بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد اللـه رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وعلى آله الطاهرين وأصحابه الخيرة النجباء الأكرمين.
وبعد ،
فيقول العبد الضعيف عبد الله بن مصطفى العلوي الرافعي ، أحد فقراء الطريقة اﻷحمدية التجانية ، من أبناء المدينة المنورة :
سألني بعض اﻹخوة من فقراء الطريقة التجانية عن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، بالصفة المتعارف عليها المنتشرة اليوم عند أهل التصوف وغيرهم من قراءة سورة يس جماعة أربعة مرات ، وتكون لكل مرة منها نية معينة ، والبعض يقرأها في أربع ركعات مع دعاء معروف متداول ، يسأل عن حكم فعل ذلك في زوايا الطريقة التجانية ، أو في بيوت الفقراء التجانيين .
فأقول في جوابه مستعينا باللـه تعالى وحده :
أما فضل الليلة فثابت معلوم مشهور ، كتب فيما جاء في فضلها من اﻷحاديث النبوية الشريفة بعض اﻷئمة الماضين أجزاء حديثية خاصة .
وكذلك اعتناء الناس بإحيائها بالعبادة وأنواع الخيرات ، قديم شائع ، ويكفي في ذلك ما ذكره الفاكهي تلميذ البخاري في كتابه أخبار مكه من فعل أهل مكة ليلتها ونزولهم بأهليهم وأولادهم إلى المطاف وقراءتهم اﻷعداد الكبيرة من سورة اﻹخلاص واﻷذكار ،
وكذا ماذكره ابن رجب في ” لطائف المعارف ” من فعل التابعين من أهل الشام ، مثل خالد بن معدان ومكحول ، وجمعهم الناس على إحيائها ،
وأما جمهور أصحاب اﻹمام مالك ومن قبله من فقهاء المدينة كزيد بن أسلم وغيره فقد حكموا على هذا الاجتماع الذي يفعله أهل الشام بالبدعه .
وأما ورود أدعية وأذكار خاصة بها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مما لم يثبت ،
والدعاء المشهور : ( اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب… ) الخ إنما هو مروي من قول سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وبعض التابعين ،
ولكنه – فيما رأيت – ورد عنهم مطلقا غير مرتبط بهذه الليلة ، وإن كان لفظ الدعاء يوحي بهذا الارتباط جدا ، وأسانيد ذلك كلها ضعيفة .
وأما هذه الكيفية المنتشرة التي فيها تلاوة سورة يس ثلاثا ، فلم نعثر على أصلها رغم طول البحث ، وكان شيخنا العلامة السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله قد بحث كثيرا عن ذلك ، وكلفني أيامها بالبحث عن ذلك في المجاميع الخطية ودواوين اﻷذكار المخطوطة فلم نتوصل إلى أصلها .
ولا نقصد باﻷصل هنا اﻷصل في السنة أو أفعال الصحابة ، فذلك مقطوع بعدم وجوده ، وإنما كنا نبحث عن مصدر هذه الكيفية في دائرة الولاية وكتب التصوف ،
وكل التصانيف والمجاميع التي عثرت أيامها على هذه الكيفية فيها كانت من كتب المتأخرين ، أما المتقدمين فلم نعثر على أحد ذكرها منهم ، وهذا يدل على أنها ظهرت على يد أحد مشائخ هذه اﻷعصر القريبة ، والله أعلم .
فالراجح أن هذه الكيفية من إنشاء بعض اﻷولياء إلهاما من الله ، أو تلقيا من الغيب كما هو معروف في مصادر التلقي عند أهل التصوف .
وأما في فقه الطريقة التجانية المقصود بهذا السؤال فاﻷمر يخالف تماما هذا التواطأ الشائع في التوجه بهذه الكيفية ، سواء عند العامة أو عند أهل الطرق الصوفية اﻷخرى ، وسوف أذكر ذلك في نقاط متسلسلة واضحة ، وباختصار تقتضيه هذه الرسائل الهاتفية المحدوده[1] .
فيجب على الفقير التجاني أن يعلم :
1- أن سيدنا الشيخ رضي الله عنه لم يكن يفعل فعلا ، سواء في ذات نفسه ، أو فيما يرشد إليه فقراءه وتلاميذه في طريقته المحمدية ، إلا ما يعلمه إياه سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ، ويأمره به أو يقره عليه.
2 ـ وأن سيدنا الشيخ – بعد أن أكرمه الله تعالى بهذا التلقي النبوي اﻷقدس – لم يكن يعبأ بإنكار أهل الطرق الصوفية اﻷخرى مخالفته إياهم في كثير مما درجوا عليه ، بل لم يكن يعبأ بإنكار فقهاء عصره عليه فيما خالف فيه المذهب المالكي وغيره في بعض المسائل الفقهية ،
وقد ألف العلامة الكبير السيد محمد بن علي السنوسي الخطابي المعروف ، أحد أكابر محدثي وعلماء عصر الشيخ رسالة في الدفاع عن سيدنا رضي الله عنه فيما ينكر عليه من مخالفة المذهب ، وذلك بعد التقائه بسيدنا ورؤيته لسمته ، ثم اجتماعه بعدها بمصر ببعض المنكرين الفاسيين على الشيخ .
أما إنكار أهل التصوف عليه فقضية يطول بسطها ، وفيها مؤلفات كثيرة ، ومن أوسع وأدق كتب إنكار أهل التصوف على سيدنا رضي الله عنه ما كتبه البكاي حفيد سيدي المختار الكنتي القادري ، العدو اللدود للحاج عمر الفوتي ، وهي التي رد على بعضها الفقيه الكنسوسي في كتابيه “الجواب المسكت” و ” الحلل الزنجفوريه ” ، وفي مكتبة باريس الوطنية وغيرها من خزائن المخطوطات الكثير من تقاييد البكاي وتآليفه ضد موﻻنا الشيخ وطريقته ، وفيها ما لم يدخل في دائرة دفاع الفقيه الكنسوسي ، ومثلها بل أشد منها في ناحية علوم الحقائق وعلوم الباطن مؤلفات أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني صاحب كتاب ” خبيئة الكون ” الذي رد عليه العلامة كنون بكتاب ” الدر المنظوم في نصرة القطب المكتوم ” وكتاب ” النطق المفهوم ” ورد عليه أيضا العلامة سكيرج والطماوي المصري وغيره ،
3 ـ وأن من اﻷمور التي خالف فيها الشيخ أهل الطرق الصوفية اﻷخرى غير عابيء بإنكارهم ذلك ما هو ثابت من نهيه أصحابه عن كل العبادات الجماعية المحدثة ، والتي انتشرت في أوساط الطرق الصوفية انتشار النار في الهشيم ، فلم يستثن من ذلك سوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، مع اشتراطه أن لا يكون ذلك إلا بسرد شيء من شمائله صلى الله عليه وسلم ، وقراءة شعر المديح النبوي الموصوف بالجودة والوضوح ، كالبردة والهمزية للبوصيري ،
وما يفعل في بعض زوايا الطريقة من الاحتفال بالمناسبات النبوية اﻷخرى مثل ذكرى الإسراء والمعراج أو الهجرة النبوية أو يوم بدر ، فهو ليس من فعل سيدنا ، وإنما فعله الفقراء قياسا على استحبابه رضي الله عنه الاحتفاء بذكرى المولد الشريف ، وإن سلمنا بصحة القياس هنا ﻷن المقصود بالاحتفال بحوادث سيرته صلى الله عليه وسلم هو تعظيمه وربط الزمان به ؛ وليس تقليدا ﻷحد من أهل الطرق الصوفية اﻷخرى ؛ فإن صحة هذا القياس مقيدة بالمحافظة على طريقة الاحتفال التي وجه إليها سيدنا رضي الله عنه.
وللعلم ، فإنه حتى في اجتماعات أصحابه التي كانوا يدعونه إليها في دورهم ، لم يكن فيها سوى سرد ذلك ، وعندي في ذلك وثائق مخطوطة أنا بصدد نشرها قريبا إن شاء الله .
فليس في الطريقة التجانية اجتماع على عبادة سوى تلاوة القرآن الغير مقيدة بمناسبة ، وذكر الوظيفة ، وذكر الجمعه.
وليس فيها من الاحتفاﻻت سوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
4 ـ وأن شأن سيدنا الشيخ رضي الله عنه قبل الفتح كان كشأن غيره من طلبة العلم ، ومن أهل التصوف ، فكان ينقل الكثير من الفوائد والخواص واﻷدعية من كتب التصوف ، ومن كتب وكنانيش علوم اﻷسرار وغيرها ،
وقد بقي منها الشيء الكثير بخطه رضي الله عنه إلى وقتنا الحاضر ، وكنت قد اجتهدت في جمعها من خزائن ساداتنا الشرفاء من أحفاده رضي الله عنهم في عين ماضي وفاس ، ومن خزائن أحفاد سيدي الحاج علي التماسيني ، وخزائن الكثير من مقدمي وعلماء الطريقة ، وقد أهديت الكثير من اﻷحباب نماذج منها زادت على الثلاثمائة ورقة بخطه رضي الله عنه.
5 ـ وأن الكثير مما وجد بخطه رضي الله عنه ، بل غالبه ، سواء مما كان ينقله من الكتب والكنانيش ، أو مما تلقاه عمن لقيه من الرجال واﻷولياء ، دخل بعد الفتح فيما أمره سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بتركه واﻹعراض عنه ، وهذا أيضا عندي فيه وثائق ونصوص مخطوطه.
6 ـ وأنه لا يجوز في قواعد طريقته رضي الله عنه قراءة أي ذكر ، أو التعبد بأي كيفية أو خاصية ، اعتمادا على مجرد العثور عليها بخطه ، فذلك لا يجوز ﻷحد كائنا من كان ، بل بعض ذلك داخل في أوراد المشائخ التي يجب تركها لمريد الدخول في الطريقة التجانية ، وقد رأيت بخط يده رضي الله عنه أوراد الطريقة الخلوتية ، واﻷسماء والخواص التي أجازه بها أحمد بن عبد الله الهندي وتلميذه محمد الحنفي السني ، وهما من أهل الطريقة الشطارية ، ورأيت بخطه ورد الطريقة الناصرية ، وكذلك الشاذلية ، وأمثالها ، وقطعا متفرقة من كتاب شرح الشناوي على الجواهر الخمس ، وغيرها،
فهذا كله – مع هذه الوجادة بخط يمينه المباركة – داخل في المنع المحكم المعروف.
7 ـ وأن كل من يزعم أن سيدنا رضي الله عنه كان يرشد أصحابه إلى الاجتماع ليلة النصف من شعبان لأداء كيفية معينة من العبادات الجماعية ، أو الاجتماع يوم اﻷربعاء اﻷخير من صفر كذلك ، فقد افترى وكذب على الشيخ ،
والصادقون من المقدمين الذين أدركناهم وكانوا يفعلون ذلك ، أو يفتون بإباحته مثل العلامة الحاج إدريس العراقي وأمثاله ، إنما حاكوا بعض الخاصة من المتقدمين في الطريقه ، وأولئك اعتمدوا على أحد أمرين : إما وجادة ذلك بخطه رضي الله عنه ، والذي حذرنا من اعتباره مصدرا ، وقلنا بأن ذلك لا يجوز عده مصدرا أو نصا في إباحة هذه الأفعال ، أو محاكاة وتقليدا لعموم أهل التصوف ، وهو أمر خطير ، يفتح بابا للفساد لانهاية له .
والنقاش الذي دار بيني وبين الحاج إدريس العراقي رحمه الله ، على وجه الخصوص ، حول هذه القضية ، وحول قضايا أخرى مثل قراءة الوظيفة على الجنازة ، والاجتماع لقراءة عدد اللطيف الكبير ، وغير ذلك ، وما دار بيني وبين سيدي الوالد رحمه الله ، وغيرهما من المقدمين ،
ﻻ تحتمل هذه الرسائل الهاتفية ذكره ،
لكني أستطيع أن أجزم بأن وقوع بعض المقدمين المقتدى بهم في مثل هذه اﻷفعال لا يخرج أصله ومصدره عن أحد اﻷمرين المذكورين ، وكلاهما خطأ وخطير.
وأما إثبات ذلك بالرواية المتصلة عن سيدنا رضي الله عنه فأستطيع أن أقول اليوم دون وجل أن دونه خرط القتاد .
7 ـ أن مجرد الحكم ببدعية مثل هذه اﻷفعال داخل دولة الطريقة ، مثلما فعل العلامة سيدي العربي بن السائح ، والمقدم الفقيه محمد بلقاسم بصري المكناسي ، وتبعهما العلامة سكيرج ، من الحكم ببدعية الاحتفال بيوم الثامن عشر من صفر ، كونه اليوم الذي ارتقى فيه سيدنا مقامه المعلوم ، اعتمادا على نص تسرب للعامة من كتاب المشاهد المنسوبة للحاج علي حرازم ، فإني أرى أن هذا الحكم بالبدعية كان شطر الحكم وليس كله ، وبقي الشطر المتعلق بحكم زيادة شيء في هذه الطريقة أو نقصان شيء منها ،
ولعل هؤلاء السادات اﻷكابر رأوا أن مقصد المحتفلين بهذا اليوم إنما هو تعظيم الشيخ رضي الله عنه ، وسرد سيرته لتحريك محبته وتجديد العهد بها، فاكتفوا بالحكم بالبدعية ، ولكن تحرير قضية حكم زيادة شيء في الطريقة ، تحريرا فقهيا قائما على قواعد الطريقة التي أرساها سيدنا الشيخ ، مجردا عن العاطفة والمحاباة ، سوف يؤدي إلى الحكم بخروج فاعل ذلك عن الطريقة التجانية قطعا .
ومثله من اخترع قضية الاحتفال بمولده رضي الله عنه ،
فإن ذلك كله وأمثاله هو زيادة شيء في الطريقة التجانية ، وهي الطريقة الصوفية الوحيدة على وجه اﻷرض اليوم التي لا تقبل الزيادة والنقصان ، ﻷن شؤونها كلها لا مرجعية فيها ﻷحد سوى الشيخ رضي الله عنه ، فمن زاد فيها شيئا أو نقص شيئا من عند نفسه ارتفع عنه اﻹذن وخرج منها ، ولزمه التجديد ، كائنا من كان
9 ـ وأن الذي وجد بخطه رضي الله عنه مما يتعلق بالكيفية المذكورة بتلاوة سورة يس ليلة النصف من شعبان ، والذي نقله بعض المقدمين ، وقد رأيته بخط المقدم العلامة محمود بن المطماطيه القسنطيني وذكر أنه نقله من خط من نقل من خط سيدنا الشيخ رضي الله عنه ، ورأيته أيضا بخط المقدم العلامة العروسي بن عبد الله ، ورأيته بخط العلامة الفاهاشم الفوتي المدني ، ورأيته مرارا بخط العلامة الفقيه الحجوجي ، فليس فيه فعلها جماعة ، وإنما فيه فعل اﻹنسان لها منفردا ، وأما أنا الضعيف فرأيتها بخط يمينه رضي الله عنه ضمن أوراق فيها بعض ما تلقاه عن الحاج فرج التونسي ، وهذا يدل على أن ذلك مما كان عنده قديما قبل الفتح.
وللفائدة أنقل هنا نص ذلك :
” يصلي ليلة النصف من شعبان أربع ركعات ، بتسليمتين ، كل ركعة منها بالفاتحة وسورة يس ، ويدعو في كل سجود بالدعاء النبوي الذي سمعت السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به في تلك الليلة : ” اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ “
وتكون النية في الركعة اﻷولى حصول الغنى عن الناس بالله تعالى ، وفي الثانية طول العمر في طاعة الله، وفي الثالثة حسن الخاتمة والموت على اﻹيمان ، وفي الرابعة دخول الجنة مع الزمرة اﻷولى التي بغير حساب. وإذا سلم من الركعتين اﻷوليين دعا بهذا الدعاء ، ثم إذا سلم من الركعتين اﻷخريين كذلك دعا به ، وهوهذا:
” اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ، وَلَا يُمَنُّ عَلَيْكَ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، ظَهْرَ اللَّاجِئِينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَمَأْمَنَ الْخَائِفِينَ. إِنْ كَانَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَنِّي شَقِيٌّ ، فَامْحُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ شَقَائِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا، وَإِنْ كَانَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَنِّي مَحْرُومٌ مُقَتَّرٌ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ ، فَامْحُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ حِرْمَانِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا مُوَفَّقًا لَكَ فِي الْخَيْرِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى نَبِيِّكَ: [يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ]” .
انتهى
ويلاحظ أنه ليس فيها ما في الصيغة المعروفة عند الناس (إلهي بالتجلي اﻷعظم في ليلة… الخ ) .
10 ـ وأنني عثرت على رسالة منقولة من خطه رضي الله عنه بعث بها إلى الشريف باﻷعرج اﻷمقراري ، من ضمنها قوله له : ( ولا تنسني في ليلة النصف من شعبان المباركة من دعواتك ، واحرص على قيام ليلها وصيام نهارها ، واملأها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالذكر والدعاء خصوصا الاستغفار للنفس والمؤمنين والدعاء المعلوم الذي سمعته السيدة عائشة يدعو به ليلتها صلى الله عليه وسلم
” أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ” ، فإنها إحدى أعظم النفحات الربانية الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله في أيام دهركم نفحات …)
والرسالة غير مؤرخة ، ولم يذكر له فيها اجتماعا ولا الكيفية المذكورة ، بل لم يذكر له سوى موافقة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
هذا، وفي القضية وثائق ونصوص أخرى أسأل الله أن يوفقني ﻹظهارها ونشرها ضمن ما أنا مشتغل بتهيأته للنشر إن شاء الله ، والله المستعان وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
المدينة المنورة
عبد الله بن مصطفى العلوي الرافعي
في يوم الرابع عشر من شهر شعبان
عام 1437 للهجرة الشريفه.
الموافق:
21 ماي 2016
[1] ـ نعم جزاك الله خيرا
وهذا الذي ذكره الشريف البحاثة مولاي عبد الله العلوي هو الذي عندنا و الذي سمعناه من الوالد عن المقدم سيدنا عبد السلام الجاي و غيره من محققي المقدمين بل وكان المقدم المذكور رضي الله عنه يقول من ءامن أن الطريقة متلقاة عن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم فلا يحل له أن يزيد حرفا من أذكرها و أحكامها ولا ينقص ولو مثل : سبحان ربك رب العزة عما يصفون….. في أمور أخرى تقتضي المباحثة.
فأنا عبد ربه عبد اللطيف الأشقري السائل لطفا من الخالق الباري أوافق مولاي عبد الله فيما قاله هاهنا حرفا حرفا جزاه الله خيرا عن الذب عن حمى القطب المكتوم و طريقته و ما أحوجنا إليه و إلى أمثاله