مناسبات

أمير المومنين يعين شيخ الطريقة التجانية

سلم أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يوم الجمعة 27 فبراير 2009 ، بمسجد القرويين بفاس، الظهير الشريف الذي عين به “محمد الكبير بن أحمد التجاني”، حفيد سيدي أحمد التجاني، شيخا للطريقة التجانية بجميع زواياها.
عرف تاريخيا أن السلاطين العلويين كانوا يمنحون ظهائر التوقير والاحترام لبعض الزوايا الصوفية، من بينها الزاوية التجانية، يتسلمها نقيب الشرفاء التجانيين. وكان آخر ظهير حصل عليه شريف تجاني هو لفائدة “سيدي البشير بن سيدي محمد الكبير التجاني”، الذي توفي قبل سنوات، وقد منحه له الملك الحسن الثاني رحمه الله.ومنذ وفاة هذا الشيخ لم يعط أي ظهير جديد للتجانيين، كما جرت عليه العادة التاريخية منذ عهد السلطان مولاي سليمان، الذي احتضن الشيخ الأكبر للطريقة، “سيدي أحمد التجاني”، وفتح له مدينة فاس، وسمح له بتأسيس زاويته الكبرى بها، التي أصبح يقدر عدد أتباعها اليوم بمئات الملايين متفرقين في كل أنحاء العالم.
وتعيين شيخ جديد للطريقة التجانية سيعطي دعما معنويا لأهل الطريقة لمواصلة مسيرتهم التاريخية في التأطير الديني داخل المغرب، والتواصل مع شريحة واسعة من المريدين خارجه، خاصة في بعض البلدان الإفريقية، مثل السينغال، الذي يعتبر من القلاع الهامة للطريقة التجانية في العالم.
وقد سلم أيضا جلالة الملك يومه الجمعة ظهيرا شريفا للطريقة الكتانية عين من خلاله عبد اللطيف بن “محمد الطيب الشريف الكتاني” شيخا لها. وتعتبر هذه الطريقة من الطرق المغربية العريقة التي كانت نشيطة خاصة في بدايات القرن الماضي، وقد تعاقب على مشيختها شيوخ كبار من أمثال الشيخ “محمد بن عبد الكبير الكتاني”، والشيخ “عبد الكبير بن محمد الكتاني”، والشيخ “عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني”، والشيخ “محمد المهدي بن الشيخ محمد الكتاني”، وكان الشيخ د. يوسف بن الشيخ إبراهيم الكتاني أخر شيخ للطريقة قبل التعيين الجديد.
يشار إلى أن العناية بالتصوف وبرجاله كان سمة مميزة لتدبير الشأن المغربي عبر قرون خلت من الزمن، وتزايد هذا الاهتمام في السنوات الأخيرة من تولي الملك محمد السادس للحكم في البلاد، والذي عمل أيضا على ترسيخ توحد المغاربة حول المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية.

 


 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى