بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وأصحابه ومن آمن به
الطريقة التجانية
شروطها وأورادها
أعده وجمعه ونشره:
التجاني محمد الكبير بن سيدي أحمد بن سيدي محمد الكبير
تمهيد
الذكر منشور الولاية
قال تعالى: ]وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[[1].
وقال تعالى: ]فَاذْكُرونيۤ أذْكُرْكُمْ واشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [[2] وإذا حققت الأمر، فقد ذكرك الحق قبل أن تذكره، فذكرك به سبحانه. فله المنة عليك، وامتدح الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. وأفضل الذكر قراءة القرآن. وقد حض الشيخ t أصحابه على قراءته فقال: “أقل ما يجزئ قارئ القرآن في اليوم حزبان”. أي يختم في كل شهر مرة.
وفي الحديث:
»ألا أنبْئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من إعطاء الذهب والورق! وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم. قالوا: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله تعالى»[3].
ومن خصائص الذكر أنه غير موقت، بل ما من وقت من الأوقات إلا والعبد مأمور بذكر الله. والصلاة وإن كانت أشرف العبادات فقد لا تجوز في بعض الأوقات.
ومن خصائصه أنه جعل في مقابلته الذكر، قال تعالى: ]فَاذْكُرونيۤ أذْكُرْكُمْ[[4].
وقال سيدنا جبريل للنبي y إن الله تعالى يقول: »أعطيت أمتك ما لم أعط أمة من الأمم، فقال وما ذاك يا جبريل؟ قال: قوله تعالى: ]فَاذْكُرونيۤ أذْكُرْكُمْ[[5]»[6].
وأوحى الله إلى داوود عليه السلام: “بي فافرحوا وبذكري فتنعموا”[7].
وقيل: “أن المَلَكَ يستأمر الذاكر في قبض روحه”[8]
وقال بعض العارفين: “إن في الجنة قيعانا، فإذا أخذ الذاكر في الذكر، أخذت الملائكة في غرس الأشجار فيها، فربما يقف بعض الملائكة فيقال له: لم وقفت؟ فيقول: فتر صاحبي”[9].
وقال ابن القيّم: “إن العبد ليأتي يوم القيامة بسيئات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل به”[10].
وشكى رجل إلى الحسن البصري رحمه الله قسوة في قلبه فقال له: “أذبه بذكر الله”.
وقيل لأبي عثمان نحن نذكر ولا نجد في قلوبنا حلاوة!! فقال: “احمدوا الله على أن زَيَّنَ جارحة من جوارحكم بطاعته”[11].
وقيل: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرع كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فتجتمع عليه الشياطين فيقولون ما لهذا، فيقال قد مسه الإنس[12].
وقال سهل: “ما أعرف معصية أقبح من نسيان هذا الرب”[13].
وقيل: الذكر الخفي لا يرفعه الملَك، لأنه لا اطلاع عليه، فهو سري بين العبد وبين الله عز وجل[14].
[1]– الأنفال: 45
[2]– البقرة: 152
[3]– عن أبي الدرداء مرفوعا. رواه الترمذي، قال الحاكم أبو عبدالله: إسناده صحيح.
[4]– البقرة: 152
[5]– البقرة: 152 .
[6]– القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
[7]– ذكره مالك بن ديبار
[8]– القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
[9]– القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
[10] ـ في الجواب الكافي لابن القيم.
[11] ـ القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
[12] ـ القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
[13] ـ القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
[14] ـ القول السديد للعلامة الحجوجي: 24
الطريقة التجانية