تقع الزاوية بأحد الأحياء القديمة بمدينة مراكش وهو حي القصور، وتأسست بفضل جهود الشيخ محمد (فتحا) بن عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن مسعود بن محمد بن بني الثرى النظيفي1، المولود سنة 1270هـ/1853م2 ببلدة ″آيت كن″ من قبيلة ″إيذاونظيف″ إحدى القبائل المتاخمة لمدينة تارودانت في الجبل الجنوبي الشرقي3.
منذ أخذه للطريقة التجانية تمكن منه حب شيخه سيدي أحمد امحمود، فكان دائم الشوق له، ورغب في الاستقرار في مراكش حتى يكون قريبا منه، فاستغل زيارته هو وأهله ضريح الولي الصالح مولاي إبراهيم سنة 1317هـ/1899م، ليرتب مع شقيقه سيدي عبد الرحمان وشيخه سيدي أحمد محمود كيفية دخوله للمدينة.
فدخل إلى مراكش من باب الرب حيث وجد في استقباله سيدي أحمد محمود، ثم زارا ومن معهما قبر الفقيه سيدي محمد أكنسوس ليطلبوا منه الضيافة4، ونزل في ضيافة سيدي أحمد محمود ثلاثة أيام ببيته بحي باب إيلان، ووقف معه حتى اشترى له دويرة، وهي أول ما ملك بمراكش.
ثم قام بالزاوية التجانية بحي المواسين حق قيام مدة سنين5، إلى أن رأى يوما بها روحا متجسما يخاصمه، فانقطع في محله وأنفرد بنفسه6، فزاد في دويرته القائمة بدرب ″الحركاصة″ بحي القصور قليلا يذكر مع أصحابه7، وعمد هو وفقراؤه إلى جمع الأموال قصد شراء الأراضي والدور المحيطة بمنزله، وقد أسندت مهمة شراء هذه الأملاك إلى الحسن الحجام8.
ولما توفرت الإمكانات قام سيدي الحاج مَحمد النظيفي بإنشاء الزاوية الكبرى في حومة القصور بباب الفتوح سنة 1338هـ/1919م9، حيث أصبحت تعد أكبر زاوية تجانية بمدينة مراكش من حيث المساحة، وقد نظم فيها مع تلاوة الأوراد التجانية تلاوة القرآن الكريم، وإنشاد المدائح النبوية من نظمه ونظم غيره، وحلقات الدروس الدينية
والعلمية، وظل منذ إنشائها ملازما فيها إمامة الصلوات الخمس حتى أقعده المرض10.