هذه القصيدة لسيدي أحمد بن عاشور السمغوني، يتوسل ويستغيث بها الله تعالى، بجاهه واسمه العظيم، بكتابه الكريم ورسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكذا بوليه سيدي أحمد التجاني، قطب الأولياء وغوث الورى، رضي الله تعالى عنه، ونصها:
بِــسْـــمِ الإِلَــــهِ أَبْـــتَــــدِى دُعَــــائِـــــي
وَمَــهْـــرَبِـــي إِلَــيْــــهِ وَالْــتِـجَـــائِـــــي
حَــمْـــدًا لَـــهُ بِــــهِ عَــلَــيْـــنـا مِـــنْـــــهُ
وَلاَ يَــفِــيــضُ الْــخَـــيْــــرُ إِلاَّ عَــنْــــهُ
وَبِـــالــــصَّـــلاَةِ وَالــــسَّــــلاَمِ أَبَــــــــدَا
عَــلَــى الــذِي بُـعِثَ لِـلـنَّــاسِ هُـــــــدَى
مُـحَـمَّـدٍ الـمُـصْــطَـفَـى مِــنْ خَــلْـقِـــــــهِ
وَالْـمُـجْـتَـبَــى لَــهُ مِـنْ أَهْــلِ قُــرْبِــــــهِ
وَالآلِ وَالْـصَّـحْــبِ الْــكِـرَامِ مَـا دَعَــــــا
دَاعٍ بِـقَــلْــبٍ ذِي اضْـطِــرَارٍ وسَــعَـــى
يَــا رَبِّ نَــسْــأَلُـــكَ بِــاسْـــــمِ الـــــذَّاتِ
وَبِــالـــذِي حَـــوَاهُ مِــــنْ صِـــفَــــــــاتِ
بِـالأَعـْظَــمِ الأَفْـخَــمِ مِــنْ أَسْــمَـائِـــــــكَ
وَسِــرِّهِ الْــمَـكْـــنُــونِ فِــي عَــلْــيَــــــاكَ
وَبِــالَّــــذِي جَـــرَتْ بِـــهِ الأَفْــــــــــلاَكُ
وَخَــــضَــعَـــتْ لِــقَـــــدْرِهِ الأَمْـــــــلاَكُ
وباسْـمَـكَ العَظِيـمِ مَـــنْ قَدْ قَـامَــــــــــتْ
بِـهِ الْــعَــوَالِــــمُ وَفِـــيــــهِ هَـــامَـــــــتْ
أَدْعُــــوكَ يَـــا حَــــيُّ وَيَـــا قَـــيُّــــــــومُ
اقْــضِـــــي حَــوَائِـجِــــي وَمَـــــــا أَرُومُ
وَبِـكِـتَـابِــكَ الْــعَــزِيـــزِالْــمُــحْـــكَـــــــمِ
وَسِــــرِّهِ وَنُـــورِهِ فِـــي الْـــعَـــالَـــــــــمِ
وَبِـــالَّـــذِي أَلْـهَـــمْـتَـــهُ مُــــحَــمَّــــــــدَا
مِـنَ الْــمَــحَــامِـــدِ فَـــصَــارَ أَحْـمَــــــدَا
وَبِــالَّــذِي دَعَـــا بِــكُـــلِّ مَـــشْــــهَـــــــدِ
بِـــهِ مِــنَ الأَسْـــمَـــاءِ وَالـــتَّــهَــجُّـــــدِ
وَبِـالَّــذِي دَعَــتْـــــكَ رُسْــــلُــكَ وَمَــــــا
دَعَـتْ بِــهِ الأَمْــلاَكُ فِــي كُــلِّ سَــمَـــــا
وَبِـعَــظِـيــمِ الـــجَــاهِ خَــيْــرِ الــنَّـــــاسِ
مُـحَــمَّـــدٍ وَصَـــحْـــبِـــهِ الأَكْـــيَــــــاسِ
بِــكَ اسْــتَـغَــثْـــنَـــا وَبِـــكَ الـتَّـوَسُّـــــلُ
يَـا مَـلْـجَــأَ الْــخَـلْقِ ويَــا مُــفَـــضَّـــــــلُ
أَنْـتَ الْـمُـشَــفَّــعُ الــشَّـفِـيـعُ الأَعْـظَـــــمُ
أَنْـتَ الْـوَسِـيـلَــةُ الْـكَـرِيـــــمُ الأَكْــــــرَمُ
يَـا عُـرْوَتِــي الْـوُثْــقَــى وَيَـا مَـــــــلاَذِي
لَـــدَى الـــشَّــدَائِــــدِ وَيَـــا عِـــيَـــــــاذِي
يَـا مَـنْ إِلَـيْـهِ الْـمُـشْـتَـكَــى وَالْـمَـفْـــــزَعُ
لَــــدَى الْــمَــكَــــارِهِ وَمَــــا يُـــــــــرَوِّعُ
الْـعَــجَـــلَ الْــعَــجَـــلَ بِــالإِغَـــاثَــــــــهْ
يَــا مَـــنْ لَـــهُ كُــــلُّ الْـعُـلَــــى وِرَاثَــــهْ
بِـكَ تَــوَسَّــلْــنَـــا إِلَـــى رَبِّ الْــــــوَرَى
يُـفَـرِّجُ الْـكَــرْبَ الَّــذِي بِـنَـــا جَــــــرَى
أَنْـتَ الَّــذِي قُــلْــتَ وَقَــوْلُــكَ الْكَرِيـــــمْ
تَــوَسَّــلُــوا بِــجَــاهِــي إِنَّــهُ عَـظـِـيـــــمْ
وَبِــخَـلِـيــفَــتِــــكَ قُطْــــبِ الأَوْلِـيَــــــــا
وَغَـوْثِـهِــمْ طِــرَازِ حِـــزْبِ الأَصْــفِــــيَا
إِمَامِـنَـــا غَوْثَ الْـــــوَرَى الـتِّـجَـانِــــــي
مَـنْ أَذْعَـنَــتْ لَـــهُ أُلُـوا الْــعِـــرْفَــــــانِ
يَا أَحْـمَـدَ الـتِّـجَـانِـي يَـا نُـــــورَ القُلُــوبْ
أَمَا تَــرَى مَـا نَـحْـنُ فِـيــهِ مِنْ كُــــرُوبْ
أَمَـا تَـرَى الـضَّـيْــمَ الــــذِي أَصَـــــــابَ
وَأَنْــتَ غَــوْثٌ لَـمْ تَـــزَلْ مُـــجَـــابَــــــا
بِـــكَ تَــوَسَّــلْــنَــــا إِلَـــى الــنَّــبِــــــــيِّ
وَبِـــكُـــمَــــا لِــرَبِّــنَـــــا الْـــعَـــلِــــــــيِّ
فَـــأَنْـــتَ نَــجْــلُــــهُ وَبَحْــــرُ سِــــــــرِّهِ
مُـمِــدُّنَــــا مِــــنْ نُـــورِهِ وَبَـــحْـــــــــرِهِ
أَلَـسْــتَ قَــدْ أُعْــطِــيــتَ مَــا لَــمْ يُعْـــطَ
غَـيْـرُ الـصَّـحَـابَــةِ فَـأَنْـتَ الْـمُـعْـطَـــــى
وَالـمُـهْـتَـــدَى لِـعَـصْــرِهِ مِــنْ رَبِّــــــــهِ
وَالْـمُـجْـتَـبَـــى لَــهُ ِمـنْ أَهْــلِ قُـرْبِــــــهِ
فَــنَـحْـمَــدُ الـلَّـــهَ عَـلَــى نَـعْـمَـــائِـــــــهِ
إِذْ خَــصَّــنَــــا بِــخَــيْــــرِ أَوْلِــيَــائِــــــهِ
أَنْـــتَ الْـمُـشَـفَّــعُ فِــي أَهْــلِ الْـعَـصْـــرِ
مِنْ كُـلِّ هَـوْلٍ يُـخْـتَـشَـى فِـي الْـحَـشْـــرِ
عَــارٌ عَـلَـيْــكَ يَــا مُــمِــدَّ الْــخَــلْـــــــقِ
مِــنْ بَـحْــرِ أَحْـمَـــدَ حَـبِـيــبِ الْـحَـــــقِّ
أَنْ يَـلْـحَـقَ الْضَّـيْـمُ مَـنِ انْـتَـمَـى لَـكُـــــمْ
أَوْ يَـعْـتَـرِي الْـمَـكْـرُوهُ أَهْــــلَ وُدِّكُــــــمْ
عَـلَـيْـــكَ بِـالأَعْــــدَاءِ قَـــدْ تَـمَــــــــرَّدُوا
وَجَــــرَّدُوا سُـــيُـــوفَـــهُـــمْ وَشَــــــرَّدُوا
وَصَــيَّــرُوا الــدِّيـنَ الْـقَــوِيــمَ ضُحْكَــــهْ
وَهَــــدَمُـــوا أَرْكَـــانَــــهُ وَسَمْــــكَـــــــهْ
إِنْ لَـمْ نَــكُــنْ أَهْــلاً لأَجْــلِ ظُـلْـمِــنَـــــا
فَـحِــلْـمُـكُــمْ يَـسَـــعُ سُـوءَ جُـــرْمِـنَــــــا
يَـا رَبَّـنَـــــا بِـشَـيْـخِـنَــــا الـتِّـجَــانِــــــي
أُلْـطُـــفْ بِـنَــا فِــي سَـائِــــر الأَزْمَــــانِ
وَجُـــدْ لَـنَـــا بِــالْــفَـــوْزِ وَالْــغُـــفْــــرانِ
قِـنَـا الـرَّدَى وَاعْــفُ عَــنِ الْـخُـسْــــرَانِ
وَانْـصُـرْ عِـصَابَـةَ الـهُـدَى عَـلَى العِـــدَا
يَــا مَـالِـكـاً فِـي الْـمُـلْــكِ قَــدْ تَــفَـــــــرَّدَا
وَاصْـلِــحْ لَـنَـا مِــنْ أَمْــرِنَـا مَـا فَـسَـــــدَا
وَنَـجِّـنَــا مِـنْ كُــلِّ مَــنْ قَـــدِ اعْـتَـــــدَى
وَاعْــفُ عَـــنِ الــذُّنُــوبِ يَـا كَــرِيـــــــمُ
لأَنَّـــــكَ الـــرَّحْــمَــانُ وَالــــرَّحِــيـــــــمُ
وَاخْــتِــمْ لَـنَــا بِــالْـخَـيْــرِ يَـا عَــظِـيــــمُ
وَاصْـفَــحْ عَــنِ الــزَّلاَّتِ يَــا حَــلِــيـــــمُ
وَنَجِّـنَــا فِــي الـدَّهْــرِ مِـنْ كُــلِّ فِـتَـــــنْ
يَــا عَـالِـمــاً بِـالـحَــالِ سِـــرّاً وَعَـلَـــــنْ
وَهَـبْ لَنَا مِـنْ فَــضْلِـكَ الْعَـفْـوَ الْحَسَـــنْ
فِـي الـدِّيـنِ وَالـدُّنْـيَـا وَمِـنْ كُـلِّ الْمِـحَــنْ
يَــا رَبَّــنَــــا بِــغَـــوْثِـــكَ الْــمُــعَــظَّـــــمِ
شَــيْــخِ الـطَّــرِيـقَــةِ الْـهُـمَــامِ الأفْـــخَــمِ
وَسِـــرِّهِ الــسَّـــارِي فِـــي الْــعَـــوَالِـــــمِ
أُلْــطُــفْ بِـنَــا فِــي الْـقَــدَرِ الْـمُــحَـتَّــــمِ
وَأَيِّـــدْنَـــا بِــالــصَّـــبْـــِر وَالْــيَـقِــيـــــنِ
وَبِــالـرِّضَــى وَالْـعَـفْــوِ وَالـتَّـمْـكِـيــــــنِ
وَبِـالْـعَـطَــا الْــوَفِــيِّ فِــي ذَا الْـحِــيـــــنِ
مَـعَ الــثَّــبَــاتِ فِـــي مَـقَــامِ الـــدِّيــــــنِ
دُونَ تَــــغَــــيُّـــــرٍ وَلاَ تَــــــزَلْــــــــزُلِ
عَــنْ سُـنَّــةِ الـنَّـبِــيِّ طَـــهَ الأَفْــضَـــــلِ
إِلَـى الـمَـعَــادِ يَــوْمَ نَــشْـــِر الْــعَــمَـــــلِ
بِـــلاَ تَـــــحَـــــرُّفٍ وَلاَ تَـــــبَـــــــــــدُّلٍ
بِـجَـــاهِ أَفْـــضَـــلِ الْـــوَرَى مُــحَــمَّـــــدٍ
نَـبِــيِّــنَـــا مَـــنْ حَـــازَ كُـــلَّ سُـــــــؤْدَدِ
وَمَـنْ نَــجِــدْهُ لِـلْــحِــسَـــابِ فِــي غَـــــدٍ
صَـلَّـــى عَــلَــيْـــهِ الــلَّـــهُ دُونَ عَــــــدَدِ
*رواية المصطفى النظيفيين عن سيدي محَمَّد التجاني الخليفة الأعظم رحمه الله