زاوية فاس

قصائد منقوشة على جدران الزاوية بفاس الجزء الأول

مختارات من قصائد منقوشة على جدران الزاوية التجانية الكبرى بفاس لبعض كبار رجالات الطريقة، جمعها السيد محمد الشرقي ضمن موضوع يبين فيه تاريخ ومراحل بناء الزاوية التجانية الكبرى بفاس.

ما هو مكتوب داخل المحراب بالزليج الأسود:
  زر ذا الضريح وصل في محرابه
فقبــول أعمـال الورى أحـرى بـه
  واذكـر بــه مــولاك واتــل كتـابـه
وأعمل بمـا قد نـص فـي إعـرابـه
  وبــه فضــل علــى النبــي وآلـــه
أهـل العــلا وكــدا علـى أصحابـه
  واجعـل وسيلتــك التي يسمو عـلا
هذا لضريـح بمـا علـى أضـرابــه
  ذاك التجاني أحمــد قطـب الهــدى
بحـر النـدى للوفـــد مــن طـلابــه
  وتجــاهـه فاســأل تنــل ما تبتغـي
إذ جئــت بــاب الفضل من أبوابه
  واجعل عكوفـك ما حييـت مؤرخـا
حسن التعـبد فــي منـى محـرابــه
لسيدي الفاطمي الصقلي
– ما هو منقوش بالجبس خارج المحراب:
 بشرى لمن أم في المحراب بشراه
 إن كــــان محتسبــــا لله بشـــــراه
 أقـــــام وجهتـــــه لله خــالصـــــة
 وكان في سـره مــا يــرتضــي الله
 أحيا طريقـة من أحيا الظلام ومـن
 تورمـت فـي رضـا الإلـه رجـــلاه
 صلـى عليـه إلـه العـرش منــه لـه
 والآل والصحــب تنويهــا لعليـــاه
 إن الصــلاة علــى النبــي موجبـة
 لكل خيـر مــن الرحمــن ترضــاه
 عمر بها الوقت لا تبغي بهــا بـدلا
 تعطـى من الله مـا ترجــو وتهــواه
لسيدي أحمد السفياني
– ما نقش على جدار المقابلة المجاور لباب الصومعة:
 شـاهــد رعــاك الله طالــع أسعــد
فـي أفـق مــرءاي البهيــج التــاج
 في روضة الختم ابن سالم الرضا
بحــر المعـارف واضـح المنهــاج
 البـرزخ المكتـوم أحمد غـوت من
يغشـــاه ســاطـع نــوره الوهــــاج
 أقبــــل بوجهــك نحــوه متــأدبـــا
تنــل المنــى مــن غيتــه الثجــاج
 وإذا ظفــرت بــورده فابشــر فقـد
ظفــرت يمينــك منــه بالمعـــراج
 فــأعكـف علــى أعتـابــه متعلقـــا
بحمى الضعيف وغـايـة المحتــاج
 أو ما ترى التاريخ قــال مشـافهــا
ســر التجـانــــي دائـــم الأمـــواج
لسيدي عبد الكريم بنيس
       توجه للضريح بقلـب مضنـى
تفز بالفيض من بحر المعاني
       وسل مولاك واطلب مـا تريـد
من الخيرات في نـيل الأماني
       بذاك الغوث والختـم المسمـى
وبـــاب الله سيدنـــا التجـانـي
       أمــام الأوليـاء ضيـــاء فجــر
وتــاج الأوليــاء بغيـر ثــانـي
       وسبط المصطفى خير البرايا
ونجل الأصفياء ذوى التهاني
       عليــه وآلـه أزكـــى صــــلاة
تـدوم مع السـلام مـدا الزمـان
من نظم بعض الأدباء
   هذا المــزار فخـذ للقلــب مثــواه
وابشر بنيلـك مـا ترجـو وتهـواه
   وابسط يمينك والأخرى قبالة من
مقامـــه منــزل المختــار مــأواه
   ذاك التجانـي أبو العبـاس سيـدنـا
ملاذنـــا أحمـــد بشــرى بلقيـــاه
   ختم الولاية سـر الحـق مظهـــره
بحر المعارف بدء الخلق رؤيـاه
   كذا الصـلاة لديـك بالقبول سمـت
فـالله أكــرمـه حقـــا وأرضـــــاه
   رد ورده وتضمخ من عـوا طـره
وأملأ بفاتحــة وقتـــا ليــرضــاه
لسيدي محمد الغالي السنتيسي
– ما كتب بالزليج في ساريتي السقاية القديمة:
رد المشرب الصافي الزلال مبادرا
فهــذي ينــابيـع القبـــول تجلـــت
وشـاهـد رعـــاك الله طالــع أسعــد
بأفـــق بهيـــج بــاهــر بمــلاحــة
وأبشـر بنيــل الفتح والسعد والمنى
سقاك التجاني في حمــاه بـراحــة
يقول لسـان الحـــال منــه مترجمـا
مقامــي سمــا بالله فــوق المجــرة
لسيدي عبد الكريم بنيس
– ما رصع في الدائرة اليمنى لجدار السقاية بنقش مذهب في الزليج:
نــزه لحظــاك فــي بديـع جمـالــي
واشفــي غليــلك مـن معيـن زلال
واطلب من المولى الكريم لصانــع
ولواهــب رحمــى إلــى ترحالــي
لسيدي عبد الكريم بنيس
– وفي الدائرة اليسر:
 ومــن تكــن برســـول الله نصرتـه
إن تلقــه الأســد في آجامهـــا تجـم
 من يعتصم بك يا خير الورى شرفا
الله حــافظــــه مــن كـــــل منتقـــم
من البردة
– ما هو منقوش في دائرة السقاية بالجبس:
أجل المنى إبصـار حسـن بـوارقـي
وإمعــان فكـر فـي معانــي دقائقــي
وورد شهى من زلالـي علـى الظمـا
وحمد وشكـر بعــد هــذا لخــالقـــي
فشــاهـد جمــالا كيـف أشـرق سـره
فلــم لا وقــد أضحى تجاه المشارق
ورد منهلا يجري مـن الكوثر الـذي
غدا شربه يشفــي سعيــد الخلائــق
وكــن حامـــدا رب البريــة شاكــرا
لتبقــى لك النعمــى بقـــاء البـوارق
فمن نال من ذا المنهل العذب غرفة
ينل كــل إقبــال وكشـف الحقــائـق
ألـــم تـــره يجـــري بزاويـــة بهـــا
سلوك طريق الحق أعـلا الطــرائق
طريقة سبط المصطفى التـاج أحمـد
أمام الهدى بــدر التقى في الغواسق
رفيـع عمـاد قـد سمــا البـدر رفعــة
وقــد بهــرت أنــواره كــل طــارق
إليــه فلــذ تظفــر بقصــدك جملـــة
وتغــد كتــاج حــل فــوق المفــارق
وواظب على استعطاف نفحته فمـن
تهـب عليـه كـان أعلــى الســوابــق
وأرخ معنــاه الزمـــان كمـــا غــــدا
يــؤرخ تجـديـــدي بهـــاء شــوارق
لبعض الأدباء
– ما نقش في خشب قنطرة الباب الثاني الخارجية:
 هــذا المقــام علـــى تقــى مــن الله
قـــامـــــــــت دعـــائمـــــه بالله لله
 تاج المعالـي التجانــي زان بهجتـه
بــإذن طـــه، إمــــام صفـــــوة الله
 فـارتـع رعــاك الله إن مررت بــه
في روضة من جنـان الأنــس بالله
 واحضــر بــه ذاكــرا لله فــي أدب
واشكــر مـولاك واشهــد منـــة الله
لسيدي العربي بن السائح رضي الله عنه
– ما نقش بالجبس في دائرته:
    مقــــام الخيـــر مفتـــاح الفــلاح
وبـاب الرشــد يبنــوع الصـلاح
    مقام الخاتم المولــــى التجـــانــي
أبو العباس ذو الشـرف الصراح
    سليــل المصطفـى مولاي أحـمـد
إمــام الأوليــاء بحـــر السـمــاح
    تأدب إن دخلـت إليـــه واخضـع
لتـــاج العـــارفيــن بـــلا جنــاح
    فبـــاب الخيــر مفتــوح ينـــادي
إلى القربــات فــــي روح وراح
    وقـــد بــــرزت متـوجــة بعلـــم
لهـا شـرف يتيــه علــى المــلاح
لسيدي علال بن شقرون
– ما كتب بالزليج على خدي هذا الباب:
   زوايـا التجـانـي المعظــم قــــدره
بــإذن رســول الله خيـــر البريــة
   فيعمــرهـا مــن كـــان لله ذاكـــرا
وصلى على الهادي بإخلاص نية
لبعض الأدباء
– ما كتب في الخدين الداخليين:
     هذي الزواهر قد حلت بسعداها
يمنا وذا المسجد الإبريز وأتاها
     ببقعـة شـرفــت بالختــم قدوتنـا
مولاي أحمـد غوث شيخـه طه
لسيدي عبد الكريم بنيس
– ما كتب بالزليج الأسود في خدي الباب الأول:
  بــاب السعــادة والأمــان والظفــر
لداخليــه جميـع السـؤل والوطــر
  وحاج من حج ذا المقام قد قضيت
وصب فيه عليه الخيــر كالمطــر
– ما هو منقوش بالجبس على يسار هذا الباب:
            أتيـت إلـى بابكــم فزعــا
 وليس إلى غيركم مـن فزع
            فمنوا بدفع الذي أشتكـــي
 ليسكن قلبي من ذا الجــزع
            فأنتـم أنتـم أهـل الوفـــــا
 وحاش لديكم يخيب الطمـع
لسيدي العربي بن السائح رضي الله عنه
– ما نقش على باب المزارة من الداخل:
                 يا طالب الفوز أقبـل
إن رمت نيل الأمانـي
                 فــذا المقــام لختــــم
ينجو بـه كــل عـانــي
                 ما خاب من قد أتــاه
علــى ممــر الزمــــان
                 لذاك تاريخ صنعــي
يقــــول فــي كـــل آن
                 أقصـــد لكــل مـراد
درب الأماني التجاني
الحاج أحمد سكيرج
– ما نقش حولها من الخارج:
      هذا مـزار الخــاتــم المفصــال
بحر المكـارم شامـــخ الإجـلال
      زر قبره متأدبـا واســــأل بـــه
مولاك نيل المبتغى فـي الحـال
      فالله يقبـل مـن أتــى لحبيـبـــه
متــــوســلا مستـشفعـــا بــالآل
      فعليهـم أزكــى التحيــة دائمــا
في الحال والماضي والإستقبال
      وبديع صنعي منشـد ومــؤرخ
هــذا مـــزار راصـــد الآمـــال
الحاج عبد الكريم بنيس
– ما نقش أعلاه:
        كن خاضعا متأدبـا متضرعـا
مهمــا وقفـت قبالـــة التجانــي
        واطلب حوائجك المهمة كلها
من يقصدنه يفـوز بالرضـوان
لبعض الأدباء
– ما نقش أسفلها وهو على لسانها:
       كمال السر مـــن ســر الكمـال
حوتــه بهجتـي وسنـا جمـالـي
       وبي فضل وفخــر يـا حبيبــي
بختم الأوليــا شمــس المعالـي
       فحصــــل ورده تظفـــر بكنـز
وتسعد بالرضا من ذي الجلال
       ومتع ناظريك بحسـن صنعـي
وأعــلا شاننـا بالختــم عالـــي
لبعض الأدباء
– ما كتب بالزليج الأسود في وجه السارية المقابلة لاسم الجلالة خلف الضريح قول سيدنا رضي الله (من يدفن في الزاوية يحشر للنار) وحولها هذه الأبيات:
                 أنظر بديــع جمـالـي
يسبي العقــول السليمـة
                 واخضع لـه وتـذلــل
عســى يــراك خـديـمـه
                 ولا تمــــار بـقـولــي
تلـــك ابــن أم كـريمــة
                 إن حـرامـــي حــرام
تـــدفــن فيــه رميـمـــة
                 تاج المعالي التجاني
طهر أرضـى الوسيمـة
                 أشهــد جمـــا بهــــذا
شهـــــادة مستـقيمــــــة
                 والنجــــل دام عــلاه
أمضى بصدق العزيمـة
                 تاريخ رمز شـريـف
فــاق العقـود النظيمـــة
لسيدي الطيب السفياني
أما بعد،
 فيقول العبد الضعيف، الراجي عفو مولاه اللطيف، محمد الشرقي غفر الله ذنوبه ما سلف منها وما بقى:
هذه نبذه يسيرة عن تاريخ بناء الزاوية الشريفة. ومراحل توسعتها. وترميمها وإصلاحها وبعض فضائلها. أعددتها لسائر الإخوان. الوافدين من سائر الأقطار والبلدان. هدية لهم. وخدمة لجانبهم. عسى أن يزودوني بدعواتهم. ويلحظوني بنظرتهم. ويشملوني بعطفتهم. جعلنا الله وإياهم من أصحاب سيدنا قطب الأقطاب الذي هو للحضرة الإلاهية والحضرة النبوية من أعظم الأبواب. رضي الله عنه وأرضاه. وجعلنا جميعا في حوزته وحماه بجاه ما له عند الله من جاه. آمين
محمد الشرقي
الزاوية التجانية الكبرى
فاس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى