بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه أجمعين

الاحتفال بمولد

النبي صلى الله عليه وسلم في الزاوية وأصله

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم

            “وأما ليلة المولد الشريف فقد استحسنها سيدنا رضي الله عنه لأصحابه وحضهم على قيامها ، وقد بلغني على لسان الثقة، ووجدته مقيدا عن الولي الصالح سيدي العربي بن السائح رحمه الله أنه قال : حدثني سيدي الحاج عبد الوهاب بن الأحمر رضي الله عنه، قال : مشينا لدار مولانا الشيخ التجاني ليلة العيد النبوي الأشرف – على عادتنا في ليالي الأعياد والمواسم – عشية النهار ننظر ما يأمرنا به الشيخ من العمل به في هذه الليلة المباركة ، ولم نهيء من أمور الزاوية شيئا من المصابيح والشموع وغير ذلك ، لأننا كنا قد هيأنا ذلك في ليلة السابع والعشرين من رمضان ، وبعدما أشعلنا المصابيح أمر بإطفائها وسد الزاوية ، فخفنا أن يفعل معنا مثل ذلك في هذه الليلة ، فلذلك لم نهيء من أمر الليلة شيئا ، ثم لما أردنا الخروج من عند سيدنا رضي الله عنه، قال : أيــــن تريـــدون ؟ ـ  فقلنا : لمحلنا ـ فقال : هل تمشون للزاوية ؟ . فقلنا : لأي شيء يا سيدي ؟. فقال : هذه ليلة العيد الشريف ، فسيروا وأحيوا ليلتكم هذه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومدحه ، وأقرؤوا همزية البوصيري . فقال سيدي عبد الوهاب بن الأحمر للشيخ رضي الله عنه : يا سيدي ، نقرأ الهمزية بالنشيد أو غيره مما يستعمله المادحون له صلى الله عليه وسلم بها ، وغيرها من الأمداح ؟ . فقال له الشيخ رضي الله عنه : اقرؤوها كذلك ـ ثم قال : يا سيدي فإذا أكملنا هل نذكر شيئا أم لا ، أي على هيئة ذكر الجمعة ؟ فقال له سيدنا رضي الله عنه : لا تذكروا إنما هي ليلة يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ويمدح فيها لا غير، ولا محل للذكر في الليلة . هذا معنى ما حدثني به رضي الله عنه في شأن هذه الليلة المباركة”[1]

استخلاصات:

1 ـ الرواية موثقة من ثقات الطريقة:

    ا ـ  الراوي سيدي العربي بن السائح ( 1813 ـ 1891 /  1229     1309 )

   ب ـ  المحدث سيدي عبد الوهاب بن الأحمر ( ت  1218 م ـ 1803 م )

   ج ـ  الموثق للرواية سيدي أحمد سكيرج ( 1225 ـ 1877 / 1363 ـ 1944 )

2 ـ بناء الأحكام الفقهية:

    ا ـ اعترض على الإجتماع لتراويح السابع والعشرين: الأول ما يحدث في تلك الليلة من مخالفات شرعية بسبب انتهاك حرمات المساجد، وثاني أن الأصل والأسلم في هذه العبادة أداؤها في المنازل بدلا من المساجد.

   ب ـ الشيخ رضي الله عنه حث على الإجتماع للاحتفال بالمولد النبوي الشريف لإظهار الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم وإشاعته بين العام والخاص، وتزكية محدثة حسنة لتركيز العمل بالبدع الحسنة وهي من الأقسام الخمسة التي أجمع عليها علماء وأقروها خلفا عن سلف.

3 ـ شروط الاحتفال:

     ا ـ قراءة مدائح البوصيري الهمزية وما شابهها.

   ب ـ أداؤها بالأنغام المناسبة المحركة للمشاعر.

   ج ـ اتخاذ الزينة المناسبة لمقام المحتفل به عليه أفضل الصلاة والسلام.

[1]  ـ مأخوذ من كتاب : كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب – تأليف سيدي الحاج أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه . صفحة : 54 .

زاوية الشيخ التجاني بفاس المحروسة تقيم الحلف الديني بمناسبة مولد خير العالمين صلى الله عليه وسلم سنويا منذ عهد الشيخ رضي الله عنه الذي أمر أصحابه بالفرح مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بإنشاد البردة والهمزية بالنغم وسرد قصة مولده عليه السلام وما يزال أحفاده بعد أزيد من قرنيين محافظين على وصية جدهم، حيث يتم بالزاوية إحتفالان ليلة المولد وليلة السابع يحضره جم غفيرمن المريدين والمقدمين والعلماء من سائر الأقطار خاصة من دول إفريقيا وأسيا

تحت رئاسة سيدي محمد الكبير بن أحمد التجاني تم الإحتفال بالمولد الشريف بالزاوية التجانية الأم فاس ج1

تحت رئاسة سيدي محمد الكبير بن أحمد التجاني تم الإحتفال بالمولد الشريف بالزاوية التجانية الأم فاس ج2

تحت رئاسة سيدي محمد الكبير بن أحمد التجاني تم الإحتفال بالمولد الشريف بالزاوية التجانية الأم فاس ج3