فتح الملك الخلاق
في مولد طيب الأعراق و الأخلاق
صلى الله و سلم عليه و على آله
عدد ما في علم الله الكريم و إفضاله
ألفه و أهداه للمحبين في سيد المرسلين
سعيد بن عبد الواحد منقار بنيس
أمنه الله في الدارين
آمين
الدار البيضاء ربيع الأول 1442 هـ الموافق نونبر 2020 م
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام من الله و من كل خلق الله
على سيدنا محمد الصادق الأمين
و على آله و صحبه أجمعين
سبحان من خلق كل شيء فأحسن خَلْقَهُ وترتيبَه، سبحان من اصطفى نبيَّه سيدنا ومولانا محمداً ﷺ وأدَّبه فأحْسَنَ تأديبه، سبحان من جمَّلَ صورته وجلـَّلَ أوصافَه، و كمَّلَ نعوته وزكَّى أخلاقه، و قرَّبه فاتخذهُ صَفِيَّه وحبيبَه، سبحان من وفق للاقتداء به من أراد تهذيبَه، سبحان من جعل هذا المولود نوراً مبيناً أضاء ظلماتِ الجهالة، و حبلاً متيناً أنقذ به أمَّتَهُ من الضلالة، خاطبه عز من قائل بقوله:”يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ( (46وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا “(الأحزاب)
ـ اللهم صل وسلم على حبيبك و نبيك، وصفِيِّكَ و نَجِيِّك، سيدنا محمد النورِ الأبلج، و البهاءِ الأبهج، قرةِ عينِ أهلِ اليقين، ومرآةِ أولي العزم من المرسلين إلى شهودِ الملكِ الحقِّ المبين.
ـ اللهم صل وسلم على من جعلته الإمامَ المُفَضَّلَ على الخلائق والسِّرَاجَ المُمِدَّ للسابق منهم واللاحق.
ـ اللهم صل وسلم على مَنْ مِنْ نُوره تُقتبَس أنوارُ البصائر، ومَنْ مِنْ مَحَاسنِه تفيض المواهبُ على الأكابر.
صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيراً ما أظلم الليلُ و أشرق النهارُ بقدرة الواحد القهار.
أما بعد:فيأيها الإخوة الأحبة في الله تعالى، هذه الليلة موعدُ احتفالنا بمولد أكرم خلق الله، حمدا وشكرا لله،على فضل الله وعموم رحمته ، ففي هذه اللحظة المباركة بإذن الله سنخصص حديثنا بحول الله و قوتِه، عن قصة ليلة ولادتِه صلى الله عليه وسلم لكن نبدأه بنبذة عن أخلاقه عليه الصلاة و السلام و آداب معيشتِه، و ذلك أن آدابَ البواطن عنوانٌها آدابُ الظواهر، وحركاتُ الجوارح ثمراتٌ للخواطر، وما الأعمالُ إلا نتيجةُ الأخلاق، وهي على نورانيةِ أو ظلمانيةِ الباطن مِصداق، قال تعالى:”ومَن لم يجعلِ اللهُ لهُ نوراً فما له مِنْ نُور“(س. النورالآية 40)وفي الأثر:(مَنْ لم يخشع قلبُه لم تخشع جوارحُه) .
++ فإليكم أيها الأحبابُ : [ذكرُ بعضِ ما لرسول الله ﷺ من الأخلاق المأثورة عنه و الآداب] عسانا تَرِقُّ قلوبُنا، و تنشرحُ صدورُنا، فقصدي أن يثبتَ لدينا الإيمان ويتجدَّدَ، و بسماع أخلاقِ سَيِّدِ وَلدِ عدنان يتأكَّدَ، ﷺ و على آله و على كل من انتمى لعلي جنابه. والله تعالى وليُّ التوفيق للاقتداء بسيد المرسلين في الأخلاق والأحوال والأعمال والأقوال، وسائر معالم الدين، فإنه سبحانه دليلُ المُتَحَيِّرين ومُجيبُ دَعوةِ المُضطرين.
الله عظم قدر جـــــــــاه محمد *** وأنـــاله فضلا لديه عظيمــا
في محكم التنزيل قال لخلقه *** صلوا عليه سلموا تسليما
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
+ فهاكمُ أيها الأحباب [بيانُ تأديبِ اللهِ تعالى حبيبَه وصفيَّه محمداً ﷺ بالقرآن]: لقد كان رسول الله ﷺ كثيرَ الضراعة والابتهال، أن يُزَيِّنَه الله ذو الجمال و الجلال بمحاسن الآدابِ ومَكارمِ الأخلاق، فكان ﷺ يقول في دعائه “اللهم كما حَسَّنْتَ خَلْقي فحَسِّنْ خُلـُقي“(رواه أحمد و ابن حبان وصححه) ويقول ﷺ”اللهم جَنِّبْني منكراتِ الأخلاق والأهواء والأعمال و الأدواء” (أخرجه الحاكم وصححه الطبراني/ الأدواء جمع داء) فاستجاب الله تعالى دُعاءَه،وكان قولـُه عزوجل:”ادعوني أستجب لكم” وَفَـاءَه.قال سعد بن هشام بن عامر الأنصاري( ابن عم أنس بن مالك رضي الله عنه): دخلت على عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فسألتها عن أخلاق رسول الله ﷺ فقالت: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: (كان خُلقُ رسول الله ﷺ القرآن).
نعم،أيها الأحبة: أدَّبَه القرآنُ ﷺ بمثل قوله تعالى:”خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بالعُرْف وأعْرِضْ عن الجاهلين“(الأعراف 199) وبمثل قوله سبحانه:”إن الله يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُربَى وينْهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبَغْي“(النحل90)وقولِه عز وجل:”واصبِرْ و ما صبرُك إلا بالله، و لا تحزن عليهم و لا تَكُ في ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرون“(النحل 127) وقولِه سبحانه: “فاعْفُ عنهم واصفح إن الله يُحبُّ المُحسنين “( المائدة 13) وقوله عزَّ مِن قائل: “اِدْفَعْ بالتي هي أحسنُ، فإذا الذي بينك وبينَهُ عداوةٌ كأنه وليٌّ حَميم” (فصلت34)وقولِهِ وهوأصدقُ القائلين:”فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ،إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ“(آلعمران 159). ولما كُسِرت رَبَاعِيَّتُهُ ﷺ (الرَّبَاعية هي السن التي تقع ما بين الثُّنِية والناب وهي أربع: رباعيتان في الفك العلوي ورباعيتان في الفك السفلي ) وشُجَّ جبينُه يوم أحُد (جُرِحَ جبينُه) فجعلَ الدَّمُ يسيلُ على وجهه وهو يمسحُ الدمَ ويقول: “كيف يُفلِحُ قومٌ خَضبوا وجْهَ نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم؟” فأنزل الله تعالى عليه: “ليس لك من الأمر شيء“( آل عمران 128) تأديباً له على ذلك. وقد أدبه الله تعالى في القرآن بأمثال هذه التأديبات التي لا تُحصر،وهو عليه الصلاة و السلام المقصودُ الأولُ بالتأديب والتهذيب، ثم منه يشرق النورعلى كافة الخلق من بعيدٍ أو قريب، فإنه أدِّبَ بالقرآنِ وأدَّب الخلقَ به، ولذلك قال ﷺ:”إنَّما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق“( رواه أحمد عن أبي هريرة) فسبحان الله ما أعظم شأنه وأتم امتنانه، وما أعَمَّ لـُطفَهُ وأعظم إحسانه، كيف أعطى لحبيبه ﷺ حُسنَ الخُلـُق و أكمَلَه، ثم أثنى عليه فأضافه إليه فقال تعالى:”وإنك لعلى خلق عظيم“.
الله عظم قدر جـــــــــاه محمد *** وأنـــاله فضلا لديه عظيمــا
في محكم التنزيل قال لخلقه *** صلوا عليه سلموا تسليما
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
[أيها الأحباب، لقد بين ﷺ للخَلْقِ أن الله يُحبُّ مكارمَ الأخلاق و يُبغِضُ أراذِلَها ] فقالﷺ:(إن الله يحبُّ معاليَ الأمور وأشرافَها ويُبغِض سَفاسِفَها)(رواه أبو بكر الرازي في الصحاح) وقال علي رضي الله عنه: يا عجباً لرجلٍ مُسلمٍ يجتبيه أخوه المسلمُ في حاجةٍ، فلا يرى نفسَهُ للخير أهلاً، فلو كان لا يرجو ثواباً ولا يخشى عقاباً لقد كان ينبغي له أن يُسارع إلى مكارم الأخلاق فإنها مما تدلُّ على سبيل النجاة.فقال له رجل: أسمعتَه من رسول الله ﷺ؟ فقال: نعم، وما هو خيرٌ منه، لما أتِيَ بسبايا طَيِّئْ وقفَتْ جاريةٌ في السَّبْيِ فقالت: يا محمد إن رأيتَ أن تُخَلِّيَ عني ولا تُشْمِت بيَ أحياءَ العرب، فإني بنتُ سيد قومي، وإنَّ أبي كان يحمي الذِّمار(ما ينبغي حياطَتُه والذَّوْذُ عنه كالأهل والعِرْض ) ، ويَفكُّ العاني(الذليل الأسير)، ويُشْبِعُ الجائعَ، ويُطعمُ الطعامَ، ويُفْشي السلامَ، ولم يَرُدَّ طالبَ حاجة قط، أنا ابنةُ حاتم الطائي. فقال ﷺ: “يا جارية، هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مُسْلماً لترَحَّمنا عليه، خلّـُوا عنها فإن أباها كان يحب مكارمَ الأخلاق، وإن اللهَ يحبُّ مكارمَ الأخلاق” فقام أبو بردة بن نيار(صحابي من الأنصار شهد العقبة الثانية و بايع بها النبي ﷺ وشهد غزوة أحُد و ما بعْدَهَا من المَشاهِد وهو مِنْ رُواة الحديث وحديثُهُ في الكتب الستة،وكان من الرماة الموصوفين توفي سنة42هـ) فقال: يا رسول الله؛ الله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال ﷺ: “والذي نفسي بيده لا يَدْخُلُ الجنة إلا حَسَنُ الأخلاق” ( قال عنه ابن كثير بعد أن عزاه إلى البيهقي: هذا حديث حسن المتن، غريب الإسناد جدا عزيز المخرج)
الله عظم قدر جـــــــــاه محمد *** وأنـــاله فضلا لديه عظيمــا
في محكم التنزيل قال لخلقه *** صلوا عليه سلموا تسليما
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
ثم اسمعوا أيها الإخوان كيف أدَّبَ رسولُ ﷺ عبادَ الله ودعاهم إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، ومن ذلك حُسنُ المعاشرة، قال أنس رضي الله عنه:(فلم يَدَعْ نصيحة جميلة إلا وقد دعانا إليها وأمرنا بها، ولم يَدَع غشاً – أو قال عيباً، أو قال شيناً- إلا حَذَّرَنَاه ونهانا عنه) ويكفي من ذلك كُلـِّه هذه الآية“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” (النحل(90))
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: أوصاني رسول الله ﷺ فقال: “يا معاذ، أوصيك باتقاءِ الله، وصِدْقِ الحديثِ، والوفاءِ بالعهد وأداءِ الأمانة، وتَرْكِ الخيانة، وحفظِ الجار، ورحمةِ اليتيم، ولينِ الكلام، وبذلِ السلام، وحُسْنِ العمل، وقِصَرِ الأمل، ولزومِ الإيمان،والتَّفَقّـُهِ في القرآن،وحُبِّ الآخرة، والجزعِ من الحساب وخَفْضِ الجناح، وأنهاكَ أن تَسُبَّ حكيماً، أو تُكَذِّبَ صادقاً، أو تطيعَ آثماً،أو تعصيَ إماماً عادلاً، أو تفسدَ أرضاً، وأوصيك باتقاءِ الله عند كل حَجَر وشجر ومَدَر(طين لزِجٌ مُتماسك)، وأن تُحْدِثَ لكل ذنب توبة: السرّ بالسرِّ والعلانيةُ بالعلانية”(الزهد الكبير للبيهقي فصل الزهد والورع). فهكذا أدَّبَ ﷺ عبادَ اللهِ ودعاهم إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب.
الله عظم قدر جـــــــــاه محمد *** وأنـــاله فضلا لديه عظيمــا
في محكم التنزيل قال لخلقه *** صلوا عليه سلموا تسليما
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
و إليكم أحبابنا [بيانُ جملةٍ من محاسن أخلاقه ﷺ التي جمعها بعض العلماء والتقطها من صحيح الأخبار]:
1 ـ لقد كان ﷺ أحلمَ الناس وأشجعَ الناس وأعدلَ الناس وأعفَّ الناس لم تمسَّ يدُه قطُّ يدَ امرأة لا يملكُ رِقَّها أو عصمةَ نكاحِها أو تكونَ ذاتَ مَحْرَمٍ منه،
2ـ وكـــان أسْخَى الناس لا يَبيتُ عنده دينارٌ ولا درهمٌ و إن فَضَلَ
شيءٌ ولم يجدْ من يعطيه و فَجَأهُ الليلُ لم يأوِ إلى منزلِهِ حتى يتبرَّأ منه إلى من يحتاجُ إليه، لا يأخذُ مما آتاه الله إلا قوتَ عامه فقط مِنْ أيْسَرِ ما يجدُ من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، و كان ﷺ لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، ثم يعودُ على قوت عامه فيُؤثر منه حتى إنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء.
3ـ وكان ﷺ يخْصِفُ النعلَ (أي يخيطه بالمخصف) ويَرْقَعُ الثوبَ ويخدِم في مِهْنَة أهله، ويقطع اللحم معهن.
4ـ وكان صلى الله عليه وسلم أشدَّ النــاس حيــــــاءً، لا يُثْبتُ بصرَه في وجـه أحَـد،
وكان ﷺ يُجيبُ دعوةَ العبدِ و الحُر، ويقبلُ الهديةَ ولو أنها جُرعةُ لَبَنٍ أو فَخِذُ أرنبٍ ويُكافئُ عليها ويأكلها، ولا يأكلُ الصدقة، ولا يَستكبرُ عن إجابة الأمَةِ والمسكين،
5ـ وكان ﷺ يغضبُ لربه ولا يغضب لنفسه،ويُنَفِّدُ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه. عُرِضَ عليه الانتصارُ بالمشركين على المشركين وهو في قِلةٍ وحاجةٍ إلى إنسانٍ واحدٍ يزيدُه في عَدَدِ من معه فأبى وقال: (أنا لا أنتصِرُ بمشرك) .
وكان أبعدَ الناس غضباً وأسْرَعَهم رضاً، وكان ﷺ أرأفَ الناس بالناس وخير الناس للناس وأنفع الناس للناس، ولم تكن تُرفعُ في مجلسه الأصوات، وكان إذا قام من مجلسه قال: “سبحــانك اللهم وبحمدك أشـهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك“ثم يقول“عَلـَّمَنِيهُنَّ جبريلُ عليه السلام”.
6ـ و ممارواه أبو البُختري قال:(ما شَتَمَ رسولُ الله ﷺ أحداً من المؤمنين بِشَتِيمَة إلا جعلها الله كفارةً ورحمة)متفق عليه، وما لعن امرأة قطّ ولا خادماً بلعنة، وقيل له وهو في القتال: لو لعنتهم يا رسول الله (أي ادع على المشركين) فقال: “إنما بُعِثْتُ رحمةً ولم أبعث لعَّاناً“(مسلم) وكان إذا سئل أن يدعوَ على أحد مُسلم أو كافر عامٍّ أو خاص عَدَلَ عن الدعاء عليه إلى الدعاء له ، وما ضرب بيده أحداً قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله تعالى، وما انتقم من شيء صُنع إليه قط إلا أن تُنتَهكَ حُرمة الله،
7 ـ وكان ﷺ يمزح ولا يقول إلا حقاً، يضحك من غير قهقهة، يرى اللعبَ المباحَ فلا يُنكرُه، يُسابق أهلـَه، وتُرفَعُ الأصواتُ عليه فيصبِر، وكان له لَقاح (أي ناقة) وغنم يَتَقَوَّتُ هو وأهلـُه من ألبانها، وكان له عبيدٌ وإماءٌ لا يرتفِع عليهم في مأكل ولا ملبس، 8 ـ وكان ﷺ لا يمضي له وقتٌ في غير عملٍ لله تعالى أو فيما لا بُدَّ له منه مِن صلاح نفسه، يخرج إلى بساتين أصحابه، لا يحتقر مسكيناً لفقره وزَمَانَتِه ( الزمانة العاهة المُزمنة المُرهقة)، ولا يَهاب مَلِكاً لمُلكه، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستوياً.
9 ـ و كان ﷺ يجالسُ الفقراء، ويُؤَاكِلُ المساكين، ويُكرِمُ أهلَ الفضل في أخلاقهم، ويتألـَّفُ أهل الشرفِ بالبِرِّ لهم، يصلُ ذوي رحِمِه من غير أن يُؤثرَهم على مَن هو أفضلَ منهم، لا يجفو على أحد، ويقبلُ معذرة المعتذِرِ إليه. وكان ﷺ يُجيب الوليمة ويعودُ المرضى ويشهَدُ الجنائزَ ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس، أشدَّ الناس تواضعاً وأسْكَنَهم في غير كِبْر، وأبلغَهم في غير تطويل، وأحسنَهم بِشْراً، لا يَهُوله شيءٌ من أمر الدنيا.
10ـ وكان من خُلـُقه ﷺ أن يبدأ من لَقِيَهُ بالسلام، ومن قاومه لحاجة صَابَرَهُ حتى يكونَ هو المُنصرف، وما أخذ أحدٌ بيده فيرسلُ يده حتى يرسلَها الآخَرُ، وكان ﷺ إذا لقي أحداً من أصحابه بدأه بالمصافحة ثم أخذ بيده فشابكه ثم شد قبضته عليه، وكان ﷺ لا يقوم، ولا يجلس إلا على ذكر الله، وكان ﷺ لا يجلس إليه أحد وهو يُصلي إلا خَفَّفَ صلاتَه وأقْبَلَ عليه فقال: “ألك حاجة؟” فإذا فرغ من حاجته عاد إلى صلاته، وكان أكثرُ جلوسه أن ينصِبَ ساقيه جميعاً ويمسكُ بيديه عليهما شبهَ الحُبْوة.(الاحتباء هو أن يجلس على ألِيَّتَيْه ويضم فخذيه و ساقيه إلى بطنه بذراعيه ليستند وهذه الجلسة تسمى القرفصاء) ولم يكن يُعرف مجلسُه من مجلس أصحابه لأنه كان حيثُ انتهى به المجلسُ جلس، وما رُئِيَ قطُّ مادّاً رجليه بين أصحابه حتى لا يُضَيِّق بهما على أحد إلا أن يكون المكان واسعاً لا ضيق فيه، وكان أكثرَ ما يجلسُ مستقبلَ القبلة، وكان يُكرمُ من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبَه لمن ليست بينه وبينه قرابة ولا رضاع يُجلسُهُ عليه، وكان يُؤثرُ الداخلَ عليه بالوسادة التي تحته فإن أبى أن يقبلها عزم عليه(أي أمره و شدد عليه أن يفعل)، حتى كان مجلسُه وسمعُه وحديثُه ولطيفُ مَحاسِنِه وتوجُّهُهُ للجالس إليه، ومَجْلِسُهُ مع ذلك مَجلسُ حياءٍ وتواضعٍ وأمانةٍ قال الله تعالى:” فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ولو كُنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا مِن حولك” ولقد كان ﷺ يدعوا أصحابه بِكُنَاهم إكراماً لهم واستمالةً لقلوبهم، ويُكَنِّي من لم تكن له كُنية فكان يُدعَى بما كنَّاه به، ويُكنِّي أيضاً النساء اللاتي لهن الأولاد، واللاتي لم يلِدْنَ يَبتدئُ لهنَّ الكُنى، ويكني الصبيان فيستلينُ به قلوبهم،11ـ وكان ﷺ يحبُّ الطِّيبَ ويكرهُ الرائحةَ الرديئة
الله عظم قدر جـــــــــاه محمد *** وأنـــاله فضلا لديه عظيمــا
في محكم التنزيل قال لخلقه *** صلوا عليه سلموا تسليما
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
ومن آدابه وأخلاقه ﷺ أنه ما خُيِّر بين أمرين قط إلا اختار أيسرَهُما إلا أن يكون فيه إثمٌ أو قطيعةُ رَحِم فيكونُ أبعدَ الناس من ذلك، وما كان يأتيه أحد حُرٌّ أو عبدٌ أو أمة إلا قام معه في حاجته. وقال أنس رضي الله عنه: والذي بعثه بالحق ما قال لي في شيءٍ قطُّ كرِهَهُ “لِمَ فَعَلـْتَه؟” ولا لامَنِي نِساؤُه إلا قال: “دَعُوه إنما كان هذا بكتابٍ وقَدَر“. قالوا: وما عاب رسول الله ﷺ مَضجْعاً، إن فرشوا له اضطجع، وإن لم يُفرش له اضطجع على الأرض، وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه في السطر الأول فقال: (محمد رسول الله، عبدي المختار، لا فظٌّ ولا غليظٌ ولا صَخّابٌ في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح؛ مولدُهُ بمكة، وهِجرتُه بطابة، ومُلكُهُ بالشام، يأتَزِرُ على وسطه، هو ومن معه دعاةٌ للقرآن والعلم، يتوضأ على أطرافه). وكذلك نَعْتُهُ في الإنجيل. قد جمع الله تعالى له ﷺ السيرة الفاضلة والسياسة التامة وهو أمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، نشأ في بلاد الجهل والصحارى في فقره وفي رعاية الغنم، لا أب له ولا أم، فعلمه الله تعالى جميعَ محاسنِ الأخلاق والطرقِ الحميدة وأخبارَ الأولين والآخرين وما فيه النجاةُ والفوزُ في الآخرة والغبطةُ والخلاصُ في الدنيا ولزومُ الواجب وتركُ الفضول. فصدق الله إذ خاطبه بقوله : (وعَلّمَكَ ما لم تَكُنْ تَعْلَمْ و كان فضلُ عليك عظيما) ﷺ تسليما كثيرا، و وفقنا الله لطاعته في أمره،و الإقتداء به في الأخلاق والأفعال والأحوال والأقوال بمنه وسعة جوده
الله عظم قدر جــــــــاه محمد *** وأنـــاله فضلا لديه عظيمــا
في محكم التنزيل قال لخلقه *** صلواعليه وسلموا تسليما
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
ـ أحبتنا في الله : قَالَ بعضُ العلماءِ مِمَّنْ ألَّفَ في قِصَّةِ المولِدِ الشريفِ: حملَتْ ءامِنةُ بنتُ وَهَبٍ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عشيَّةَ الجُمُعةِ أوَّلَ ليلةٍ مِنْ رَجَبٍ. وإنَّ ءامِنَةَ لمَّا حملَتْ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَتْ ترى الطيورَ عاكِفَةً عليها إجْلالاً للذي في بَطْنِها وكانَتْ إذا جاءَتْ تستقي مِنْ بئرٍ يَصْعَدُ الماءُ إليها إلى رأسِ البِئْرِ إجلالاً وإعظاماً لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَتْ وكنتُ أسمَعُ تسبيحَ الملائكةِ حَوْلي وسمعتُ قائلاً يقولُ: هذا نورُ السيِّدِ الرسولِ، ثم رأيتُ في المنامِ شجرةً وعليها نجومٌ زاهرةٌ بينهنَّ نجمةٌ فاخرةٌ أضاءَ نورُها على الكُلِّ، وبينما أنا ناظرةٌ إلى نورِها واشتعالِها إذْ سَقَطَتْ في حِجْري وسمعتُ هاتفاً يقولُ: هذا النبيُّ السيِّدُ الرسولُ، ثم أمامي مَلَكٌ ومَعَهُ ورقةٌ خضراءُ فقالَ: إنكِ قدْ حَمَلْتِ بسيِّدِ المرسلينَ ونبيِّ المؤمنينَ، قالَتْ: فانتبهتُ مِنْ نَوْمِي مرعوبَةً وحدَّثْتُ بذلِكَ زَوْجي فقالَ: قومِي إلى خَليفَةَ بنِ عتَّابٍ يفسِّرُ لكِ هذا المنامَ، قالَتْ فأتيتُ إليهِ وَقَصَصْتُ عليهِ هذا المنامَ فقالَ: الشجرَةُ إبراهيمُ الخليلُ والنجومُ الزاهرةُ همُ الأنبياءُ مِنْ أولادِهِ والنجمةُ الفاخِرَةُ التي علا ضوْءُهَا علَى الكلِّ فهو نبيٌّ يظهرُ في هذا الزمانِ يكسِرُ الأوثانَ ويعبدُ الرَّحمنَ، وأمَّا سقوطُها في حِجْرِكِ فسوفَ تَلِدينَهُ وسَيَعْلو مكانُهُ وينتشرُ في المشْرِقِ والمغربِ برهانُهُ. ومرضَ عبدُ اللهِ وماتَ بالمدينةِ ولآمنةَ سِتَّةُ أشهرٍ وهيَ حاملٌ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولما ماتَ ضَجَّتِ الملائكةُ إلى بَارِيها (سؤالاً لا اعتراضاً لأنَّ الملائكةَ لا يعترِضونَ على اللهِ) وقالَتْ إلهَنَا يبقَى نبِيُّكَ وحبيبُكَ يتيماً، قالَ اللهُ تعالى: }يا ملائكَتي أنا أولى بحفظِهِ مِنْ أمِّهِ وأبيهِ، وأنا خالِقُهُ ورازِقُهُ ومربِّيه ، ومُظَفِّرُهُ على أعادِيهِ ، ولِيَ تدبيرُ ذلكَ وأنا على كلِّ شَىْءٍ قديرٌ {.
ولمَّا حَمَلَتْ آمنةُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ظَهَرَ صفاءُ يَقِينِها، وانطوَتِ الأحشاءُ على جَنِينِها وسطَعَ نورُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على جَنبيْها، فلمَّا دخَلَ شهرُ ربيعٍ الأولِ في اثنتي عَشْرَةَ ليلةٍ خَلَتْ منهُ وهيَ ليلةُ الاثنين مِنَ الليالي البيضِ اللاتي ليسَ فيهِنَّ ظلامٌ، وكانَ عبدُ المطَّلبِ قدْ خرجَ يطوفُ بالبيتِ هو وأولادُهُ ولم يبقَ عندَ ءامنةَ ذَكَرٌ ولا أنثى وقدْ أَغْلَقَ عبدُ المطَّلبِ عليها البابَ خوفاً عليها مِنْ طارقٍ يطرُقُها، قالَتْ ءامنةُ : وَبقِيتُ في المنزلِ وحيدَةً إذ سَمِعْتُ حركةً بينَ السماءِ والأرضِ، ورأيتُ مَلَكاً عظيماً بيدِهِ ثلاثةُ أَعْلامٍ فنشَرَ الأولَ على مشرِقِ الأرضِ، والثانيَ على مغرِبِها والثالثَ على البيتِ الحرامِ. قالَتْ آمنةُ : لمَّا كانَتِ الليلةُ الثانية عَشْرَةَ مِنْ شهرِ ربيعٍ الأولِ أحسَسْتُ بالذي في بَطْني يريدُ النزولَ فلحِقَني البكاءُ لوَحْدَتي في المنزلِ وقدْ ظهرَ منه أربعُ نساءٍ طوالٍ كأنَّهنَّ الأقمارُ مُتَّزِراتٍ بأُزُرٍ بيضٍ يفوحُ الطيبُ مِنْ أعطافِهِنّ فَقُلْتُ لهنّ من أنتنّ اللاتي منَّ الله عَلَيَّ بِكُنَّ في وَحْدَتِي وفرَّجَ بِكُنَّ كُرْبَتِي ؟ قَالت الأولى: أنا مريم بنتُ عِمران والَّتي على يَسارِكِ سارة زوجة إبراهيم والَّتي تُناديكِ من خَلْفِكِ هاجَرُ أُمّ إسماعيل والَّتي أَمَامَكِ ءاسِيَةُ بِنتُ مُزاحِم. قَالت ءامنة : وفي تِلكَ السَّاعَةِ رأَيْتُ الشُّهُبَ تَتَطَايَرُ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَأَوحى الله إلى رِضْوان : يا رِضْوان زَيِّن الجِنان،وَصُفَّ على غُرفِها الحُورَ والوِلدان، واهتَزَّ العَرشُ طَرَبًا،ومالَ الكُرسِيُّ عَجَبًا، وخَرَّت الملاَئِكَةُ سُجَّدًا، وَمَاجَ الثَّقَلاَنِ، وقِيلَ: يَا مَالِكُ أَغْلِقْ أَبْوابَ النِّيران، وَصَفِّدِ الشَّياطينَ لِهُبوطِ المَلاَئِكةِ المُقَرَّبِينَ.
قَالَتْ آمِنَةُ: ولمْ يأخُذْني ما يأخذُ النساءَ مِنَ الطَّلْقِ، إلاّ أنِّي أعرقُ عَرَقاً شديداً كالمِسْكِ الأَذْفَرِ لمْ أعْهَدْهُ قبلَ ذلكَ من نفسي فشكوتُ العَطَشَ، فإذا بِمَلَكٍ ناوَلَني شَرْبَةً مِنَ الفِضَّةِ البيضاء فيها شرابٌ أحْلى مِنَ العَسَلِ، وأبردُ مِنَ الثلجِ، وأذكى رائحَةً مِنَ المِسْكِ الأذفَرِ، فتناولتُها فشرِبْتُها، فأضاءَ عليَّ منها نورٌ عظيمٌ ، فحِرْتُ لذلكَ وجعلتُ أنظُرُ يميناً وشمالاً وقد اشتَدَّ بيَ الطَّلْقُ، فبينما أنا كذلكَ فإذا أنا بطائرٍ عظيمٍ أبيضَ قدْ دَخَلَ عليَّ وأمَرَّ بجانِبَةِ جَناحَيْهِ على بطني وقالَ : انزِلْ يا نبيَّ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ فأعانني عَالِمُ الغيبِ والشهَادَةِ على تسهيلِ الوِلادَةِ، فوضَعَتْ الحبيبَ مُحَمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ و شرف و كرم، و مجد و عظم).
وقوفا على الاقدام في حق سيد تعظمه الأملاك و الجن و الانس
1ـ السلام عليك أيها النورُ الأسنى، والسرُّ الأبهى، و الحبيبُ الأعلى، و الصفيُّ الأزكى، يا سيدنا و مولانا محمد.
2 ـ السلام عليك يا واسطةَ الحُبّ، وقِبلةَ أهل القُرْب، يا روحَ المشاهد الملكوتية، ولوحَ الأسرار القيومية، يا سيدنا ومولانا محمد.
3 ـ السلام عليك يا أحمدَ من حَمد و حُمد عند ربِّه ، الباطنَ و الظاهرَ بتفعيل التكميل الذاتي في مراتب قُربه، يا سيدنا و مولانا محمد.
4 ـ السلام عليك يا بداية نُقطةِ الانفعالِ الوجودي إرشاداً و إسعاداً، ويا غاية طَرَفَي الدورة النبوية نظراً و إمداداً، يا سيدنا و مولانا محمد.
5 ـ السلام عليك يا أمينَ الله على سر الألوهية المُطلسم. و حفيظـَه على غيبِه المُكَتَّم ، يا سيدنا ومولانا محمد.
6 ـ السلام عليك يا من لا تُجلى أنوارُ الله لقلبٍ إلا من مرآة سِرِّه. و لا تُتلى مزاميرُه على لسانٍ إلا بِرَنَّات ذِكْرِه، يا سيدنا ومولانـا محمد.
7ـ السلام عليك أيها النور المطلق، و الوتر الشفعيُّ المُحَقَّق جَنِيُّ شجرةِ القِدم، و خلاصةُ نسختي الوجود و العدم، يـــا سيدنا ومولانا محمد.
8 ـ السلام عليك يا عزيزَ الحضرة الصمدية، وسلطانَ المملكة الأحدية، يا سيدنا ومولانا محمد.
9 ـ السلام عليك أيها المُمَتَّعُ بجمال الله في مظهر التجلي. و المخصَّصُ بقاب قوسين في قرب الدنو و التدَلِّي، يا سيدنا ومولانا محمد.
10ـ السلام عليك يا من كَوَّنَ اللهُ من نوره أجرام الأفلاك، و هياكل الأملاك، فطاف بك الصافون حول العرش تعظيما و تكريما، وأمر سبحانه بالصلاة و السلام عليك فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الاحزاب) (56) يا سيدنا ومولانا محمد.
12 ـ السلام عليك يا من رُفِع ذِكرُه مع ذِكْرِ الله، و سُيِّدَ بنسبة العبودية والخضوع لأمر الله، فالسلام عليك بكل سلام خلقه الله يا سيدنا ومولانا محمد.
اللهم بلغ سلامنا إليه، و أوقفنا بالأدب و القبول بين يديه، و أفض علينا من مدده، و احرسنا بعُدَدِه، و انفُخ فينا من رُوحه كي نحيا برَوْحِه، اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمعنا به و عليه و فيه، حتى لا نفارقه في الدارين، و لا ننفصل عنه في الحالين، بل نكون كأننا إياه، في كل أمر نتولاه.
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
دعاء الختـــم لنا و لذوي الحقوق
ـ اﻟﻠﻬﻢ أد عنا ﺣﻖ ﺳﯿﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ واﺟﺰه ﺧﯿﺮ عنا اﻟﺠﺰاء. واﺟﺰه ﺑﺨﯿﺮ ﻣﺎ ﺟﺎزﯾﺖ ﻧﺒﯿﺎ ﻋﻦ أﻣﺘﻪ.واﺟﺰه أﻓﻀﻞَ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻫﻠـُﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺮ و اﻟﻌﻄﺎء. اﻟﻠﻬﻢ ثبتنا ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺘﻪ وﻃﺮﯾﻘﺘﻪ وارزﻗنا ﺗﻤﺎم اﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺷﺮﯾﻌﺘﻪ.
ـاﻟﻠﻬﻢ اﺟﺰ ﺑﻜﻞ اﻟﺨﯿﺮأﻣﻬﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺘﻬﻦ ﻟﺬاﺗﻪ ﷺ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ و رﻋﺎﯾﺘﻬﻦ ﻟﻤﻨﺰﻟﺘﻪ اﻟﻤُﻨﯿﻔﺔ و أﺟْﺰِل ﻟﻬﻦ اﻟﺠﺰاء.
ـ اﻟﻠﻬﻢ أد ﻋﻨﺎ ﺣﻘﻮق اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام اﻟﺬﯾﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﺎدﻫﻢ وﺻﻠﻨﺎ اﻹﺳﻼم.وﺑﻔﻀﻞ ﺗﺒﻠﯿﻐﻬﻢ ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت اﻹﺳﻼم وأﺣﻜﺎم اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام.
ـ اﻟﻠﻬﻢ اﺟﺰ ﻋﻨﺎ ﺧﯿﺮ ﺟﺰاء أﺑﺎﻧﺎ آدم وأﻣﻨﺎ ﺣﻮاء و ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﺻﻠﺔ رﺣﻤﻬﻤﺎ ﻣﻨﺎ ﻣﻬﺠﻮرة.واﺟﻌﻞ دﻋﻮﺗﻨﺎ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﺄﺟﻮرة واﺟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﻧﺤﻮﻫﻤﺎ ﺻﻠﺔ ﻣﺒﺮورة.
ـ اﻟﻠﻬﻢ اﺟﺰ ﻋﻨﺎ ﺧﯿﺮا مشائخنا وواﻟﺪﯾﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮﯾﻦ، و اﻛﺘﺐ أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻓﻲ دﯾﻮان اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ، وارﺣﻤﻬﻢ رﺣﻤﺔ ﺗﻨﺠﯿﻬﻢ ﻣﻦ أﻫﻮال اﻟﻘﺒﺮ واﻟﺤﺸﺮ.اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻬﻢ وارﺣﻤﻬﻢ وﺗﺠﺎوز ﻋﻨﻬﻢ. واﻗﺴﻢ ﻟﻬﻢ ﺑﺤﻆ واﻓﺮﻣﻦ ﺛﻮاب أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ. واﺟﻌﻞ ﺣﻈﻮﻇﻬﻢ أوﻓﺮ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﻇﻨﺎ، اﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗُﺨْﺰﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻷﻣﻮات. و ﺑَﯿِّﺾْ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻧُﻬﺪي ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎت. اﻟﻠﻬﻢ اﻣﻸ ﻗﺒﻮرﻫﻢ ﻧﻮرا. و اﻓﺴﺢ ﻟﻬﻢ ﻓﯿﻬﺎ ﻣﺪ أﺑﺼﺎرﻫﻢ وأرﻫِﻢ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎن. وَﻧَﻌِّﻤْﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮة واﻟﺮﺿﻮان. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺎرﯾﻦ. و أﻗِﺮَّ أﻋﯿﻨَﻬﻢ ﺑﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻣُﺆَﻣِّﻠﯿﻦ وﻓﻮق ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﺘﻈﺮﯾﻦ.اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ﻟﯿﻨﻔﻌﻬﻢ دﻋﺎؤُﻧﺎ.اﻟﻠﻬﻢ أد ﻋﻨﺎ ﺣﻘﻬﻢ وأوف ﻛﯿﻠﻬﻢ واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﻟﻬﻢ و اﺟﻤﻌﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪك ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ اﻟﻔﺎﺧﺮة ﻣﻊاﻟﻨﺒﯿﺌﯿﻦ واﻟﺼﺪﯾﻘﯿﻦ واﻟﺸﻬﺪاء و اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ. وﺣﺴﻦ أوﻟﺌﻚ رﻓﯿﻘﺎ. ـ اﻟﻠﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﻪ علينا ﺣﻖّ أو ﺗﺒﺎﻋﺔ أو ﻣﻈﻠﻤﺔ أو دَﯾْﻦٌ ﯾﻄﺎﻟﺒﻨا ﺑﻪ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻓﺄﻟﺤﻖ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاب ﻣﺎ ﯾُﺴﻘﻂ عنا ﻣُﻄﺎﻟﺒﺘَﻪ و ﯾﺰﯾﻞ عنا ﻣُﻌﺎﺗَﺒﺘَﻪ.
ـ اﻟﻠﻬﻢ ﯾﺎ واﻫﺐ اﻟﺬرﯾﺔ اﺟﻌﻞ ذرﯾتنا ﻧِﻌْﻢ اﻟﻌﻄﯿﺔ.و اﺣﻔﻈﻨا وإﯾﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮو ﺑﻠﯿﺔ، اﻟﻠﻬﻢ أﻧﻌﻢ ﻋﻠﯿﻬﻢ ﺑﺤﺴﻦ اﻟﺴﻠﻮك واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ. وﺧَﻠـِّﻘـْﻬُﻢ ﺑﺄﺧﻼق ﺧﯿﺮ اﻟﺒﺮﯾﺔ.اﻟﻠﻬﻢ اﺣﻔﻈﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﯿﻘﻈﺔ واﻟﻤﻨﺎم واﺣﺮﺳﻬﻢ ﺑﻌﯿﻨﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺎم. واﻛﻨﻔﻬﻢ ﺑﻜﻨﻔﻚ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻀﺎم. اﻟﻠﻬﻢ ﺧﺬ ﺑﻨﻮاﺻﯿﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﯿﺮ.واﻓﺘﺢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑأﻧﻮارك واﺣْﺸُﻬﺎ ﺑأﺳﺮارك. ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻤﯿﻠﻮا ﻟﻐﯿﺮك وﻻ ﯾﯿﺄﺳﻮا ﻣﻦ ﺧﯿﺮك.اﻟﻠﻬﻢ اﻓﺘﺢ ﻓﻲ وﺟﻮﻫﻬﻢ أﺑﻮاب اﻟﺮﺣﻤﺔ واﺑﺴﻂ ﻋﻠﯿﻬﻢ ﺳﻮاﺑﻎ اﻟﻨﻌﻤﺔ. وﺟﻨﺒﻬﻢ ﻣﻮارد اﻟﻬﻼك و اﻟﻨﻘﻤﺔ.اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻞ اﻟﻨﻮر ﻓﻲ أﺑﺼﺎرﻫﻢ وﺑﺼﺎﺋﺮﻫﻢ وأﺣﻞَّ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻜﯿﻨﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﺋﺮﻫﻢ. و وﻓﻘﻬﻢ ﻟﻔﻌﻞ اﻟﺨﯿﺮات و ﺗﺮك اﻟﻤﻨﻜﺮات. وَﻃَﻮِّعْ ﺟﻮارِﺣَﻬﻢ ﻹﺗﯿﺎن اﻟﻄﺎﻋﺎت، . اﻟﻠﻬﻢ ﺻُﻦ أوﻗﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﯿﺎع وارزﻗﻬﻢ اﻟﻤﺒﺎدرة إﻟﻰ اﻟﻤﺒﺮات. اﻟﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺣَﺴَّﻨْﺖَ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة ﺧِﻠـْﻘـَﺘَﻬُﻢ ﻓﺤَﺴِّﻦْ في اﻟﺴﯿﺮة أﺧﻼﻗﻬﻢ. اﻟﻠﻬﻢ أﻧْﺠِﺢْ ﻣﺴﻌﺎﻫﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺮﺿﯿﻚ و اﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﯾﻮاﻟﻲ ﻓﯿﻚ وﯾﻌﺎدي ﻓﯿﻚ. اﻟﻠﻬﻢ ﻓﻘﻬﻬﻢ ﻓﻲ دﯾﻨﻬﻢ و أﻟﻬﻤْﻬُﻢ اﻟﺼﻮاب ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮﻫﻢ. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻞ اﻟﻘﺮآن رﺑﯿﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ و أﻧﯿﺴَﻬُﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﻬﻢ. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻪ إﻣﺎﻣَﻬﻢ و ﺷﻔﯿﻌَﻬﻢ و ﻧﻮرَﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ و ﺿﺠﯿﻌَﻬﻢ. اﻟﻠﻬﻢ أﺳﻌﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻘﺎوة ﺑﻌﺪﻫﺎ. و أذﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﻤﺮات اﻹﯾﻤﺎن ﺣﻼوﺗﻬﺎ. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻬﻢ ﺑﻨﺎ ﺑﺎرﯾﻦ .و ﻷﻋﯿﻨﻨﺎ ﻗﺎرﯾﻦ. ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ و ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﻮم اﻟﻨﺎس ﻟﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ.اﻟﻠﻬﻢ ارض ﻋﻨﻬﻢ رﺿﺎك اﻷﺑﺪي وأﺳﺒﻞ ﻋﻠﯿﻬﻢ ﺳﺘﺮك اﻟﺴﺮﻣﺪي. ﻓﻼ ﯾﺼﻠﻬﻢ ﻛﯿﺪ ﻛﺎﺋﺪ و ﻻ ﺗﻀﺮﻫﻢ ﻋﯿﻦ ﺣﺎﺳﺪ. اﻟﻠﻬﻢ أﺻﻠﺢ دﯾﻨﻬﻢ و دﻧﯿﺎﻫﻢ و آﺧﺮﺗﻬﻢ. واﺧﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎت أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ.اﻟﻠﻬﻢ ﯾﺴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮرﻫﻢ ﻛﻞ ﻋﺴﯿﺮ .و اﻧﺼﺮﻫﻢ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﻬﻢ اﻟﻤﺴﯿﺮ. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺬرﯾﺔ اﻟﻄﯿﺒﺔ اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ. اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺑﺪﻋﺎﺋﻬم ﻟﻨﺎ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ. وارزﻗﻬﻢ اﻹﻫﺘﻤﺎم ﺑﺄﻣﺮ اﻹﺳﻼم واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و وﻓﻘﻬﻢ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺪﯾﻦ و ﻧﻔﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ. اﻟﻠﻬﻢ اﻗﺴﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺮات ﻣﺎ ﯾﻐﻨﯿﻬﻢ وﯾﻜﻔﯿﻬﻢ.اﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺤﻮﺟﻬﻢ ﻷﺣﺪ ﺳﻮاك. و أﺣِﻞَّ ﻋﻠﯿﻬﻢ رﺿﻮاﻧَﻨﺎ و رﺿﺎك.و اﺟﻌﻠﻨﺎ وإﯾﺎﻫﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎ وﺟﻤﯿﻊ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﺳﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮز ﺣﻤﺎك.ﯾﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ﺑﺠﺎه ﺣﺒﯿﺒﻚ إﻣﺎم اﻟﻤﺮﺳﻠﯿﻦ و ﺳﯿﺪ اﻷوﻟﯿﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ و ﺻﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ و ﺣﯿﻦ.
وليقل معي كل قارئ وسامع : اﻟﻠﻬﻢ إنني أشهدك وأشهد ﻣﻼﺋﻜﺘﻚ و ﻛﺎﻓﺔ ﺧﻠﻘﻚ ﻓﻲ أرﺿﻚ وﺳﻤﺎﺋﻚ أﻧﻨﻲ ﺳﺎﻣﺤﺖُ ﻟﻮﺟﻬﻚ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻛﻞَّ ﻣﻦ آذاﻧﻲ أو ﻋﺎداﻧﻲ أو ﻇﻠﻤﻨﻲ أو ﺷﺘﻤﻨﻲ أو أﻛﻞ ﻣﺎﻟﻲ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ ﻓﻼ أﻃﺎﻟﺐ أﺣﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﻚ ﺑﺄي ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﻋﻠﯿﻪ. ﻛﻞُّ ذﻟﻚ وﻫﺒﺘُﻪ و ﺗﻨﺎزﻟﺖُ ﻋﻨﻪ ﻟﻮﺟﻬﻚ اﻟﻜﺮﯾﻢ. ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ آذاﻧﻲ ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻹذاﯾﺔ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻐﻔﺮ وﺗﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ و ﺗﻜﻔﺮَ ﻋﻨﻪ ﺳﯿﺌﺎﺗﻪ وأن ﺗﻬﺪﯾَﻪ إﻟﻰ ﺳﻮاء اﻟﺴﺒﯿﻞ. اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺪ و اﻟﻀﻐﯿﻨﺔ، وﻃﻬﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺮ واﻟﺨﺪﯾﻌﺔ، و ﻃﻬﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺎق وأﻋﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﯾﺎء وﻟﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب و اﻟﻐﯿﺒﺔ. واﻟﻨﻤﯿﻤﺔ .وﻋﯿﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺌﺴﺖ اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ. اﻟﻠﻬﻢ اﺳﻠﻚ ﺑﻲ ﻣﺴﻠﻚ اﻟﻨﺠﺎة ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﺮﻛﺎت واﻟﺴﻜﻨﺎت . آﻣﯿﻦ و ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ و وآﻟﻪ و ﺻﺤﺒﻪ أﺟﻤﻌﯿﻦ و اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ.
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق،
و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق،
و الهادي إلى صراطك المستقيم،
و على آله حق قدره و مقداره العظيم
وصلى الله و سلم وبارك على سيدنا محمد و على آله
انتهى و كتبه عبد ربه سعيد بن عبد الواحد منقار بنيس أمنه الله.