بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الفتح الخاتم وعلى آله وصحبه أجمعين
التعريف بآداب وشروط قراءة اللطيف
ذ: عدنان بن عبد الله زهار
بسم الله
ورد على الموقع السؤال التالي :
هل اللطيف بكل مراتبه من أوراد الطريقة التجانية؟ وإذا كان ليس منها فما الداعي لقراءته؟
وفي حالة استحباب قراءته، ما هي شروط القراءة؟ وهل يقرأ في الزاوية فقط؟ أم يمكن قراءته في الدور والمنازل إذا طلب أصحابها ذلك؟ وهل يجوز أخذ الأجر على ذلك؟ أفيدونا بما فتح الله عليكم من علم ولكم الأجر والثواب…
والجواب كما يأتي:
لا يخفى أن أوراد هذه الطريقة الأحمدية المحمدية منها لازم ضروري ومنها غير لازم اختياري، فالأول هو ورد الصباح والمساء بالاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والهيللة مائة في كلِّ، ووظيفة جامعة للاستغفار ثلاثين ثم صلاة الفاتح خمسين فالهيللة مائة ثم صلاة جوهرة الكمال اثنتي عشرة مرة، إضافة إلى هيللة الجمعة في جماعة الفقراء، فمن أتى وحافظ عليه فقد أثبت العهد ووفاه في ترسيخ قدمه على بساط هذه الطريقة المنورة ثبتنا الله عليها بمنه وفضله…وفيها من الأسرار والفضائل والأنوار ما لا يحصره لفظ أو يحده معنى، كما هو مبسوط في كتب الأمهات…
ولم يمنع الورد اللازم الضروري أن يرخص للمريد من الأوراد والأذكار الأخرى التي يزداد بها فضلا ويرقى بها مقاما، وهي على ضربين:
الأول: ما أذنت فيه الحضرة المحمدية صلى الله على صاحبها وسلم وعلى آله إذنا عاما للمسلمين والمسلمات، من أذكار بعد وبغير عد كالتسبيح والحمد والتهليل والحولقة والتصلية وغير ذلك، فهذا من المطلوب في هذا الدين عموما المؤكد على لسان سيدنا الشيخ رضي الله عنا وعنه آمين، فلا حظر فيه ولا حرج في الإكثار منه أو الإقلال، ومن زاد منه زاده الله منه.
الثاني: ما خص الله به العارفين وألهمهم الإذن منهم لمن علموا قدرة أوانيهم على تحمل ثقل أنواره وأسراره، فلا يخصون بها إلا أهلها ويمنعونها غير مستحقِّها، والواجب على العقلاء من السالكين أن يمتثلوا أمر أشياخهم في إرشادهم إليها أو منعهم من إتيانها، فالخير كلَّ الخير في الاتباع والشر المطلق المحض في المعاكسة والانتقاد…وفي طريقتنا الأحمدية من ذلك شيء كثير لما هي مبنية عليه من المعرفة المتعمقة بالحضرات القدسية التي تنبعث منها على أصحابها أنوار التخصيص في مجالات غيبية لا يتحملها إلا فحول العارفين وتضر بالمبتدئين المتهورين.
ففي بعض الرسائل: فشيخنا أحمد التجاني قد أنزل عليه على يد أبيه القرشي العدناني أحد عشر اسما، وروي عن بعض أهل التجليات الخلافات في حقيقة اليوم والساعة، واتفق على أنه يوم الخميس في شهر الله شوال وقال بعضهم إنه يوم الجمعة وبعضهم يوم الإثنين ساعة الغسق، وأما ما اتفق عليه الكرماء من أهل فاس أنه يوم الخميس في صبيحتها ومسائها قولان، ولا خلاف في الشهر أنه شوال، قاله شيخنا الحافظ عبد المؤمن ولكل من تلك الأسماء أحد عشر حرفا، ولكل اسم إحدى عشر خصوصية، وهي عويصة الوجدان في أهل الزمان، إلا بسلسلة عين الأعيان مصباح الزمان، مولانا أحمد التجاني. ولما أنزل عليه هذه الإسماء سأل الإذن فيها لأهله، وأذن له بأن بعضها يعطى لمن له أهلية، أو جملتها لمن رأى منه الكمال. ونحن بحمد الله ممن وجد الجملة على الكيفية المخصوصة. تقرأ المقصد مرة، ثم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مرة، ثم البسملة متصلة بالفاتحة، ثم تقول وبنية هدية الثواب إلخ، ثم ترتل الأسماء كما سيأتي، وبعد الختم تقرأ دعاءها مرة، وتطلب حاجتك طيا أو كشفا أو خرقا للعادة وكل ما أردت، فإنك لا تقوم من مقامك إلا والحاجة قد قضيت من ساعتك كائنة ما كانت. وأما ما أوصانا شيخنا أن لا ينبغي بها غرض الدنيا، حفظا لمرتبتها إلا على وجه إحياء سنة صاحب الشفاعة، ولا بأس على وجه الإجتهاد، قال تعالى والذين جاهدوا فينا، الآية، قال ولا تتوجهوا بها إلا على الله لكي تتم لكم أسرار سرها، كذا قال والله الموفق. والأسماء هي كذا وكذا…
ومن ذلك اسم اللطيف، الذي هو من الأسماء الحسنى ذات الأسرار الجلى والمعاني الكبرى، ما هو بمسوط في بابه أيضا، وله في طريقتنا خصوصية معلومة يجوز بموجبها لكل تجانيٍّ أن يحرص عليه بشروطه التي أسسها له سيدنا الله رضي الله عنه وهي كما ذكرها العلامة الأديب والفهامة الأريب سيدي أحمد سكيرج في كتابه “نيل الأماني” قال: “عن سيدنا رضي الله عنه (بالسند الصحيح) في كيفية ذكر عدده الكبير (اللطيف) و هو 116487 و ذلك أن تصلي ركعتين و تنوي حاجتك عند تكبيرة الإحرام تقرأ في كل ركعة الفاتحة 4 وآيات اللطف وهي قوله تعالى “لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار” “إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم” “ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير” “يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير” “و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا” ” الله لطيف بعباده يرزق من يشاء و هو القوي العزيز” “ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير”، ثم تقول قبل الركوع من الركعة يا لطيف تسعا و في الركوع 10 وفي الرفع منه 10 و في السجدة 10 و في الرفع منها 10 و في السجدة الثانية 10 و في القيام للركعة الثانية قبل الفاتحة 10 ثم تفعل في هذه الركعة الثانية مثل الأولى إلا أنك تذكر فيها شيئا بعد القراءة و قبل الركوع اكتفاء بما قبل القراءة و بعد الرفع من آخر سجدة عند الجلوس للتشهد تقرأها 10 فيخرج من مجموع ذلك العدد الصغير ثم اشرع في ذكر الاسم بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 10 مرات بصلاة الفاتح لما أغلق أو بأي صلاة شئت والأولى أولى ثم إن أفردت ذكره مسبّعا في 7 أيام فبعد سلامك من الصلاة تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة 10 مرات كما تقدم ثم تقول يا لطيف الطف لي في قضائك و اقسم لي من جزيل برك وآلائك، تفعل هكذا كل يوم إلى تمام الأسبوع بشرط اتحاد المجلس والوقت في خلوة ما عدا الركعتين فلا تصليهما إلا في اليوم الأول وأما ما عداه فإنك تبتدء الذكر فيه بالفاتحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد الفراغ في اليوم السابع تقول 3 مرات اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي وأيقنت بحولك وقوتك فأرني عجائب صنع لطفك وغرائب حكمتك وائتني بفرج من عندك كما فرجت على نبيك سيدنا يوسف الصديق بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و على آله برحمتك يا أرحم الراحمين، هذا كله إن أردت ذكره وحدك مفرقا على الأسبوع فإن أردت تفريقه على أشخاص سبعة من غير زيادة ولا نقص ولا حضور غيرهم معهم فليقدموا واحدا منهم فيصلي وحده تلك الصلاة السابقة على كيفيتها وينوي النيابة عنهم وعمن ذكر له اللطيف عند تكبيرة الإحرام مع نية ما قصده صاحبه ثم بعد سلامه يقرؤون الفاتحة ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم 10 مرات كما تقدم بلسان واحد ثم يذكر كل واحد في نفسه يا لطيف سُبُع العدد الكبير وهو الوسط وبعد فراغ جميعه يذكرون مجتمعين الدعاء السابق وهو اللهم إنا تبرأنا من حولنا وقوتنا إلخ و لا بأس إن أكمل أحدهم عدده أن يعين أخاه بإشارة منه من غير كلام ولا بأس بكلام من تم عدده ووجدت في كناش شيخنا سيدي الحبيب في كيفية ذكره ما نصه تذكر اللطيف 116487 مرة تبدأ بالسبعة و بعدها 80 و بعدها 400 و بعدها 16000 و بعدها 100000 وعند رأس كل مرة تقول اللهم يا لطيف يا خبير يا خلاق يا خالق أغثنا والطف بنا في قضائك السابق وعند رأس كل ألف تقول اللهم إنك سميت نفسك اللطيف وأنا عبدك الضعيف وسيدنا محمد نبيك الشريف كيف يخاف الضعيف من اللطيف والشريف وذكره يكون بياء النداء وتكون البداية بالأقل في الدفع و للجلب بالعكس فاعرف ذلك.اهـ
وعليه فإن الإذن في الطريقة التجانية للطيف عام، إلا لأوارد مخصوصة في مقاصد مخصوصة معلومة عند أهل الشأن، لزم فيها الإذن.
وشروط قراءة اللطيف صدق النية والطهارة، وليس من شرط ذلك أن لا يقرأ إلا في الزوايا بل يجوز في البيوت، ولا يجوز أبدا طلب الأجر عليه، ولا باس بأخذ الهدية عقبه أو قبله من غير اشتراط الذاكرين له…
والله أعلم وأحكم