بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
إليكم هذه الرسالة التي هي من إعداد الأخت نفيسة بنت الداه بن الشيخ أحمدو بن اشيخ محمد الحافظ العلوي الشنقيطي
الطريقة التجانية مشيدة بالكتاب والسنة:
وصية لي ولإخواني :
أبدأ هذه الوصية بآيات من كتاب الله كان الشيخ إبراهيم رضي الله عنه قد افتتح بها بعض رسائله ووصاياه لأصحابه كما في كتاب “جواهرالرسائل“:قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }،وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،وقال عز وجل: { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}، وقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين}،صدق الله العظيم.
لقد كان الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه آية من آيات الله في موافقة الشريعة ومتابعة السنة، فكان وقافا على الحدود حافظا للعهود، ممتثلا أوامر مولاه مجتنبا نواهيه، قد حكم السنة في نفسه وأتباعه وجعلها شعاره في أقواله وأفعاله وهو الذي أعلنها في قولته المدوية، لما سألوه: هل يكذب عليك؟ فقال: نعم، لكن“إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه”. وهو الذي يقول: التصوف هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة.ونقل عنه في كتاب “روض المحب الفاني“: لا خلاف بين وسائل الشريعة و الحقيقة،وفيه أيضا : شرط الورد المحافظة على الصلوات و الأمور الشرعية، و إياكم و لبس حلة الأمان من مكر الله، فإنها عين الهلاك. و يقول في جواهر المعاني: فالواجب على المريد الصادق أن يستغرق في أنوار الحقيقة باطنا و يعمل بالشريعة ظاهرا حفظا للمراتب و هو الصراط المستقيم لإتباع الرسول صلى الله عليه و سلم.
و يقول شيخ الإسلام الحاج إبراهيم انياس رضي الله عنه كما في الرسالة الحادية عشرة من جواهر الرسائل : إن طريقة الشيخ التجاني رضي الله عنه التي نحن عليها ليست إلا امتثال ما أمر الله به و رسوله صلى الله عليه و سلم، فمن امتثل الأوامر و ترك النواهي فهو منا، و من لا فلا. ويقول في الرسالة الخامسة: و عليكم بطاعة المقدمين مهما أمروكم بمعروف.و لا بد لكم من تغيير المناكر التي تقع بين الإخوان باليد و اللسان و القلب كما في الحديث الشريف.
وقد أوجب الشيخ رضي الله عنه على مريديه حفظ الرسالة التي يحثهم فيها على تغيير المناكر التي تقع بحضرتهم وعلى التمسك بالسنة الغراء في القول والعمل، في الظاهر والباطن، ويزجرهم قائلا: ومن لم ينزجر بها فأشهد الله و اشهدوا أني بريء منه، و لا أبرأ إلا بعد براءة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم.إلى أن يقول:و من انتسب إلى الله و صار يصد عن سبيله بارز الله بالمحاربة و صار في حيز أهل الإنكارالأشقياء لكونه سببا لذلك،و لابد من أخذ آداب السلوك منا كما أخذتم حقائق الجذب و من فعل ذلك فقد فاز فوزا عظيما … أما من ينتسب إلينا ويرتكب شيئا من مخالفة الشريعة المطهرة الشريفة باقتحام المحرمات و ترك المأمورات فأشهد الله و أشهدكم أني بريء منه، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء.
وفي الرسالة الـ 18 من جواهر الرسائل، يقول الشيخ رضي الله عنه:
واعلموا رحمكم الله أن كثيرا من المدعين صد الناس عن سبيل الله بعدم الإستقامة. إلى أن يقول:إن كشف أسرار الربوبية بين المحجوبين أشد عند الله من الحرام،لأن العبد إما أن يشهد الحق وحده فلا كلام له و لا إشارة لفنائه، وإما أن يشهد الخلق فهو مكلف شرعا وغير هذين المشهدين باطل ولو ظن صاحبه أنه باطنا،والباطن لا يكون ظاهرا:
لا تقتدي بالذي زالت شريعته عنه ** و لو جاء بالإنباء عن الله
ويقول شيخنا الشيخان رضي الله عنه:
طَرِيقُ الشَّيْخِ مَــــرْكزُهَا قَوِيٌّ ** وَقُوَّتُهَااسْتِقَامَـــــةُ أَهْلِهَا فِي
وَإِنَّ الشَّيْـــــخَ مِنْ ذَاكُمُ بَرِيئٌ ** وَإِنِّي سَوْفَ أَمْشِي خَلْفَ هَادٍ
صِحَابَ الشَّيْخِ جِدُّو وَاسْتَعِدُّوا ** وَفِيهِ الصِّدْقُ فِي الأَعْمَالِ شَرْطٌ
بِقُـــوَّةِ وَضْعِهَا بَابًا وَفَصْــــــلاَ ** حِفَاظِ عُهُـــودِهَا فَرْعًا وَأَصْلاَ
وَلَوْ فَـــاقَ ابْتِدَاءً نَهْلاً وَعَـــلاَّ ** هَدَانِي لَنْ أَكُــــــونَ عَلَيْهِ كَلاَّ
لِمَوْقِفٍ السَّرَائِرُ فِيهِ تُبْلَـى وَمَا** فِي السِّرِّ فِي الأُخْرَى سَيُجْلَى
إخواني في الله وفي الشيخ، تيمنا وتبركا بما قاله سيدي الشيخان رضي الله عنه:
وَرَبُّ النُّصْحِ وَاجِبَهُ يُؤَدِّ سَوَاءً عِنْدَهُ أَيُطَاعُ أَمْ لاَ أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والجهر وبالتمسك بما ثبت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، قولا وعملا، عقيدة وشريعة، لتظفروا بمرادكم من الحق جل وعلا ظاهرا وباطنا،فالحساب يوم تعرضون على بارئكم سيكون بالأعمال، قال جل من قائل: {لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون}، وقال عز وجل: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون}، وقال: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقال: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقال: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون}، وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه، كما في صحيح مسلم: يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه،وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه .
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
نفيسة بنت الداه ولد محمد عبد الرحيم ولد الطلبه
معتذرة وراجية من إخوانها الدعاء الصالح