014
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الفاتح الخاتم الأمين
وعلى آله وصحبه وسلم
مولانا أمير المومنين, سبط النبي الأمين، حامي الملة والدين.
السلام على علي مقامكم الكريم ورحمة الله وبركاته.
يتشـرف المحب في جنابكم الكريم, المعظم لقدركم الفخيم, التجاني محمد الكبير بن أحمد شيخ الطريقة التجانية بالأصالة عن نفسه, وبلسان كل التجانيين ممثلين فيمن حضـر عنهم برعايتكم السامية الكريمة هذا اللقاء العالمي الثالث للمنتسبين للطريقة التجانية المنعقد بفاس من أرض مملكتكم السعيدة أيام 14 و 15 و 16 رجب 1435 هـ الموافق لـ 14 و 15 و 16 ماي 2014. بأن يرفع لحضـرتكم السامية المنيفة عهود الولاء والإخلاص، والامتنان والعرفان, لأياديكم البيضاء, ورعايتكم الغراء, التي عودتم عليها أهل هذه الطريقة في جميع الأنحاء.
ولقد تشـرف كل من حضـر, يا مولاي, بالاستماع إلى رسالتكم السامية الموجهة للمشاركين في هذا اللقاء, فأخذت بألبابهم, وسكنت وجدانهم, فلهجوا جميعا بالثناء على مضامينها، والامتثال لما جاء فيها, من عظيم التوجيهات, وسني الإشارات.
لا سيما ما استنهضتم به هممهم, وشحذتم به عزائمهم، من دعوتهم إلى تفعيل منهج طريقتهم، مع الالتزام بمنهج السنة الغراء، في نشر المحبة والإخاء.
وإن كافة التجانيين، يا مولاي، يعاهدونكم على السير الدائم الدؤوب على وفق هذه المحجة القويمة، والطريقة المستقيمة، محافظين على عهود ولائهم وإخلاصهم لهذه الدوحة النبوية العلوية الشريفة.
وقد كانت هذه الأيام، بفضل الله تعالى، ثم بكريم عنايتكم مناسبة اجتمع فيها جم غفير من المنتسبين للطريقة التجانية من نحو خمسين بلدا، ليصلوا ما أمر الله به أن يوصل، من الروابط الجامعة بينهم وبين كريم شخصكم، وبينهم وبين شيخهم ومقر زاويته وداره، التي تفضلتم يا مولاي بترميمها وإصلاحها، لينضم ذلك إلى جليل مكارمكم، وسني عطائكم، ولتجددوا به ما سلف من عهود، وليجدد التجانيون ما لزمهم وطوق أعناقهم من وجوب الوفاء لمقامكم بالإخلاص والولاء، وخالص صالح الدعاء.
أبقاكم الله يا مولاي، لهذا الدين الحنيف ذخرا وملاذا، وجعلكم لعباد الله حصنا وعياذا, وأجزل لكم الثواب عن كل ما تقومون به من رعاية لأهل الله, وصيانة لحرماتهم، وعناية بطرقهم وزواياهم ومقاماتهم. وأحاطكم سبحانه بأسرار ألطافه وحفظه. وأسدل عليكم أردية عافيته، وأقر عينكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزركم بشقيقكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وحفظكم في أسرتكم الشـريفة، وفي شعبكم الوفي لكم، وحقق على أيديكم لهذه الأمة كل ما ترومونه لها من رقي وتقدم وازدهار.
والسلام على مقامكم العالي بالله ورحمة الله وبركاته.
وحرر بفاس في يوم الجمعة 16 رجب 1435 هـ الموافق 16 ماي 2014 م.
محب الجناب الشريف
محمد الكبير التجاني
شيخ الطريقة التجانية