رســـالــــــة
سـفـيـنـة الـنـجـاة
من مهلكات البحر الخفية
لمن أراد أن يكون أصيلا في الطريقة التجانية
لـــمــــؤلـــفـــهــــا
محمد الطاهر بن يوسف السوداني
خويدم طريقة الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني
رضي الله تعالى عنه ونفعنا به
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
الـمـقـدمـة:
الحمد لله الذي خلق الأكوان ونظمها تنظيما، وشرف بعض مخلوقاته بالتكليف فعبدته إجلالا وتعظيما، ملتزمة بشرفها الذي منحت به منه تفضلا وتكريما، والصلاة والسلام على من قال: (ما عرفني غير ربي) فدون معرفته كلت الفهوم، عليه صلوات الله وسلامه ما التزم مكلف وأوفى بما عاهد عليه الله ففاز فوزا عظيما، وعلى آله وصحبه وسلم يا رب تسليما. وبعد فيقول عبيد ربه الموقع اسمه مصغرا أدناه، المعترف بما فعله من الخطايا وجناه، الفقير الحقير للملك الغني العزيز الذي خلقه فسواه:
لقد أردت أن أضع رسالة بعون الله صغيرة الجرم وقليلة المعنى وناقصة التركيب النحوي وركيكة الألفاظ ودارجية اللغة، وإنني لم أكن أهلا لأن أكتب حرفا أو سطرا يستفاد منه لعلمي بنفسي أنني خال من كل صفة علمية أتصف بها أو كمالية أمدح عليها، ولكن دفعني دافع قوي وعسى أن يكون دافع خير وأراد الله ذلك: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) يس 83.
وسميت هذه الرسالة: (سفينة النجاة من مهلكات البحر الخفية لمن أراد أن يكون أصيلا في الطريقة التجانية). والأسباب الدافعة لي في تأليفها: أنني رأيت التساهل من بعض الإخوان المقدمين رضي الله عنهم المغرضين المستفيدين في هذه الطريقة، عدم المبالاة بهذا الشرط القوي المتفق عليه من جميع التجانيين وهو عدم زيارة الأولياء مطلقا بل وأغلب الشروط، ولما رأيت ذلك التساهل منهم وضعت هذه الرسالة ردا على تعليلاتهم وتأويلاتهم الفكرية، وهي معززة بالنصوص والبراهين القطعية لنقص التعليلات والتأويلات الفكرية والنظرية. وقصدت بها نصيحة الإخوان أخذا بالحديث الشريف الآتي: قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة: قلنا لمن يا سيدي يا رسول الله: قال لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم وغيره. أيضا أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
فصل في منع زيارة الأولياء الأحياء منهم والأموات مطلقا في الطريقة التجانية وجميع الطرق الصوفية:
وعليه أبدأ أقول: أن بعض المقدمين المذكور نعتهم أعلاه في رأيهم أن زيارة الأولياء التي منعها سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه في طريقته كما منعت عند جميع القوم من غيره جائزة، ومستدلين في ذلك بجواز زيارة القبور في السنة بعد منعها، وأننا نرد عليهم ونقول: أن الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه لم يساوه أحد في معرفة السنة في عصره كما وأنه رضي الله عنه قد شهدت له جميع علماء الأمة المحمدية الأكابر رضوان الله عليهم بمعرفة السنة، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة مؤلفاته وعلومه الاختصاصية المصطفوية وإشاراته العلوية وحل مشكلاته بعبارات وهبية في جواهر المعاني، وأيضا أن الإخوان قد التبس عليهم فهم المسألة في المنع والتصريح لزيارة القبور في السنة، والتصريح والمنع لزيارة الأولياء في الاصطلاح للقوم رضي الله عنهم، ونحيطهم علما أن سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه لم يمنع زيارة القبور كما وأن السنة لم تتعرض لزيارة الأولياء بل إنما هي تعرضت لزيارة القبور منعا وتصريحا.
وفي ما يلي جملة من الأدلة التي تمنع زيارة الأولياء الاصطلاحية العامة والتي كان الغرض منها الحصول على المنفعة المعروفة عند الجميع، بأن من انفرد بالشيء واقتصر عليه واختص به أحسنه، والمنع مطلقا عند القوم ومتفق عليه. وقد أخذ بذلك سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه كما أخذ أصحابه بقوله الناسخ الأخير، وبه جرى العمل وعليه اتفاق أصحابه رضي الله عنهم، إلا الشاذ الذي رجح المصلحة الدنيوية على غيرها فإنه معذور وحكمه معروف عند جميع القوم. وعليه ها نحن نشرع في بيان ما أمكن نقله من الأدلة:
فصل في منع الزيارة في كتاب (الفتح الرباني):
قال في الفتح الرباني صفحة 24 سطر 20 (وأما الشروط اللازمة المتعلقة بالشخص فهي ثلاثة: الأول ألا يزور أحداً من الأولياء الأحياء منهم والأموات إلا الأنبياء والصحابة والإخوان في الطريقة). وفي الإفادة الأحمدية قال لي صلى الله عليه وسلم مسألة أغفلها الشيوخ وهي كل من أخذ عن شيخ وزار غيره لا ينتفع بالأول ولا بالثاني، وفيها أيضا قال صلى الله عليه وسلم (إذا مر أصحابك بأصحابي فليزوروهم وأما غيرهم من الأولياء فلا)، وهذا الشرط هو أساس الطريقة فيجب على المريد العمل به ولا يلتفت لأقوال الجهلة من المنكرين، فإن الشيخ رضي الله عنه كان يشدد فيه غاية التشديد حتى أن بعض الأصحاب سأله إذا مر على مولانا إدريس رضي الله عنه أيسلم عليه أم لا؟ فأجابه رضي الله عنه بأن لا يسلم عليه. زيادة إيضاح منا:
(وعلة المنع من السلام لأن الولي حي في قبره وأنه يرد السلام لمن يسلم عليه، ورد السلام من الولي للمسلم هو عين المدد الذي منعت الزيارة لأجله عند القوم لأن السلام ورده يحملان في معناهما الدعاء وفي اصطلاحهم ممنوع). وقال الشيخ رضي الله عنه: (الناس كلهم في واد وأنا مع أصحابي في واد). الناس كلهم في جهة وأنا مع أصحابي في جهة، ذكر هذه المسألة صاحب الدرة الخريدة ناقلا لها عن أبي عبد الله الكنسوسي رضي الله عنه. وإياك أن تنظر إلى ما في جواهر المعاني من أن للمريد أن يزور الأولياء الأموات فإن الشيخ رضي الله عنه قد رجع عن ذلك في آخر عمره ونهى مطلقا ولم يذكر ذلك المنع في جواهر المعاني أي في النسخة الأولى لأن مؤلفه قد فرغ من تأليفه قبل وفاة الشيخ رضي الله عنه بستة عشر عاما، وعليه عمل الأصحاب. قال في رفع العتاب: (قد رأيت بخط المقدم بلقاسم عن نسخة من جواهر المعاني أن الشيخ رضي الله عنه رجع عما أذن من زيارة الأولياء الأموات ونهى مطلقا). وفي الإفادة الأحمدية: (أمرني صلى الله عليه وسلم أن أرفع الإذن عن رجلين زارا مولي عبد السلام بن مشيش) نسبة لأن ترك زيارة الأولياء شرط صحة في طريقته (وحين عدم الشرط عدم المشروط) انتهى ما في الفتح الرباني باختصار.
فصل في منع الزيارة في كتاب منية المريد:
وقال في منية المريد بخصوص المنع المطلق المتفق عليه:
يـعطـى لكـل مسلـم تحمـلا عـدم زور الأوليـاء مسجـلا
سـواء الأمـوات والأحـيـاء ويخــرج الصحـب والأنبياء
لا بأس أن يزور بعض الفقـراء بعضـا وذاك حسـن إذا جرى
وكل من أخذ عن شيـــخ وزار سواه لــم ينتفع به ولا المزار
إلى أن قال:
ومـن لبعـض ما تقــدم نبذ يخسر في الدارين إن كـان أخذ
وذا الوعيد قــاله خير الورى لشيخـنا يقظـــة بــلا مرا
ومن يتــب من فعـله ويندم ثــم يجــدد الطـريقة يسلم
زيادة الإيضاح من عندنا: وأما ما في البغية من قوله:
يعطى لكــل مســلم تحملا عدم زور الأولياء مـــسجلا
قال الشارح رضي الله عنه ونفعنا به: (المراد بها هنا قصد الولي للاستمداد منه). فإن الشارح رضي الله عنه ونفعنا به استبعد من أن تكون الزيارة خالية من نية الاستمداد، والزيارة إما أن تكون لله أو لا، وإن كانت لله فلا شك أنه عمل رسمي يستفاد منه، والاستفادة هي المدد وإن لم تكن كذلك فإنها عبث وسوء أدب مع الولي المزار، وربما تكون الزيارة غَرَضية بارزة من هواجس نفسية.
رسالة سيدي محمد بن سليمان المناعي التونسي رضي الله عنه في منع الزيارة مطلقا.
وإننا نكتفي بأكبر دليل ونعزز رأينا برسالة سيدي محمد بن سليمان المناعي التونسي وهي منقولة من كتاب غاية الأماني في مناقب وكرامات أصحاب الشيخ التجاني رضي الله عنه صفحة 60 ترجمة سيدي محمد بن سليمان المناعي التونسي رضي الله عنه:
هو العلامة المتفنن في علمي الظاهر والباطن الجامع لشتات الفصائل والمحاسن أبو المواهب سيدي محمد بن سليمان المناعي التونسي رضي الله عنه من خاصة أصحاب الشيخ سيدنا رضي الله عنه والمتواضعين العاملين المخلصين. ومن رسالة كتب بها إلى بعض الإخوان، يذكر لهم فيها بعض شروط الطريقة لمن أرادها. نذكر منها ما نصه: (اعلموا يا إخواني أن أوراد الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر سيدي أحمد بن سالم التجاني رضي الله عنه وأرضاه، لها شروط ينكرها من لا معرفة له بكتب القوم ولم يدر أن العروسة لا يعرفها إلا أهلها.
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمـد وينكر الـفم طـعم المــاء من سقم
وقيل في هذا المعنى:
ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة أن لا يرى ضــوئها من ليس ذا بصر
فمن التزم منكم الشروط فقد أذنت له في ورد الشيخ ووظيفته ومن لا يلتزم فلا إذن له وها هي:
الأول منها أن لا يترك الأوراد اختيارا فإن اضطر لتركها ومنعه من الذكر مانع شرعي قضاها بعد ذلك وجوبا ولابد من القضاء.
والثاني منها أن يترك زيارة الأولياء الأحياء والأموات كبيرهم وصغيرهم وربما ينكر هذا الشرط من لا معرفة له بكتب القوم فقد صرحوا به في أيما كتاب من كتبهم، لكن هي طريقة لبعضهم لا لكلهم (إيضاح منا أي للذين سلكوا نهج التبرك والتقرب بالنوافل من غير نذر بخلاف أهل التربية الذين نذروا للنوافل ليثابوا عليها ثواب الفرائض). انتهى.
وها أنا أبين لك بضرب مثال وذلك أنهم صرحوا بأن التلميذ لا يصل إلى الله إلا إذا قطع الالتفات من غير شيخه بحيث لا يعتقد النفع إلا من شيخه وكل شيء وصل له من الخير فيجزم بأنه على يد شيخه لا على يد غيره، وحيث اعتقد وصول الخير إليه على يد غير شيخه حصلت القطيعة بينهما، وتأمل الحكاية المعروفة بينهم عن خدام سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه أنه كان يوما يصلح في أمور الزاوية فدخل عليه سيدنا الخضر فرد عليه السلام فلم يرفع رأسه إليه ولا رمقه بعينه فقال له الخضر عليه السلام: (يا هذا ألم تعرفني فإن لم تعرفني فأنا الخضر)، وقال له خديم الشيخ رضي الله عنه: (قد عرفتك)، ولكن محبة عبد القادر لم تترك محلا لغيره. والزائر للأولياء لا يخلو حاله إما أن يعتقد النفع من الولي المزار أو لا فإن اعتقد النفع منه كان ذلك إعراضا عن شيخه إن اعتقد النفع من شيخه لا من الولي المزار كانت زيارته عبثا وسوء أدب مع الولي المزار، ونحن لا ننكر زيارة الأولياء ولا فضلها، وإنما كلامنا فيما إذا نبه الشيخ التلميذ على تركها وجب امتثال أمره، وإلا كان معاندا للشيخ ومتى عاند فلا يصل إليه نفع أبداً. وقد قيل في معنى ذلك أن التلميذ إذا قال لشيخه لم فعلت هذا لا يفلح أبدا. وهذا المنع من زيارة الأولياء الأحياء والأموات مادام تحت التربية، (والعامة لا تعرف العمل لله)، وليس في طريقتنا فقط بل أن جل ساداتنا الأولياء قد اشترطوا هذا الشرط على مريديهم، فقد قال سيدي محي الدين بن العربي: (ما سامح شيخ مريده في الاجتماع بغيره إلا حصل له التردد في أي الشيخين أعلى من الآخر حتى يتتلمذ له، وإذا حصل له ذلك رفضه قلب الاثنين فلا ينتفع بأحد منهما). وقال رضي الله عنه: (اعلم كما لم يكن وجود العالم بين إلهين والمكلف بين رسولين مختلفي الشريعة ولا امرأة بين زوجين، كذلك لا يكون المريد بين شيخين أي لا يصلح بينهما)، وقال الشيخ زروق رضي الله عنه: (ولا تلتفت عنه ولو رأيت من هو أعلى منه فتحرم البركة من الأول والثاني)، وقال أبو القاسم القشيري في الرسالة: (ما لم يتجرد المريد من كل علاقة فلا يجوز لشيخه أن يلقنه شيئا من الأذكار). ومن كلام الأستاذ ابن وفاء رضي الله عنه قوله: (المريد الصادق عرش لاستواء رحمانية أستاذه ولا يظهر لعين رأت غيره في مرآة من رآه) ومن كلامه رضي الله عنه: (كما أن الحق سبحانه وتعالى لا يغفر أن يشرك به، فكذلك مظاهره لا يغفرون أن يشرك بهم) وقال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه: (إذا كان المريد كل يوم في زيادة محبة وتسليم، سلم من القطع، فإن عوارض الطريق وعقبات الالتفات والإرادات هي التي تقطع الإمداد وتحجب عن الوصول)، فهذه العبارات السنية وغيرها من أقوال هؤلاء السادات الكبار أهل المراتب العلية كلها دلائل قطعية وبراهين جلية على أن رعاية هذا الشرط من أهم المهمات وأكدها في طريق القوم والتربية، وهذا الشرط ليس خاصا بزيارة الجسد فقط بأن يذهب إليهم سواء قصدهم للانتفاع أو عدمه، بل الشرط ترك زيارة الأولياء الأحياء والأموات بالجسد والقلب من غير ذهاب إليهم. ومن الزيارة الممنوعة طلب الدعاء منهم وإهدائهم ثواب العبادات من قرآن وصلوات وأذكار ونذور وصدقة ونحو ذلك مما تعود الناس فعله للأولياء لجلب نفع أو دفع مضرة، وكذلك التوسل والاستمداد والاستغاثة والاستنجاد والتبرك والاستشفاء ونسبة ما وصل إليه من نور ومدد وبركة وكرامة لهم، وكذلك دخول مجالس الذكر أو الجلوس حولها شوقاً إلى الذاكرين غير التجانيين رضي الله عنهم.
والثالث منها ألا يجمع بين ورد هذا الشيخ وورد آخر، وربما ينكر هذا الشرط من لا معرفة له بكتب القوم، فقد حكي عن صاحب الإبريز رضي الله عنه عن شيخه عبد العزيز رضي الله عنه أنه قال: (التلميذ كالورد المشموم إذا كثر شمه قلت رائحته) وقال ابن العربي الحاتمي: (التلميذ كالمريض مهما اجتمع عليه طبيبان هلك لأن الأنظار مختلفة في العلاج) وقال الإمام البكري رضي الله عنه: (التلميذ كحافر البئر إن أدام الحفر في موضع واحد خرج الماء وإلا كان عمره يحفر بلا فائدة لأنه متى ما لم يَدم الحفر في موضع واحد لا يمكن إخراج الماء). انتهى ما في ترجمة سيدي محمد بن سليمان المناعي التونسي رضي الله عنه.
فصل في منع الزيارة عند السادة المراغنة رضي الله عنهم في الطريقة الختمية في كتابهم (الرسائل الميرغنية):
وفيما يلي نبذ من كلام القوم الخاص بمنع الزيارة مطلقا: نبذة من كتاب الرسائل الميرغنية للطريقة الختمية صفحة 74.
الفصل الأول في آداب المريد مع شيخه: (ومنها تقديمه على غيره وعدم الالتجاء إلى غيره من الصالحين فلا يزور وليا من أهل العصر ولا صالحا، اللهم إلا بإذنه ولا يحضر مجلس غيره ولا يسمع من سواه حتى يتم سقيه من كأس شيخه، وذلك لئلا يطلع على كرامة من أحدهم فيرى أنه أعلى مقاما من شيخه فلا ينتفع من شيخه ولا من غيره، وقال سيدي محي الدين بن العربي: (كم فسد من الزيارة ناسٌ) وخطابي هذا للصادقين المجدين لا كل من تلقى الذكر عنه بقصد التبرك) انتهى كلام الرسائل الميرغنية.
نبذة في منع الزيارة للشيخ الدرديري رضي الله عنه في كتابه (الخريدة):
وأيضا في كتاب (الخريدة) في شرح منظومة الشيخ الدرديري رضي الله عنه في شرح آداب طريق القوم الخاص بمنع الزيارة المطلقة صفحة 140 سطر 26: ( ومنها ألا يزور أحدا من الصالحين ما دام تحت التربية قبل الكمال خوفا من أن يرى كرامة أو خلقا من أحدهم لم يرها في شيخه فيعتقد في شيخه النقص فيحرم مدده) انتهى ما في الخريدة.
نبذة في منع الزيارة في كتاب (قصد السبيل) لفضيلة مولانا السيد محمد الحافظ بن عبد اللطيف سالم رضي الله عنه ونفعنا به:
وفي الختام نذكر طرفا من كلام الثقات من القوم كما نص عليه في كتب كثيرة متفق عليها من غير خلاف في منع الزيارة مطلقا منها ما نص عليه في كتاب (قصد السبيل) لفضيلة مولانا السيد محمد الحافظ رضي الله عنه أنه قال: (وقد نص أكابر أهل التربية في كل طريق على ذلك فذكره محي الدين بن العربي وسيدي علي الخواص وابن حجر الهيتمي والشعراني والشيخ الشربشي والشيخ زروق والشيخ السمنودي والدرديري وابن البنا السرقسطي وابن عجيبة وسيدي عبد العزيز الدباغ والشيخ الكنتي والإمام الفاسي والشيخ محمد بن عبد الله الخاني الخالدي النقشبندي وغيرهم من سائر الطرق فهو أمر متفق عليه بينهم). انتهى ما في قصد السبيل.
نبذة في منع الزيارة في كتاب (الياقوتة الفريدة) لصاحبه سيدي مَحمد بن عبد الواحد النظيفي رضي الله عنه:
وقال سيدي النظيفي في ياقوتته أيضا:
ومن زار غير الختم لا إذن عنده ولو دام يتلو ورده كالــوظيفة
قال الشارح رضي الله عنه: انسلخ عنها انسلاخ الجلد عن النعاج.
فصل في منع مخالفة الشيخ وعقوبة فاعلها وفيه تفاصيل ودلائل:
وعليه فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك كما جاء في النصوص المتقدمة أن كل من لا يبالي بأمر الشيخ رضي الله عنه فإنه يعتبر مخالفا له. وقد قيل في المخالف (من قال لشيخه لم؟ لا يفلح) ومن فعل ذلك فقد هدم ركنا هاما من أركان الطريقة وهو (السلامة من الانتقاد على الشيخ رضي الله عنه وتصديقه في أقواله) لأنها على الكتاب والسنة، ومن قصر فهمه عن تعبيرات الشيخ فعليه بالتسليم له. وقد قال سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه: (ثلاثة تقطع المريد عنا منها زيارة الأولياء الأحياء منهم والأموات مطلقا من غير تأويل بقصد أو تعلق أو بغيرهما سدا للذرائع وامتثالا للأمر) والزيارة إذا لم يكن فيها قصد فكيف تكون زيارة، لأن الزيارة معناها القصد وإذا تجردت من معناها فتعتبر عبئا فإن قال الزائر إنني زرت لله ولم أنو زيارتك ولم أقصده، فماذا فعل وما حكم زيارته؟
فهذا تناقض وعليه نبين بأن الذي اعتقد في الولي أنه ولي من غير شك، وامتنع من زيارته لأجل ذلك امتثالا لأمر شيخه فإنه يثاب ثوابين: الأول حسن ظنه القطعي بولاية الولي، والثاني وفاؤه بالالتزام الذي عاهد عليه الشيخ عند التلقين، وهي تلاوة الشروط عليه تفصيلا وقبوله لها قبل التلقين وهو النذر، قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) الانسان:7 وقال تعالى: (وليوفوا نذورهم) الحج:29 والنذر على المندوب جائز للحصول على ثواب الفرائض، وهذا المريد الذي امتنع عن الزيارة لأجل الوفاء بالنذر أفضل من الزائر المداهن والمداري، لأن المداهن في الزيارة الذي تقدمت أوصافه اختفت عليه دسيسة نفسية تشير إلى النفاق الخفي. لأن تعريف النفاق هو إظهار ما لا يخفى، ثم أن الشرط بعدم الزيارة أمر اتفقت عليه جميع أطباء الروح من غير اعتقاد حرمة ولا كراهة، ولكن لا تتم تربية المريد إلا به، ومثال ذلك كما في أطباء الجسد، فتجد أن الطبيب يمنع المريض من بعض المأكولات والمشروبات التي لم يحرمها الشارع، ولكنه رأى مصلحة المريض في تركها، وأمره بذلك فيلزم امتثال أمره.
وثاني الشروط التي تقطع المريد كما ذكر الشيخ رضي الله عنه هو ترك الورد تركا كليا.
وثالثها أخذ ورد لازم من أوراد المشايخ على ورده والكلام على الشرط الثالث شرحه بتوسع الشيخ عبد الوهاب الشعراني ناقلا عن الشيخ محي الدين بن العربي في كتابه الأنوار القدسية الجزء الأول صفحة 64 وغير ذلك من الشروط.
فصل في حكم من خالف أقوال شيخ الطريقة الأكبر باجتهاده:
فعليه كل من خالف من الأدلة التي ذكرناها معللا كان أو مأولا، مداهنا كان أو مخاطرا، طالبا لجاه كان أو مصلحا، ساعيا وراء سمعة كان أو محمدة أو غير ذلك، من الأغراض النفسية فقد انسلخ عن الطريقة فيستتاب ويزجر ويستأنف الأخذ إن أراد ذلك، وإلا فليترك. فالطريقة أمرها قائم بالله ولذا تجدها في غنى عن كل مخلوق، والمخالف قال فيه القائل:
ومن كان نابذا لشرط المشايخ يبوء بخسران وطـرد وخيبة
ولا يجوز الأخذ بالقول المنسوخ مع وجود القول الناسخ والأقوال المتفق عليها، وذلك لأن الأمر جد لا هزل فيه. وأيضا أن السير إلى الله بالعهود والوفاء بها لا يصلح للمداهنين والمتخاذلين والمخاطرين لأجل المصالح والمنافع الدنيوية. فعليه وبناءا على ما تقدم، يتضح جليا لمن يقف على ما تقدم من الأدلة أن كل من تحيز للأخذ بالرأي من المقدمين وترك النصوص المتفق عليها عند القوم ينسلخ من الطريقة كبر مقامه أو صغر. والجاهل لا يعذر بالجهل.
فصل أن جريمة المقدم لا تشمل من أخذ عنه إلا إذا اشترك معه فيها:
كما وأن القول المعتمد من أقوال أكابر أصحاب الشيخ رضي الله عنه وعنهم، يوضح بأن المقدم إذا ارتكب جريمة اقتضت انسلاخه من الطريقة، فلا يسري هذا الحكم على من أخذ عنه. اللهم إلا إذا اشترك معه في الجريمة اشتراكا قوليا أو فعليا أو قلبيا بالرضى عما ذكرنا، ينسلخ التلميذ وإلا فلا، لأن المريد التجاني عندما يأخذ الطريقة من المقدم بشروطها يصير تلميذا للشيخ التجاني رضي الله عنه وصحابيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تفضلا وتكرما من الله على الشيخ التجاني وأصحابه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم لابنه سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه عند اجتماعه معه يقظة لا مناما، بعد بشارات متعددة وضمانات منها: (أصحابك أصحابي وتلاميذك تلاميذي وفقراؤك فقرائي) من غير كاف التشبيه، فعليه نعتقد أن تربية المريد التجاني هي على يد سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مدخل للمشايخ والمقدمين في ذلك بل أن يد المقدم هي نائبة عن الشيخ فقط، كما هو منصوص عليه في فقه الطريق فراجعه إن شئت.
قال سيدي النظيفي رضي الله عنه في متن الياقوتة الفريدة:
ولا تثبتن للنفس قدرا مزية بتلقين ورد الختم تاج الأئمة
فصل في أن الشيخ التجاني رضي الله عنه هو المتولي التربية الروحية في طريقته التجانية، وهو صاحب الفيضة بإذن من جده صلى الله عليه وسلم:
وعليه فإن كل مقدم يدعي أنه في إمكانه أن يوصل للمريد مددا من عنده فإنه كاذب في دعواه. قال سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه ونفعنا به: (من عرفني فليعرفني وحدي) وقد قال ذلك في بعض المناسبات وأيضا أنه قال: (أنا رجلها من قاف إلى قاف) وأنه قال: (اللهم احفظ أصحابي من قاف إلى قاف) وأيضا لو كان للمقدم دخل في المدد لَذكر اسمه عندما ذكر هذا الشرط الآتي: وهو عند الشروع في الورد أو الوظيفة أو ذكر الجمعة (استحضار صورة الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه، وأعظم من ذلك استحضار صورة النبي صلى الله عليه وسلم) تأكيدا للوسيلة لأجل الوقوف بباب العبودية، ولم يتعرض للمقدم في هذا المحل وهذا هو أكبر دليل. كما وأنه في السابعة من الجوهرة يحضر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة والشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني كما وصى عليه، ولم يذكر اسم المقدم. وعليه كما ذكرنا أن الطريقة أمرها مسنود لصاحبها سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه، وجده المصطفى صلى الله عليه وسلم، والشيخ التجاني هو المُمد والمربي وصاحب الفيضة بإذن جده كما أشار إلى ذلك سيدي النظيفي في ياقوتته:
وإني كنيته أبا الفيـض أنه يمد جميع العالمين بفيضـه
والفيضة بدايتها اجتماع سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني مع النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وقال له:
الآن اتـرك شـيوخـك وذر أنا مربيـك وشيخك الأبـر
وقد تأسست الطريقة، زادها الله قدرا ورفعة مع الضمانات المتعددة وتدوم وتبقى كما قيل في الياقوتة:
تدوم وتبقى مع دهور طويلة وفي آخر الزمان تأتي بفيضـة
قال الشارح: أي تأتي على أهلها بفيضة أحمدية والإشارة لم تنص على أنها تخص شخصا واحداً يقوم بها بل أنها تضامنية يشترك فيها كل مقدم ولو لقن مريدا واحدا والأصل فيها هو الشيخ التجاني ومن نسبها لغيره لفرد أو مجموعة فإنه سقيم في فهمه، ومن ادعاها فإنه كاذب في دعواه، والبراهين تثبت ما ذكرناه، ومعنى الفيضة هو انتشار الطريقة في جميع أنحاء العالم.
باب فيما أحدثه العوام من البدع في الطريقة التجانية وفيه نبذ:
وعليه فنرد على من أحدث في هذه الطريقة التجانية ما ليس فيها، ونعرِّف من فات عليه فهم المسألة بأن الطريقة تجانية وأن لقب كل من انتسب لهذه الطريقة (تجاني) فقط. وفي هذا المعنى قد سمعنا أخطاء كثيرة من العوام، ومن الأخطاء التي سمعناها من العوام تجد الواحد منهم يقول أنا تجاني عمري أو تجاني بكْري أو تجاني خالدي أو تجاني زيْدي، لأنه لم يستغن بنسبته للجناب الأكبر وهو الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه سامحنا الله وإياه، وأيضا أن هذه الآراء حديثة من العوام، لم تكن موجودة في عهد الشيخ بل أنها ظهرت في هذه الأعوام القريبة.
نبذة في صدق محبة أصحاب الشيخ لشيخهم وخدمتهم للطرق ومحبة بعضهم بعضا:
وعليه فإن أصحاب الشيخ رضي الله عنه وعنهم في عهده لم ينالوا المقامات والرتب إلا بمحبتهم للشيخ رضي الله عنه ومحبتهم لبعضهم بعضا، والارتباط وجمع الكلمة ومحاربة التفرقة وكل واحد منهم يخدم إخوانه كخدمة المريد لشيخه، وقد تسابقوا لمرتبة الدنو والانخفاض والانكسار والتواضع، وكل واحد منهم يتمنى بأن يكون ترابا لأخيه وهو يمشي على ظهره. وحاربوا ما هو ضد ما ذكرنا وبذلك صارت الطريقة وحدة صالحة للعقيدة والوسيلة والسير والسلوك إلى حضرة ملك الملوك جل جلاله، كما وأنهم نصروا الشيخ وتعاونوا معه في خدمة الطريقة ونشرها مع إسنادهم جميع أمر الطريقة للشيخ. ولذا إلى الآن تجد الإخوان التجانيين بفاس رضي الله عنهم لا يطلقون اسم الشيخ إلا للشيخ التجاني، وأما غير الشيخ التجاني رضي الله عنه فيلقب بمقدم فقط، وكذلك لا خليفة عندهم إلا خليفة الشيخ التجاني والذي لا يكون إلا من ذريته، وشرطه أن يكون أكبرهم سنا كما اصطلحوا على ذلك رضي الله عنهم. وأما المزايا الباطنية فإنها غير محدودة (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) الحج:4 والمزية لا تقتضي الأفضلية كما قيل. فنِعم التربية ونِعم جمع الكلمة ونِعم المحبة ونِعم حسن الظن الجميل ونِعم الأسوة الحسنة ونِعم التوجيه من ساداتنا وأئمتنا أبناء الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وعنهم.
نبذة فيما أرشدنا به ونبهنا عليه سيدي الخليفة الطيب بن سيدي علال رضي الله عنه الخليفة الأعلى للطريقة التجانية عند حضوره للسودان:
وأيضا أنني شاهدت سيدي الخليفة الطيب سيدي علال خليفة الطريقة التجانية عند حضوره في السودان وكنت في صحبته في رحلاته إلى أن سافر، فإنه كان لا يلقن الطريقة لأحد قط من المريدين بل إنه ترك التلقين للمقدمين والتزم بالتجديد، فهذه ملاحظة عظيمة لأنها تحارب الأنانية والتفرقة وتجمع الكلمة وتوحد الصفوف وهي لا تفوت على كل ذي عقل سليم فنِعم الأدب، وإن شاء الله هذه الطريقة محفوظة بإذن الله، فمن شذ وخالف نهجها فلا يؤثر فيها بشيء وذلك بعناية خليفتها الأعلى في كل زمان، وإخوانه ذرية الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وعنهم ومن سلك نهجهم بتسليم من أصحاب الشيخ وأتباعهم.
نبذة في ذكر أوصاف بعض أصحاب الشيخ رضي الله عنهم:
ومن أصحاب الشيخ الذين بمحبتهم للشيخ وامتثال أمره قد بلغوا من المقامات فوق ما يرجونها. منهم سيدي الحاج علي حرازم رضي الله عنه الذي قد خص بمرتبة وانفرد بها، كما أشار له بذلك الشيخ رضي الله عنه بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم سيدي محمد بن العربي الدمراوي التازي فمحبته للشيخ جعلته يجتمع بالذات المحمدية عليها صلوات الله وسلامه في اليقظة 24 (أربعة وعشرين) مرة في الليل والنهار، ومنهم سيدي الحاج علي التماسيني ومن علو مقامه أنه كان خليفة الشيخ والوصي على أبناءه. وغير ذلك ومنهم ومهنم ومهنم، بل فكل أصحاب الشيخ الذين شاهدوا ذاته الشريفة قد نالوا من المراتب والمقامات ما هو يعلو عن العلوم والفهوم ولهم الأفضلية على سائر أصحاب الشيخ المتأخرين، وكل من تطاول من المتأخرين لكي يساويهم في مقام أو مرتبة فقد أخطأ وضل عن السبيل كما سمعنا ذلك من العوام أهل الآراء الحديثة الذين تقدم ذكرهم.
نبذة فيما يطالب به المقدمون من الأدب وما يلزمهم فعله مع المريدين:
وعليه فيرجى من المقدمين الأدب في هذه الدائرة الفضلية وجمعوه في كلمتين: (التخلي عن كل رذيلة والتحلي بكل فضيلة)، قال العارف ابن عطاء الله السكندري في حكمه: (ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نَبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه) وأيضا في الحديث القدسي: (أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي)، وكما يرجى من المقدمين أن يجتهدوا في توعية أتباعهم في الشريعة والطريقة لكي يسلكوا نهج التصوف بالعلم والعمل ويَسلموا من شر المدلسين المدعين المغرضين الذين اتخذوا طريقة الشيخ التجاني شراكا للفاني، منهم من اتخذ الرؤيا الكاذبة له سبيلا، ومنهم من اتخذ الخرافات من أختام وجداول وطلاسم وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان وبها يستغلون المريدين، ومنهم من اتخذ له أورادا وسماها تربية ومن لم يسلك بها فليس من الخواص عندهم وغير ذلك والعياذ بالله، هل لا يعلم هذا المسكين أنه: (بمجرد الانتساب للجناب يعلو على الأقطاب كما هو منصوص عليه فراجعه إن شئت). وأن المقدمين الذين سلكوا في هذه الطريقة بالعلم والعمل والمحبة والتسليم فإنهم بالسابقين يلحقون فإن (البناء أساس، ومن لا أساس لبناءه لا بناء له) وفي ذلك أقول:
إذا لـم يكن للـبيت أس مسلـح فقبل أوانــه يفـنى ويهـدم
ومن رام أن يكون له بيتا مخلـدا فعليه بحصن الأس وإلا فيندم
نبذة في خليفة الشيخ وأنه سبب وصول الخير للمريدين ومعاني أخرى:
وأما الخليفة وهو الذي لا يكون إلا من ذرية الشيخ رضي الله عنه في كل زمان كما هو معروف عند الجميع، فإنه سبب لوصول جميع الخير لأصحاب الشيخ وهو نائبه في كل شيء، كما وأنه معروف بالضرورة عند الجميع أن طريقة الشيخ هي وحدة لا تقبل التفرقة، ولذا تجد شيخها واحدا كما ذكرنا وخليفتها واحدا وزاويتها الكبرى واحدة وهي زاوية فاس، وهي أم الزوايا التجانية في العالم وسميت بذلك لمناسبة لا نتعرض لذكرها.
نبذة فيما يطالب به أصحاب الشيخ من الأوصاف الحميدة:
وأما صفات أصحاب الشيخ رضي الله عنه وعنهم فإنها كصفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل من الله وأنهم مطالبون بذلك وأمرهم شورى بينهم، رحماء بينهم ووجهتهم في الوسيلة واحدة نحو الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وذريته.
نبذة تمنع التفرقة وتطلب جمع الكلمة في الطريقة التجانية:
وعليه فالطريقة لا تقبل بأن تكون فيها هيئات وطوائف ودوائر وفئات وأقسام وفروع، كما وأنها لا تقبل التفرقة لأن أهلها عشاق جمال ولا يوجد لعشاق الجمال تنازع.
نبذة في تكذيب ما ادعته العوام وعقوبة من صدقهم:
وأيضا كل من قال من العوام الذين تقدم ذكرهم أن لديه أو عند شيخه أورادا خصوصية ومن لم يأخذها فإنه تجاني ناقص لم يتزك من الجهل شيئا، ومن اعتقد ذلك فقد انسلخ من الطريقة التجانية، لأن الطريقة التجانية مكتملة من المصطفى صلى الله عليه وسلم على يد صاحبها، فكيف بناءٌ أسسه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ويعتقد فيه النقص ويستكمل بأوراد أخرى. وأن أوراد الطريقة اللازمة هي المسلك الأعلى للتربية الروحية ومن استنقصها ينعكس عليه خاتم النقص والحرمان وينطبع فيه بواسطة مرآته السوداء ما هو يعتقده وهو النقص للطريقة الكاملة التي أورادها اللازمة تُغني عن الأسرار.
فصل في التساؤلات فيما أحدثه العوام من الآراء الحديثة في الطريقة التجانية:
هل هذه التربية الحديثة المزعومة هي أوراد اختيارية أم لازمة؟ وإذا كانت اختيارية، فمن ذا الذي جعلها هي أفضل من الأوراد اللازمة للطريقة التجانية؟ وإذا كانت أوراد لازمة فصارت طريقة مستقلة لأهلها ومن أخذها من أصحاب الشيخ التجاني فإنه أخذ طريقا على طريق وبذلك ينسلخ من الطريقة التجانية. وأيضا هل هي منسوبة بوضعها الذي هي عليه الآن للشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وفي أي كتاب مطبوع أو كناش مخطوط؟ وقد شاهدت الكثير من أتباع هذه البدعة المحدثة في الطريقة التجانية، وأنهم يسومون هذه البدعة لأصحاب الشيخ من غير طلب، فهلا يعلمون أن كل مبتذل رخيص؟ فهل السر يبذل ويعرض من غير طلب؟ ومما هو منكر في أفعالهم يسألون الذي انتمى لهم ويقولون له أين الله؟ أليس هذا بسوء أدب؟ هل لا يعلمون أن الله تبارك وتعالى لا يتصف بالمكان ولا بالزمان ولا بالفوقية ولا بالتحتية ولا بالجهة عند علماء الكلام؟ وهل لا يتنافى سؤالهم هذا مع التنزيه الإلهي! وما هو حكم من يعتقد ذلك في الشريعة المحمدية؟
وأن هؤلاء العوام يضللون الإخوان ويقولون لهم أن أوراد التربية تسرع بالوصول لمن أخذها قبل أوراد الطريقة التجانية المعروفة عند أهلها، فهلا يعلمون بأن الأوراد اللازمة فيها الضمان المحمدي؟ وعليه فإن هذه الآراء الحديثة ما هي إلا مهلكات خفية فمن لم ينتبه لها فإنه يهلك من حيث لا يدري لأنهم يعتقدون أن الكون كله هو الله ويوجهون كل من انتمى إليهم بذلك. ومنهم من هو جعل لهذه التربية سعرا محددا ويبيعها وشاهدت ذلك بعيني فهلا يكون ذلك تلاعبا بالدين؟ ومنهم من هو يجمع الشبان مع الشابات في دائرة واحدة ويربيهم بهذه التربية المزعومة وتجد الشاب يقول للشابة أختي والعكس، أليس ما تقدم مخالف للكتاب والسنة؟ فهل لا يعلم هؤلاء العوام أن سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه قال في الإفادة الأحمدية حرف الألف: (إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه) وأيضا أن هؤلاء العوام يدعون مقام الفناء وفوق ذلك، فهلا يعلمون أن مقام الفناء عند القوم يتعذر الوصول إليه؟ فهل يوجد من مائة ألف سالك أحد وصل إليه؟ وعلى ما أعتقد أن هؤلاء العوام قد خالفوا مشايخهم بهذه الأفعال التي تقدم ذكرها. وبذلك فالطريقة التجانية بريئة من أفعالهم كذلك ومشايخهم بريئون من أفعالهم، وأرجو من مشايخهم أن يكتبوا مناشير ويوزعوها في العالم بالتبرئ من أفعالهم لأنهم انتشروا في الأقطار وشيَّنوا سمعة مشايخهم سامحنا الله وإياهم، وأكبر سبب أوقفهم في هذه العقيدة الباطلة هو مطالعتهم لكتب القوم من غير علم كمطالعتهم لوحدة الوجود. وقد تكلم فيها كثير من أكابر أولياء الله وهي لا تعرف إلا لأهل الذوق ككلمة الشيخ الأكبر الشيخ محي الدين بن العربي رضي الله عنه: (إنك لست أنت بل أنت هو بلا أنت… إلخ) وككلمة الشيخ ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: (ما حجبك عنه وجود موجود معه إذ لا شيء معه ولكن حجبك عنه توهم موجود معه) وكتعريف بعضهم بظهور الوحدة في الكثرة وفناء الكثرة في الوحدة وكأن الكون كله مظاهر إلهية فلا يعلمون أن المظهر يختلف عن الجزء؟ وكقوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) الحديد:3 وكقوله تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) ص: 72 وغير ذلك، وقد أخذوا بظاهر ما تقدم فصار سببا لخروجهم عن المعنى وأن ما تقدم ذكره عند أهل المعرفة والدراية واللب والذوق أوضح من شمس الظهيرة. وقد فات عليهم أن للوجود الحادث وحدة وللوجود القديم وحدة وتوجد حقيقة محمدية حائلة بين الحقية والخلقية ولولاها لانحرقت الخلقية وصارت عدما كما كانت عليه من تجلي الحقية كما أشار إلى ذلك سيدنا جابر رضي الله عنه في حديثه المشهور ونطاق ذلك واسع وقد سبحت في هذا المجال عقول فكلت دون معرفته فضلت وأضلت، والله أسأل لي ولهم الهداية والرشاد، وأعرج على ما يلي وأقول:
نبذة في أن الطريقة التجانية مكتملة لا تقبل النظريات وفيها كيفيات السلوك الواردة عن الشيخ التجاني لمن أراد ذلك:
وعليه أيضا أنني ألفت نظر الإخوان أن هذه الطريقة المباركة مكتملة كما ذكرنا ولا تحتاج لتعديل ولا لزيادة ولا نقص من أرادها فليقبلها على حالتها التي كانت عليها وكما ذكر أن أورادها اللازمة هي المسلك الأعلى في التربية الروحية ومن أراد أن يزيد على ذلك فتوجد أوجه كثيرة للسلوك ومنسوبة لسيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه لا لغيره. منها مائتي يوم برياضة متوالية وكيفية معلومة، ومنها ألفي من صلاة الفاتح بكيفية خاصة وغير ذلك فراجعها في المراجع إن شئت. ومن الخطأ الكبير أن المريد التجاني أو المقدم يسلك إلى الله بكيفية لم ترد عن الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه ومن فعل ذلك فقد عرض نفسه للخطر وأحذر نفسي وإياكم من الوقوع في النظريات الحديثة من المتصدرين والمتمشيخين والمدعين والمتألهين وقد تلبسوا في الدين وبه يصيدون الدنيا وما هم إلا قطط، فالحذر ثم الحذر منهم وعليكم باتباع النصوص الواردة عن الشيخ في سيركم وسلوككم وأن هذه الطريقة المباركة من منذ ما تأسست حصلت فيها فتنة الجوهرة إحدى عشر مرة فتلاشت وذهبت جفاء لأنها زبد والتربية المزعومة الحديثة بها ستلحق وتبقى الطريقة على أصلها وينتفع بها أهلها كما قال تعال: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) الرعد:17 ولله المثل الأعلى.
فصل في أن هذه الطريقة طريقة شكر وجذب وعلى نهج السلف الصالح وفيه تفصيل:
وأيضا أعرف الإخوان أن هذه الطريقة على نهج السلف الصالح لأنها طريقة شكر وجذب وأهلها مرادون ومساقون إليها بالعناية الإلهية كما قال شيخها الأكبر في الإفادة الأحمدية حرف السين (سائق السعادة يسوق أناسا لهذه الحضرة والصارف الإلهي يصرف أناسا عنها) ولذا فإن كل من أخذها له الخيار في كونه يقتصر على أوراده اللازمة فقط ويلتزم بشروطها وبذلك يصير ذاكرا وشاكرا ومن أراد أن يسلك بالزيادة على الأوراد اللازمة فله ذلك، ولكن بالأذكار الاختيارية المنسوبة للشيخ التجاني لأن الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه صرح بالجد والاجتهاد والتشمير بالسير والسلوك إلى حضرة ملك الملوك جل جلاله، وكتب بذلك خطابات لبعض أصحابه ووضع كيفيات السير بالأوراد الاختيارية كما ذكرنا فراجعها. ولكن يجب على كل مجتهد وسالك بكثرة زيادة الأوراد الاختيارية بأي ورد من الأوراد فإن الأوراد اللازمة أفضل من جميع الأوراد الاختيارية التي تأتي للسالك بواردات وفيوضات وتجليات، لأن أوراد الطريقة اللازمة خيرها يظهر غالبا من بداية سكرات الموت فصاعدا وهو لا يكيف، وذلك وعد غير مكذوب وأما الأوراد الاختيارية فزيادة خير فقط، والضمان في الأوراد اللازمة كما ذكرنا لأن سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه هو القطب المكتوم وأصحابه مكتومون وملامتية، فظهورهم الحقيقي الشامل العام في الدار الآخرة كما ذكرنا وعليه فإن تربية أصحاب الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه فهي بجاه شيخهم سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني وذلك بمجرد الانتساب للجناب لا بكدهم ويتفاوتون في المقامات بحسب محبتهم في الشيخ من غير تعب، ولذا قيل في سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني:
بلا خلوة ربى وربوا بخلوة فشتان ما بين اليزيدين منهلا
فالمريد التجاني تربيته فطرية لمن يصدق بذلك ويؤمن به ومن أراد السلوك بالجد والاجتهاد فله ذلك كما صرح بذلك الشيخ رضي الله عنه كما ذكرنا. والآن أبين التربية الروحية الأصلية التي عليها الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وأصحابه باختصار:
نبذة في بيان التربية الروحية التي عليها الشيخ وأصحابه:
قال الشيخ النظيفي في ياقوتته:
فلا شك أنها توصل كل مـن يلازم عهدها بدون شريطـة
قال في الخريدة في آخر شرح هذا البيت صفحة 126 سطر 26 ما يلي: “أن مدار التربية الأحمدية على إقامة الورد المعلوم في وقته المحتوم وعلى الوظيفة المعلومة والهيللة يوم الجمعة في أوقاتها المحتومة واستيغاء مالها من الشروط المشروطة واتباع السنة المطهرة (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر:7 (لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة) الأحزاب:21 فنسأل الله أن يحفظنا من الدعوى ويسترنا من الوقوع في محبطات الأعمال التي ذكرها السيد النظيفي منها هذا البيت:
ومن يدع كشفا وسرا ولاية ومشيخة يمت على سوء ختمة
فصل في المساواة في الطريقة التجانية وليس للمقدم سيادة على المريد:
فعليه أن سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه قد نهى بأن لا تكون للمقدمين سيادة أو سيطرة أو سلطان أو حظ زائد أو منة على المريدين والدلائل على ذلك كثيرة، منها ما نقله الشيخ أبو بكر عتيق من الخريدة في كتابه [حصول الأماني في المقدم التجاني] صفحة 20 ما يلي: (من صفات أصحاب الشيخ رضي الله عنه فإنهم كانوا إذا أتاهم من يريد الدخول في الصحبة والأخوة يظهروا له مزيدا من الاهتمام بشأنه والاجتهاد في الدعاء له مع إسنادهم الأمر منهم في ذلك إلى همة الشيخ رضي الله عنه بإظهارهم أن يدهم فيه يد نيابة لا غير وأنهم ليس لهم فضل على من يلقنونه ولاحظ لهم فيما يعاملونه به من بذل النصيحة وكمال الإرشاد إلا ما يرجونه من فضل الله تعالى بسبب التبليغ الظاهر لا غير).
نبذة عن نهي الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه لأصحابه عن دعوى الولاية:
كما أنه قد نهى سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه عن دعوى الولاية وأمر بإخفاء الخصوصيات كما هي صفته رضي الله عنه وقد وصفه الواصف في نهيه عن دعوى الولاية وقال:
كان ينهى الناس عن دعـــواها مخافة الســقوط في بلواها
فكان يخفي الخوارق خفـاء غاية ويبغض المــدعي للولايـة
وأيضا أنه رضي الله عنه كان إذا رأى أحدا من أصحابه تظاهر بالخوارق يزجره كما هو منصوص عليه.
– نبذة في حفظ المريدين لحرمة المقدمين:
كما أنه يجب على المريدين حفظ حرمة الوسائط الذين بينهم وبين الشيخ رضي الله عنه وجميع المقدمين بل وجميع من كان منتسبا للشيخ ومما يلزم المريدين امتثال أوامر المقدمين كما في وصايا الشيخ وهي: (طاعة المقدم مهما أمركم بمعروف أو نهاكم عن منكر أو سعى في إصلاح ذات بينكم) ولابد من محبتهم وتوقيرهم وتقديرهم وفوق ذلك كما ذكر سيدي النظيفي في ياقوتته:
ولابد من تعظيم كـــل مقدم وكل خليفة مــن أنس وجنة
لهم حرمة الشيــــخ فارعها وكن باذلا لهم صفاء مــودة
فهم مثل أباء بل أعظــم منة فقاموا المقام في الدعاء بحكمة
نبذة في بعض شروط الطريقة التجانية باختصار كما هو مبين في الكتاب (قصد السبيل) لفضيلة مولانا السيد محمد الحافظ رضي الله عنه:
تلخيص شروط الطريقة التجانية المباركة:
القسم الأول:
- الإنفراد بهذه الطريقة طول الحياة.
- عدم زيارة الأولياء الأحياء والأموات مع محبتهم جميعا وهذا ما
اصطلح عليه القوم فانظره في مدوناتهم.
- مداومة الورد بلا انقطاع إلى الممات.
- عدم صدور سب أو بغض أو عداوة للشيخ رضي الله عنه.
- دوام محبة الشيخ بلا انقطاع.
- السلامة من الانتقاد على الشيخ رضي الله عنه.
- الاعتقاد في الشيخ رضي الله عنه وتصديقه في جميع أقواله.
القسم الثاني:
(ما يتدرج بمخالفه إلى الوقوع فيما يرفع عنه الإذن)
- المحافظة على سائر الأمور الشرعية علما وعملا ومن ذلك المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة إن أمكن.
- عدم الأمن من مكر الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى فلا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون) الأعراف:99.
- بر الوالدين كما قال الله تعالى (وبالوالدين إحسانا) الإسراء:23.
- ألا يتصدر لإعطاء الورد من غير إذن صحيح بالإعطاء.
- عدم التهاون بالورد.
- احترام كل من كان منتسبا للشيخ رضي الله عنه ولا سيما أكابر أهل الخصوصية.
- مجانبة المنتقدين على الشيخ رضي الله عنه وعلى سائر الأولياء.
- عدم المقاطعة بينه وبين الخلق ولا سيما إخوانه في الطريق من غير موجب شرعي.
- الاجتماع للوظيفة والهيللة.
القسم الثالث:
(شروط صحة الأوراد)
- النية كما قال عليه الصلاة والسلام ” إنما الأعمال بالنيات ” إلى آخر الحديث
- طهارة الحدث بالماء أو التيمم.
- طهارة الخبث من البدن والثوب والمكان.
- ستر العورة.
- عدم الكلام من الابتداء إلى انتهاء الورد إلا لضرورة كمخاطبة مريد لشيخه والإبن لوالديه وامرأة لزوجها وعبد لسيده – ومما سواه فلا بأس من كلمة او كلمتين إن لم تفهم الإشارة.
- الطهارة المائية للجوهرة والصعيد الطاهر الذي يسع ستة أشخاص وبعدم ذلك فالبدل المعروف.
القسم الرابع:
(شروط مؤكدة وآداب يقل نور تاركها)
- الجلوس.
- استقبال القبلة.
- الإسرار في الورد والوظيفة للمنفرد.
- استحضار معاني الذكر ما أمكن.
- استحضار صورة الشيخ رضي الله عنه وأعظم منه استحضار صورة النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا الاستحضار يكون الوقوف بباب العبودية لأنهما وسيلتنا إلى الله.
القسم الخامس:
(ما يشترط في صحة الإذن بالطريق)
- صحة إذن الملقن وذلك أن يكون في حوزته سند صحيح متصل بالشيخ رضي الله عنه مع الاتصاف بالأهلية المعروفة.
- صحة التلقين وذلك أن يكون طالب التلقين مسلما صحيح العقيدة عاقلا مميزا ملتزما بالشروط بعد ما تليت عليه تفصيليا.
ومما يلزم المريد التجاني محبة سائر الأولياء واحترامهم والتصديق بكراماتهم والدفاع عنهم بقدر الإمكان ومحبة أتباعهم وحسن الظن بجميع المسلمين وغير ذلك من الشروط كما هو في المطولات.
فصل في وصية الشيخ سيدي أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه للمقدمين وتليها وصية سيدي النظيفي وما يطالب به المقدم وما يمنع عنه:
كما أن للمقدم شروطا تخصه إن خالفها يرفع عنه الإذن بالتقديم وهو لا يعلم وعليه فليراجع شروطه ليلتزم بها وفيما يلي نذكر أيضا وصية الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه للمقدمين وهي مذكورة في كتاب جواهر المعاني الجزء الثاني صفحة 152 وها هي:
(وأوصى من كان مقدما على إعطاء الورد أن يعفو للإخوان عن الزلل وان يبسط رداء عفوه على كل خلل وان يجتنب ما يوجب في قلوبهم ضغينة أو شينا أو حقدا وأن يسعى في إصلاح ذات بينهم وفي كل ما يوجب في قلوبهم بغضهم على بعض، وإن اشتعلت نار بينهم سارع في إطفائها وليكن سعيه في ذلك في مرضات الله تعالى لا لحظ زائد على ذلك. وأن ينهى من رآه يسعى في النميمة بينهم وأن يزجره برفق وكلام لين وعليه أن يعاملهم بالرفق والتيسير والبعد عن التنفير والتعسير في كل ما يأمرهم به وينهاهم عنه من حقوق الله وحقوق الإخوان ويراعي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا). وعليه أن يتباعد عن تغريم دنياهم ولا يلتفت لما في أيدهم، معتقدا أن الله تعالى هو المعطي والمانع والخافض والرافع، وليجعل همته في تحرير دنياهم فيما في أيديهم من التشتيت والتبذير وأن لا يطلبهم بإعطاء شيء لا من القليل ولا من الكثير إلا ما سمحت نفوسهم ببذله من غير طلب فإن عقول الناس حول هذا المطاف تدور، وعلى هذا المقدار تجري بهم جميع الأمور) انتهى.
وتليها هذه الأبيات وهي لسيدي الشيخ النظيفي:
مقدم الشيخ فــلا يوظـف على عـباد الله لا يكـلف
فمن يوظف عـلى العبـاد تا الله لا يصلح للإرشـاد
بل هو معزول عن التقديـم بما جنى من فعله الدميـم
تا الله ما يلــيق بالدعـاة أن يأخذوا المغرم كالولاة
أمثـل ذا يـلقــن الأوراد ويدعي التقديـم والإرشاد
بل هو معزول عـن الإرشاد ورتبـة التلـقين للأوراد
وكـل ما لقنـــه يجــدد إذ ما لديــه سند معتـمد
وأيضا يطلب من المقدم أن يتصف بصفات المقدمين وكل من تجاسر على المريد من المقدمين وحمل عليه من غير ذنب لأغراض نفسية شخصية وقال له أخذت منك الطريق الذي أعطيتك إياه أو أنت منسلخ عن الطريقة – كما شاهدت ذلك منهم – فحكمه كحكم من كفر مسلما يبوء به أحدهما، لأن الطريقة للشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه، والأفعال التي تسلخ المريد عنها معروفة وقد وردت عن الشيخ رضي الله عنه، والانسلاخ بحكم النصوص لا بحكم الحظوظ.
وباختصار وللمقدم شروط أكثر من ذلك فليراجعها في أبوابها. وبالإضافة على ما تقدم فإنني أُلفت نظر الإخوان لنقطة دقيقة لقد سألت عنها من هو صاحب حق في هذه الطريقة المباركة. وهي إذا حصل خلاف بين المقدمين فماذا يفعل المريدون؟ فأفادني بأن لا يشترك المريدون في خلاف المقدمين ويجب على المريد التجاني بأن يعتقد بأن شيخه هو الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني ولا يحط رحاله في رحاب المقدمين كما نوهنا بذلك، والاشتراك في خلاف المقدمين يعتبر التفات عن الشيخ الأكبر، وبذلك يحصل الانسلاخ. وأما إذا كان الخلاف بين ذرية الشيخ وما سواهم فهنا يتعين على المريدين بأن لا يتركوا جانب ذرية الشيخ رضي الله عنه معناها لأنهم أهل حق وكل ما سواهم فمنتمٍ ومستفيد. هذا ولا مانع من سعي المريدين لإزالة الخلاف بين المقدمين بالأوجه الشرعية وإن لم يفد سعيهم فيتركوهم بحظوظهم ويتعلقوا بشيخهم الأكبر سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وذريته – كما أن المقدمين إذا دام خلافهم لحظوظ نفسية أو أغراض شخصية أو مطامع دنيوية فيسبب ذلك رفع إذن التقديم عنهم وهم لا يعلمون لأنهم خالفوا الكتاب والسنة وشروط المقدم. جعلنا الله جميعا مع الإخوان من أهل الهداية والعناية وحفظنا من كل جناية – آمين.
باب في شروط صحة التقديم:
وأيضا أنه لابد للتقديم من الأهلية وهي شرط صحة ولابد أن تكون من غير طلب بل تأتي بأسباب من الله، وأما الذي يطلب التقديم بنفسه فهو متهم ولا يمنح له التقديم والمنع لطالب التقديم متواتر في فقه الطريقة عملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنا لا نستعمل على أمرنا هذا من طلبه) وقوله: (يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية حتى يقع فيه) كما في الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمى، فقال أحدهما يا سيدي يا رسول الله أمرنا على بعض ما والاك الله. وقال الآخر مثل ذلك. وقال أنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه) رواه الشيخان. وعليه كل من منح التقديم لطالبه فقد أخطأ وخالف النصوص المتفق عليها عن الشيخ وأصحابه والتقديم الذي وقع بالطلب فإنه شكلي غير حقيقي، بل مُجاز وقع في غير محله. والطالب للتقديم مغرض ومتهم، والمعطي مرتكب لجريمة المخالفة، ويستثنى من ذلك ذرية الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه والعارفين من أتباع الشيخ رضي الله عنه.
نبذة في أن الطريقة التجانية على الكتاب والسنة:
والحمد لله أن الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وأصحابه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بدليل ما قال سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني في الإفادة الأحمدية حرف الألف: (إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه) سبب ذلك سأله سائل من أصحابه وقال له أيكذب عليك يا سيدي قال نعم وذكر ما تقدم.
باب في ثبوت السيادة المطلقة لأبناء الشيخ التجاني على سائر أصحاب الشيخ وفيه فصول:
(توجيه) وليكن في علم أصحاب الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه أن لأبناء الشيخ التجاني السيادة المطلقة على سائر من انتسب لطريقة جدهم، مع أفضليتهم العامة كما جاء في وصايا أكابر أصحاب الشيخ أهل الخصوصية والمحبة الخاصة رضي الله عنه وعنهم، كيف لا وأنهم نشأوا في دائرة فضلية وبيئة دينية خيرية وتربوا وتجبلوا على اتباع كتاب الله وسنة رسوله وسلكوا طريقة جدهم وجدّوا فيها وصاروا نجوماً يهتدى بهم في الحضور والبوادي. وبذلوا النصيحة لعامة المسلمين ولا سيما في دوائر جدهم سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وفوق ذلك رتبة الشرف وأفضليته، فكل من استخف بقدر الأشراف وأسقط حرمتهم فقد حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا عند الجميع، وإذا حصلت من أئمتنا وساداتنا أبناء فاطمة الزهراء رضي الله عنها مخالفة وأنهم غير معصومين فلا يمنعنا ذلك من الاعتقاد فيهم والتمسك بعهد جدهم، والتوسل بهم وأن مخالفتهم عرضية وأصلهم طاهر. ومن اعتقد غير ذلك فقد ضل عن السبيل ولا يستفيد من علمه الظاهر بشيء ولو بلغ درجة الاجتهاد في العلم ولا من رتبة الباطنية بشيء حتى ولو بلغ مقام الغوثية في السير، والحمد لله على ما من الله به علينا وأكرم.
نبذة في ثبوت أفضلية أبناء الشيخ التجاني على غيرهم:
كما وأنه أحيط الإخوان علما أن أبناء الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه الأفضلية ثابتة في النصوص على سائر أصحاب الشيخ ومتواترة عند أهل المحبة والتسليم وأهل الخصوصية من العارفين من الأصحاب، وقد ذكر سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه في كتابه [جناية المنتسب] صفحة 37 سطر 16 ما يلي: (لقد بلغنا من الوجه الذي لا شك عندنا في صحته وتلقيناه بحمد الله بحسن ظن وجميل اعتقاد، أن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ضمن لسيدنا رضي الله عنه الفتح لأولاده وأولادهم وخدامهم، ولكل واحد من أصحابه حظاً وافراً من وراثته في محبتهم).
وأيضا كتب مولانا الحاج علي سعيد المصري رسالة بعث بها لأحد أصحاب الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه ويسمى محمد الطاهر يوسف بخصوص أفضلية أولاد الشيخ على غيرهم من الأصحاب وقال بعد كلام طويل: (ومن المقطوع به أن ذرية الشيخ رضي الله عنه هم أفضل الأصحاب على الإطلاق، يستوي في ذلك قديمهم وحديثهم فاعرف ذلك ومن معك لتنالوا الخير العميم والفضل الجسيم) وذكر لي في الخطاب أنه مرة من المرات كان جالسا في مكة المكرمة مع أحد أصحاب الشيخ الأكابر في حصوة الكعبة (أي حولها) ومستقبلين الكعبة وأنه وسوس في ضميره وقال: (الحمد لله أن في هذه الحجة معنا خليفة سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وهو سيدي محمد الكبير بن سيدي البشير، وعلى ما اعتقد أنه الغوث فعليه أن هذه الحجة مقبولة ومغفور لأهلها) وعندما انتهى من وسوسته قال له السيد الذي جالس معه: (ماذا تقول يا الحاج علي سعيد: ليس كما تعتقد ولكن أن خادم تراب نعله الذي جالس معك هذا هو الغوث وما نال الغوثية إلا ببركته وإخوانه وجده والحمد لله) – وأيضا استدل لي بالأفضلية بقصة سيدي الحاج علي التماسني مع سيدي محمد الحبيب التي رقص فيها سيدي الحاج علي التماسني عندما قال له سيدي محمد الحبيب في بعض المناسبات: (خديمي يتحكم في) فرقص طربا وقال: (الحمد لله أن ابن شيخي أعطاني وظيفة خادم) كما سيأتي وغير ذلك.
فصل في بيان مذهب مؤلف الرسالة في محبة الشيخ التجاني وأبنائه:
وأما سبب كتابة مولانا الحاج علي سعيد المصري لي فإنني كتبت له خطابا مطولا وذكرت له فيه مذهبي في محبة الشيخ وذريته بعد ما دار بيني وبين أحد الإخوان نقاشا طويلا في مكانة ذرية الشيخ فأنكر على عقيدتي فيهم فكتبت الآتي له: بعد السلام والاحترام وحفظ المقام الزائد له قلت له(يا سيدي إنني إذا مررت في محل غير مسموح الجلوس فيه شرعا – لا سامح الله – ووجدت في هذا المحل أحداً من ذرية سيدي الشيخ أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه وبجوار هذا المحل مسجدا ووجدت غوث الأولياء جالسا في المسجد وهو تجاني، فإنني أبتدئ بحفيد سيدي الشيخ أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه الزيارة والسلام والتوسل وطلب الدعاء منه والتبرك والاستمداد مع الاعتقاد أن هذا المحل لا يحل له شرعا ولكن محبتي له ذاتية وفطرية وغير معللة – وفي ذلك قال ابن الفارض (عدلك عن ظلم الحبيب هو الظلم) وقيل أيضا:
عين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا
وبعد الانتهاء من الحفيد أذهب إلى سيدي الغوث رضي الله عنه فإن رأيت منه علامة تدل على قبوله لما فعلت فأعطيه حقه بالاحترام والتقدير وفوق ذلك وإذا رأيت منه عدم القبول لا أقرب إليه ولا أرد عليه السلام ولا أخش بأسه دنيا وأخرى. وهذا المبدأ ثابت وراسخ فيه قدمي وعندي أن كل من لم يتمذهب بهذا المذهب فهو غير تجاني). وقد رد على مولانا الحاج علي سعيد وقال لي: (خطابك قد شفى غليلي ولم يردْ على خطاب مثله وأنني قد سبقتك على هذا المذهب. وكتب على الرد الذي تقدمت بعض ألفاظه (والحمد لله رب العالمين) ونطاق ذلك واسع فنقتصر على ما ذكرنا.
باب في وحدة الخلافة في الطريقة التجانية وخصوصيات ذرية الشيخ التجاني ووحدة العقيدة ووحدة الاتجاه نحو الشيخ وذريته:
والجدير بالذكر نعرج على ذكر الخلافة في الطريقة التجانية. كما أنه لا يخفى على أهل الدراية والمعرفة بأنه لا يجوز تعدد الخلافة في الطريقة بل خليفتها واحد طول الأبد فإن ذلك معلوم بالضرورة عند أكابر أصحاب الشيخ المتقدمين منهم والمتأخرين، وأن الخلافة لا تخرج من ذرية الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه لأن كمالهم فطري وموعود به، وضمنت لهم المعرفة بالله. كما وأنني رأيت بخط الثقات من أصحاب الشيخ في إجازات كثيرة وتراجم وبيانات وغير ذلك تشير إلى أن سند أولاد الشيخ من جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأنني أيضا عندما أجازني سيدي الخليفة الطيب بن سيدي علال في أشياء كثيرة لا نتعرض لذكرها وتفصيلها قال لي (أجزتك فيها بدون واسطة وكان خادمه عبد العزيز واقفا فقلت له ما معنى يا سيدي (بدون واسطة) فقال لي الأخ عبد العزيز بانتهار، معناها منه إلى جده والسيد تبسم فقلت له الحمد لله رب العالمين، فقبلت يده الشريفة وقلت له قبلت يا سيدي) وكيف لا وأنهم يشاركون الناس في جميع ما عندهم من المراتب ويزيدون عليهم بمرتبة الكتمية التي لا يشاركهم فيها أحد.
فيما تقدم أنه قد انكشفت الحقيقة. فإن العقيدة المنجية الصحيحة التي من اتبعها فقد أصاب في عقيدته هي الاتجاه الواحد نحو سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وذريته الأكابر الأخيار وهي وحدة العقيدة والوسيلة والسلوك والغاية من غير تفرقة وهي عقيدة أصحاب الشيخ رضي الله عنه وعنهم المتقدمين والمأخوذة من دلائل المحبة والتسليم، وأثبتوها بالبراهين. ولا دخل للآراء والأفكار فيها كما أشار إلى ذلك فضيلة مولانا عبد المالك العلمي رضي الله عنه، وبين ذلك فضيلة مولانا سيدي السيد محمد الحافظ بن عبد اللطيف سالم رضي الله عنه في رسالته السادسة. وسبب ذلك أنه لما رأى من أحد المقدمين اعتقد فيه تلاميذه عقيدة عمياء وكادت أن تساويه مع سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه في بعض قصائدهم فنشر ما قاله سيدي عبد المالك وطالب الإخوان أن يتجهوا جميعا اتجاها واحدا نحو الشيخ الأكبر سيدي أحمد بن محمد التجاني وذريته من غير تفرقة وتشتيت فكر فراجعها إن شئت.
فصل في أن المقدمين خدام في الطريق ولذرية الشيخ السيادة المطلقة عليهم:
وأما المقدمون فإنهم خدام في الطريقة لا سادة فيها وكل فرد منهم يخدم الطريقة خدمة إلزامية ويعترف بسيادة ذرية الشيخ رضي الله عنه وأنه خديمهم كما اعترف بذلك سيدي الحاج علي التماسني رضي الله عنه ونفعنا به فإنه خادم لأولاد الشيخ. وسبب ذلك أنه في بعض المناسبات قال له سيدي محمد الحبيب بن الشيخ التجاني رضي الله عنه (خديمي يتحكم في) فرقص طربا وقال: (الحمد له أن ابن شيخي أعطاني وظيفة خادم) كما ذكرنا. وفي ذلك الوقت فإن منزلة سيدي الحاج علي التماسني قد مكث في مقام الغوثية ثلاثين عاما ونيفا كما هو معلوم عند أصحاب الشيخ، وأنه كان الوصي على أولاد الشيخ وعلامة زمانه في علمي الظاهر والباطن أي علم الشريعة والحقيقة وغير ذلك فانظر لهذه المراتب مع الاعتراف بأنه خادم لمقامهم ولجنابهم وفرحته بذلك أكبر من فرحته بمقام الغوثية لأنه لم يرقص طربا به عندما ناله فهذا أكبر دليل على الأفضلية وكفى به.
فصل فيما يجب على المقدمين رفع همتهم عن ما في أيدي الخلق اقتداء بالرسل الكرام:
كما وأنه يجب على سائر المقدمين رفع همتهم عما في أيدي المريدين، كما أوصى بذلك الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه في وصيته المعروفة عند الجميع في جواهر المعاني، إلا ما سمحت به نفوسهم كما ذكرنا اقتداء بالرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ونفعنا بهم قال تعالى (اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون) يس:21 وقال تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) الشورة:23 تمييزا للإشراف وحفظا لقدرهم.
فصل في عدم مطالبة المريد للدخول في الطريقة التجانية حتى تسوقه العناية للدخول فيها ويلزم التوجيه بعد الأخذ:
وكذلك يجب على المقدم بأن لا يطالب المريد بأخذ الطريقة منه بل أن المريد بنفسه عندما تناديه العناية الإلهية فلا يتأخر عن السؤال عنها والسعي إليها وعندما يبدأ السؤال يسأله المقدم عن ما يلزم فيه السؤال ويعرض عليه الشروط تفصيليا وإذا رأى منه علامات القبول يتأتى كما قال سيدي الشيخ النظيفي رضي الله عنه في منظومته الياقوتة الفريدة:
فإن لدى التلقين كــن ذا تثبت إلى أن ترى حقا مصاديق رغبة
وبالغ لديه في الدعـا واستخارة وذكر شرائط الكـمال وصحـة
وأحضر لديه همة الختم واعتقد بأنـك مـرآة له في الحـقيقـة
وبعد القبول حتى يرى الجزم منه لأخذ العهد وعند ذلك يلقنه أخذاً بالحديث الشريف: (لا تطعم طعامك لمن لا يشتهيه). بعد التلقين يوجهه بأنه من الآن فصاعدا فإن شيخه ووسيلته هو الشيخ التجاني رضي الله عنه، والمقدم أخ له في الطريقة فعليه فليراجع كل مقدم علاقته مع المريدين الذين أخذوا عنه هل وجههم هذا التوجيه أم حال بينهم وبين شيخهم التجاني رضي الله عنه ونفعنا به. ويجوز لأهل البصيرة مطالبة المريد بأخذ العهد منهم قبل أن يسألهم لأنهم يرون أن شربه عندهم كما حصل بين سيدي السيد محمد بن المختار وتلميذه الشيخ الطاهر الحمادي.
فصل في أن علو المقام لا يحرر عن خدمة ذرية الشيخ وإرشاد المريدين:
هذا ولا مانع من أن تكون للمقدم إجازات متعددة مطلقة، وأن الله يمنحه مراتب بفضله ويرقيه من مقام إلى مقام إلى أن يوصله مرتبة الغوثية والله على كل شيء قدير. ومع ذلك كله فإن علو المقام لا يحرره من خدمة ذرية سيدي الشيخ أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه وخدمة طريقته وإرشاد المريدين وتوجيههم على اتباع الشريعة والوفاء بعهد الطريقة.
فصل في أن التطاول على ذرية الشيخ رضي الله عنه هو سبب للخسران في الدارين:
وأيضا كل من تطاول من المقدمين على ذرية الشيخ سيدي أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه وجميع الأشراف بعلمه أو بصلاحه فليعلم أنه قد أساء الأدب في ميدان أهل المحبة وافتتن في سيره وسلوكه وصار من المغرورين وسقط من عين الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وجده المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأيضا أنه آذى الرسول الأعظم وعترته وخسر الدنيا والآخرة. سلمنا الله ورزقنا الأدب مع الله ورسوله وأوليائه وجميع مخلوقاته. فراجع أيها المقدم ديوان سيدي محمد ابن المختار (ترياق الفهوم) في منظومته الرائية وغير ذلك من النصوص التي تثبت أفضلية الأشراف على غيرهم ككتاب (الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم).
نبذة في أن ما بذلناه من النصيحة خدمة للشيخ وأبنائه وأتباعهم وخدمة للطريق وعسى أن تكون خالصة لله تعالى:
وفي ما تقدم كفاية باختصار ولقد بذلنا هذه النصيحة من غير غرض يعود علينا بمصلحة بل إنها قصد لوجهه الكريم ومحبة في رسوله النبي الرحيم وخدمة لجناب الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه وتعاون مع أبناء الشيخ التجاني رضي الله عنهم، وتبيين لما عليه هذه الطريقة المباركة من الجد والرسميات التي لا هزل فيها نيابة عن صاحبها وأبنائه وكل من خدمها بإخلاص وصدق واجتهاد وجد وصلابة وباقٍ في سيدي الشيخ أحمد بن مَحمد التجاني وذريته وفان عن سواهم رضي الله عنهم جميعا ونفعنا بهم والحمد لله.
فصل في أن هذه النصيحة تقبل عند المخلصين غير المستفيدين:
وأن هذه النصيحة التي تقدمت لا تقبل إلا عند كل مجد في سيره وسلوكه وقصده الوقوف على الحقائق وتصحيح عقيدته في السير والسلوك إلى حضرة ملك الملوك جل جلاله. وأما المستفيد والمغرض والمستعمر فإنه لا ينظر ولا يسعى إلا لما يفيده فلا حاجة للدائرة الفضلية التجانية به لأن لها أهلا وقوما اختارهم الله بفضله لها. قال في الإفادة (سائق السعادة يسوق أناسا لهذه الحضرة والصارف الإلهي يصرف أناسا عنها) كما ذكرنا. جعلنا الله والأحباب من أهله فبعون الله وحسن توفيقه قد تمت الرسالة من محب الخير لنفسه ولإخوانه أخذا بالحديث المتقدم في صدر الرسالة.
فصل في صفة الذي تمنع زيارته:
وأيضا أن ما أوردته في رسالتي من الدلائل والبراهين بخصوص منع الزيارة فالمراد به هي الولاية الخاصة (المعروفة عند العارفين) لا الفقراء ولا العلماء لأنه ما من ولي إلا وهو عالم ولا العكس (ما اتخذ الله وليا جاهلا ولو اتخذه لعلمه) وأما الولي فهو عبد الله ومحبوبه فقد خرق العادة في نفسه باتباع كتاب الله وسنة رسوله وأوفى بما عاهد عليه الله وتخلى وتحلى وسلك وجد وترقى وخرقت له العادات وصار عبدا ربانيا إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون بإذن ربه فصار بالله لا بنفسه بالرضى والتسليم والتجرد عن الحول والقوة فتولى أموره الملك الأعلى الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات، كما في الحديث القدسي الشريف: (عبدي اعبدني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون). وأيضا ينطبق عليه الحديث القدسي الشريف:(مازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنته) في بعض الروايات أو ما معناه فتمنع زيارة من أتصف بالصفات التي تقدمت.
فصل في النصيحة وفضل الذكر والآداب:
وخلاصة ما قدمناه في الرسالة هو المحافظة على سائر الأمور الشرعية علما وعملا كما قال الشيخ رضي الله عنه، والوفاء بما عاهدنا الله عليه. وأوصي نفسي وإخواني بالتخلي والتحلي والتخلق بالأخلاق المحمدية، قال صلى الله عليه وسلم: (أدبني ربي فأحسن تأديبي) عليه صلوات الله وسلامه ما دام ملك الله، وقد وصفه الله تعالى فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم:4 والله سبحانه وتعالى أسأل أن يوفقنا على ذكره وأن يجعلنا من المؤمنين الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد:28 وقال تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) الأنفال:2-3. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت) أخرجه البخاري في صحيحه.
فصل في ما يستثنى من الزيارة لأهل البصيرة والإحتياط أفضل:
وبناء على ما تقدم بخصوص الزيارة التي ذكرناها في المنع وما استثني منها كالمعاملة وغيرها فيما يأتي فهي لأهل البصيرة ومن لا بصيرة له بأن يميز بها الخصوصية فيجب عليه أن يأخذ بالأحوط، وأما المعاملة فتستثنى لأنها تختلف مع الزيارة وكذا الوالدين من غير ملاحظة الخصوصية ولوجوب ذلك شرعا على الإبن، وأيضا الأرحام والجيران من حيث الرحمية والجيرة ومن غير ملاحظة الخصوصية وأيضا تعاطي العلاجات من حيث أنه طبيب أبدان من غير ملاحظة خصوصيته، بل وغير ذلك من المعاملات البدنية احترازا من العلاقات الروحية والاعتقادات الباطنية. وعلى كل حال لو اكتفينا بحسن ظننا القطعي بولاية الولي القطعية وابتعدنا امتثالا لأمر شيخنا الذي اصطلحت عليه جميع القوم من غير مداهنة ومداراة وضعف عزم فأولى وأولى.
نبذة في مقابلة السيئة بالحسنة والدعاء بالخير للخصم والعدو:
وأيضا إننا متأكدون بسبب هذه النصيحة سوف يواجهنا كل متأله وعازل ومغرض ومستعمر ومستفيد من هذه الطريقة بالعدوان والبغضاء والجفاء، وإن شاء الله سنتخذ ما جاءنا منهم متعة ونجازيهم بالإحسان من دعاء وغيره ونتبع قوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الأعراف:199.
نبذة في أبيات شعرية للمؤلف، وتليها أبيات لأحد الشعراء أهل الذوق والخاتمة ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حسنها:
وقد أنشأت هذه الأبيات الآتية لأتحلى بها وتليها أبيات أخرى لأحد الشعراء:
هربت من كل عازل متأله عاشرته وحبل الـوداد مـنه قـطــعت
وهجرت ســلمى وليـلى وهندا لأنهن ســتور كــما عـلمت
ووراءهــن جمــال عـظيم فقصــدته وإليه رحلت وأخفيت
نفسي وبأرض الخــمول دفنت والفقر نعتي وبباب الكريم نزلت
وقيل أيضا: –
فلـيتك تحـلو والحـياة مريرة وليتك ترضى والأنـام غضاب
فليت الذي بيني وبـينك عامـر وبيني وبين الــعالمين خراب
وليت شرابي من ودادك صـافيا وشربي من ماء المـعين سراب
فإن صح منك الود فالكل هـين وكل الذي فوق التـراب تراب
تمت بعون الله وحسن توفيقه من عبيد ربه وأسير ذنبه محمد الطاهر بن يوسف، وأختم قولي وأقول:
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
ملحق خير:
بسم الله الرحمن الرحيم.
بتوفيق الله وله الحمد لقد تولى تبييض هذه الرسالة بخط مدلل ومعتنى به فضيلة الأخ الأديب اللبيب الذي هو أعز الناس لدينا ومعه لله تآخينا السيد محمد علي محمد عبد القادر. والله أسأل أن يتولى جزاءه بالخير والبركات وبفضله وجوده وكرمه وإحسانه أن يكرمه فوق ما يتمناه ويرجوه من الود والفضائل والمزايا والهبات وذلك في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم في يوم الإثنين لسبعة وعشرين خلت من شهر رمضان المعظم سنة 1399 هجرية والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم كما أرجو من الأخ القارئ العزيز تصحيح ما وجده من الخطأ والحمد لله رب العالمين.
هذا ولقد قام بمراجعة الطبع نخبة من أعز الإخوان عندي، وهم السادة: عبد الفتاح عبد الكريم السيد وعبد العظيم محمد نور ومحمد علي محمد عبد القادر. فجزاهم الله خير الجزاء والله أسأل أن يتقبل منهم هذا الجهد الكريم بمحض فضله وإحسانه إنه سميع مجيب.
الفهرس
الترتيب | المواضيع |
2 | مقدمة |
3 | فصل في منع زيارة الأولياء الأحياء منهم والأموات مطلقا في الطريقة التجانية وجميع الطرق الصوفية |
3 | فصل في منع الزيارة في كتاب (الفتح الرباني) |
4 | فصل في منع الزيارة في كتاب منية المريد |
5 | رسالة سيدي محمد بن سليمان المناعي التونسي رضي الله عنه في منع الزيارة مطلقا. |
7 | فصل في منع الزيارة عند السادة المراغنة رضي الله عنهم في الطريقة الختمية في كتابهم (الرسائل المرغنية) |
7 | نبذة في منع الزيارة للشيخ الدرديري رضي الله عنه في كتابه (الخريدة): |
8 | نبذة في منع الزيارة في كتاب (قصد السبيل) لفضيلة مولانا السيد محمد الحافظ بن عبد اللطيف سالم رضي الله عنه ونفعنا به |
8 | نبذة في منع الزيارة في كتاب (الياقوتة الفريدة) لصاحبه سيدي مَحمد بن عبد الواحد النظيفي رضي الله عنه |
8 | فصل في منع مخالفة الشيخ وعقوبة فاعلها وفيه تفاصيل ودلائل |
9 | فصل في حكم من خالف أقوال شيخ الطريقة الأكبر باجتهاده |
9 | فصل أن جريمة المقدم لا تشمل من أخذ عنه إلا إذا اشترك معه فيها |
10 | فصل في أن الشيخ التجاني رضي الله عنه هو المتولي التربية |
11 | باب فيما أحدثه العوام من البدع في الطريقة التجانية وفيه نبذ |
11 | نبذة في صدق محبة أصحاب الشيخ لشيخهم وخدمتهم للطرق ومحبة بعضهم بعضا |
12 | نبذة فيما أرشدنا به ونبهنا عليه سيدي الخليفة الطيب بن سيدي علال رضي الله عنه الخليفة الأعلى للطريقة التجانية عند حضوره للسودان |
12 | نبذة في ذكر أوصاف بعض أصحاب الشيخ رضي الله عنهم |
12 | نبذة فيما يطالب به المقدمون من الأدب وما يلزمهم فعله مع المريدين |
13 | نبذة في خليفة الشيخ وأنه سبب وصول الخير للمريدين ومعاني أخرى |
13 | نبذة فيما يطالب به أصحاب الشيخ من الأوصاف الحميدة |
13 | نبذة تمنع التفرقة وتطلب جمع الكلمة في الطريقة التجانية |
13 | نبذة في تكذيب ما ادعته العوام وعقوبة من صدقهم: |
14 | فصل في التساؤلات فيما أحدثه العوام من الآراء الحديثة في الطريقة التجانية |
15 | نبذة في أن الطريقة التجانية مكتملة لا تقبل النظريات وفيها كيفيات السلوك الواردة عن الشيخ التجاني لمن أراد ذلك |
16 | فصل في أن هذه الطريقة طريقة شكر وجذب وعلى نهج السلف الصالح وفيه تفصيل |
17 | نبذة في بيان التربية الروحية التي عليها الشيخ وأصحابه |
17 | فصل في المساواة في الطريقة التجانية وليس للمقدم سيادة على المريد |
17 | نبذة عن نهي الشيخ سيدي أحمد بن مَحمد التجاني رضي الله عنه لأصحابه عن دعوى الولاية |
18 | نبذة في حفظ المريدين لحرمة المقدمين |
18 | نبذة في بعض شروط الطريقة التجانية باختصار كما هو مبين في الكتاب (قصد السبيل) لفضيلة مولانا السيد محمد الحافظ رضي الله عنه |
20 | فصل في وصية الشيخ سيدي أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه للمقدمين وتليها وصية سيدي النظيفي وما يطالب به المقدم وما يمنع عنه |
21 | باب في شروط صحة التقديم |
22 | نبذة في أن الطريقة التجانية على الكتاب والسنة |
22 | باب في ثبوت السيادة المطلقة لأبناء الشيخ التجاني على سائر أصحاب الشيخ وفيه فصول |
22 | نبذة في ثبوت أفضلية أبناء الشيخ التجاني على غيرهم: |
23 | فصل في بيان مذهب مؤلف الرسالة في محبة الشيخ التجاني وأبنائه |
24 | باب في وحدة الخلافة في الطريقة التجانية وخصوصيات ذرية الشيخ التجاني ووحدة العقيدة ووحدة الاتجاه نحو الشيخ وذريته |
25 | فصل في أن المقدمين خدام في الطريق ولذرية الشيخ السيادة المطلقة عليهم: |
25 | فصل فيما يجب على المقدمين رفع همتهم عن ما في أيدي الخلق اقتداء بالرسل الكرام |
26 | فصل في عدم مطالبة المريد للدخول في الطريقة التجانية حتى تسوقه العناية للدخول فيها ويلزم التوجيه بعد الأخذ |
26 | فصل في أن علو المقام لا يحرر عن خدمة ذرية الشيخ وإرشاد المريدين |
26 | فصل في أن التطاول على ذرية الشيخ رضي الله عنه هو سبب للخسران في الدارين |
27 | نبذة في أن ما بذلناه من النصيحة خدمة للشيخ وأبنائه وأتباعهم وخدمة للطريق وعسى أن تكون خالصة لله تعالى |
27 | فصل في أن هذه النصيحة تقبل عند المخلصين غير المستفيدين |
27 | فصل في صفة الذي تمنع زيارته |
28 | فصل في النصيحة وفضل الذكر والآداب |
28 | فصل في ما يستثنى من الزيارة لأهل البصيرة والإحتياط أفضل |
28 | نبذة في مقابلة السيئة بالحسنة والدعاء بالخير للخصم والعدو |
29 | نبذة في أبيات شعرية للمؤلف، وتليها أبيات لأحد الشعراء أهل الذوق والخاتمة ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حسنها |
30 | ملحق خير |
ملاحظة المشرف على الموقع
هذه الفهرسة خاصة بالكتاب المنزل مع هذا المنشور
رســـالــــــة سـفـيـنـة الـنـجـاة