والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
والهـادي إلـى صـراطـك المستقيـم،
وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
سبحان ربـك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
ولابـد يا هـذا مـن أعــمال سـبحة
|
|
تنظــمها وتـرا فحـافظ علـى الوتر
|
وبعد، فيقول أفقر العبيد الضعيف، الراجي عفو مولاه اللطيف، أحمد بن سيدي مَحمد بن سيدي عبد الواحد النظيفي، عامله الله وأهل الإيمان بالعفو، وغمسه وإياهم في دائرة الفضل والرضوان، بمحض الجود بجاه سيد الأكوان صلى الله عليه وآله وسلم ما اختلف الملوان آمين.
لما زرت ولد شيخنا سيدي محمد بن سيدي أحمد الجلاوي، دفين البلدة المسماة دوأزرو (معناها تحت الحجر) بعدما طال العهد بيني وبينه ما يقرب من أربع وخمسين سنة، وجدته يحتفظ بمجموعة من أسئلة كان والده رحمه الله يلقيها على سيدي الوالد رضي الله عنه، في مواضيع وأزمنة مختلفة مع أجوبة سيدي الوالد عليها وقد بلغ عددها مائة وسبعة وعشرين سؤالا وجوابا، فأحببت أن أنشر منها ما توسمت فيه فائدة للعموم بعنوان:
2 – الجواب: أما من أهدى ثواب ورده لأخيه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، لكن من أراد أن يهدي فليهد من النوافل دون الفرائض. وأما الورد والوظيفة فيقضيان أبدا وإن فات وقتهما.
4 – الجواب: فالنساء لا يجتمعن على الهيللة ولا على الوظيفة بل كل واحدة تذكر وحدها في قعر بيتها سرا. ولا يجوز اجتماعهن ولا جهرهن بالذكر لأنهن عورة، والعورة يجب سترها ما أمكن. والخير كله في الإتباع والشر كله في الابتداع.
5 – الجواب: فإنه يتم ورده، ويدخل مع الناس في التراويح، أو يؤخرها إلى محله.
6 – الجواب: الداعي ينصب يديه ويدعو.
7 – الجواب: من صلى بإخوانه في الطريقة فليجهر بالبسملة، ومن صلى بأجانب الطريقة فليسر بها، وهو الأولى في حقه ليسلم منهم بذلك، فإن الألسن تسرع إليه بالطعن والانتقاد. ومن انتقض وضوؤه فليستأنف ورده إذا توضأ، ولا يبني على ما فعل.
8 – الجواب: فمن شرع فيما ذكر فليقطعه وليدخل مع الإخوان في الوظيفة.
9 – الجواب: من كان في الورد أو الوظيفة فأقيمت عليه الصلاة فليقطعهما حتى يصلي الفريضة وليذكر الورد قبل الأذان والإقامة للعشاء فإذا قاموا إليها قام معهم حتى يصلي العشاء. وأما قراءة الوظيفة جهرا قرب قراءة الطلبة الحزب فلا يجوز، بل الوظيفة تقرأ في محل مختص لا في محل عام فرارا من التشويش على المصلين والذاكرين. ومن انتقض وضوؤه عند (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ) (الأحزاب: 56) فوظيفته صحيحة، لأن (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ) (الأحزاب: 56) ليست من أركان الوظيفة، وإنما هي من مقاصدها، وإذا صحت الأركان وسلمت فالكل صحيح.
10 – الجواب: فالمتيمم المذكور يكمل ورده بعد السلام ولا يستأنف له التيمم. والوظيفة فوق المسجد والزاوية جائزة. ومن اشتغل بالمسبعات وأذن عليه المؤذن فليكمل.
11 – الجواب: من قطع ورده للوظيفة جهلا يعيد ورده.
12 – الجواب: فالجبر مائة من (أستغفر الله) وأما السبحة:
من بـدع شـاعـت لـدى الآفـاق
|
|
تعلـق السبـحـة فـي الأعنـــــاقِ
|
وجـعلهــا فــي الـيــد كالســوار
|
|
وســـردهـا بيـن ذوي الأخبـــار
|
وأما ما ذكره بعض الإخوان فمن تسولات الشيطان. واتل وردك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا) (النجم: 29) (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ) (الأنعام: 116) اهـ.
13 – الجواب: المسبوق بشيء من الوظيفة يدخل مع الإخوان حيثما وجدهم فإذا كمَّلوها بأركانها وهي الإستغفار، وصلاة الفاتح، والهيللة، والجوهرة. وأما إن الله وملائكته إلخ فليست من أركانها، وإنما هي من مقاصدها. وعليه، فإذا قضى ما فاته: فليقل إن الله وملائكته. وهذا هو الأوفق بالقياس وبالقواعد وإن أخر ما فاته وقرأها بمقاصدها مع الإخوان ثم قضى ما عليه فلا بأس وهو الأوفق والأسهل بالإخوان والخطب سهل (وصح إن قُدم أو أُخر)، ومن اشتغل بالورد ولم يعلم ما وصل فيه فإنه يبني على التحري واليقين، فإن لم يكن عنده يقين بشيء فليبتدئه من أوله. ومن رأى نجاسة وهو في الورد أو في الوظيفة فإنه يزيل النجاسة بالغسل، أو يزيل ذلك الثوب إن كان عليه آخر ويستأنف الورد والوظيفة قياسا على الصلاة. وأما من لم يطلع على النجاسة إلا بعد كمال ورده ووظيفته فإنهما صحيحان ويندب له أن يعيدهما ما دام الوقت، وأما ورد المساء بعد الظهر، لا، لا، لا.
14 – الجواب: أما الوظيفة فأخرجوها في أي وقت يسهل الاجتماع فيه للإخوان من جميع الأيام لا فرق بين الجمعة وغيرها وجعلها بعد العصر يوم الجمعة هو الأولى. أما المسبعات فوقتها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ومن وقت العصر إلى الغروب. وأما تقديمها على العصر فلا. وإن خرج وقتها تقضى.آخر التشهد الأول: (عبده ورسوله) وليس فيها صلاة الفاتح ولا في آخر القنوت. وما هذه البدع التي اشتغلتم بها! وما هذا الغلو في الدين! فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة. ومن أحب الصلاة الفاتح فليتل ما شاء في غير الصلاة ليلا ونهارا.
15 – الجواب: وأما من ذكرت (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) (القصص: 56) إلى صراط مستقيم.
وأما المنكرون فنسأل الله أن يزرع في قلوبهم محبته ومحبة أصحاب الشيخ التجاني وأن يطهر قلوبهم من بغضه وبغض أصحابه وإذايتهم آمين آمين. واشتغلوا بأنفسكم وأذكاركم ولا تبالوا بمن أقبل ولا بمن أدبر ولا بمن مدح ولا بمن ذم ولا بمن أحب ولا بمن أبغض، وفوضوا الأمور لمن بيده القلوب إنه عليم بذات الصدور، (لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) (آل عمران: 128) والسلام.
17 – الجواب: فيجوز تقديم الورد على الشفع والوتر. ومن أنكر فقد كذب.
18 – الجواب: آخر التشهد الأول: (عبده ورسوله) وليس فيها صلاة الفاتح ولا في آخر القنوت. وما هذه البدع التي اشتغلتم بها! وما هذا الغلو في الدين! فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة. ومن أحب الصلاة الفاتح فليتل ما شاء في غير الصلاة ليلا ونهارا.
19 – الجواب: من غلبه القيء فليتم وظيفته، ويبني على ما فعل ويقضي ما فاته ومن غلبه النوم فكذلك، ويتحرى فيما فاته إن لم يحققه.
20 – الجواب: فلا تمنع أحدا من تعلم صلاة الفاتح والجوهرة، لاسيما من رأيت فيه محبة الطريقة وأهلها، إلا أن جوهرة الكمال لا تعلمها له إلا بالطهارة لا أنت ولا من تعلمه.
21 – الجواب: فمن انتقض وضوؤه فليخرج كيفما أمكن له، ويتوضأ، ولا يكتفي بالتيمم، اللهم إن كان فرضه التيمم بشرطه المعلوم. ومن نام فلينبه بأدنى تنبيه، والبدل لا يجوز لزيد ولا لعمرو إلا لمن فرضه التيمم، أو لم توجد الطهارة الخبيثة ثوبا، أو بدنا، أو مكانا لعذر.
22 – الجواب: من رعف فليغسل الدم وليتم ورده، ولا يستانف، ومن صلى في حذاء تالي الورد فلا يرد عليه السلام، إذ ليس معه في الصلاة. ومن عطس فليحمد الله، ومن سمعه فليقل له (يرحمك الله).
23 – الجواب: فما كان يفعله بعض الإخوان من ترك وظيفة الجمعة فهو محض كذب وافتراء. تلزمهم الوظيفة يوم الجمعة إما صباحا وإما مساءا، وأما فوات الهيللة يوم الجمعة فقضاؤها عشية فرادى، لا جماعة. وكذا الوظيفة إذا فات وقتها، تقضى في جميع الليل والنهار، فرادى كذلك لا جماعة.
24 – الجواب: دم ولادة الهرة نجس.
25 – الجواب: فلا بأس بتقديم المسبعات قبل الفجر وبعده. وإن فات وقتها تقضى في أي وقت. لا بأس بقراءة ما ذكر في مجلس واحد ودعاء واحد، (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: 78).
26 – سؤال: هل علينا لمن سألنا عن عدد الورد أن نقول له عدده كذا ونبين له ذلك من الطلبة والعوام؟
26 – الجواب: فلا بأس بتبييت الورد لمن ظهرت عليه محبته.
27 – الجواب: فمن شرع في ورده، ودخل عليه الخطيب فلا يقطعه لخطبة، بل يتمادى على ورده حتى يكمله، أو تقام عليه صلاة الجمعة. فإذا أقيمت الصلاة فليصل مع الإمام ويكمل ما بقي عليه من ورده.
28 – الجواب: فثمرة الجمع بين الصلاتين أن يذهب الناس إلى أماكنهم في الضوء ومن جملتهم الفقراء كل واحد يذهب لموضعه في الضوء كالناس ويقرأ الوظيفة وحده في محله. ومن بقي في المسجد من الطلبة فليقرؤوا الوظيفة في المقصورة، لأنها خالية من الناس ومأمونة من التشويش على المصلين وغيرهم.
29 – الجواب: فلا بأس بما ذكر إن صحت النية. والورد إنما يقطع للصلاة لا للبطاقة. (وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ ) (الروم: 60).
30 – الجواب: أما من قرأ صلاة الفاتح فورده صحيح، إلا أن الجهر لا يكون بالورد، بل الذي ينبغي أن يذكر ورده وحده في محل فارغ من الأصوات، فرارا من التشويش.
31 – الجواب: من في الورد وسمع اسمه صلى الله عليه وسلم، فلا بأس إن قال صلى الله عليه وسلم، وليزد على ورده، لحديث: «من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد جفاني» (أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وإسماعيل القاضي). وأما الشيخ إذا سمعه فلا يقل نفعنا الله به، لأن ما هو فيه وبصدده أعظم وأجل.
32 – الجواب: أما من صلى وحده، وقرأ ورده، فوجد الجماعة فصلى معها، فورده صحيح ولا يعيده. وأما من قرأ الورد في السحر، ثم شرع في المسبعات فطلع الفجر فورده صحيح إلا أن تحقيق طلوع الفجر في البادية لا يمكن إلا لمن مارس علم التوقيت وعرف المنازل، ومن لا فلا، والسلامة مقدمة على الغنيمة.
33 – الجواب: الفقراء إذا اشتد المطر يقومون لمحل آخر، يكملون فيه وظيفتهم إن أمكن، وإلا فليكملها كل واحد مع نفسه إن أمكن وإلا فلتقطع حتى يصل كل واحد محله فيقرؤها فيه وللضرورة أحكام. والفقراء فالله يؤاخي بينهم، ويجتمعون على أذكارهم، ويتصالحون. والله أعلم بمصالح عباده.
وأما كتب الشيخ فلا تمنع منها أحدا. قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ) (البقرة: 159) الآية. ومعنى:
سبحانه ربك رب العزة: تنزيه ربك عن كل ما يليق بعظمته من النقائص. وعما يصفه المشركون من الزوجة والولد والشريك.
والعزة: الغلبة والقهر.
والسلام: الأمان.
والمرسلون: الرسل عليهم الصلاة والسلام.
والحمد: الوصف بالجميل على الجميل.
والله: علم على الذات، الواجب الوجود، المنزه عن النقائص، وسمات الحوادث.
والعالمين: كل ما سوى الله تعالى من كل ما خلق.
35 – الجواب: من كمل البدل يجلس حتى يكمل الإخوان ويدعو معهم.
36 – الجواب: فمن عليه الورد فليؤد ما حضر وقته، ويقضي ما عليه من الأوراد. والمرأة تصلي وتتلو الورد وهي حامل لولدها للضرورة. وأما وضع السبحة على المصحف فلا، بل المصحف يوضع على السبحة، وكذا غيره من الكتب، لما فيها من الأسماء الإلـهية، وأما تعليق السبحة واللوحة فلا يضر تعليقهما في وتد واحد.
37 – الجواب: يجوز تقديم ورد الصباح قبل الشفع والوتر، بعد مضي ما ذكر.. والمدد (اللهم زدني من نورك وفضلك) وهكذا.
38 – الجواب: عد الباقيات في الأنامل أفضل من عدها في السبحة. والمسبوق المذكور يقطع الوظيفة ويصلي المغرب ثم يتم ما بقي من الوظيفة.
39 – الجواب: الهيللة لا تقضى إن فات وقتها. واستحسن البعض قضاءها متى ذكرها. وأما وضع رأسها على فخذ الزوج وعدم شعوره بها فهما شيئان متضادان.
وأما هل لها روح؟ قال تعالى: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء: 44) ما من شيء إلا وله روح. والمسبوق يقضي الفاتحة مع ما فاته. وأما قراءة الوظيفة بعد صبح الجمعة والهيللة بعد عصرها فحسن: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: 78).
41 – الجواب: فمن أقيمت عليه الفريضة فليقطع الورد والوظيفة، فذا كان أو جماعة حتى يصليها وإن كان قد صلاها قبل فليقم من محل الصلاة وليقرأ ورده أو وظيفته سرا، لئلا يشغل المصلين، سواء في ذلك الفذ والجماعة وفي الفريدة:
ومهما عليك قد أقيمـت فريضـــة
|
|
فأحص وصــل كالطـواف بكعبـةِ
|
على ما مضى ولتبـن بعد سلامها
|
|
ولا تقـطـعنــه لافتتــاح الوظيفـة
|
وأما تلاوة الورد والوظيفة ساعة الحزب الراتب فلا: (وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ) (الأعراف: 204).
وفي الفريدة:
42 – الجواب: ولا بأس بالصلاة فيه على فراش طاهر محقق الطهارة ويذكر فيه أوراده إن اضطر، وإلا فليخرج للفضاء والبراز. كما تكره الصلاة في كنيستهم. ومن كمل البدل فليجلس حتى يكمل إخوانه ويدعو معهم. ومن غلبه الحدث فليقم، حتى يقضي حاجته، ويكمل ما بقي عليه وإن خرج الوقت فيكفيه ما قرأ مع إخوانه.
43 – الجواب: فلا حرج على من يستوفي في ورده وزوجته معه في البيت، على أية حالة كانت، في اليقظة والنوم.
44 – الجواب: التوسل بنبيك وشيخك وأصحابهم فيه الكفاية لمن هدي ووفق.
45 – الجواب: الاجتماع على المسبعات من الغلو في الدين، والشهرة، والسمعة ويقال لأولئك الجهال: (هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُون) (الأنعام: 148)؟
46 – الجواب: وأما قراءة الوظيفة فليست عندنا لا في المسجد ولا في القبور. وقد نهينا عنها الإخوان فلم ينتهوا والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
47 – الجواب: التيمم لخوف ضر أو عدم ماء، وأما قراءتهما بتيمم واحد فلا يجوز، ومن يتيمم للصلاة، فقل له:
48 – الجواب: أما المسبعات العشر فالأفضل فيها التنكيس، وهو الذي عندنا في الطريقة، لأن المعوذتين للتخلية (بخاء معجمة) وما قبلهما في التلاوة للتحلية (بحاء مهملة) والتخلية مقدمة على التحلية والدرء مقدم على الجلب.
49 – الجواب: من قرأها ستا ونسي بعضها فليرجع إلى البدل: عشرين من صلاة الفاتح.
50 – الجواب: فمن كان يقرأ الوظيفة مع زوجته، فإن كانت تجانية فنعما هي، وإلا فليقرأها مع إخوانه.
51 – الجواب: وبعد، ( وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الكهف: 28) الآية. وإياك والملل والضجر. وارفق بالناس في التعليم كلمة فكلمة. فمن ثقل عليه الحفظ، وشق عليه فثوابه أكثر وأعظم ممن سهل عليه. وتغير اللون لا يضر، فإن نور الله ثقيل، تتدكدك به الجبال، لولا فضل الله على الإنسان لصار محض العدم، لكن بفضل الله وكرمه وتأييده ومعونته تحملت الذات ما تحملت، فله الحمد في الأولى والآخرة: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (المزمل: 5) (وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (الزخرف: 62) فالله يفتح علينا وعليكم.
53 – الجواب: من تصدق بالسبحة فله أجر الصدقة وللعامل أجره كما تقدم وفضل الله أوسع.
54 – الجواب: فالإنسان محل النسيان، وما فعلتموه هو الصواب. أصلحكم الله، وأصلح جميع من تعلق بكم.
أما الإجماع: فقد أجمع علماء الظاهر والباطن على أن لفظ السيادة لابد من الإتيان به، في الصلاة وغيرها من الأذكار، إلا من لم يتأدب بآدابهم، ولم يتخلق بأخلاقهم، فهو لا يقتدي بهم، ولا يلتفت إلى قولهم.
وإذا لـم تـر الهــلال فسلـــم
|
|
لأنــــاس رأوه بـالأبــصــار
|
ومن أكبر الحجج وأعظمها صلاة الفاتح لما أغلق. ليست من تأليف بشر، نزلت على سيدي محمد البكري مكتوبة بقلم القدرة، في صحيفة من نور. أنزلت بالسيادة، من عند الحق سبحانه وتعالى، ولم يبق لقائل ما يقول: فإذا كان الحق، سبحانه وتعالى، سيد نبيه صلى الله عليه وسلم، فكيف يسوغ لنا أن نتأدب معه صلى الله عليه وسلم ونسيده ونوقره، ونعظمه؟ وهو يقول لشيخنا: أصحابك أصحابي، وفقراؤك فقرائي، وتلاميذك تلاميذي! فمن السادة الأجلة الذين ذكروا السيادة عقب لا إله إلا الله، في الورد والوظيفة والهيللة:
سيدي ابن بابا في “المنية”.
وسيدي عبيدة في “ميزاب الرحمة”.
وسيدي عمر الفوتي في “الرماح”.
وسيدي العربي ابن السائح في “البغية”.
وسيدي أحمد بيب في “بلوغ الأماني”.
وسيدي المكي بدر سلامة في “النفحة الفضيلة”.
وسيدي أحمد التجاني الشنقيطي في “الفتوحات الربانية”.
وسيدي عبد الرحمن الشنقيطي صاحب “شهدة الجاني”.
وسيدي محمد الحجوجي في “تيسير الأماني”.
والعبد المذنب النظيفي في “الدرة الخريدة”. وغيرهم.
بسيــدنــا محمـد اختمـنهــا
|
|
عليه سلام الله في كل لحظة
|
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، آمين.
56 – سؤال: فنرجو من الله ثم من سيادتكم أن تجيبنا عن مسائل فمنها: من نسي وردا حتى فات وقته وتلا وردا آخر، هل وجب عليه الترتيب أم لا؟ ومنها: هل الورد غير اللازم له حكم اللازم بأن يتحرى له وقت كوقت اللازم أم لا؟ وإذا كثر التخليط من الإخوان في الذكر، فصار كل واحد يتبع هواه ولا يبالي بالآخر فهل يجوز للمريد في هذه الحالة أن يذكر وحده أم لا؟ وما حكمة الإزار الذي ننشره في الوظيفة؟ إن قلنا مبالغة في النظافة فالصلاة المفروضة أولى! وما حكمة السبحة عندنا؟ لأننا لابد من الشفع في السبحة وغيرنا يقول بالعكس مستدلا بقول القائل:
ولابـد يا هـذا مـن أعـــــمال سـبحـة
|
تنظـمهــا وتــرا فحـافظ علـى الوتــر
|
ومن صلى وحده صلاة الصبح ثم شرع في تلاوة ورده فإذا بجماعة فصلى معها وكمل ورده هل صح له ذلك أم لا؟
ومنها: أن من شرع في الوظيفة مع الجماعة وأخذ المطر ينزل فخاف أن يفسد له شيء في محله بالشتاء فقام ليصونه من البلل ولما رجع دخل مع الجماعة فهل يعتد بما قرأ معهم أم يستأنف؟
هل يسوغ للمريد التجاني تعليم صلاة الفاتح والجوهرة لمن قوي رجاؤه في أخذه الطريقة؟
ومن شروط الاجتماع على الوظيفة اتحاد اللسان والصيغة. وإن تعطل ذلك فالانفراد أولى.
ونشر الإزار أمر خاص لأمر خاص ولحكمة بالغة. وما يعقلها إلا العالمون.
ومن قام في الوظيفة لفساد شيء من ماله فإنه يبني على ما فعل ويقضي ما فات. وسبحتنا كاملة حسا ومعنى ولا يناسبها إلا الكمال. وقول الساحلي رحمه الله صحيح (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) (البقرة: 148).
ومن صلى الصبح وقرأ ورده وأعاد الصبح في الجماعة فلا يعيد ورده.
وعلم كل من طلب منك شيئا مما ذكرت. وزودنا بدعاء الخير.
57 – الجواب: إذا فرغ من البدل يسكت وينتظر فراغهم وبعد ذلك يقضي ما عليه مما سبق به في الوظيفة.
58 – الجواب: -على سؤال ضاع نصه ويفهم من الجواب: ولعل ما هو قريب منه -. وبعد فأما سادتنا وموالينا الدرقاوة وغيرهم من الطوائف فلا يحل لمؤمن بالله وباليوم الآخر أن يسبهم. فإن سباب المسلم مطلقا فسوق وقتاله كفر. ولا يحل بغضهم بوجه بوجه ولا بحال. (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: 10)، فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان «حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (رواه البخاري ومسلم). وقد شدد سيدنا رضي الله عنه وعنا به في الاستهانة بكل من انتسب إلى الله والاستخفاف بهم. بل الواجب علينا تعظيم جميع الطوائف وغيرهم من المؤمنين، ونعتقد أنهم أحسن دينا وأفضل منا، ونحن أدناهم وأحقرهم وأقلهم علما وعملا وحالا، وأكثرهم ذنوبا، وأن ليس عندنا إلا فضل الله وفضل رسوله صلى الله عليه وسلم، وفضل سيدنا أبي الفيض أفاض الله علينا وعليكم من بحره الطَّامِّ آمين، يا ليتنا نفوز بالسلامة والتوبة:
فلا ترين في الأرض دونك مؤمنا
|
ولا كافـرا حتـى تغيـب في القبــر
|
وفيما ذكر كفاية، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. جعلنا الله وجميع الإخوان والأحبة في حمى سيدنا ومولانا أحمد التجاني، ومتعنا وإياهم برضاه الأبدي، وجعلنا تحت لوائه المحمود، وظله الممدود، بمحض الفضل والجود، وبجاه سيد الوجود، صلى الله عليه وسلم، آمين، إنه سميع مجيب. وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.