مقالات

تباشر المولد السعيد واحتفال الموقع

تباشر المولد السعيد واحتفال الموقع
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على صاحب الذكرى الحبيب المصطفى الذي احتفل بمولده الكون أجمع وسن بالحسنى احتفاله وراثة سلفية كابر عن كابر والسلام مجدد لآل البيت الطاهرين المتزعمين حركية الإحتفال بجدهم الأقدس الأنور لا مبتدعين في الدين ما ليس من أصوله ولكن إحياء لمدرسة آل البيت التي حمل لواءها السيدة خديجة الطاهرة وسيدنا علي كرم الله وجهه

 

يتابع الإمام البوصيري حججه ومحاجته للنصارى واليهود على ما تمادوا فيه من نكران وحسد وتجاهل لما خص الله به الإسلام والمسلمون من عناية ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء”.
ثم قال رضي الله عنه:
قَـدْ عَـلِـمْـتُـمْ بِـظُـلْـمِ قَـابِـيـلَ هَـابِـيـــ
ـــلَ وَمَــظْلُـــومُ الإِخْـوَةِ الأَتْـقِـيَـــاءُ
قصة قابيل مع هابيل معلومة باستقراء الأخبار لا تحتاج إلى ذكر، هي أشهر من أن تذكر. “ومظلوم الأخوة الأتقياء”: هو سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام وإخوته حيث وصفوه بالسرقة بقولهم قالوا ﴿إِنْ يَّسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ﴾ فعيروه بما لا عار فيه، إنما أرادوا الدفع لما لحقهم من العار في ظهور صورة السرقة على أخيهم، وهم معيرون بها [مع أخيه] على ما جرت به العادة فأرادوا دفع ذلك بقولهم: ﴿إِنْ يَّسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ﴾ فأجابهم بقوله ﴿أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾. وقصته في السرقة معلومة عليه الصلاة والسلام لأنه سرق صنم جده من أمه وذهب به حتى لا يُرى – وكان من ذهب وفضة مرصع بالياقوت – فحملته الغيرة الإلهية أن يرى أن يعبد من دون الله تعالى فسعى في تلفه بما يقدر عليه، وما حمله على ذلك طلب المال أوالهلع في الحرص على الدنيا كما هو شأن العوام، وإنما هي الغيرة الإلهية كما قلنا في إهلاكه لمن يعبد من دون الله تعالى. فكانت له تلك السرقة في غاية المدح والشرف وشفوف المرتبة علوا وظلمهم له حيث عيروه بها وليست بعار، ولذا قال: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ عليه الصلاة والسلام.
ثم قال رضي الله عنه:
وَسَــمِـعْـتُـــمْ بِــكَــيْـــدِ أَوْلادِ يَــعْــقُـو
بَ أَخَــاهُـــمْ وَكُــلُّــهُــمْ صُـلَـحَــــاءُ
قصة أولاد سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام معلومة مشهورة لا يحتاج إلى ذكرها. قوله “وكلهم صلحاء” الراجح والجمهور على أنهم أنبياء.
ثم قال رضي الله عنه:
حِــــيـــنَ أَلْــقَــوْهُ فِــي غَـيَــبَـةِ جُبٍّ
وَرَمَــوْهُ بِالإِفْـــــــكِ وَهْــــوَ بَــــرَاءُ
فَــتَـــأَسَّــوْا بِـمَـنْ مَـضَــى إِذْ ظُلِمْتُمْ
فَالــتَّــأَسِّــي لِلـنَّـفْـسِ فِـيـهِ عَـــــزَاءُ
الإفك الذي رموه به هو: قولهم للذين باعوه إنه عبد مملوك لنا، هذا هو الإفك الذي رموه به وهو منه براء. وقد قال لهم الذين اشتروه منهم حين قالوا هو عبد مملوك لنا قالوا لهم ما نرى عليه صورة العبودية، نرى أخلاقا حسنة ومكارم من الأوصاف عالية ليست من العبودية في شيء، قالوا لهم إنه عبد مملوك لنا ولكن رُبيَّ في وسطنا وتخلق بأخلاقنا فسألوا يوسف – يعني سألوه المشترون له – عما قال إخوته، فقال عليه الصلاة والسلام رُبيت في وسطهم وتخلقت بأخلاقهم فسكتوا واشتروه وذهبوا به، فهذا هو الإفك الذي رموه به وهو منه براء لأنه ولد أبيهم عليه الصلاة والسلام.
ثم قال رضي الله عنه:
أَتُــرَاكُــمْ وَفَّـيْـتُـــمُ حِـيـنَ خَــــانُـــوا
أَمْ تُــــرَاكُــمْ أَحْـسَـنْـتُـــمْ إِذْ أَسَـــــاؤُا
اعلم أنه يخاطب أهل الكتاب وهم النصارى في كفرهم بنبينا صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، بقوله أتراكم يعني: يا معشر النصارى وفيتم بأمر الله حين خانه اليهود في عدم الوفاء بعهده – وفيتم يعني بما عهد الله إليكم في الإنجيل وعلى لسان عيسى عليه الصلاة والسلام من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، ونصرته – أتراكم وفيتم لله بهذا العهد حين خانوه اليهود في عهده أم تراكم أحسنتم في القيام بأمر الله تعالى والوفاء بعهده إذ أساءوا؟
يعني اليهود أساءوا لمخالفة أمر الله تعالى وهو الأمر الذي أمرهم به في التوراة وعلى لسان موسى عليه الصلاة والسلام فيما أمرهم وعاهدهم في الإيمان بعيسى وبمحمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالإنجيل والقرآن، فحين أساءوا، اليهود بمخالفتهم لهذا العهد أتراكم أنتم أحسنتم في الوفاء بعهد الله حين عهد إليكم بالأيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، فهو استفهام لكنه ورد مورد الإنكار والطعن والطرد للمستفهم.
ثم قال رضي الله عنه:
بَـــلْ تَــمَـــــادَتْ عَـلَـــى التَّجَاهُلِ آبَا
ءٌ تَــقَفَّتْ آثَارَهَا الأَبْنَاءُ
بعد فراغه من الاستفهام الذي أراد به الإنكار والتوبيخ الخ أجاب عن استفهامهم بعد أن استفهمهم، قال إنكم لم تجيبوا أمر الله سبحانه وتعالى ولم تمتثلوه بل تمادت على الجهالة آباؤهم الذين حضروا وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفوه صورة وعينا وزمانا ثم كفروا به ظلما وحسدا وعنادا. فهذه الآباء الذين تمادت على الجهالة وتقفت آثارها أبناؤها يعني عملوا مثل عملهم في مخالفة عهد الله وأمره.
ثم قال رضي الله عنه:
بَــيَّــنَـتْـهُ تَــوْرَاتُــهُــمْ وَالأَنَـاجِــيـــــ
ـــلُ وَهُــمْ فِــي جُــحُــودِهِ شُـــرَكَاءُ
يعني أن الذي بينته لهم توراتهم والأناجيل هو عهد الله إليهم وشدة تأكيده عليهم في وجوب الإيمان بالختم الأكبر خاتم الرسالة والنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ، وذلك العهد بينته توراتهم وأناجيلهم وهو مسطر في كتبهم بحيث أن لا محيص لهم في رده وتكذيبه. قال فهم في جحودهم شركاء فيما خالفوا فيه أمر الله وعهده يعني اليهود والنصارى.
ثم قال رضي الله عنه:
إِنْ تَقُولُوا مَا بَيَّنَتْهُ فَمَا زَا
لَتْ بِهَا عَنْ عُيُونِهِمْ غَشْوَاءُ
يعني أن تقولوا معشر أهل الكتابين ما بينته التوراة والإنجيل يعني، وهو عهد الله لهم بالإيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ، إذا أنكرتم وقلتم ما بينته التوراة والإنجيل فما زالت الغشاوة عن أعينهم بالتوراة والإنجيل بل هم في عمى وظلام على البصائر.
ثم قال رضي الله عنه:
أَوْ تَقُولُوا قَدْ بَيَّنَتْهُ فَمَا لِلأُ
ذْنِ عَمَّا تَقُولُهُ صَمَّاءُ
يعني إن قلتم ما بينته التوراة والإنجيل فالغشاوة على الأعين والبصائر. أو تقولوا قد بينته، فما للأذن عما تقوله صماء، يعني لا تسمع ولا تعقل، يعني لا وجه لاستمساككم بدينكم وإعراضكم عن دين الإسلام.
ثم قال رضي الله عنه: 

عَــرَفُـــوهُ وَأَنْــكَــــرُوهُ وَظُــلْــمـــــاً
كَـــــتَــمَـتْــهُ الـشَّــهَــادَةَ الـشُّـــهَـدَاءُ
يعني أنهم شهداء بتقرير عهد الله في أعناقهم من وجه لا يجدون عنه مصرفا ولا إلى غيره معدلا وهم مقرون بهذه الشهادة، ثم كتموا هذه الشهادة ظلما وهم بها شهداء، يعني يعلمونها ويعرفونها وكتموها ظلما وعدوانا.
ثم قال رضي الله عنه:
أَوَ نُـــــورُ الإِلَـــهِ تُـــطْــفِـئُـهُ الأَفْــــ
ـــوَاهُ وَهْــوَ الَّـذِي بِـهِ يُـسْـتَـضَــــاءُ
ثم استفهم تعجبا قال أونور الإله تطفئه الأفواه وهو في غاية البعد عن إطفاء الأفواه فإنها لا سبيل لإطفائه.
قوله “وهو الذي به يستضاء”: استفهم في هذا البيت تعجبا وإنكارا ونفيا لما استفهم عنه لكونه من البعد في غاية لا تلحقها العقول.
قال “أو نور الإله تطفئه الأفواه”: فإن هذا في غاية البعد لأن نور الإله امتلأ الكون به والفم إذا نفخ فإنه في غاية الضعف. ومثاله في الشاهد نور الشمس فليست تقدر الأفواه على إطفائه ولو نفخت عليه طول الأبد كأنها لم تنفخ، فإنه قال به يستضاء يعني أن نور الإله به استضاءت الأكوان كلها وهي في غاية كثرتها وتعددها فكيف يمكن أن تطفئه الأفواه، والمثال الذي ذكرناه في الشمس بين اهـ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى