مقالات

عين ماضي مهد العلم والفكر

البيئة والمحيط الإجتماعي والثقافي لها دور فعال في تكوين الشخصية وتقويمها وتقويتها

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله

عين ماضي
مهد العلم والفكر

كانت بحق جديرة بنشأة الشيخ التجاني رضي الله عنه
تاريخ عين ماضي يرجع إلى ما قبل تأسيس الزاوية ب 9 قرون، فهو التاريخ الذي تكلم عنه كثير من الرحالة والمؤرخون . الأرض التي عليها عين ماضي الآن كانت ملكا لبني هلال أولاد يعقوب، والتجاجنة هم قبيلة من بني سليم كانوا يقطنون منطقة تجانة بضواحي المدينة المنورة وهم من الأشراف وانتقلوا مع الفتوحات الإسلامية إلى الأندلس وسكنوا مدينة سرقسطة وبعد خروج المسلمين من الأندلس التجأت عائلات منهم إلى المغرب والتجأ الآخرون إلى عين ماضي واختاروا منطقة عين ماضي لأن جوها يشبه لحد كبير مدينة تجانة وقد زار الشيخ أحمد عويسي التجيني هاته المدينة عندما ذهب للحج فقال رأيت جوها مثل الذي هو بعين ماضي . وقد اشترى التجاجنة الأرض من بني هلال بحكم أنهم أولاد عم فكلهم عرب وأسسوا مدينة عين ماضي وقد أكد كل المؤرخين بأن هندسة قصر عين ماضي ليس له مثيل في كل المنطقة وأجمعوا كلهم بأنه يشبه القلاع في أرض الشام . هناك من ينسب التجاجنة إلى قبيلة بنو توجين البربرية وهذا خطأ كبير لا يستند إلى أية حقائق فلغة من ينتمي لهاته القبيلة يسمى – توجيني- بينما من ينتمى لقبيلة التجاجنة يسمى – تجيني – وأيضا من ناحية العادات لا توجد أية صفة مقاربة بينهم . وهذا خطأ تداولته بعض الكتب لكنه غير مؤسس. والتاريخ الحقيقي وجدناه في الرحلة العياشية و أيضا الرحلة الناصرية وأيضا عن طريق التواتر، وهو من أهم مصادر تاريخ عين ماضي التي لا زالت مقر الخيرات والبركات ومهبط النفحات، فقد اكتسبت هذه القرية هذا الشرف بسبب من حلها بها من صالحي السلف.هذه القرية توجد بجنوب القطر الجزائري وقد مرت القرون العديدة على هذه القرية الماجدة فكانت في كامل هذه العصور الغابرة مضرب الأمثال بين القرى والبلدان بسبب ما أنجبت من نبغاء أعيان وفحول من الرجال، يعرف هذا جيدا من له أدنى إلمام بتاريخها العظيم حتى أن المدونين للرحلات من فحول العلماء نوهوا كثيرا بقدرها وشريف مجدها كصاحب الرحلة الناصرية الذي قال فيها أنه لقي فيها عند مروره بها أثناء الذهاب للديار المقدسة من رجال العلم والفقه الإسلامي وجهابذة النقد والتحرير خمسين عالما ممن يجيد حفظ مختصر خليل على ظاهر قلب وأخبر أن أكبر العلماء في ذلك العصر الزاهر رجل يقال له سيدي عبد الرحمن بن الدهصاء . وذكر أن الذي صح عندهم أنهم من آل البيت ووصفهم بالكرم الجبلي والأخلاق الحميدة .كذلك صاحب الرحلة العياشية فإنه بالغ في مدحها ومدح رجالها بما فيها، ووصفهم بجودة في العلوم حتى أنه أوصى صاحبه الذي هو بصدد السفر إلى الحجاز قائلا له شحذ ذهنك عند المذاكرة مع علمائها، هذا من جهة العلوم الرسمية آلة ومقصدا و يكفي اللبيب شهادة هذين العالمين .هذا العهد مر على عين ماضي قبل ظهور الشيخ أحمد التجاني بتسعة قرون . وقد جاء الجد الرابع لسيدي أحمد التجاني لعين ماضي قادما من المغرب واستقر بعين ماضي لما رأى أهلها أهل شرف وعلم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى