مقالات

متى بدأ الاحتفال بالمولد النبوي / ذ: عدنان بن عبد الله زهار

” متى حدث هذا الأمر – أعني المولد النبوي- وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك أو خلفاء من أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم  ؟”

ولكم الشكر الجزيل .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى اللهعلى سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه أجمعين

أجاب عن السؤال

ذ: عدنان  بن عبد الله

ورد على الموقع السؤال التالي:

أجاب عنه الأستاذ بالتالي:

والجواب عنه على حسب المكنون في السؤال، فإن قصد به السائل الكريم مطلق الفرح بمولده فقد بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولا، لأنه سُئل صلى الله عليه وآله وسلم عن صومه ليوم الاثنين فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت ، أو أنزل علي فيه)) صحيح مسلم رقم: (1162).ووجه الدليل منه أنه جعل يوم ولادته دافعا لصومه، ففيه تعظيم منه للزمان الذي ظهر فيه هيكله الشريف، وإذا تبين هذا فليعلم أن ذلك مما كبر في قلوب الصحابة وعظموه وإن لم يعلنوه كما حصل في أزمنة متأخرة…
أما لو قصد السائل بداية إحداث الفرح بالمولد الشريف وإعلانه كما تعارف عليه الناس في الأزمنة المتأخرة، فقد ذكر السيوطي في “حسن المقصد في عمل المولد” أن أول من أحدث إقامة الاحتفال للمولد الشريف صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري بن زين الدين علي بكتكين وكان الملك المظفر عالما عادلا بطلا عاقلا كما صرح به غير واحد، وقال فيه الذهبي في “سير أعلام النبلاء”: كان متواضعا، خيّرا سنيا يحب الفقراء والمحدثين، وما نقل أنه انـهزم في حرب، وكان يمنع من دخول المنكر ببلده، وبنى للصوفية رباطين، ويبعث للمجاورين – يعني مكة- خمسة آلاف دينار، وأجرى الماء إلى عرفات، وأما احتفاله بالمولد النبوي فيقصر عنه التعبير، كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة، وتنصب قباب خشب له ولامرأته وتزين، ويخرج من البقر والإبل والغنم شيئا كثيرا، فتنحر وتطبخ الألوان، ويعمل عدة خلع للصوفية، ويتكلم الوعاظ في الميدان فينفق أموالا جزيلة.الخ
وأنت ترى أن المحدث له من صالحي هذه الأمة جمع الله له بين الملك والعلم والصلاح والحلم، فكأن الله تعالى قدر هذا ليقطع وتين أهل الإنكار.
ثم توالى الفرح بسيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم على ما سنه هذا الملك الصالح، بل استن به ملوك وعلماء بعده وأقروه وشكروا صنيعه واهتبلوا بفعله وأشاعوه وأذاعوه، فكان له فضل هذا الخير وثوابه إلى قيام الساعة.
وهب أن من بدأه لا هو ملك ولا عالم ولا ولي، وإنما فُعل بناء على ما قرره الشرع الحكيم من إبقاء الأمور على أصلها من الإباحة، حتى يعضدها دليل عام في بيان فضلها فيرقيها إلى الاستحباب كما هو الواقع في موضوع السؤال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى